بي بي سي - واشنطن
هروب الفنانينومن نافلة القول إن جزءا من المشكلة على الاقل يعزى الى الوضع الامني الهش، حيث يقول الخبراء إن ارث العراق الآثاري لا يمكن المحافظة عليه ما لم تكن في البلاد حكومة مركزية قوية ومستقرة ودائرة آثار تدعمها قوة القانون.من جانبها، تبرعت الحكومة الامريكية بمبلغ 13 مليون دولار للمساعدة في تمويل برنامج اطلق عليه "مشروع الارث الحضاري العراقي."والمشروع هذا عبارة عن برنامج امده سنتان تنتهي في ديسمبر/كانون الاول المقبل قام بتأسيس معهد آثاري في اربيل شمالي العراق، واشرف على برامج تدريبية للآثاريين العراقيين وقام بتجديد وتأهيل قاعات العرض والمخازن التابعة للمتحف العراقي.
كما تسلمت مصلحة الآثار العراقية الحكومية مبلغ مليون دولار كمساهمة من الولايات المتحدة لاصلاح ما دمره جنودها في مدينة بابل الاثرية، حيث عسكر الجيش الامريكي داخل اسوار هذا الموقع التاريخي "ظانا انه انما يعسكر خارجها" على حد زعم الامريكيين.ولكنه ليس معلوما ما الذي سيحدث لهذه البرامج عندما تجف منابع التمويل.من ناحية اخرى، لا تبذل الحكومة العراقية ما يكفي من الجهد للمحافظة على ثروة العراق من الفن الحديث والنصب حيث دمر الكثير منها بحجة التخلص من رموز نظام صدام حسين.
تقول البروفيسور ندى الشبوط، الخبيرة في الفن العراقي الحديث والاستاذة في جامعة شمالي تكساس، "تعرض الفن العراقي للتدمير لجملة اسباب، فتارة بحجة اجتثاث البعث وتارة اخرى نتيجة اعمال السلب والنهب. كما دمرت العديد من النصب والقطع الفنية بحجة منافاتها للمشاعر الدينية. مما لا شك فيه ان العديد من النصب والتماثيل كانت قبيحة وانا شخصيا لم احزن لازالتها، ولكنها مع ذلك كانت جزءا من تاريخ البلد." شخصيا لم احزن لازالتها، ولكنها مع ذلك كانت جزءا من تاريخ البلد."
بينما يتركز انتباه الرأي العام - ويتركز التمويل - على اعادة تأهيل الآثار العراقية والمحافظة عليها، لم يحظ المتحف الوطني العراقي للفن الحديث - الذي تعرض هو الآخر للنهب في الايام الاولى للغزو الامريكي - على قدر مساو من الدعم.تقول البروفيسور ندى الشبوط إن المتحف خسر زهاء 1500 من قطعه الفنية الـ 8000 جراء اعمال النهب.وتضيف الخبيرة العراقية بأن العديد من القطع المسروقة تظهر بين الفينة والاخرى في دور المزاد والمعارض الفنية، ولكن يتعذر اثبات كونها مسروقة لأن سجلات المتحف دمرت تماما اثناء فترة السلب.حصلت الشبوط على تمويل من معهد البحوث الاكاديمية الامريكي لاعداد ارشيف للاعمال الفنية العراقية اعتمادا على الصور الفوتوغرافية المتوفرة والذاكرة والبحوث. وقد نجحت بالفعل بتوثيق حوالي 600 عمل فني، ولكن الطريق ما زال طويلا، فالعديد من الفنانين العراقيين غادروا البلاد هربا من العنف ولحماية اعمالهم.وتقول الشبوط: "اتمنى ان اكون متفاءلة، ولكن جزءا مهما من تاريخ العراق قد فقد الى غير رجعة، ولن تنجح المبادرات الخيرة الصغيرة في اعادته.