kolonagaza7
سامي محمد الأسطل
في الساعة الحادية عشرة من صباح الأحد 7/8/2011م عقدت جلسة جديدة من الحوار بين حركتي فتح برئاسة عضو اللجنة المركزية عزام الأحمد، وحماس برئاسة نائب رئيس مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق بعد أن تلاشت أخبار المصالحة والوحدة وإنهاء الانقسام ومفردات اللحمة الوطنية وتراجعت لهفة نداء الوفاق؛ فلقد تأجلت عملية التوقيع النهائية على المصالحة عدة مرات حتى تكرر يوم الثلاثاء الشاغر من كثرة تأجيله, ثم تساوى الثلاثاء بباقي أيام الأسبوع.
المصالحة تحتاج مراعاة تطلعات الفرد والمجتمع بمؤسساته المدنية والأهلية وشبه الحكومية ومكونات الشعب الفلسطيني، وإنهاء التعددية الأمنية تحت أي الذرائع, واحتساب المؤسسات على الدولة وليس على الفصائل وفقا للقانون الأساسي المعدل لعام 2005م, إن تحققت فعلا هذه الأمور ستتم المصالحة بكل تأكيد وستنتهي الرواسب السالبة.
حدثت حروب أهلية و نزاعات داخلية في كثير من الدول: لبنان, جنوب أفريقيا، رواندا, بروندي، تشيلي, سيراليون, أسبانيا, ميانمار, .....الخ, ثم كانت المقاربة على مرارتها سيدة الموقف وتقديم التنازلات المتبادلة؛ من أجل فصل جديد وحياة جديدة لشعوب تسعى نحو حياة أفضل, وطي صفحات الماضي السوداء.
لسنا أسوأ حالا من تلك الشعوب التي اكتوت بنار النزاع الداخلي وذهب ضحاياه الملايين؛ حتى تستمر معاناتنا كل هذه السنوات الغريبة عن تاريخنا العربي والفلسطيني, إننا أحوج الشعوب من أجل الوحدة ورص الصفوف لأجل جسامة التحديات.
ليس من الحكمة تحميل أي طرف المسؤولية التاريخية عن هذا الخلل الوطني الكبير, والذي لا يصب في مصلحة وطننا المقدس؛ بل نريد لأجيالنا ولأجيال العالم القادمة أن تتعرف على بناة الوحدة والمصالحة الفلسطينية.
الاهتداء بتجارب الآخرين من علامات الحكمة, فلا يزال العالم يذكر جهود ديزموند توتو في جنوب أفريقيا لتحقيق المصالحة التي أعقبت قرون من الفصل العنصري والاستعباد "الابارتهيد", لتصبح جنوب افريقيا دولة تنعم بالمساواة والحرية.
خلّد المهاتما غاندي في الهند معاني الوحدة؛ فقد رابط مع المسلمين لحمايتهم في مدينة كالكوتا من الأغلبية الهندوسية وعرّض نفسه للقتل في فترة الاضطهاد الديني 1947م تلك الفترة التي اتسمت بشراكة جميع شرائح الهند الطائقية أدوار الضحية والجلاد, ورفض المغادرة طالما أن هناك مسلمين خائفين غير آمنين على حياتهم؛ بل عمل على توقيع إعلان حماية المسلمين وحقوقهم الدينية والمدنية.
فرض غاندي نفسه على الآخر بطبيعته وفلسفته وحاله تجاه هدفه دون النظر للَمز اللامزين وجبروت القوة العظمى وبطشها وإرهابها العسكري والاقتصادي؛ إنها قوة الحق الذي يحمله صاحبه, قوة الإرادة التي لا تحدها حدود, إننا بحاجة إلى مثل هذه الإرادة, وقوة الحق في الفرد؛ الذي علينا احترامه من أجل المجموع؛ فالمجموع من أجل الفرد كما أن الفرد من أجل المجموع ضمن منظومة الحقوق المتكافلة والمكملة وليس المطلوب في بلادنا فقط تحقق الأمن بل كرامة الفرد ومهابته في ظل هيبة الدولة.
