الاثنين، 3 فبراير 2025

القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة (2من 3)

kolonagaza7

القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة (2من 3)

مدريد : مصطفى منيغ

... هنا الاحتمال فَقَدَ الرَّغبة على تَحَمُّلِ مثل الحَمْلِ الحَامِلِ حمولة نكسة في العلاقات الدولية والسبب الرئيس الأمريكي بفكرهِ كعازفِ مُنفرِد ، الغريب غرابة ظُلْمٍ مُغلَّفٍ بطيبةِ القَول عن تعاون لا خيار للمغلوب على أمره فيه شكلاً ومضموناً سوى انحناءة خاصة بالعبيد المرشوشين في عز الشتاء بالماء المُثلَّجِ البارِد .  فَقَدَ الاحتمال لدى مصر الدولة على المضيِّ قدماً في تلك الرغبة عن قوة وليس عن ضعف إذ مصر مكتوب عليها البقاء صامدة صمود الأقوياء البواسل عن صلابة عوامل وليس التظاهر بموقف النكساء البائعين أي شيء لدولة عظمى بالمجان المهم أن تقبل وترضى دون شرط أو قيد أو ما يجعل المعني للغضب عنه بأي امتثال أعمَى يُطارِد ، وإن كان المَبْيُوع يلاحق بلعنته البائِع إلى يوم النشور والدين حيث لا جاه ينفع سوى ما قدّمته من معروف كل يد بها صاحبها بالسعادة المُثلَى يستفرِد ، فالشعب الفلسطيني ليس سلعة تجرُّها إسرائيل داخل عربة أمريكية لسوق سيناء المصرية كأكياس معبأة بالتهديد مِن خلفها مَن بداخلها يَهْرِد ، هكذا وفي واضحة النهار وأمام ضحكات المَضحُوك عليهم حقيقة أكانوا من الشرق القريب أو الغرب البعيد للمشاركة في ذات الفرجة متوارِد ، ومصر الفخامة والعظمة مطأطأة الرأس منكسرة الخاطر تستقبل مثل المهزلة فوق جزء عزيز من أرضها وكأنها ربع نجمة ملحقة بالعلم الأمريكي المرفرف فوق المنطقة العربية لشرق أوسط قد يتحول ليسار معادي اليمين كيفما كان وتحت حماية أي كان على قوته الرادعة معتمِد وبتطوير هيمنة الباطل المتمرِد . مصر العروبة الحقيقية أكبر من هذا بكثير ومَن يتخيَّل أنها ماضية لتطبيق ما يُرَوَّج في الموضوع فهو جاهل بمصر الدولة والأمة وعليه مراجعة مَن أوهموه بذلك ليورطوه فيتوه خلف دوامة يجد نفسه فيها الخاسر المقذوف به خارج دنيا العقلاء وحيداً المُنطرِد .

الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الدول انطلاقا من ضخامة وكفاءة جهازها المخابراتي المختص الأقرب إلى "البنتاغون"  ذاك المأخوذ برأيه مرجعاً موثوقاً بما يتضمَّنه من معلومات لا غبار عليها  في إصدار قرارات يتبعها التنفيذ مباشرة بعد إتمام إجراءات مؤسساتية لا بد منها كما تقتضيه الديمقراطية الأمريكية الملتزمة باحترام الدستور مهما كانت القضايا المعروضة لتَدَخُّل الدولة بما تملك  مِن قدرات دبلوماسية تغطي بوجودها التمثيلي المميَّز كل عواصم دول العالم  وإمكانات حربية متمكنة لها من الأسلحة التدميرية ما ليس لغيرها ومِن القواعد العسكرية الكثيرة غير المعروفة للعامة والقليلة المغروف للخواص المعنيين المباشرين للأمر لسانهم للصمت عما ذُكِر يستَرِد ، الولايات المتحدة هذه أعلم بما تتوفر عليه جمهورية مصر العربية بما يجعلها قادرة على تربية إسرائيل وجعلها لا ترفع الصوت والكبار يتكلمون ليس بالسلاح وحسب ولكن بما يزيد عن المائة مليون من المصريين المتحولين ساعة الجد إلى جنود فداء الوطن الممزوج حبه في أفئدتهم دون حاجة لاختبار إن كان مثل الادعاء مجرد انحياز عاطفي أو شهادة صادرة عن مهتم بالشأن المصري المسافر مثلي حيث العينات البشرية الأساس في تكوين عقلية المجتمع المستقرة يومه كالغد وليس بينهما يفرِد ، على التضحية مهما بلغت حدتها المهم أن تبقى مصر هي مصر كما تحب وتتمنى وتطمح وتريد بوفرة الصادرات وزكية الموارِد ، الولايات المتحدة الأمريكية مدركة لمثل الحقيقة ولها في حرب أكتوبر المجيدة ما تجعله مقياس عدة محاولات لكسر ذاك الالتحام القائم بين الدولة وكل عناصر تواجدها التي تزداد مناعة كلما تعرضت مصر للمخاطر أو أي احتمال مشكوك فيه وارِد . ولولا هذه المعرفة المترتِّب عنها احترام مصر ، لتم تمزيقها لأكثر من شريحة حتى يسهل علي الدخلاء العربدة في مفهومها الصحيح وسط الشرق الأوسط دون استثناء وبلا حارِد .

مصطفى منيغ


القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة (1من 3)

kolonagaza7

القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة (1من 3)

مدريد : مصطفى منيغ

الاحتمال البشري طاقة والأخيرة تحريك قوة وهذه متى قَرُبَت على الاستنفاد يتم توليدها تلقائيا (باللجوء للراحة) من جدِيد ، العملية تتمّ بدقة متناهية لكنها قابلة للفتور مع بلوغ مراحل العمر سنوات لم يعد فيها للشباب ما ميزها من توفر نفس الطاقة بالقدر المطلوب على وجه التحدِيد ، الاحتمال يشمل كل ارتباط مهما كان المقصود منه جسدياً بتشغيل العضلات أو فكريا بالأحاسيس جميعها بغير جعل أي منها بمثابة توسيد ، العقل وسط المعمعة يقارن بين الممكن وزناً وحَيِّزاً يشغله ومدة التطبيق الفعلي للمزمع الوصول اليه كهدف غير مُسَبِّبٍ لأي تكبيد ، والقلب رئيس ورشة يحن بمراقبة المشاركين انطلاقاً من الخلايا المتفانية في مهامها إلى التبليغ الحازم والفوري بأوان تجديد الطاقة العمود الفقري لذاك الاحتمال بالاستكانة للراحة التامة دون إطالة بمواجهة المخاطر تُعانِد . خلاف الاحتمال المُطبَّق على الدولة والمُفَسَّر أحياناً بالإرادة السياسية الخارجة عن المقاربة بالمقبولة منطقياً ، فعندها الاحتمال ليس بالضرورة التميُّز به من تلقاء ذاتها وحسب  بل هي اعتبارات إضافية المفروض أخذها بعين الاعتبار وخاصة في هذا العصر المجنون المشبَّه بامرأة أَسَنَّت ودون حياء تميد ، بما اعترى بعض الدول المتقدِّمة الزاحفة ليل نهار للسيطرة على مَن هم أضعف منها ذي الوضع السياسي المقارب للزهيد ، والاستحواذ على أرزاقها الظاهرة والمخفية تحت الثرى والاحتلال لمصِّ مقدراتها فتُصاب بالشلل الأكيد ، ولا يهمُّها إلا مصالحها الضيقة للغاية وتطبيق قراراتها المكتوبة وفق رغبات المؤسسات الدستورية عندها بالطرق السليمة التوطيد ، أو تلك الصادرة عن اجتهادات قادة اعتبروا أنفسهم فوق الحقوق البشرية المتعارف عليها منذ زمن تليد ، وما على الآخرين مهما كان موقعهم الجغرافي المُحدَّد بمكانتهم غير المؤهلة لأي مواجهة يقضيها الحفاظ على سيادتها من التَّشْرِيد ، إلاَّ الامتثال وكفَى للعقلاء تحديد الفوارق حتى لا يتعرَّض مَن يتعرَّض لما يحاول تكسير دَبَّابَة بمعولٍ لا يقدر على إبعاد ذُبَابَة إن صَحَّ مثل التَّفريد .

