الخميس، 7 مارس 2013

لهذه الأسباب سنخوض الانتخابات فى قائمة منافسة للإخوان - مجدى أحمد ح

kolonagaza7
لهذه الأسباب سنخوض الانتخابات فى قائمة منافسة للإخوان
نسعى إلى تحالف وطنى إسلامى يحصل على الأغلبية ويشكل الحكومة
الإخوان تحولوا إلى حزب تقليدى يمارس السياسة دون ارتباط بالمرجعية الإسلامية وتفاهماتهم مع أمريكا هى السبب الأساسى لمشكلات البلاد
مجدى أحمد حسين
لا نقول اليوم شيئا جديدا بمناسبة الانتخابات، بل كان حزب العمل قبل وبعد الثورة "أمة وسط" بين موقفين. قبل الثورة فى العقد الأخير كنا "أمة وسط" بين موقفين: التيار الإسلامى فى مجمله وعلى رأسه الإخوان لا يطرحون قضية إسقاط سلطة مبارك، وبين التيارات العلمانية التى بدأت تجاهر بمعارضة النظام خارج الأحزاب الرسمية الفاشلة ورمزت لها حركة كفاية. كنا مع إسقاط النظام باجتهاد إسلامى مكتوب ومسجل فى عدة وثائق دعت للعصيان المدنى ووفق برنامج سياسى يهتدى بالمرجعية الإسلامية. وكنا نرى ضرورة تعاون الجميع من أجل تحقيق هدف إسقاط النظام أولا.
وبعد الثورة كنا "أمة وسط" من زاوية أخرى، بين المطالبة بإسقاط المجلس العسكرى الذى تبنته قوى شبابية وعلمانية وبين التحالف غير المشروط مع المجلس العسكرى الذى مارسه الإخوان والنور. كنا مع الضغط الشعبى المتوالى على المجلس العسكرى للإسراع بتسليم السلطة والإسراع بإنهاء المرحلة الانتقالية، والتحذير من استمرار هيمنة العسكر على السلطة التنفيذية وعدم تطهير السلطة القضائية. وهو ما ندفع ثمنه الآن.
وفى هذه اللحظة وبغض النظر عن الانتخابات التشريعية المقبلة (لأننا لسنا من محترفى الانتخابات)، نحن "أمة وسط" بين موقفين وهو الموقف الذى عبرنا عنه على مدار الشهور الماضية ومنذ تولى الرئيس مرسى الحكم، بين التأييد المطلق لحكم الإخوان المسلمين وهو الموقف الذى لا يتبناه الآن إلا الإخوان المسلمون فحسب (ولا أقول حتى كل أعضاء الحرية العدالة لأن غير قليل منهم متذمر وغير راض عن الأداء السياسى للإخوان!!) وبين موقف الرفض المطلق للإخوان وحكم مرسى مع الدعوة لإسقاط النظام بوسائل غير شرعية وغير دستورية بما فى ذلك استخدام كل وسائل العنف: قتل وحرق وتدمير وتخريب منشآت عامة وخاصة وقطع طرقات وسكك حديدية ومترو أنفاق، وهذا هو موقف ما يسمى بجبهة الإنقاذ العلمانية.
نحن لم نُخفِ فى أى لحظة هويتنا الإسلامية وتعاطفنا مع كل فصائل التيار الإسلامى ولكننا دعونا قبل وفى أثناء الثورة وبعدها لأوسع جبهة وطنية وإسلامية، ولكن الاستقطاب الحاصل الآن بين التيارين الإسلامى والعلمانى يبدو أنه قدر لا فكاك منه فى المدى القصير، ولكننا سنظل نمد اليد لكل المصريين الوطنيين للتعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان. ومع ذلك فى هذه اللحظة نجد كل العلمانيين يتحوصلون معا، وكذلك الإسلاميين ولا بأس طالما أن الانتخابات ستظل هى الفيصل، حتى تهدأ النفوس ويتعود كل فريق على التعامل برشد مع الفريق الآخر. كنا نؤيد الرئيس مرسى فى انتخابات الرئاسة رغم أن ما فعله قادة الإخوان المسلمين مع حزب العمل كان نموذجا حيا فى عدم الوفاء وعدم المبدئية فى العمل السياسى الأخلاقى، وهى قصة لا أجد الوقت لكتابتها، ولا أرى أنها مناسبة الآن لأن لدى الأمة الكثير مما يشغلها، ولأن أخطاء الإخوان فى حق الوطن أخطر من أخطائهم فى حق حزب العمل. أيّدنا الرئيس مرسى فى المرحلة الأولى مع عبد المنعم أبو الفتوح رغم أن أيا منهما لم يفكر فى الاتصال بنا. وأيدنا مرسى بلا تحفظ أمام شفيق ووزعنا ملايين المنشورات الشارحة لأهمية ذلك وكانت مؤثرة لأنها لم تكن من طرف الإخوان بل تضمنت انتقادات لهم، وإذا كان مرسى قد نجح بفارق 1% فلا شك أن حزب العمل أسهم ماديا وبصورة مباشرة فى هذا الفوز حتى وإن كان هذا الواحد فى