الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

من يعاقبون؟؟ وممن ينتقمون؟؟؟

kolonagaza7

بقلم الكاتب // عزام الحملاوى
استقبل شعب فلسطين شهر رمضان كعادتهم بالعادات والطقوس الخاصة به التي كان وما يزال أبناء غزة يعتزون ويفتخرون بها, مثل:تنظيف الشوارع وتزيينها بالزينة والفوانيس, وإطلاق الألعاب النارية,وخروج الأطفال إلى الشوارع جماعات يطبلون ويغنون وينشدون ابتهاجا بقدوم شهر رمضان المبارك 0ومع قدومه هذا العام, كان من المفترض على حكومتي رام الله وغزة , وشركة الكهرباء والتجار والاونروا, أن يعملوا على تخفيف الأعباء والمعاناة عن أبناء شعبهم خاصة في غزة, حيث يعانى المواطنون من فقر متقع وظروف حياتيه قاسية, ولذلك كان يجب أن تكون تهنئتهم عملية وواقعية تعبر عن مدى محبتهم وتفانيهم من اجل خدمة المواطنين وراحتهم, وليثبتوا حرصهم على المصلحة العامة التي تتمثل في مصالح ومطالب الشعب والوطن ومراعاتها خاصة في شهر رمضان الفضيل, ولكنهم نظروا جميعا إلى مصالحهم فقط , لذلك كانت تهنئتهم جميعا كبيرة تليق بهذا الشعب العظيم وعطائه وتضحياته وصبره على ماابتلى به من مصائب ومحن, لذلك كانت التهنئة كالتالي:
بالنسبة لشركة الكهرباء: استمر انقطاع التيار الكهربائي وزادت ساعات انقطاعه مع بداية شهر رمضان المبارك وحتى اليوم خاصة وقتي الإفطار والسحور, إضافة إلى برنامج القطع اليومي تحت حجج واهية, في حين أن المناطق التي يعمل بها بعض موظفي شركة الكهرباء لاتقطع عنهم إلا قليلا وسرعان ماتعود إلى مناطقهم, وهذا يشير إلى أنهم غير مكترثين بأن الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي والذي يتجاوز 10 ساعات يوميا, حول حياة المواطنين إلى جحيم في ظل ارتفاع درجات الحرارة, وأضاف عليهم المزيد من المتاعب التي يعيشوها دون اى تفسير منطقي لهذا الانقطاع, فأين حكومتي غزة ورام الله من هذا؟؟0 أما الوكالة ( الاونروا ) والتي بدأت بتقليص خدماتها وفى كافة المجالات سواء على صعيد التعليم, أو الصحة, أو عمليات رفع القمامة, أو المساعدات الغذائية, أو إيقاف برنامج البطالة لتشغيل المواطنين, كل هذا زاد من أعباء وهموم المواطن الفلسطيني في ظل الحصار والبطالة والفقر الشديد في غزة, بالإضافة إلى, ذلك فقد بدأت منذ بداية هذا الصيف بالتلاعب بكمية المياه التي تضخ للمواطنين ,والمدة الزمنية المقررة لكل منطقة ,حيث بدأت المياه تصل للمنازل ضعيفة ولاتستطبع الصعود إلى الخزانات في بيوت الوكالة ذات الطابق الواحد, ولاابالغ عندما أقول في بعض الأحيان لايجدى ماتور الكهرباء نفعا في سحب المياه لأعلى, وكم من الشكاوى قدمت للمسئولين لكن دون فائدة ,ومازالت المشكلة قائمه والمواطنون يعانون في ظل هذا الصيف الحارق, وأصبح المواطنون يتوجهون إلى البئر لملا الجالونات لتغطية احتياجاتهم, بالإضافة إلى زيادة الأعباء المالية لشراء المياه المفلترة, فأين دور حكومتي غزة ورام الله وماذا فعلن؟