kolonagaza7
د. فايز أبو شمالة
لا نتمنى الموت لهذا الجندي الأسير، بل نتمنى أن تتم صفقة التبادل، وأن تنجح حركة حماس في تحرير الأسرى الذين تطهرت أيديهم بالدم الإسرائيلي، ولكن سأفترض أسوأ الاحتمالات؛ وهو نجاح المخابرات الإسرائيلية في معرفة مكان الأسير 'جلعاد شاليت'، ونجاح الجيش الإسرائيلي في استعادته حياً، أو استعادته ميتاً كما يتمنى الساسة الإسرائيليون، وهذان هما الاحتمالان الأسوأ في قضية شاليط، سأفترض تحققهما، ولو تحققا فعلاً، فإن ذلك أهون ألف مرة من عقد صفقة تبادل أسرى مع الإسرائيليين تستثني الأسرى العرب، وفلسطينيي الـ '48'، وفلسطينيي القدس، وذلك لسبب بسيط؛ وهو الآثار السياسية السلبية لمثل هكذا صفقة لا تحافظ على الثوابت الأساسية في الصراع مع دولة (إسرائيل)، تلك الثوابت التي آمن فيها الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية، ومنها: قومية المعركة مع (إسرائيل)، وإيمانهم بأن فلسطين أرض إسلامية، لذا فإن التخلي عنهم في السجون يعني التخلي عن العمق الاستراتيجي للمعركة، وحصرها بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهذا بحد ذاته مأساة سياسية.
أما بشأن أسرى القدس، وفلسطينيي الـ'48'، فإن التخلي عنهم بمثابة الاعتراف بيهودية الدولة العبرية، والتسليم العملي بالأفكار اليهودية، ويعد سابقة للتخلي عن فلسطين، وعن حق العودة، والتخلي عن القدس الذي ينادي فيها اليهود عاصمة أبدية لهم.
قد يقول قائل: لنكسب ما يمكننا كسبه، ولنأخذ من اليهود بعض الشيء أفضل من لا شيء، ولنحرر عدة مئات من الأسرى الذين مضى عليهم عشرات السنين، وما لا يدرك كله لا يترك كله، والتشدد ضد أهله، والسياسة فن الممكن، والتفاوض أخذ وعطاء.
لأصحاب هذا الرأي أقول: قولوا ما شئتم؛ فأي مشيئة تتخلى عن قومية المعركة مع (إسرائيل) وإسلاميتها، وتتخلى عن فلسطين 48، وتتخلى عن القدس، هي مشيئة يهودية حتى لو حررت آلاف الأسرى، وحررت بعض الأرض، وأقامت عليها سلطة فلسطينية، وهذا ينطبق على حركة حماس، فإن هي خضعت للمعايير الإسرائيلية، وأنجزت صفقة تبادل لا تشمل أسرى عرباً، وأسرى القدس وفلسطينيي الـ '48'، فمعنى ذلك أن حماس ستخضع في المستقبل للمعايير السياسية الإسرائيلية، وستنزل عليها لعنة الشعوب العربية، وإن أنجزت صفقة تبادل أسرى بالمعايير الاستراتيجية فإن نجمها سيتألق في سماء المنطقة، وستخلق في الشرق فرحتين، الأولى لكسر الإرادة الإسرائيلية، والثانية لتحرير الأسرى.
وما أعظم تلك اللحظة التي يتحرر فيها الرجال، وقد اغتصبوا حريتهم اغتصاباً! وما أعزَّ قبضاتهم، وهي تلوّح بشارة النصر!.
لا نتمنى الموت لهذا الجندي الأسير، بل نتمنى أن تتم صفقة التبادل، وأن تنجح حركة حماس في تحرير الأسرى الذين تطهرت أيديهم بالدم الإسرائيلي، ولكن سأفترض أسوأ الاحتمالات؛ وهو نجاح المخابرات الإسرائيلية في معرفة مكان الأسير 'جلعاد شاليت'، ونجاح الجيش الإسرائيلي في استعادته حياً، أو استعادته ميتاً كما يتمنى الساسة الإسرائيليون، وهذان هما الاحتمالان الأسوأ في قضية شاليط، سأفترض تحققهما، ولو تحققا فعلاً، فإن ذلك أهون ألف مرة من عقد صفقة تبادل أسرى مع الإسرائيليين تستثني الأسرى العرب، وفلسطينيي الـ '48'، وفلسطينيي القدس، وذلك لسبب بسيط؛ وهو الآثار السياسية السلبية لمثل هكذا صفقة لا تحافظ على الثوابت الأساسية في الصراع مع دولة (إسرائيل)، تلك الثوابت التي آمن فيها الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية، ومنها: قومية المعركة مع (إسرائيل)، وإيمانهم بأن فلسطين أرض إسلامية، لذا فإن التخلي عنهم في السجون يعني التخلي عن العمق الاستراتيجي للمعركة، وحصرها بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهذا بحد ذاته مأساة سياسية.
أما بشأن أسرى القدس، وفلسطينيي الـ'48'، فإن التخلي عنهم بمثابة الاعتراف بيهودية الدولة العبرية، والتسليم العملي بالأفكار اليهودية، ويعد سابقة للتخلي عن فلسطين، وعن حق العودة، والتخلي عن القدس الذي ينادي فيها اليهود عاصمة أبدية لهم.
قد يقول قائل: لنكسب ما يمكننا كسبه، ولنأخذ من اليهود بعض الشيء أفضل من لا شيء، ولنحرر عدة مئات من الأسرى الذين مضى عليهم عشرات السنين، وما لا يدرك كله لا يترك كله، والتشدد ضد أهله، والسياسة فن الممكن، والتفاوض أخذ وعطاء.
لأصحاب هذا الرأي أقول: قولوا ما شئتم؛ فأي مشيئة تتخلى عن قومية المعركة مع (إسرائيل) وإسلاميتها، وتتخلى عن فلسطين 48، وتتخلى عن القدس، هي مشيئة يهودية حتى لو حررت آلاف الأسرى، وحررت بعض الأرض، وأقامت عليها سلطة فلسطينية، وهذا ينطبق على حركة حماس، فإن هي خضعت للمعايير الإسرائيلية، وأنجزت صفقة تبادل لا تشمل أسرى عرباً، وأسرى القدس وفلسطينيي الـ '48'، فمعنى ذلك أن حماس ستخضع في المستقبل للمعايير السياسية الإسرائيلية، وستنزل عليها لعنة الشعوب العربية، وإن أنجزت صفقة تبادل أسرى بالمعايير الاستراتيجية فإن نجمها سيتألق في سماء المنطقة، وستخلق في الشرق فرحتين، الأولى لكسر الإرادة الإسرائيلية، والثانية لتحرير الأسرى.
وما أعظم تلك اللحظة التي يتحرر فيها الرجال، وقد اغتصبوا حريتهم اغتصاباً! وما أعزَّ قبضاتهم، وهي تلوّح بشارة النصر!.