ربما كان الشعور بالقوة, الأغلبية والأحلاف الدافع وراء تعطل المصالحة إضافة إلى الاتهامات المتبادلة التي شكلت عائقا كبيرا, والتجييش الأمني والإعداد الحزبي اللذين ساهما بشكل كبير في تعثر المساعي الدءوبة من أجل الوفاق.
تعددت اتفاقيات المصالحة طيلة عهودنا النضالية؛ فقد عقدنا ميثاق الشرف 18/1/2005 ، وبعد شهرين وتحديدا يوم 17/3/ 2005م تم ابرم ميثاق مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة، ثم ميثاق الشرف الخاص بالانتخابات 17/10/ 2005م ، ولم تمض فترة طويلة حتى خرجت وثيقة الأسرى الحوار الوطني 2006م، وعلى المستوى العربي رعت المملكة العربية السعودية اتفاق مكة 2007م، وقد توج ببرنامج الحكومة الوطنية الفلسطينية 17/3/ 2007م، و بالضبط بعد أقل من أربعة أشهر وقع الانقسام، وسرعان ما تحركت اليمن لتعلن المبادرة اليمنية للحوار 2008م ثم لقاء دكار، ثم خرجت بعض المبادرات هنا وهناك دون جدوى حتى هبوب رياح التغيير العربية التي عززت التوجه نحو المقاربة والمصالحة؛ وأخيرا تم التوقيع على المصالحة يوم 4/5/2011م لكن بالرغم من ذلك مازالت الأوضاع تراوح مكانها, حتى اللحظة, وشاع أن الدولة ستعلن في أيلول القادم قبل المصالحة, وفي نهاية المطاف ما الذي ستخسره الأطراف من الانتخابات وكلمة الشعب الفلسطيني مصدر الشرعية؟ إنها الخلاص والاستعداد لمرحلة جديدة وفق التغيرات الجديدة.--
سامي محمد الاسطل
samiastal@gmail.com
باحث من قطاع غزة
00972598871101
في الساعة الحادية عشرة من صباح الأحد 7/8/2011م عقدت جلسة جديدة من الحوار بين حركتي فتح برئاسة عضو اللجنة المركزية عزام الأحمد، وحماس برئاسة نائب رئيس مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق بعد أن تلاشت أخبار المصالحة والوحدة وإنهاء الانقسام ومفردات اللحمة الوطنية وتراجعت لهفة نداء الوفاق؛ فلقد تأجلت عملية التوقيع النهائية على المصالحة عدة مرات حتى تكرر يوم الثلاثاء الشاغر من كثرة تأجيله, ثم تساوى الثلاثاء بباقي أيام الأسبوع.
المصالحة تحتاج مراعاة تطلعات الفرد والمجتمع بمؤسساته المدنية والأهلية وشبه الحكومية ومكونات الشعب الفلسطيني، وإنهاء التعددية الأمنية تحت أي الذرائع, واحتساب المؤسسات على الدولة وليس على الفصائل وفقا للقانون الأساسي المعدل لعام 2005م, إن تحققت فعلا هذه الأمور ستتم المصالحة بكل تأكيد وستنتهي الرواسب السالبة.
حدثت حروب أهلية و نزاعات داخلية في كثير من الدول: لبنان, جنوب أفريقيا، رواندا, بروندي، تشيلي, سيراليون, أسبانيا, ميانمار, .....الخ, ثم كانت المقاربة على مرارتها سيدة الموقف وتقديم التنازلات المتبادلة؛ من أجل فصل جديد وحياة جديدة لشعوب تسعى نحو حياة أفضل, وطي صفحات الماضي السوداء.
لسنا أسوأ حالا من تلك الشعوب التي اكتوت بنار النزاع الداخلي وذهب ضحاياه الملايين؛ حتى تستمر معاناتنا كل هذه السنوات الغريبة عن تاريخنا العربي والفلسطيني, إننا أحوج الشعوب من أجل الوحدة ورص الصفوف لأجل جسامة التحديات.