المائة، ومن حق الأحزاب العلمانية والإسلامية التى أيدت مرسى أن تقول ذلك أيضا. كان لا يمكن أن نتردد بين مرشح الإخوان وشفيق، ولكن بلا شك فقد كان يسعدنا أن يتولى الرئاسة شخصية إسلامية. واعتقد أن أداء مرسى فى الأسابيع والشهور الأولى كان جيدا وأحدث حالة من الارتياح، لأن الموضوع كان فقط خطبا تطمينية، ثم كان الخلاص من المجلس العسكرى وهذا إنجاز وطنى بكل المقاييس. ولكن سرعان ما بدأ التدهور فى الأداء ولا يرجع هذا للرئيس مرسى فهو شخص معقول بكل المقاييس، ولكن يرجع لمنهج الإخوان المسلمين وطريقتهم فى فهم وممارسة السياسة، وعدم وضوح الرؤية الاقتصادية والاجتماعية لديهم. ليست كل ملاحظات العلمانيين على الإخوان خاطئة، ولكنهم يركزون على القشور والمظاهر كمسألة الاستحواذ والسيطرة والأخونة بالإضافة لكثير من التفاهات والأكاذيب، وقد يحدث هذا الضجيج تأثيرا على شعبية الإخوان ولكنه ليس أسلوبا مبدئيا، كما أنه لا يساعد الناس على التركيز فى مشكلاتهم الحقيقية واكتشاف أين مكمن الخطأ فى الممارسة الإخوانية فى الحكم من أجل الاصلاح، فالمسألة ليست فقط تشويشا وشبورة!!
مع شرعية الرئيس مرسى حتى النهاية:
رغم تمنياتنا فى أن يكون حكم الإخوان فاتحة للمشروع الحضارى الإسلامى إلا أن الأمر لا يسير فى هذا الطريق إطلاقا، ليس بمعنى أننا نستعجل أى شىء، ولكن لأن الخطوات الأولى تحدد المسار، فإذا كانت فى الطريق الصحيح يمكن المثابرة والانتظار بل والمعاونة على وعثاء السفر، أما إذا كانت الخطوات الأولى فى الاتجاه الخاطئ، فإن مواصلتها لن تكون إلا التيه فى الفيافى! ولأن المشروع الإسلامى ليس مشروعا غيبيا بل مشروع ملموس على وجه البسيطة وإن استند للإيمان الغيبى بالله وملائكته وكتبه ورسله، لأنه مشروع حضارى سياسى ثقافى اجتماعى اقتصادى فإن العلمانى والمسيحى واليسارى واليمينى يمكن أن يناقشه بكل حرية واحترام. ولكن الإخوان ساروا فى طريق آخر: اسمه الملاءمة السياسية. وكان الأولى بذل الجهد فى حسن عرض الإسلام. نحن لدينا أحسن بضاعة فى العالم وأسوأ مروجين لها. هرب الإخوة من الأدلة الشرعية فرار الفريسة من الأسد، ورفعوا لواء: الضرورات تبيح المحظورات، حتى أصبحت هذه القاعدة الفقهية المقيدة جدا عقيدة متكاملة بديلة تفوت الجمل من سم الخياط!! وأخذوا يتحدثون عن مصلحة مصر لحل أى مشكلة كما لو أن مصلحة مصر تتعارض مع رأى الإسلام. العلمانيون يهاجمون الإخوان لأنهم يؤسلمون المجتمع، والواقع أنك نادرا ما تجد ممثلا للإخوان أو الحرية والعدالة يربط بين الدين والواقع، فقد أصبحوا أساتذة السياسة الحرة البرجماتية. وحتى عندما يختلف حزب النور مع الإخوان لا يختلف حول اجتهاد إسلامى ولكن حول عدم توزيع المقاعد بصورة جيدة بين الحزبين. وفى مرة من المرات قال المحافظ الإخوانى لممثل النور الغاضب لماذا تغضب وقد عينت 5 من المساعدين من الإخوان و3 من النور وواحدا مستقلا ألم يكن هذا توزيعا عادلا؟ نعم هو كذلك يا سيادة المحافظ ولكننا نتساءل عن كفاءة هؤلاء التسعة وماذا أنجزوا لشعب المحافظة؟
لو اختلف الإسلاميون حول اجتهادات حقيقية فى التطبيق الإسلامى لكان ذلك مدعاة لإثراء الحركة الإسلامية والسياسية فى البلاد، بدلا من التنابز بالألقاب الذى نهى الله تعالى عنه.
سنظل نؤيد مشروعية الرئيس مرسى حتى نهاية مدته وسنتمنى له النجاح دوما وسنؤيده فيما نراه صحيحا، بل على استعداد لتقديم العون والمشورة له سرا وعلنا. وسنعارضه فيما نراه خطأ بالكلمة والعمل البرلمانى والجماهيرى والإعلامى والانتخابى. كذلك سنكون مع كل منجزات الثورة: احترام الدستور، رفض حل مجلس الشورى بحكم من الدستورية، ومع استكمال باقى المؤسسات الدستورية، والإنهاء التام والمبرم للمرحلة الانتقالية.
تصريحات خطيرة لسعد الدين إبراهيم:
أما الأداء العام للحكم وهو شركة بين مرسى والإخوان فنحن نعارضه بصورة متصاعدة لأن السياسات تدور فى فلك سياسات النظام البائد فى المجالين الاقتصادى والاجتماعى وفى مجال السياسة الخارجية. ومن ثم نحن نقدر تذمر الشعب وغضبه من سوء الأحوال. ولا شك أن الكارهين للإخوان أو الحل الإسلامى يستفيدون من هذا الأداء المتدنى، وهذا يعود بالوبال على التيار الإسلامى كله وعلى الشعب المصرى بأسره، بينما الإخوان لا يستشيروننا فى أى شىء. وهم الذين يحددون هذه السياسات وحدهم ودون أى مرجعية إسلامية. فيواصلون العلاقات مع الغرب بنفس وتيرة نظام مبارك. يقول د. سعد الدين إبراهيم الأمريكى المصرى كلاما خطيرا كأحد الوسطاء بين الإخوان وأمريكا، ولا يرد عليه الإخوان، ورغم أنه ليس مصدرا مصدقا إلا أن واقع الحال يكشف الحقيقة من بعض كلامه؛ فقال لصحيفة الوطن المصرية بتاريخ 29 ديسمبر 2012:
* 30 شخصية إخوانية سافرت إلى أمريكا قبل إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة، هل لديك أى معلومات عن كواليس هذه اللقاءات؟
- ذهب الوفد الإخوانى إلى كل من يهمه الأمر فى واشنطن، سواء كان هذا الشخص فى البيت الأبيض، الخارجية الأمريكية، الكونجرس، البنتاجون (وزارة الدفاع)، مقر المخابرات المركزية الأمريكية CIA، بعض الصحف الأمريكية ذائعة الصيت (واشنطن بوست، نيويورك تايمز، هيرالد تريبيون)، بعض المراكز البحثية المتخصصة مثل (فريدوم هاوس وكارنيجى) ذهبوا إلى كل هذه الأماكن، وكانت الرسالة واحدة للجميع وهى أن الإخوان لن يمسوا المصالح الأمريكية بسوء، بل على العكس نحن منفتحون لتعظيم المصالح المشتركة.
* من كان وراء ترتيب هذه اللقاءات؟
- خيرت الشاطر، لكنه لم يكن موجودًا.
* كنت أول من فتح قنوات الاتصال بين أمريكا والإخوان منذ عام 2009 فمن كان مهندس هذه المفاوضات من جانب الإخوان؟
- خيرت الشاطر وعصام العريان؛ وكانا جزءًا من الحوارات السياسية التى فتحناها مع الأوروبيين منذ بداية عام 2003 فى النادى السويسرى فى إمبابة وحدث ذلك 3 مرات، أما لقاءاتهم مع الأمريكيين فقد تأخرت قليلا لأن السفير الأمريكى بالقاهرة لم يستطع الحصول على تفويض من واشنطن للسماح له بمقابلتهم، فقد كانت أحداث 11 سبتمبر ما زالت تؤثر على القرارات الأمريكية، لكنه كان صديقًا للسفير البريطانى، الكندى، الأسترالى، الذين يجتمعون بالإخوان، ثم يجلس السفير الأمريكى معهم لمعرفة نتائج هذه الحوارات.
• ما أهم النقاط التى كانت تدور حولها هذه الحوارات المشتركة؟
-3 نقاط أساسية كان يدور الحوار حولها، وهى إذا ما وصلتم إلى الحكم ماذا سيكون موقفكم من كل من «القوى الغربية - أجندة الإخوان الداخلية وتحديدًا موقفهم من غير المسلمين وموقفهم من المرأة وحرية الإبداع والثقافة - موقفهم من معاهدة السلام وإسرائيل..» وكان الأوروبيون والأمريكان يردون «بناء على إجابتكم سيتم تحديد مدى شرعيتكم وقبولنا لها».
* هذا يعنى أن الإخوان بدأوا فى الترويج لعملية انتقال السلطة إليهم مبكرًا؟
- هذا ليس توقيتًا مبكرًا فى عالم السياسة، ففى السياسات الخارجية يوجد دائمًا فريق متخصص بالتفكير الإستراتيجى لاستطلاع الخطط المستقبلية التى تمتد لثلاثين سنة، والأمريكان يملكون هذه الخطط منذ السبعينيات.
* كيف يمكن أن تصف صورة الإخوان بعد أن وصلوا للحكم على المستويين الشعبى والرسمى فى أمريكا؟
