الاثنين، 8 أغسطس 2011

السعودي ( شبكشي ) لم يزل يعتز بإخوة صدام



kolonagaza7

لدكتور طالب الرماحي
مقطع من مقال الكاتب السعودي حسين شبكشي ( النظام السوري .. أسرار قذرة ) المنشور في جريدة الشرق الأوسط عدد 8 أغسطس 2011 :
فمال ( اي النظام السوري ) وحيدا في صف إيران ضد النظام البعثي العربي «الشقيق» ، احتضن الكثير من الخلايا الإرهابية التي أثارت الرعب في دول الخليج من محاولة اغتيال أمير الكويت إلى تفجير الخبر إلى أحداث البحرين الأخيرة، أسهم في تأجيج الفرقة والصراع بين الفرق الفلسطينية، وهدد أي فصيل منهم يوافق على اتفاق ثنائي مع إسرائيل بتصفيته .
إلى الكاتب السعودي حسين شبكشي
هل تعلم أنك تعيش في الألفية الثالثة ، عصر انكشف على كل حقائق الدنيا ، بل أن العلوم توصلت إلى أن تسبر غور حتى المشاعر الإنسانية بعد أن تجاوزت كشف الكذب .. وأنا اقرأ مقالك توقفت عند عبارة ( النظام البعثي العربي الشقيق ) ، وجدت نفسي لا إراديا اتمعن فيها وأنظر إلى من أطلقها ، فوجدتك الكاتب السعودي الذي استشطت غضبا على النظام السوري وهو يقتل ابناء شعبه .. وعجبت لكاتب وإعلامي مثلك ويحتجز له عمودا في صحيفة الشرق الأوسط انحدر في تشخيصه إلى أقل ما يمكن أن يطلق عليها ( السذاجة أو التفاهة ) .. وذلك أنه ليس في هذا العالم أكثر تفاهة من شخص يغمض عينية عن حقيقة مطلقة ، هو يؤمن بها لكن ثمة ( اشياء طائفية وأحقاد سوداء) في داخلة تجبره على تجاوزها ودهسها بمداسة .. فهل تدرك يا أيها الكاتب "العريق !!" أنك تناقض أكبر حقيقة عرفها الشعب العربي بكل أطيافه المتناقضة والعالم أجمع وهي أن ( حزب البعث العربي في العراق ) والذي أطلقت عليه بالشقيق ولمت حافظ الأسد لأنه لم يسانده في حرب افتعلها ، قد أحرق بحروبه البلاد وسب العباد لثمان سنوات عجاف ، وأن تلك الحرب كانت مقدمة لصدام لأن يدوس بنعاله ( عقالك ) عندما اكتسح الكويت وهتك أعراضها ، وأعتقد أنك تعلم جيدا أن 1500 كويتية قد حملت سفاحا بسبب اعتداءات ( الحرس الجمهوري لحزب البعث العربي الشقيق ) على حرائر الكويت .. إسأل الكويتين أيها العربي الشهم!! عن تلك الكارثة وهي واحدة من الكوارث المأساوية التي خلفها حزب البعث في العراق .
غريب أمركم أيها الكتاب السعوديون .. أنكم والله تهينون أنفسكم بشكل لم تألفه البشرية من قبل ، لكنه الحقد واللئم الطائفي الذي يستحوذ عليكم فأعماكم الله ، ورمى الشيطان بوشاحه على قلوبكم فما عدتم تميزون بين العدو والصديق .. فما زلتم تحنون لصدام وحزبه المشؤوم مع أنه أهانكم وهتك أعراضكم وحطم كبرياءكم ، لكن كل تلك الأمور يبدو أنها ( تهون ) ما دام صدام الأرعن وحزبه المشؤوم قد ذبح وبلا رحمة في يوم ما شعباً تختلفون معه في العقيدة ، تلك الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب العراقي يبدو أنها شفعت لصدام ولحزبه المقيت عندكم ، وهذا ما جعلك تفتخر به على أنه حزب لنظام شقيق ..ثم بأي شيء امتاز حزب البعث العربي في العراق لينال منك كل تلك الرعاية فتذكره بخير وتعتز بإخوته ؟ ألم يثبت للعالم أجمع وأنتم منه أن نظام البعث في العراق قد ترك من الجرائم ما لاتحصى وأكبر عنوان لتلك الجرائم مقابره الجماعية التي احتوت على أكثر من نصف مليون إنسان بريء ؟ أو تعلم أن جرائم النظام السوري الذي تستشيط عليه غضباً لايساوي شيئا أمام جرائم حزب البعث ( الشقيق ) ، أم نسيت أن كلا الحزبين قد نهلا من شرعة آسنة واحدة وهي شرعة ميشيل عفلق الماسوني الذي اسس لكل ضروب الخلق الإجرامي الذي تميز به حزب البعث أنى كان .
تبا لكم وترحا ..أن عبارتك في مقالك على صغرها ، تثبت لنا ما في دواخلكم من جبال حقد وعداوة وتحامل على الشعب العراقي ، وأن ما ذكرته لهو شبيه بما ساقه شبيهك الكويتي ( مفرج الدوسري ) الذي يستنجد بجده ( الحجاج ) ليعود فينتقم له من العراقيين ، فيبدوا أن شوقكم لسفك دمنا لم يعد حالة عابرة يحكمها مكان أو زمان ما ، بل هو عقيدة وأصالة تمكنت في وجدانكم واستحوذت على مشاعركم وأصبحت مصدر إلهام لكتاباتكم الحاقدة .
اقولها كلمة وأرجو أن لاتنساها .. أنت ومن يسير في دائرة الحقد على الشعب العراقي من أمثالك.. أن سوريا مقبلة خلال الأشهر القليلة القادمة على حرب أهلية طاحنة لم ولن تر مثلها المنطقة من قبل ، حرب سوف تحرق الكثير ومن أهلها أكثر ، أقول ما سيحصل في الشام .. ابشرك أنه سوف يحصل بعد وقت ليس ببعيد قليلة في جزيرتك العربية ، وسوف ترى نفسك في ذلك الوقت أسوأ حالاً مما عاشه العراقيون في زمن شقيقك النظام البعثي الصدامي في العراق ، بل وأسوأ مما سوف يحل في بلاد الشام .. وما أقوله ليس رجما بالغيب .. وأنما هو السنة الإلهية التي لاتقبل التأويل ولا التبديل .. السنة التي جرت على الكويت من قبل ، عندما ابتلعها النظام البعثي الصدامي ، بعد أن تهالكت على مساندته وحولت موانئها إلى بوابة تضخ إلى العراق كل وسائل الموت والدمار طيلة سنوات الحرب.. لكنكم لم تعتبروا بما فعله صدام ، وها سنة الله تجري على النظام السوري الذي لم يتوقف عن تصدير الإرهابيين السعوديين وكلابهم المسعورة إلى العراق ، وشعبه الذي يراقب معكم ما يسفك من دمائنا بعيون الرضى والتشفي ، ويبدوا أنكم أيضا لم تعتبروا بها .. لأنكم وكما يبدو قد ختم الله على قلوبكم .. ارجو يا سعادة الكاتب أن تحتفظ بهذه الرسالة حتى يأتي اليوم الموعود ، يوم سوف يراكم من الذل ما يذكركم بكل مواقفكم المشينة ، وأعدك مرة أخرى أن ذلك اليوم لن يكون بعيداً .



talib rammahi / rammahi1954@yahoo.co.uk

مشاركة مميزة