... جمهورية مصر العربية دولة كبرى بما لها من رصيد ، تاريخي لا يُقارن بأي سهولة أو صعوبة محتاجة لتَجْسِيد ، وما عليها من شعب أية في الصبر والكفاح المرير بشتى أنواعه من أجل البقاء على نفس المستوى العريق كالجديد ، من الكرامة والشرف والتشبُّث بالحكمة لمسايرة استمرارية المهمة الرامية لتعمير أرض الكنانة بما تستحق به الريادة في رفع راية السلام والأمن وحصانة التَّسيِيد ،  إلي ما شاء العلي القدير رب العرش العظيم سبحانه وتتعالى من يتعبَّده عن حق بولوج الجنة يستفيد ، هذه الدولة التي تحمَّلت ما لم تستطع تحمله دول عربية أو أجنبية أخرى لوقع تَحَدِّي خرقه لا يتم إلاَّ بالقَوِيِّ الشَّديد ، لتظل مرفوعة الرأس قائمة الهمة قادرة على تمثيل شيم الأحرار فوق حيزٍ حُر مهما كلفها ذلك من معاناة جسام ومنها حروب لم يروي التاريخ أكثر منها شراسة لا زالت من هولها تكابد ، أظهرت في الأخير أحقية مصر والمصريين فيما احتفظوا به رغم المؤامرات المحاكة للقضاء على أخر كلمة عربية مسموعة لحد الآن يُضرَ ب لها ألف حساب تُوضع أحيانا لدى العارفين بأقل الأسرار العسكرية خاصة في خانة التمجيد ، الرئيس الأمريكي ترامب يضعها بجرة لسان في وضعية ظن بها أن مصر ستقف عاجزة مرتعشة ولا مناص لها سوى تنفيذ رغبته التي تجاوزت حدَّ الاقتراح إلي الأخذ بها كإلحاح الصِّنْدِيد ، آخره تفاهم وما يرافق ذلك من عطاء أو تفاقم يعلنه رفض قاطع قد يساهم فيما لا يُحمد عقباه حسب تعليق إدارة أمريكية لم تعد تفرِّق  في بسط تدخلها بين الممكن انجازه عن المستحيل تطبيقه المساهم في فتنة تشمل جل المنطقة أو لاصطدام خطير داخلها يُعيد  ، لقد طلب الرئيس ترامب من مصر القبول باستقبال الفلسطينيين المستأصلين من ديارهم بالقوة لملء سيناء بهم عرضة للضياع والتشرد وانعدام إنصاف وإفساد قيم الاخلاق وضرب حقوق الإنسان بأحقر ما في الحقارة من حقارة وبالتالي سوء مصير وقطيعة مطلقة بين المنطقة العربية والسلام  كما لكل عدوٍ لها يريد .