- على المستوى الشعبى أعتقد أن واشنطن، فيريجينا، الميرلاند هى الولايات التى يهتم فيها الأمريكيون بالشأن العالمى ومنطقة الشرق الأوسط، ولا يتجاوز مساحة هذه الولايات مجتمعة 600 كيلومتر مربع ويسكنها حوالى 50 مليون أمريكى، والنخبة الأمريكية ترى أن مستقبل مصر مهم للعلاقات الأمريكية ومعاهدة السلام وتأمين إسرائيل، فضلًا عن علاقة أمريكا بالسعودية وباقى دول الخليج، أما على المستوى الرسمى فهناك الآن نوع من مراجعة القرار لدى المؤسسات الأمريكية البحثية تجاه ما يتعلق بعمل أجهزة الرصد، خاصة أن حدوث ثورة فى تونس كان من المفترض أن يقدم دليلًا واضحًا فى إمكانية انتقال الثورة إلى مصر، ولقد كنت فى البيت الأبيض فى ذلك الوقت، بل كنت قريبًا جدًا من دائرة صنع القرار فى واشنطن فى أثناء ثورة 25 يناير، وهناك مدرستان إحداهما تشير إلى ضرورة التعامل مع الحكومة الموجودة على الأرض (مدرسة الواقعية فى السياسة الأمريكية) سواء كانت من الإخوان المسلمين أو أى تيار إسلام سياسى، المدرسة الثانية تقول إن هذه القوى ليست معادية لأمريكا بالضرورة لكنها تريد خدمة مصالح نفسها، وبالتالى عندها قابلية للحوار بشكل كبير (نظرة براجماتية) فيمكن التعامل معها وفقًا لذلك.
* كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية؟
- العلاقات المصرية الأمريكية ستسير بنسبة 80% كما كانت أيام حكم مبارك، بمعنى أن هناك ثوابت ومصالح مشتركة لن تتغير فى حكم الإخوان، فعلم السياسة يقول إنه ليس هناك أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون، لكن هناك مصالح قائمة، والطرفان الأمريكى والمصرى حريصان على ذلك، ووفقًا لهذا ستستمر العلاقة بهذه النسبة المرتفعة فى التوافق.
* ألم يكن من المنطقى أن يحدث تغيير فى هذه العلاقة بعد وصول الإخوان إلى الحكم خاصة عقب قيام ثورة 25 يناير؟
- لا ليس من المنطقى، لأن رءوس الحكم هى فقط من تغيرت فى مصر وفى أمريكا، لكن المؤسسات نفسها ومنهجها لم يختلف، فاستمرارية المؤسسات لا تعتمد على الرءوس الكبيرة بل على منظومة متواصلة.. فمن الأخطاء الشائعة لدى المصريين والعرب الاعتقاد بأنه بمجرد تغير الرأس ستتغير المنظومة ككل! ولكن هذا أمر خطأ، والدليل ما نحن فيه الآن، هل تغير شىء فى مصر بعد تولى مرسى الحكم؟ لا أبدًا.
* شائعات أخرى تحدثت عن وجود قاعدة أمريكية فى مصر.. فهل لديك معلومة مؤكدة حيال هذا الأمر؟
- نعم، هناك قاعدة جوية أمريكية فى منطقة اسمها «بنى ياس» فى البحر الأحمر وهى موجودة من قبل أن يتولى الرئيس محمد مرسى الحكم، واستمرت مع الإخوان، والكل ينفى وجودها بما فى ذلك المتحدث باسم القوات المسلحة، ولكنى أقول لهم كيف عرفت اسمها ومعلومات عنها إن لم تكن حقيقة؟ كيف لى أن أعرف منطقة اسمها «بنى ياس» فى البحر الأحمر؟ وقالوا إنها مجرد مكان يتم تقديم التسهيلات به لطائرات الدول الصديقة.. وفى النهاية القاعدة هى مكان لتقديم تسهيلات بغض النظر عن طبيعة هذه التسهيلات أو مدتها. (انتهى الاقتباس).
هذه التفاهمات الأمريكية الإخوانية هى مقتل الإخوان وحكم مرسى ومقتل الثورة، لأن الثورة فى جوهرها كانت على الهيمنة الأمريكية الصهيونية على مصر وليس على شخص مبارك وابنيه وزوجته. وكما ذكرنا فإن هذه التفاهمات تحولت إلى تفاهمات مثلثة مع المؤسسة العسكرية ثم تحولت العلاقة إلى مربعة بدخول جبهة الإنقاذ فى المعادلة وإن كانت هى فى الأصل موزعة بين الضلع الأمريكى والضلع العسكرى للمثلث. المهم أن الأطراف الثلاثة: الإخوان والعسكر والإنقاذ يتحاكمون إلى الطاغوت الأمريكى فى خلافاتهم (يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ). وكتب مرة أحد أبرز صحفىّ العسكر يتفاخر بأن العسكر أقرب إلى قلب أمريكا من الإخوان (حلال عليكم يا عم!). وأذكر أننى امتعضت من د. حسن الترابى الزعيم السياسى السودانى حين قال لى منذ عدة سنوات متفاخرا: إن الرئيس البشير لا يستطيع أن يكلم الرئيس الأمريكى فى التليفون، ولكن أنا علاقاتى قوية بالغرب وسأزور فرنسا قريبا!! فلست أرى أى فخر فى الحديث التليفونى مع الرئيس الأمريكى.
ومهما ادّعى قادة الإنقاذ أنهم مستقلون ويرفضون مقابلة كيرى، فليقولوا لنا لماذا هم كل يوم مع سفراء أمريكا وأوروبا يشكون لهم ديكتاتورية مرسى المزعومة!!