0 أما حكومتي رام الله وغزة وقصة تأخير الرواتب أو صرف نصف راتب كما حدث من حكومة رام الله, حيث صرفت نصف راتب عن شهر يونيو ولم تكمله حتى ألان, وراتب كامل عن شهر يوليو, فماذا كانت النتيجة للموظف المقهور الذي لايكفيه راتبه شيئا وهو يقبض بشكل منتظم؟؟ كيف سيكون وضعه المالي عندما يأخذ نصف راتب وبعد تأخير فترة ليست بالبسيطة, أو حتى راتب شهر كامل بعد ذلك مع عدم تكمله راتب الشهر السابق, فهل سيكون لتسوية ديون الموظف التي نتجت عن هذه المشكلة؟؟ أم لتسديد القروض البنكية؟ أم لنهب البنوك نتيجة صرف بعضها رواتب الموظفين مسبقا ومن أموالها, وكيف سيكون الموظف الفقير قادر على تغطية مصاريف شهر رمضان في ظل هذه الأوضاع المالية الصعبة وارتفاع الأسعار الجنوني؟؟.إن الحكومة تعلم إن معظم الموظفين هم من الطبقة الفقيرة رغم تقاضيهم رواتب كاملة, ولكن ارتفاع الأسعار الجنوني وتعقيدات ومشاكل الحياة تجعلهم يتجهون إلى الدين ومد اليد لتكملة الشهر, فنصف الراتب الذي تم صرفه من حكومة رام الله وأكمله بنك فلسطين وبنك القدس وصل هذا الشهر للموظف ناقص النصف بعد أن استرجعت البنوك ديونها دون أن تراعى الحكومة ذلك, وتتفق مع البنوك بالتأجيل وتقسيط المبلغ وتركت الموظف يتحمل نتيجة أفعالها وأخطائها لوحده . أما الأسعار وارتفاعها الجنوني وخاصة في شهر رمضان المبارك, حيث لاحسيب ولا رقيب ولا تحديد لاى من أسعار السلع بمختلف أنواعها من خضروات وفواكه ولحوم, حيث أصبح التاجر هو من يتحكم بالسوق وحياة المواطن غير مراعى للأوضاع ألاقتصاديه السيئة, ولا الحصار وحالة البطالة التي تجاوزت نسبة55% ,ولاحالة الفقر في غزة التي تجاوزت نسبة 80% , ورغم ذلك لم تشفع كل هذه الأمور للمواطن, ولم تحرك حكومة غزة ساكنا لوقف هذا الغلاء.ورغم كل هذه المعاناة التي يواجهها المواطن أو الموظف في غزة, حيث أصبح يعيش بلا راتب, وبلا ماء, وبلا كهرباء, بالإضافة إلى انه أصبح يواجه ارتفاع الأسعار, وانعدام الخدمات, لم نجد حكومتي غزة ورام الله قد حركتا ساكنا لحماية المواطن الذي لايجد قوت يومه في معظم الأحيان, لتخفيف العبء عنه, وتحديد الأسعار ,ومحاسبة المخالفين من التجار الذين تجاوزوا كل القيم والأخلاق والأصول, ولم يلتزموا بها إكراما لهذا الشهر الفضيل0في النهاية علينا أن نتقدم بخالص الشكر والمحبة لكل هذه الفئات لحرصها على راحة ومصلحة المواطن, ولنؤكد من جديد أن الأزمات والمعاناة التي يعيشها المواطن في غزة هي مشاكل مفتعلة وحلولها موجودة إذا أرادوا الحل , ولكن سلوكهم وتصرفاتهم بدأت تكشف حقيقة أهدافهم وتوجهاتهم. إن هذه التصرفات أصبحت تشعرنا بان مايتم ضد قطاع غزة ماهو إلا إهمال وانتقام متعمد بشكل بشع لا يقره لا الشرع ولا القانون, ولا يتوافق مع أخلاقنا وديننا ومبادئنا الإنسانية, إنهم ينتقمون منا ويعاقبوننا لأننا لم نقم باى تصرفات نؤمن جميعاً بأنه لا فائدة منها سوى خدمة مصالح هذه الفئة أو تلك, حتى ولو على حساب الدين والمبادئ والقوانين وحياتنا وحياة أبناؤنا, وعلى ماتبقى من جثة هذا الوطن الذي سنظل نؤكد دائما بأننا سياجه المنيع في وجه كل طامع ومعتد. رمضان كريم , وكل عام وانتم بخير.

مشاركة مميزة