   مصطفى منيغ


سوريا تفاجئ الدنيا

kolonagaza7

سوريا تفاجئ الدنيا

مدريد : مصطفى منيغ

تجديد الأسُسِ لدولةٍ أصعب من تأسيسها مِن جديد ، كتقويمِ القائمِ الخارجِ عن التَّقويمِ كانَ لحُكْمٍ فاسِد ، محتاج ذلك لإرادةٍ مِن حديد ، يسبقها نضال مُنظَّم منتظِم يقوده رأي جماعي سَدِيد ، نابع من تَفجُّرِ صبرٍ حسبه غرور حاكمٍ ظالم جائر أنه لأصحاب لم يقدِّروا ما تساقَطت على رؤوس أهاليهم من براميل حارقةٍ تجعل السادة منهم يتمنَّون التحوُّل لمجرَّد عبِيد ، مقابل الكفِّ عن ضرب شرفاء سوريا الأحرار القريبين من دمشق كالبعيدين عنها لخاطر الانبطاح لمذلة نظام عابِدٍ لصَنَمٍ وحِيد ، اشترَى استمراره ببيع كرامة السوريين لصمتٍ يلحق المتشبثين به عن خوف إلي الدفن أحياء في سجون أصبحت مكتظة وكأنها بمثل الزحام عقاب مرير لا يطيقه أحد شديد . تجديد الأسس لمن قاربت الانهيار الكلي كدولة أصعب لمقاربتها مع حسن الاختيار لمن سيقود مؤهل لمثل الصرح لإشعاعه الحضاري يعِيد ، بعد عقود خمسة من التشويه والخروج عن سبيل التطوُّر العادي كسنة الحياة إلى التأخُّر اللاَّعادي لدكتاتورية مُعتَدي تعالى على التاريخ العام لتعويضه بخاص يؤرِّخ لفداحة جرائمه وعلى ما يتباهَى به تحدياً لأي جزاء مستقبلي يزِيد . لذا رأَى البعض أن الثورة وإن نجحت لا تستطيع على مثل التجديد بصفتها القائِد ، مكتفية بما أنجزته عن طريق تضحيات جسام مانحة مشعل ما بعد ذلك لسياسيين يحسنون التحدث اعتماداً على "سوف" تاركين لما يأتي بعدها من التكهنات ومن مرادفاتها الدبلوماسية العديد العدِيد ، لكن الثورة السورية مسحت مثل النظرية من أفكار محللين اعتمدوا أدبيات لم تعد مسايرة لمثل المرحلة الهادفة إلى الإصلاح بالإصلاح وليس بمن يعوِّض فرَح النَّصر بتوقيت يوقِف مخلفاته الايجابية عن المدح ليتشفَّى بالفاعل كل حاسد عنِيد . لقد اختارت الثورة السورية بأسلوب متحضِّر راقي ما يُسهِّل انتقال السلطة بكيفية تُقنع الجميع محلياً ودولياً باستثناء القليل أن الحق الدافع لحمل السلاح من أجل التحرر وانقاد سوريا من بطش حفنة من بشر رواد طغيان وتدمير وتجويع وقتل الأبرياء وما هيمن على ما بقى صامدا داخلها من تهدِيد ، إلى استبدال الرفع المذكور بتحمل المسؤولية الكفيلة بتشطيب كل تلك المظاهر بإقامة ما يؤكد أن للسوريين إلمام المتفقهين لإقامة نظام يسود بالعدل والمساواة والمشاركة الجماعية المباركة انطلاقاً من يوم اعتبروه للنصر المبين على "الأسد" المرحلة السوداء المقتطعة من الزمن الرديء بمثابة أطيب وأسعد عيد ، فكان على الثورة بكل أركانها والمنتمين إليها والمتعاطفين معها والراغبين في رفع راية الحرية والكرامة والشرف والعودة بسوريا إلى المَجِدِ المُمَجَّد المَجِيد ،أن تختار رجل مرحلة الإقلاع لتحمُّل عبء تمثيل سوريا الدولة والشعب وإعطاء ما تتطلبه الشرعية الخارجية عبر الدول قابلة التعامل الرسمي مع الجانب المعترف به الحاصل على خلفية ثقة المعنيين الأوائل كقاعدة أساسية وليست صدفة أوجدتها لضياع الوقت ظروف لن تكون لمثل الموضوع مجرَّد الهش المنقِذ ، فكان الشرع حاملا منذ اليوم لقب رئيس الجمهورية العربية السورية  متعاملا مع الجميع بما وعد به من تقديم أقصى التضحيات للسير فوق النهج القويم عسى سوريا تنهض بما حلمت دوما النهوض به كقطر يستحق زعامة العرب بما يفيدهم ويوحد صفوفهم ويجعل الإسلام الحق رائدهم ورافعهم إلى الأسمى ذي النعم في الدارين والخير العميم المَدِيد  ، وبالمناسبة ألقى خطابا (توصلت بنسخة منه) جاء فيه ما يلي : "أقف اليوم هنا لنفتح فصلا جديدا بتاريخ بلدنا الحبيب ، انطلق هذا النصر من حناجر المتظاهرين وهتافات المحتجين في الساحات والميادين ، انطلق من أنامل حمزة الخطيب وأهازيج المظاهرات وآهات المعتقلين والمعذبين في أقبية تدمر وصدناية وفرع فلسطين  ، واستمر بتضحيات الثوار الذين حرروا ارض سوريا رغم عذابات الصواريخ والبراميل قلم يمتنوا ولم ينكسروا .