إن مصر لن تعرف طريقها إلى الأمام إلا بعد الخلاص من حالة التبعية التى تأصلت على مدار أكثر من 35 عاما.
أفعال الإخوان لم تكن متخيلة فى المنام:
الإخوان المسلمون يهدمون أنفاق غزة، وينفذون التطبيع مع اسرائيل فى مجال الكويز وغيرها، ويجرون مناورات مع الجيش الأمريكى، ويحافظون على قواعد وتسهيلات الجيش الأمريكى على أرض مصر، ويأخذون السلاح من أمريكا بالمعونة. وهذا لم يكن يتخيله أحد فى المنام.
المجموعة الاقتصادية لحكومة هشام قنديل تتحدث بلغة متطابقة مع مجموعة يوسف بطرس غالى ورشيد، ولذلك هناك اتصالات حقيقية للمصالحة مع رشيد. رفع الدعم عن البنزين والسولار والخبز– بيع القطاع العام – تخفيض سعر الجنيه – رفع أسعار الكهرباء والغاز والمياه. عدم الاهتمام الكافى بالاستثمار الصناعى. استجلاب استثمار هنا أو هناك دون خطة اقتصادية محكمة. عدم تعظيم العلاقات الاقتصادية مع المحيط العربى والإسلامى والأسيوى والأمريكى اللاتينى والإفريقى. وعدم إعلان حالة الطوارئ لتوسيع القطاعات الإنتاجية لتجاوز مرحلة الاقتصاد الريعى. والإصرار الرهيب لحكم مرسى على تجاهل العلماء القادرين على قيادة النهضة العلمية والصناعية والتكنولوجية. غياب أى برامج واضحة للعدالة الاجتماعية.
هذه عناوين خلافاتنا مع الإخوان المسلمين التى سنعمل على المزيد من شرحها خلال الأسابيع القادمة وكما بدأنا ذلك من قرابة 6 شهور.
فى المقابل لا نحتاج لمجهود كبير لشرح موقفنا بخصوص ما يسمى جبهة الإنقاذ أو الخراب، فقد خسرت كثيرا خلال تبنيها لعمليات العنف والفوضى بدلا من العمل السياسى الجاد والسلمى، وانكشف عدم إخلاص معظم قادتها لمن كان يجهلهم. وبرهنوا للناس أنه ليس لديهم بديل سوى المقاطعة والتعطيل والتخريب وهم يريدون للمرحلة الانتقالية أن تستمر أبد الدهر ولتذهب مصر وشعبها إلى الجحيم، طالما هم فى قصورهم وسياراتهم الفارهة وعطلاتهم فى الساحل الشمالى أو فى الريفييرا أو حتى فى إسرائيل!
لقد كان للشعب حسّه الفطرى السليم بحيث أصبح فى مجموعه رافضا للطرفين (الإخوان والإنقاذ) ويبحث عن بديل ثالث من طين هذه الأرض، ولا نقول إن حزب العمل هو وحده هذا البديل ولكننا بالتأكيد من مكوناته، برؤيتنا التى لم نستخرجها من أجل المزايدات الانتخابية، بل نروج لها منذ عشرات السنين وقدمنا فى سبيلها العرق والدم والمشقة والتضحيات. وكنا دائما مستبعدين عند الغنائم. والآن فإننا –مع تحالف إسلامى مخلص– لا نسعى إلى مغنم حين نسعى للحصول على الأغلبية فى البرلمان لتشكيل الحكومة، ففى هذا الزمن هذا مغرم بكل المقاييس، ولكنه تكليف إلهى للمؤمنين ولولا ذلك ما سعينا إليه. اللهم إنك تعلم أننا كنا نتمنى نجاح الإخوان دون أن نحصل على أى شىء من حطام الدنيا. اللهم إنك تعلم أن إحساسنا بالواجب هو الذى يحركنا كى نخوض الانتخابات فى قوائم منفصلة وبالتالى منافسة للإخوان. وأن أوضاع البلاد لم تعد تحتمل الهزل أو صراعات السلطة أو البحث عن مآرب شخصية. وأن شعب مصر قد فاض به الكيل وهو محق. وأن النخبة المثقفة قد خذلته وخانته وخيبت رجاءه وأنه يحتاج إلى وجوه جديدة ودماء جديدة ولكن مختبرة كى يعول عليها فى جهد مستميت لإنقاذ الثورة وانتشال البلاد من الضياع. اللهم إنك تعلم أن أخطر شىء هو إحباط الناس بعد الآمال الكبار التى تعلقوا بها بعد سقوط الطاغية، وأن قوى الشر تعمل على استثمار هذه الحالة من الإحباط. فانصرنا وثبت أقدامنا وألهم المخلصين أن يلتفوا جميعا حول راية واحدة.
(اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا منافسة فى سلطان ولا التماس شىء من فضول الحكام ولكن لنرد المظالم عن دينك ونظهر الإصلاح فى بلادك فيأمن المظلومون من عبادك وتقام المعطلة من حدودك).

