الاثنين، 8 أغسطس 2011

المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى)

kolonagaza7

انتهاكات الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية خلال شهر تموز 2011
رام الله – 8/8/2011: ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكات عديدة بحق حرية الصحافة خلال شهر تموز الماضي، خاصةً أثناء تغطية الصحفيين للمسيرات الأسبوعية والفعاليات السلمية في عدة مناطق بالضفة الغربية.

فقد قامت بإلقاء قنبلة غاز بين قدمي مصور الأسوشيتدبرس حازم بدر أثناء تغطيته لفعالية تضامنية مع أهالي بلدة التوانة جنوب الخليل بالضفة الغربية بتاريخ 9/7/2011، وألقت أيضاً قنبلة غاز على المصور الصحفي هيثم الخطيب أثناء تغطيته للمسيرة الأسبوعية في بلعين بتاريخ 22/7/2011. كما اعتدت بالضرب المبرح على مصور صحيفة الحياة الجديدة مهيب البرغوثي أثناء تغطيته للمسيرة الأسبوعية ضد التوسع الاستيطاني في قرية النبي صالح وتركته ملقى أرضاً لمدة أربع ساعات تحت أشعة الشمس وهو ينزف، بتاريخ 28/7/2011.

ومنعت سلطات الاحتلال أيضاً الصحفي الحر مصطفى صبري من السفر عبر معبر الكرامة بتاريخ 8/7/2011، وقام ضباط الأمن في مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بمدينة القدس الغربية بإجراء تفتيش مهين لثلاث صحفيات بتاريخ 22/7/2011. بالإضافة إلى تحويل الصحفي نواف العامر إلى الاعتقال الإداري.

وأقرت الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون مكافحة المقاطعة الإسرائيلية في 11/7/2011، والذي يجعل أي دعوات للمقاطعة الأكاديمية والثقافية والاقتصادية لإسرائيل جريمة مدنية ، كما أنه قابل للتطبيق في إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية. إن هذا القانون يحد من حرية الرأي والتعبير والتجمّع ويعتبر مخالفة صريحة للمادتين 19 و 20 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. كما أن مركز مدى يعبر عن مخاوفه من أن تنفيذ هذا التشريع سيؤدي إلى ارتفاع حاد في عدد الانتهاكات التي ترتكب ضد الصحفيين في الأرض الفلسطينية المحتلة وقمع المزيد من الأصوات الفلسطينية.

من جهة أخرى، ورغم التحسن في وضع الحريات الإعلامية نتيجة انخفاض الانتهاكات من الجانب الفلسطيني، إلا أن شهر تموز شهد انتهاكين في الضفة الغربية وقطاع غزة، الأول محاولة إحراق مقر وكالة معاً في مدينة غزة من قبل مجهولين بتاريخ 10/7/2011، والثاني احتجاز واستدعاء مصور فضائية الأقصى أسيد عمارنة للتحقيق من قبل جهاز الأمن الوقائي في مدينة بيت لحم بتواريخ 17 و21/7/2011.

إن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) يدين بشدة الاعتداءات على الصحفيين الفلسطينيين. ويطالب الجهات الدولية الرسمية والحقوقية بالتحرّك الجاد والسريع لوقف مسلسل الانتهاكات الإسرائيلية، كما يطالب المجتمع الدولي بالضغط على السلطات الإسرائيلية لإلغاء مشروع قانون مكافحة المقاطعة والالتزام بالقانون الدولي، والمواثيق الدولية.