 أيها الإخوة والأخوات تسلمت بالأمس مسؤولية البلاد وذلك بعد مشاورات مكثفة مع الخبراء القانونيين لضمان سير العملية السياسية ضمن الأعراف القانونية ، وبما يمنحها الشرعية اللازمة ، ومن هنا أخاطبكم اليوم بصفتي رئيسا لسوريا في هذه الفترة المصيرية ، سائلين الله أن يوفقنا جميعاً للنهوض بوطننا وتجاوز التحديات التي نواجهها ولن يكون ذلك إلا بتكاثف الجميع شعبا وقيادة . أحدثكم اليوم لا كحاكم بل خادم لوطننا الجريح سعيا بكل ما أوتيت من قوة وإرادة لتحقيق وحدة سوريا ونهضتها مصاحبين جميعا أن هذه المرحلة انتقالية وهي جزء من عملية سياسية تتطلب مشاركة حقيقية لكل السوريين والسوريات في الداخل والخارج لبناء مستقبلهم بحرية وكرامة دون إقصاء أو تهميش ، وسنعمل على تشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا برجالها ونسائها وشبابها تتولى العمل على بناء المؤسسات السورية الجديدة حتى نصل إلى مرحلة انتخابات حرة نزيهة ، واستنادا لتفويضي بمهامي الحالية قرار حل مجلس الشعب ، فأنني سأعلن عن لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغر يملأ هذا الفراغ في المرحلة الانتقالية ، وسنعلن في الأيام القادمة عن اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني والذي سيكون منصة مباشرة للمداولات والمشاورات واستماع مختلف وجهات النظر حول برنامجنا السياسي القادم ، وبعد إتمام هذه الخطوات سنعلن عن الإعلان الدستوري ليكون المرجع القانوني للمرحلة الانتقالية ، سنركز في الفترة القادمة على رسم أولياتنا على الآتي : تحقيق السلم الأهلي ، وملاحقة المجرمين الذين بلغوا في الدم السوري وارتكبوا بحقنا المجازر والجرائم سواء ممن اختبئوا داخل البلاد أو فروا خارجها ، عبر عدالة انتقالية حقيقية ، إتمام وحدة الأراضي السورية كل سوريا،  وفرض سيادتها تحت سلطة واحدة وعلى أرض واحدة ، وبناء مؤسسات قوية للدولة تقوم على الكفاءة و والعدل لا فساد فيها ولا محسوبية ولا رشاوى، وإرساء دعائم اقتصاد قوي يعيد لسوريا مكانتها الإقليمية والدولية ويوفر فرص عمل حقيقية كريمة لتحسين الظروف المعيشية واستعادة الخدمات الأساسية المفقودة .

 يا أبناء سوريا الحرة :إن بناء الوطن مسؤوليتنا جميعا ، وهذه دعوة لجميع السوريين للمشاركة في بناء لوطن جديد يُحكم فيه بالعدل والشورى ، معا سنصنع سوريا المستقبل ، سوريا منارة العلم والتقدم وملاذ الأمن والاستقرار ، سوريا الرخاء والتقدم والازدهار ، سوريا التي تمد يدها بالسلام والاحترام ليعود أهلها إلى وطن عزيز كريم مزدهر آمن مطمئن بإذن الله والحمد لله رب العالمين".    