مرضى الهيموفيليا في خطر

kolonagaza7

مناشدة لسيادة الرئيس ابو مازن حفظه الله

مرضى الهيموفيليا في خطر

الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. 

بألاصالة عن نفسي ونيابة عن أهلي وعشيرتي وآباء وأمهات مرضى الهيموفيليا في فلسطين عافاكم الله جميعا . 

نرفع إلى مقامكم السامي أسمى آيات الحب والولاء والانتماء .فنحن مواطنون فلسطينيون الانتماء كنعانيون الولاء. 

ونناشدكم كأب لطفل مصاب بالهيموفيليا باسمه وأسم كل مصاب بهذا المرض في دولتنا الحبيبة .

نناشدك كإنسان أولا وصاحب قرار ثانيا بأن توعز لمن يهمه الأمر بتأمين إبر الفاكتر ,8 ,و,9 ,و10,وذلك لعدم توفره في مستشفيات الوطن من مده طويلة وهذه مده طويلة للمريض الذي بحاجه ماسه لتواجد هذا الدواء وتوفره باستمرار ،لأن وجود هذا الدواء يوفر في الكثير من استهلاك وحدات الدم .لأن كل ,180,cc,من الكريو. تحتاج إلى 6 وحدات دم للحصول عليها فوجود إبرة كريو صناعي توفر هذا العدد من وحدات الدم .

وكذلك كل وحدة بلازما تحتاج إلى وحدة دم لاستخلاصها وجود الا بره يوفر الوقت والمفعول بالجسم أسرع .