ليس من الحكمة تحميل أي طرف المسؤولية التاريخية عن هذا الخلل الوطني الكبير, والذي لا يصب في مصلحة وطننا المقدس؛ بل نريد لأجيالنا ولأجيال العالم القادمة أن تتعرف على بناة الوحدة والمصالحة الفلسطينية.
الاهتداء بتجارب الآخرين من علامات الحكمة, فلا يزال العالم يذكر جهود ديزموند توتو في جنوب أفريقيا لتحقيق المصالحة التي أعقبت قرون من الفصل العنصري والاستعباد "الابارتهيد", لتصبح جنوب افريقيا دولة تنعم بالمساواة والحرية.
خلّد المهاتما غاندي في الهند معاني الوحدة؛ فقد رابط مع المسلمين لحمايتهم في مدينة كالكوتا من الأغلبية الهندوسية وعرّض نفسه للقتل في فترة الاضطهاد الديني 1947م تلك الفترة التي اتسمت بشراكة جميع شرائح الهند الطائقية أدوار الضحية والجلاد, ورفض المغادرة طالما أن هناك مسلمين خائفين غير آمنين على حياتهم؛ بل عمل على توقيع إعلان حماية المسلمين وحقوقهم الدينية والمدنية.
فرض غاندي نفسه على الآخر بطبيعته وفلسفته وحاله تجاه هدفه دون النظر للَمز اللامزين وجبروت القوة العظمى وبطشها وإرهابها العسكري والاقتصادي؛ إنها قوة الحق الذي يحمله صاحبه, قوة الإرادة التي لا تحدها حدود, إننا بحاجة إلى مثل هذه الإرادة, وقوة الحق في الفرد؛ الذي علينا احترامه من أجل المجموع؛ فالمجموع من أجل الفرد كما أن الفرد من أجل المجموع ضمن منظومة الحقوق المتكافلة والمكملة وليس المطلوب في بلادنا فقط تحقق الأمن بل كرامة الفرد ومهابته في ظل هيبة الدولة.
ربما كان الشعور بالقوة, الأغلبية والأحلاف الدافع وراء تعطل المصالحة إضافة إلى الاتهامات المتبادلة التي شكلت عائقا كبيرا, والتجييش الأمني والإعداد الحزبي اللذين ساهما بشكل كبير في تعثر المساعي الدءوبة من أجل الوفاق.
تعددت اتفاقيات المصالحة طيلة عهودنا النضالية؛ فقد عقدنا ميثاق الشرف 18/1/2005 ، وبعد شهرين وتحديدا يوم 17/3/ 2005م تم ابرم ميثاق مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة، ثم ميثاق الشرف الخاص بالانتخابات 17/10/ 2005م ، ولم تمض فترة طويلة حتى خرجت وثيقة الأسرى الحوار الوطني 2006م، وعلى المستوى العربي رعت المملكة العربية السعودية اتفاق مكة 2007م، وقد توج ببرنامج الحكومة الوطنية الفلسطينية 17/3/ 2007م، و بالضبط بعد أقل من أربعة أشهر وقع الانقسام، وسرعان ما تحركت اليمن لتعلن المبادرة اليمنية للحوار 2008م ثم لقاء دكار، ثم خرجت بعض المبادرات هنا وهناك دون جدوى حتى هبوب رياح التغيير العربية التي عززت التوجه نحو المقاربة والمصالحة؛ وأخيرا تم التوقيع على المصالحة يوم 4/5/2011م لكن بالرغم من ذلك مازالت الأوضاع تراوح مكانها, حتى اللحظة, وشاع أن الدولة ستعلن في أيلول القادم قبل المصالحة, وفي نهاية المطاف ما الذي ستخسره الأطراف من الانتخابات وكلمة الشعب الفلسطيني مصدر الشرعية؟ إنها الخلاص والاستعداد لمرحلة جديدة وفق التغيرات الجديدة.--
سامي محمد الاسطل
samiastal@gmail.com
باحث من قطاع غزة
00972598871101