الخميس، 11 أغسطس 2011

الهولوكوست الأقرب للفهم طالما أن الهدف.. حقوق الإنسان

kolonagaza7

اسمحوا لنا اولاً بهذا السؤال الساذج؛ لو قمنا بتدريس طالب من كوسوفا مادة حقوق الإنسان وضربنا له المثل في انتهاكات تلك الحقوق على ما يجري للشعب الرواندي، والطالب يعاني أصلاً من انتهاكات يومية لحقوقه الإنسانية في بلده كوسوفا، أيهما سيكون أسرع للفهم، ان ندرِّسه ما يجري في رواندي ام ما يجري في بلده كوسوفا؟!، أعتذر مجدداًعن السؤال، لكن وللأسف بتنا مضطرين لهكذا نوع من الأمثله...
ونحن على اعتاب عام دراسي جديد في ايلول القادم، نلفت انه وبتوجيهات عليا من صنّاع القرار في الأمم المتحدة تحاول وكالة "الأونروا" فرض تدريس مادة حقوق الإنسان على طلاب اللاجئين الفلسطينيين في الأقاليم الخمسة التي تشرف عليها.
مادة حقوق الإنسان محل ترحيب وتقدير كامل من قبل اللاجئين الفلسطينيين الذين خَبِروا وعن جدارة أهمية حقوق الإنسان بسبب الإنتهاكات التي يتعرضون لها منذ ما يقارب المائة عام ولا يزالون...، إلا أن الحدث الجلل يكمن باقتصار تدريس نماذج انتهاكات حقوق الإنسان على الهولوكوست اليهودي فقط، وهنا نسأل، ماذا عن الهولوكوست الآسيوي؟ (لوصف أوضاع جزر المحيط الهادي وأقصى شرق آسيا تحت احتلال الإمبراطورية اليابانية)، والهولوكوست الأسود؟ (لوصف موت أعداد كبيرة من الزنوج على السفن التي كانت تقلّهم إلى عبوديّتهم في امريكا)، والهولوكوست الصيني؟ (لوصف أوضاع الصين تحت الاحتلال الياباني)، أوليست جميعها انتهاكات لحقوق الإنسان؟، وماذا عن هولوكوست (كوسوفا وتيمور الشرقية ورواندا وموزمبيق وغواتيمالا وغيرها..؟)، وماذا عن هولوكوست إلقاء القنابل الذرية الأميركية على مدينتي "هيروشيما" و"ناغازاكي"؟ إذاً لماذا يجري التركيز على تدريس اللاجئين الفلسطينيين مادة الهولوكوست الذي تحيط به الكثير من الشكوك والغموض؟ هذا يثير الكثير من علامات الشك والاستهجان والتعجب، ولماذا لا يتم تناول تدريس حالات من الهولوكوست الفلسطيني المتواصل وصاحبه يعايشه بشكل دائم ومادته حاضرة بكل مكوناتها العلمية؟، من مجزرة الطنطورة الى دير ياسين الى صبرا وشاتيلا... الى طرد شعب باكمله والاستيلاء على مقدراته.. أوليس فهم حقوق الإنسان سيكون أقرب وسيكون مصداقاً لإحدى المصطلحات السحرية التي تستخدمها وكالة "الأونروا" في تطوير ثقافة الفرد "التعلم من خلال الممارسة"؟.

علي هويديالمدير العام لمنظمة "ثابت" لحق العودة

مشاركة مميزة