باسمي وأسم كل أب وأم عنده شخص مصاب بهذا المرض نناشدك يا سيادة الرئيس بأجراء اللازم با لسرعه الممكنه لتأمين هذا الدواء في المستشفيات وذالك للضروه القصوى فلا يعقل ان نرى ابنائنا امامنا يتعذبون فيكفينا عذاب الاحتلال.

لان المرض خطير فهو يصيب المفاصل ويعطل حركتها فأبني الصغير وعمره 5 سنوات لايقوى على ثني ركبتيه والمشي بشكل سليم من فترة اسبوعين واعتقد بأن المجتمع لا ينقصه ذوي احتياجات خاصة .

فأنا أعاني وهناك من يعاني اكثر ومع ذلك أقول الحمد لله على عطائه الذي لايحمد على مكروه سواه. 

فنحن جميعا أباء وأمهات لا يوجد لنا أي عتب أو لوم على ادارة المستشفيات.لأن ما يقدمونه لنا مواطنين ومرضى يفوق كل جهد وذلك حسب الامكانيات المتاحة لهم الله يعطيهم العافية والصحة ويبارك لهم بجهودهم فهم يعبرون عن حبهم وولائهم لهه البلاد من خلال عملهم ومراكزهم .لهم جميعا بكافة مواقعهم تحية إجلال وإكبار مع كل الأماني بدوام الرقي والأزدهار تحت ظل رايتكم ولكن كلنا امل في سيادتكم مساعدتنا في توفير هذا العلاج لانقاذ اطفالنا مرضنا فهم بالاول والاخر ابنائكم كم هم ابنائنا

حفظكم الله وحفظ ابناء شعبنا من كل مكروه . دمتم ودامت فلسطين مشعل عز ومنار....... 

