الأحد، 29 يناير 2012

ندوة "فلسطين في خطاب الثورات العربية"




kolonagaza7

الجمعة، 27 كانون الثاني، 2012
عقد مركز الدراسات الاستراتيجية ندوة تحت عنوان "فلسطين في خطاب الثورات العربية"، وذلك في قاعة المركز بتاريخ 25/1/2012.
حيث حاضر فيها كل من مدير عام مركز زيتونة للدراسات الدكتور محسن محمد صالح، ورئيس إتحاد الكتاب اللبنانيين الكاتب السياسي سليمان تقي الدين، وادارها الدكتور محمد نورالدين، بحيث قاما بمناقشة عامة لموضوع الندوة وتقديم بعض الطروحات للإشكالية المطروحة بشأن موقع القضية الفلسطينية وعلاقتها بالثورات العربية وآثارها. إضافة إلى تقديم المحاضرين لبعض الأجوبة على الأسئلة التي طرحت أثناء المداخلات في الندوة.
الاستاذ سليمان تقي الدين
وأبرز ما جاء في كلمة الأستاذ سليمان تقي الدين هو أن خطاب ثورات الخمسينيات والستينيات لم يحرر شبراً من فلسطين ولم يعد لاجئاً فلسطينياً إلى موطنه الأصلي، لذلك فإنه ربما يكون استئصال الاستبداد الداخلي المدماك الصحيح والصلب في اتجاه فلسطين، وبناء السلطة البديلة التي يتحتم أن تكون ديموقراطية علنية مفتوحة قد تمتد لسنوات بل لعقود. فسؤال فلسطين في خطاب الثورات يطرح استطراداً تحدياً على الحركات الإسلامية قبل غيرها، فهي التي انتصرت في الانتخابات واستلمت السلطة سواءً في مصر أو في تونس أو في ليبيا، وهي التي تعد نفسها بديلاً للنظام في سوريا، وغالباً ما شكلت التيارات الإسلامية كابوساً للغرب ولإسرائيل وأشار سليمان إلى أن العرب انقسموا في فهمهم لمسألة الأمن القومي وأنه على مستوى الشعوب العربية حصلت حركة كبيرة جداً وهي كيننة وعي وحركة تلك الشعوب يجب أن نرصدها، ذلك أنها قد تكوننت في سياسات قطرية.
وقد رأى أن القضية الفلسطينية لا تحل بالشعارات خاصة بعد تجربة ستين سنة، بل وأن مقاربة هذه القضية بجب أن تتم بإعادة قراءة نقدية للتجربة التاريخية وإعادة فهم ميزان وطبيعة العلاقات الإقليمية والدولية ومراجعة وسائل النضال وأساليبه وإيجاد سياقات جديدة لمعالجة القضية الفلسطينية، وقد ألمح أيضاً على أن الثورات التي قامت مؤخراً في مشرق العالم العربي ومغربه مطالبة بإسقاط الشرعية عن هذه الأنظمة لأنها لم تحقق الكرامة الوطنية من الطبيعي أن تنطوي على بعد له علاقة بفلسطين. وأعقب سليمان حديثه عن دور الإسلاميين في ذلك خاصةً أنهم قد غيروا وبدلوا وطوروا نظرتهم السياسية وكيفية فهمهم وتعاملهم مع القضايا والمشكلات المعاصرة، مشيراً بأن الإسلاميين معنيين بتقديم إجابات جديدة من بينها قضية فلسطين. وختم كلمته بأن الإسلاميين أمام تحدي في بلورة فكرة النظام السياسي أو الاجتماع السياسي العربي ذلك أنن اليوم أمام نموذجين الأول إيراني والثاني تركي.
الاستاذ محمد محسن صالح
أما الدكتور محسن صالح فقد أكّد بدوره على أن هناك تغيرات كبيرة تمسّ الإنسان وتمسّ الفضاء الاستراتيجي والوضع السياسي وبأنّ الإنسان كسر حاجز الخوف لدى الشعوب العربية مركزاً على أربع سيناريوهات حسب ما أسماه الأول إيجابي متعلق بتطور حركات الإصلاح للتعبير عن الأمة الإسلامية ككل والثاني هو أن تكون هذه الحركات حركات إصلاح وتغيير وأن يكون هناك حالة انكفاء قُطري، والثالث هو أن تنجح حركات التغيير، أما السيناريو الرابع فهو استغلال العدو حالة الغضب في الثورات القائمة والاستفادة منها في وضع المسار كما يريد.
وقد أشار صالح إلى أننا لسنا أمام اتجاه واحد، وأن هناك محاولة دخول أميركي إسرائيلي وأنه بقدر ما تلتصق حركات التغيير وقياداتها بجماهيرها بقدر ما تعبر النجاح بحيث يجب أن تنشغل بطمأنة الشعوب. إضافة إلى ذلك فقد دخل إلى الإطار الفلسطيني من منظار التنبه إلى موضوع فهم الظاهرة مشيراً إلى أن فلسطين لم تكن الخطاب الذي ينشغل به الناس وأن الخطاب الذي كان يظهر قبل ستين سنة اختلف الآن بحيث تكرست الشعارات القُطرية.
وتوقع صالح أن يكون هناك تركيز في إعادة تركيب كرامة الإنسان مؤكداً بأنه كان المطلوب لتحرير فلسطين أن يتحرر الإنسان نفسه. وألمح فيما خصّ الثورات أنّها لم تكن جذرية بل نحن أمام حركات شعبية وليس أمام انقلابات هائلة كإيران مثلاً.
وبالنسبة للإخوان المسلمين أشار إلى أن الإسلاميين لم يكن لديهم خبرة في اللغة السياسية والحوار السياسي، وهذا ما يندرج تحت إشكاليات لغة التعبير السياسي وأن هناك مجموعة تيارات وتحالفات في هذه الثورة القائمة مؤخراً، وأنه وبسبب بعض مصادر المعلومة الخاطئة يجب البحث والتأكد من المصدر الصحيح وبالتالي التمهل قليلاً عند قراءة آليات التغيير التي يكون في أغلبها مصادر إسرائيلية أميركية.
وختمت الندوة بمداخلات واسئلة من المشاركين.

مشاركة مميزة