الخميس، 11 أغسطس 2011

قطرة حرية من وادي النسناس بقلم/ توفيق أبو شومر



kolonagaza7

ذكرتْ صحيفة هارتس اليوم 11/8/2011 اتساع ثورة الخيام في إسرائيل، فقام عدد من المشردين بإشعال إطارات السيارات في حولون، وهم يحتجون على أوامر مفتشي البلدية، الذين أمروهم بإخلاء المكان خلال أربع وعشرين ساعة، وذكرت الصحيفة أيضا اتساع نطاق ثورة الخيام من كريات شمونه إلى بئر السبع!!
وأشارت الصحيفة أيضا إلى بداية ثورة خيام فلسطينية جديدة في وادي النسناس الحيفوي، حيث يحتج الشبان الحيفويون على ضائقة السكن، وغياب العدالة الاجتماعية بسبب الاحتلال والقمع وإنشاء المستوطنات على حساب رفاه الشعب، فلا روضات أطفال ولا مدارس تكفي لأبناء الفلسطينيين الصامدين!
أعادني الخبر إلى ذكرى تهجير أهلنا في 21/4/1948 على يد الهاغاناه، عندما تحول حي وادي النسناس إلى غيتو فلسطيني، حيث تمكن الحي من الصمود في وجه المذابح، وكانت الأسر الفلسطينية المهجرة من أرضها تتقاسم بيوت الحي فتسكن الأسرة في غرفة واحدة، واستطاع هذا الحي الصامد مواجهة محاولات تفجيره ببراميل البارود التي كانت تتدحرج عليه من الأعلى من الكرمل، وظل هذا الحي صامدا حتى الآن في وجه محاولات تفريغه بذرائع توسيع الشوارع، وتجميل الحي!
وذكَّرتني ثورة خيام وادي النسناس أيضا بالحركة الأدبية والثقافية الفلسطينية ، ذكرتني بالأديب الكبير إميل حبيبي، عاشق حيفا المتيَّم بها، والروائي الكبير غسان كنفاني الذي خلدها وكتب عنها رواياتٍ وقصصا ، والشاعر المبدع أحمد دحبور الذي توَّجها ملكة جمال الشعر، ومحمود درويش الذي قال عنها:
" قطرة ماء بمنقار قُبَّرةٍ
فوق حجارة حيفا
تعادل كل البحار"!!
فهل سيستعيدُ شبابُ وادي النسناس الفلسطينيون ممن ولدوا بين أسوار حيفا وأزقتها تاريخ أبائهم وأجدادهم فيها؟
وهل سيعود حي وادي النسناس كما كان جذوة ثورة ضد الظلم والطغيان والاغتصاب والاقتلاع والتشريد والاحتلال؟

مشاركة مميزة