ابنكم رائد الطويل - والد الطفل محمود الطويل - مدينة البيرة دولة فلسطين 

0599997623

هنيئاً لعباس ودحلان

kolonagaza7
وكالاتِ الإعلام خبر وصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي الفتحاوي محمد دحلان إلى إتفاقٍ ثنائي، ينهي سنواتِ القطيعةِ بينهما، ويضع حداً لخلافاتهما الخاصة والعامة، إلا أن نهنئهما على اتفاقهما معاً، وتمكنهما بنفسيهما أو بواسطة آخرين من وضع نهايةٍ سعيدة للمشاكل التي دبت بينهما، وانعكست على قطاعاتٍ كبيرة وشرائح مختلفة من الفلسطينيين عموماً وأبناء حركة فتح خصوصاً، لينهيا معاً مرحلة من الانقسام الداخلي والتراشق الإعلامي والاتهامات المتبادلة، ومحاولات الإقصاء والطرد والحرمان، والتضييق والمحاكمات والفصل ونزع الشرعية الحزبية، وينهي الآثار السلبية التي نشأت في رام الله والضفة الغربية تجاه عناصر فتح من قطاع غزة، إذ ضيق على كثيرٍ منهم بتهمة الانحياز إلى دحلان، والاصطفاف معه ضد الرئيس، ما استدعى مراقبتهم ومحاسبتهم وحرمانهم والتضييق على حركتهم.
قد يستغرب البعض هذا المقال وينكره، فيما قد يرحب به آخرون ويعجبون به، وقد يرى فيه آخرون أنه اصطيادٌ في الماء العكر، أو أنه حقٌ أريد به باطل، وأن المراد منه حقيقةً غير المنصوص عليه حرفاً، فكيف نهنئ رجلين على اتفاقهما وانتهاء الخصومة بينهما وهما محل اختلافٍ وخلاف، وموطن شبهةٍ وريبة.
أحدهما هو الرئيس الفلسطيني الذي يرأس السلطة الفلسطينية، ويشرفُ ورئيسُ حكومته على الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي ما زالت تلتزم وتطبق شروط وبنود اتفاقيات التنسيق الأمني التي أرسى قواعدها الجنرال الأمريكي دايتون، وألزم بها الحكومة الفلسطينية، وأرغمها على السهر على حماية المصالح الإسرائيلية، وهي المهام التي ألحقت الضرر بقطاعاتٍ واسعة من أبناء الشعب الفلسطيني، وحاربت أبناءه بتهمة الانتماء إلى حركة حماس، أو غيرها من القوى الفلسطينية المقاومة، وعلى أساسها اعتقلت الكثير منهم بتهم التخطيط والتآمر، والاعداد والاستعداد والتجهيز، بينما حرم وأقصي آخرون من وظائفهم، وفصلوا من أعمالهم، وصودرت أموال مؤسساتهم، وأغلقت جمعياتهم، ومنعوا من ممارسة الأنشطة العامة السياسة والحزبية، بحجة منعهم من محاولة الانقلاب على الشرعية، وتكرار ما حدث في غزة "الحسم أو الإنقلاب" في الضفة الغربية، والرئيس بصفته الرسمية يعتبر مسؤولاً عن هذه السياسة، ومنفذاً لها أو مشرفاً عليها، بما لا يعفي آخرين منها.
أما الآخر دحلان فقد تلطخت يداه بدماء شعبه، واسودت صفحات حياته بقصص الاعتقال والتعذيب والتنكيل، وله باعٌ طويل في التنسيق الأمني، والاتفاقيات الأمنية السرية مع الكيان الصهيوني، ولم يبدُ منه ما يفيد الندم أو الإعتذار، أو العزم على تغيير المسار، بل تفيد كل تصريحاته وأقواله أنه ليس نادماً على ما فعل، وأنه كان جاداً في مخططاته لضرب حركة حماس واستئصال شأفتها، وأنه نسق ضدها، وعمل على إضعافها، ومارس التعذيب في حق قيادتها وعناصرها، وساهم في تصفيات بعضهم، وسهل اعتقال العدو لغيرهم، وأبرم مع العدو عقوداً تجارية وأخرى صفقاتٍ اقتصادية تضر بالصالح الفلسطيني العام، وتلحق الضرر بكياناته المحتلفة، سببت الاحتكار، وخلقت ديناصوراتٍ من التجار وكبار رجال الأعمال، وغير ذلك مما خفي من الأعمال، وما نجهل من المهمات، وما لا تعرفه غير الأجهزة الأمنية العربية والأجنبية، وهو لكثيرٍ منها صديقٌ مقرب، ومستشارٌ مؤتمن، وخبيرٌ مخضرم، يسمع لرأيه، ويؤخذ بنصحه.
رغم ما قدمتُ من بيانٍ لحال الرجلين وما ارتكبا بحق شعبهما، إلا أنني لا أملك إلا أن أهنئهما كفلسطينيين، وأن أبارك إقدامهما على المصافحة والمصالحة، وإنهاء الخصومة ونبذ الاختلاف، فهذه سنة نبينا ودعوة ربنا، فقد نجحا فيما عجز عنه غيرهما، وحققا ما لم يقوَ عليه آخرون، وقاما بجرأةٍ وشجاعةٍ بما يرفض أن يقوم به سواهما، فما بينهما كان أكثر مما صنع الحدادون، وأكبر من أن يتولاهما مصلحٌ أو وسيطٌ، إلا أنهما تصالحا واتفقا، وأعلنا للملأ عزمهما ونيتهما، فبورك عملهما، وهنيئاً لهما صلحهما.
فهل تمضي مصالحتهما لصالح شعبهما لا عليه، وتكون معه لا ضده، وله لا عليه، ولا يكملان ما قاما به قديماً لصالح عدوهما وخدمةً له، فيصلحان ما أفسدا، ويندمان عما فعلا، ويعزمان على الإحسان لأهلهما والإخلاص لوطنهما، ويعلنان ولاءهما لشعبهما، وتخليهما عن كل عهدٍ أو ميثاق مع عدوهما، إذ لا قيمة لصلحهما إن لم يكن لصالح الشعب وقضيته، ولا خير في اتفاقهما إن لم يكن لخدمة أهلهما ووطنهما، فقد مل شعبهما الاختلاف، وعانى من سياستهما عندما كانا معاً ويوم أن اختلفا، فهل تكون المصالحة ساعة بدايةٍ وانطلاقٍ نحو عهدٍ جديد، وسياسةٍ أخرى تقوم على الثوابت، وتمضي وفق العهود، فلا عودة للتنسيق، ولا قبول بالتفريط، ولا تنازل عن الحقوق، ولا ظلم للشعب، ولا نهب لخيراته، ولا اعتداء على حقوقه، أو انتهاك لكرامته، إذ بهذا يفرح الشعب، ويبارك لهما اتفاقهما، ويدعو الله لهما، وبغير الصدق والإخلاص ينبذ الشعب صلحهما، ويتولى عنهما، ولا يهمه من شأنهما صلحٌ أو خصومة، ولا وفاق أو اختلاف.

moustafa.leddawi@gmail.com             بيروت في 6/3/2013

مشاركة مميزة