   مصطفى منيغ


لبنان أقل من وطن

kolonagaza7

لبنان أقل من وطن

مدريد : مصطفى منيغ

الدولة حيِّز جغرافي حدوده معترف بها دوليا يقيم داخله عدد من الناس ارتبطوا به لكثير أسباب، منذ أزمنة أوصلتهم عراقتها للالتفاف على تدبير ابتكروه أسلوباً لتنظيم شؤونهم العامة أطلقوا عليه دولة كقاعدة انتساب . الوطن إقامة نبتة بشرية ساقتها القدرة الإلهية لحكمة تعمير نفس الحيز المذكور لتأسيس كثرة يتسنى بها التفرُّد بهَوِية لها مع الوقت تصرفات وَحَّدَهَا التّْكرار لتصبح أعرافاً وتقاليد ممزوجة بالموقع مُناخاً وتضاريس ومياه أنهار وشُطئان بحار مجتمعة تحت اسم يعود اختياره لظروفٍ غالباً تكون غير محدّدة وأخرى صًبغًها حادث ما ليحافظ على ما يرجع لها تشريعاً أصيلاً من  سيادة و نفوذ تراب ، لذا الوطن لبّ الدولة وأساس تواجدها ومستودع بقائها ودعامة تطورها أو تقهقرها إن أصابها من ذات الدولة ما أصاب ، الوطن بالنسبة للدولة روح لها كجسد به تستمد مقومات الاستمرارية ناشدة الاستقرار وبه تواجه الأعداء وتحتضن الأحباب ، تنعم بحصانة الدفاع عن حقوقها مهما تعرضت للخطر وبه تحظى بالاندفاع المشروع للتعبير عن أحقية التقدم كما تدعو الطليعة المبنية على التنافس في مجالات استخدام العلم النافع المُحَصَّل عليه لجعل الحياة كما أراد لها خالقها مفعمة بالخير والصلاح قادرة على القيام بمسؤولياتها كما وجب . فهل لدولة لبنان وطن أم تجمع يُقَادُ بألف رأي وألف اتجاه وألف توجُّه إلى التفاخر بامتلاك أسمى المناصب ، والتنافس الثلاثي المسيحي السني الشيعي على الانفراد بالدور العقائدي الهام المناسب ، وفي نفس الوقت (كتناقض مكشوف) العمل على تخفيف مسك قيم الإيمان بنية الإخلال بتعاليم قارضة وحدة الرؤى لمصلحة المؤكد أن يكون عليها الانكباب ، لحل خلافات بإتباع أصح الصحيح وليس الأخذ بنسبة كل فريق من الثلاثة لتنمية أتباعه بما يقوِّي سرية النفور من الاثنين الآخرين عند مراجعة تقاسم الحساب ، السني غير الشيعي والمسيحي شيء مغاير تماما لن يتفقوا على تسيير دولة ولو كانوا عابدين نفس الرب ، فلكل منهم شعائر إن طبِّقت كما تتضمَّن لا أكثر ولا أقل أغضبت الطرفين المشاركين بدرجات تنفيذية أو تشريعية متفاوتة وإن كان بينهم الدستور المانح رأس الحكم لمن أقره بتعداد المنتمين اليه كالدين الأغلب ، لكنه اختيار أبعد بمراحل عن العقيدة الإسلامية وإلى الانحياز  للعلمانية أقرب ، فكيف يكون مثل التفضيل مبتغى وطن من بينه التقاة المُبعْدون وهم لفضل الفضل لا يستحقون أي انتداب ، وفي المقابل هناك المتربِّص مَن طمع ِّمستغلا الوضعية ليقسمها شطرين إحداهما له فكراً وانتماءاً وانطلاقاً لتوسع أكبر لأوقات خاصة لها يُحَضِّر تستحقُّ منه لسموِّ قوَّته أن يحضرَ كاجتهاد ختمه نفس مآب ، ومع ما حصل بالفعل لم يعد للبنان وطن بل حيِّز معروف وهنه وضعفه يساير الأيام منتظراً مَن ينقذه من مصيبة الاحتلال الغريب الأغرب ، زعماؤه لبنانيون بشهادات ميلاد وتعلقهم غير المحدود بمن هو عنهم  غريب ولا عجب ، لغة وهنداماً وشعارات وتقاليد وأعرافاً وكل شيء ، فقط ما يجعلهم مِن حَمَلَة سلاحٍ مشهورٍ في وجه مَن يطالبهم بالعودة إلى لبنان وبوطن الجد والأب .