وعلى الصعيد الفلسطيني يجدد مركز مدى ترحيبه بانخفاض الانتهاكات من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويطالب بوقف الانتهاكات بشكل كامل واحترام حرية الرأي والتعبير.
تفاصيل الانتهاكات:
(5/7) حوّلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منسق برامج فضائية القدس في الضفة الغربية نواف العامر إلى الاعتقال الإداري يوم الثلاثاء الموافق 5/7/2011. وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت العامر صباح يوم الثلاثاء الموافق 28/6/2011، من منزله الكائن في كفر قليل جنوب شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية.
(8/7) منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الصحفي الحر مصطفى صبري من السفر عبر معبر الكرامة يوم الجمعة الموافق 8/7/2011. وأفاد صبري أنه توجه إلى معبر الكرامة في تمام الساعة الثامنة من صباح يوم الجمعة، وعندما وصل إلى الجانب الإسرائيلي وقدّم أوراقه اللازمة، طلب منه الموظف أن ينتظر، وبعد حوالي ثلاث ساعات أخبره احد المسؤولين في المعبر بأنه ممنوع من السفر "لأسباب أمنية"، دون ذكر أية تفاصيل أو أسباب مقنعة. وأكمل صبري حديثه قائلاً: " لن أسكت عن هذا الأمر وسأواصل الدفاع عن حقي في التنقل".
(9/7) اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مصور الأسوشيتدبرس حازم بدر أثناء تغطيته لفعالية تضامنية مع أهالي بلدة التوانة جنوب الخليل بالضفة الغربية، وذلك يوم السبت الموافق 9/7/2011. وكان بدر قد توجه إلى بلدة التوانة لتغطية فعالية تضامنية مع أهالي البلدة المهددة أراضيهم بالمصادرة لصالح توسيع المستوطنات المجاورة، حيث تواجد هناك مجموعة من المتضامنين الأجانب والإسرائيليين لمساعدتهم في تنظيف ورعاية أراضيهم المهددة بالمصادرة. وبينما كان يقوم بعمله، وضع أحد أفراد حرس الحدود الإسرائيلي قنبلة صوت بين قدميه، فانفجرت مسببة له حروقا متوسطة في ساقيه.
(10/7) محاولة إحراق مقر وكالة معاً الإخبارية في قطاع غزة من قبل مجهولين، وذلك صباح يوم الأحد الموافق 10/7/2011. وأفاد مراسل الوكالة في غزة إبراهيم محمد خليل ل"مدى" أنه تلقى اتصالاً صباح يوم الأحد من زميله في المكتب المجاور أخبره بأن هناك علامات حرق على باب المكتب الرئيسي لمعا. وعندما توجّه إلى هناك في حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً وجد جزءاً كبيراً من الباب محروقاً وبجانبه زجاجة بلاستيكية توجد بها مادة حارقة. وأكمل خليل حديثه قائلاً: " لقد اكتشف حارس العمارة الأمر عند الساعة الخامسة صباحاً ولكنه لم يرد إزعاجنا، ومن حسن حظنا أنه لا يوجد شي سريع الاشتعال بالقرب من الباب الرئيسي". وأضاف خليل أيضاً: " أن الوكالة لم تتلق اعتراضاً من أحد على ما ينشر في صفحاتها، ولم تتلق تهديداً منذ زمن طويل، حيث استغربنا جداً من هذه الحادثة التي لم نتوقعها".
(17/7) استدعى جهاز الأمن الوقائي في مدينة بيت لحم مصور فضائية القدس أسيد عمارنة وذلك يوم الأحد الموافق 17/7/2011. وأفاد عمارنة أن أفرادا من الأمن الوقائي جاءوا إلى منزله يوم السبت وقاموا بتسليمه تبليغا للحضور الى مقرهم الساعة التاسعة صباحاً من اليوم التالي ، وعندما ذهب إلى هناك انتظر لغاية الساعة الواحد والنصف ظهراً حتى بدا التحقيق معه حيث تم استجوابه عن عمله وزملائه وعن أخر تقرير أعده. وأفاد عمارنة قائلاُ: "لقد قال لي المحقق بنبرة تهديد أنه يتوجب عليّ إرسال أي مادة أعدها لهم لأبعد عن نفسي المتاعب، ولكني رفضت ذلك وقلت له أنا صحفي وهذا الطلب يتنافى مع القانون، فرد علي: سأعطيك مهلة يومين ومن ثم سأتصل بك".
(20/7) احتجز الأمن الوقائي في مدينة بيت لحم مصور فضائية الأقصى أسيد عمارنة أثناء قيامه بالتصوير في مخيم الدهيشة لصالح التلفزيون الألماني، وذلك يوم الأربعاء الموافق 20/7/2011. وأفاد عمارنة أن أفراد من الأمن الوقائي قاموا باحتجازه حوالي ساعة ونصف ومن ثم طلبوا منه أن يأتي في اليوم التالي. وعندما ذهب إلى هناك في الوقت المحدد انتظر حتى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر ومن ثم تم سؤاله مجدداً عن عمله وعن ضرورة إرسال جميع المواد الصحفية التي يعدّها إلى الأمن الوقائي قبل بثها. وأضاف عمارنة: " لقد قلت لهم أنني صحفي وعضو في نقابة الصحافيين وإذا كان هذا قانونياً فاطلبوا ذلك من نقابة الصحفيين، فقال لي أنا لا أتحدث مع النقابة، أنا أتحدث معك وأخذ رقم جوالي ليتصل بي، ولكنه لم يتصل لغاية الآن".
(22/7) ألقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنبلة غاز على المصور الصحفي هيثم الخطيب أثناء تغطيته للمسيرة الأسبوعية في قرية بلعين قرب مدينة رام الله، وذلك يوم الجمعة الموافق 22/7/2011. وأفاد الخطيب أنه أثناء تغطيته لإحداث المسيرة الأسبوعية، بدأ جنود الاحتلال بإلقاء قنابل الغاز على المتظاهرين بشكل عشوائي، فأصابت إحدى القنابل قدمه اليمنى.
(28/7) اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالضرب المبرح على مصور صحيفة الحياة الجديدة مهيب البرغوثي أثناء تغطيته للمسيرة الأسبوعية ضد التوسع الاستيطاني في قرية النبي صالح، وذلك يوم الجمعة الموافق 28/7/2011. وكان البرغوثي يقف عند مدخل القرية استعداداً لتغطية المسيرة، وأثناء ذلك قام جنود الاحتلال بإيقافه وطلبوا بطاقته الشخصية وآلة التصوير، فقال لهم بأنه صحفي ولا يحق لهم مصادرة كاميرته، فأحاط به عدد من الجنود وقاموا بضربه وتحطيم كاميرته كلياً. وأفاد البرغوثي أيضاً: " لم يقف الأمر عند ذلك، فقد قام أيضاً خمسة جنود بضربي بإعقاب البنادق واحتجزوني داخل سيارة عسكرية، وبعدها ألقوني أرضاً وأنا مكبل اليدين في منطقة بعيدة عن القرية وقام أحدهم بركلي وضربي بقدمه على رأسي مما تسبب لي بنزيف في الجهة اليسرى من الرأس. لقد بقيت ملقى على الأرض لمدة أربع ساعات وأنا أنزف إلى أن وصلت سيارة إسعاف فلسطينية نقلتني إلى المستشفى حيث مكثت يومين هناك تلقيت خلالهما العلاج اللازم".

مشاركة مميزة