 ... بقي الصَّدع المُستحدث ينموا ليتفوَّق على الأصل بل يحرمه القرار الوطني مهما كان الظرف في حاجة اليه ، فيبدوا أن الفرع الملوَّن بالسواد الجاعل من الاصفرار الفاقع عنوان وجوده السياسي العسكري يزحف لتكوين وطن جديد بقوانين دولة موجودة لا حول لها ولا قوة ، المسألة كانت في حاجة إلى وقت لكن فرنسا (أوربا) وإسرائيل (الولايات المتحدة الأمريكية) فطنا ولو بتأخير مقصود) أن سكوتهما وتلك القرحة تهيمن على أكثر من نصف التفاحة سيجعل من لبنان دولة مُغيَّب عنها وطن ، مصابة بعدوى هي نفسها انتقلت في محاولة إعادة الكرة كنسخة موالية داخل العراق ، وواصلة لا محالة لمملكة البحرين قاعدة أمريكا العظمى الموجهة حسب خبراء الاستعلامات المحترمة صوب عرب المشرق وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية مسجلة حتى مقياس تنفس تنفسهم من الهواء ، ليتم تكليف إسرائيل من غير كلل حتى تسوى الأرض بمصدر تلك الموصوفة عندهما بالعلة الخادمة جهة لها مع إسرائيل وقبلها أمريكا والغرب وخاصة المملكة المتحدة عداء له مجلدات من الشروح والتفاصيل ، فكان الاجتياح الصهيوني وما دار فيه من أحداث استباحت من خلالها ارض لبنان الدولة اللبنانية وليس الوطن اللبناني ، إذ لا هي ولا مَن هم أكبر من إسرائيل حجماً وقوة ًيستطيعون استئصاله من تلك الأرض ‘ الأمر محتاج فقط تطهير الدولة من عناصر تجاوزها الزمن ومنهم المخلص لأمركا والآخر لإيران وإذا التقي الساكنان النتيجة تكون معروفة على ضبط النحو العربي الدقيق الظاهر الصريح . 

   مصطفى منيغ


السعودية لآخر ورقة نقدية

kolonagaza7

السعودية لآخر ورقة نقدية

مدريد : مصطفى منيغ

الرئيس ترامب قد يُلزِم المملكة العربية السعودية باستثمار أكثر من 600 مليار دولار داخل أمريكا مع تخفيض سعر النفط كمرحلة أولى تتلوها مراحل وتأكيدا ستلبي هذه الدولة المسلمة العربية مثل الإلزام مضاف اليه قبلة طويلة عريضة تطبعها على الراية  الأمريكية المرفرفة فوق رأسها معبرة عن المفهوم لدى العرب من الخليج إلى المحيط كثيراً وقليلاً غير المفهوم ، الرئيس ترامب لا يُلام ببحثه عن ايسر الطرق لجلب منافع قيِّمة لبلده وخدمة لبرامج يريد بتنفيذها أن يُعوض أمريكا دولة وشعباً ما خسِراه في الأربع سنوات الماضية كأمرٍ بإرادة الأقوياء فكراً وسياسةً مختوم ، وهكذا تبرهن المملكة العربية السعودية للمرة الألف بعد الألف أنها أبعد ما تكون عن زعامة المسلمين العرب دولاً وشعوبا لعدم التحكم حتى فيما يخصها وأهمه المال كأغلى محور للسيادة الفعلية المفروض أن يُخَصَصَ صرفه أو استثماره بقوانين تحمي حقوق السعوديين وتنمي ما هم في حاجة لتنميته والدفع بأشباح فاقة أصبحت تلوِّح على سطح مجتمعهم  في بعض الجهات وتقرِّبهم يوماً عن يوم لما يترتَّب عن ذلك من هموم ، حكام ذاك البلد اختاروا ما يناسبهم مهما نأوا به عن محيطهم البيني ولغتهم والأمَرّ من ذلك العقيدة المتحملين مسؤولية تصريف شؤونها المرتبطة بتوقير واحترام تعاليمها الجاعلة من المعتنقين لها عن إيمان راسخ أَوْلَى بتقاسم الخيرات وتعميم التضامن في السراء والضراء ورفع الأهمية لإزاحة المنكر بكل صنوفه مهما ظهر علانية أو عن تستُّر بين أطراف المؤمنين حكاما أو محكومين يحوم . كان على السعودية انطلاقاً مما ذُكر الاستثمار الأحق بالجوار والأردن من الأخيار بشهادة العموم، أو في مصر العزيزة أم هو الأجنبي مَن يحظَى بالأسبقية المُطلقة طناً من السعودية الرسمية انه القادر على حمايتها أو بالأحرى تحصين حكامها من غضب إرادة لا تُقهر نابعة من شعب حالما يقرِّر تحرير كيانه ممَّا أذاقوه  هؤلاء من مذلة تفوق ألم تجرُّع أخطر وأفتك السموم . والسؤال المطروح بعناية قصوى الآن لدى كل العقلاء في المحافل الدولية وبعدها المحلية أهو مال الشعب كي يقرر مآله أو ملكية خاصة لطبقة حاكمة تبدده كما تشاء والجواب ذاهب لا محالة لتغليب الوصف الأخير جاعلاً الشعب في الموضوع آخر مَن يعلم بادي على معظم وجوه الواعين منه وما أكثرهم بعمق الحقائق الوجوم .

... قد تكون تلك المبالغ الهائلة موجهة لخلق مشاريع تخفف من وطأة ما تعرَّضت اليه أمريكا من كوارث طبيعية غير مسبوقة ومنها ولايات ست تعاني من شبح الضياع  الزاحف بغضب لا يراعي التخفيف بل التصاعد في تضييق الخناق وتلك مظاهر لم تألفها تلك الولايات الست من قبل على امتداد سنوات طويلة ماضية ، وإن كانت النار أتت على معظم مقاطعة  لوس أنجليس حرقا وتشريدا لأهاليها وهم من أغنياء أغنياء أمريكا على الإطلاق ، ففي الولايات الست المشار إليها لاحقاً عاقبها البرد المفرط وتهاطل الثلوج بكثافة مدمِّرة ، ليسجل المِحرار 25 درجة تحت الصفر ، الولايات الست (حيث يُواجه أكثر من 60 مليون من الأمريكيين حالة طوارئ قد تستغرق لبعض الوقت) وهي كنتاكي وفرجينا ووست فرجينيا، وكانساس واركانساس وميسوري .

... المسالة تجاوزت الصدف غير المرغوب فيها المرتبطة بظروف يمكن التغلب على مخلفاتها ، تجاوزت عن اختلاف كلي قد يجعل الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بما شعر به معظم سكان غزة وهم يتلوون في الطرقات جوعاً ومن فوق رؤوسهم بنادق قناصة يختارون من يسقطوا منهم والدم يصبغ وجوههم بالأحمر التارك في مذكرة تاريخ الصهاينة الأسود ما سيؤدون ثمنه غاليا آجلا وعاجلا ، ومعهم تلك الإدارة الأمريكية التي ساعدت ومولت وخططت لتتم اكبر مجزرة في تاريخ الإجرام الدولي ، الثمن بدأ ببروزه انطلاقا من لوس أنجليس وما لحق ولايات الوسط من تلك الدولة التي أصبحت في حاجة لأموال السعودية كي تلبي متطلبات أعمار ما احترق أو تدمر أو انهار ، علما أن أموال الدنيا كلها لن تسعف أي ظالم تحدى عظمة الخالق الذي لا يملك أي مخلوق مهما ملك إلا الاستكانة لتلقي أمر كائن بين الكاف والنون عند القادر على كل شيء سبحانه وتعالى الحي القيوم ذو الجلال والاكرام ، أقول هذا وأمري لله .

   مصطفى منيغ


مشاركة مميزة