kolonagaza7
مصطفى إبراهيم
14/8/2007
أحمد ابن الثامنة عشرة أحد المؤيدين لحركة حماس كان يرتدي قميصاً احمراً أثناء تواجده في ساحة الجندي المجهول عندما فضت قوة من شرطة غزة اعتصاما سلميا بالقوة نظمته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احتجاجا على أزمة إنقطاع التيار الكهربائي، أحمد كان متواجداً في ساحة الجندي المجهول بالصدفة، ذنبه انه كان يرتدي قميصاً احمراً وليس اخضر، لم يكلف أفراد الشرطة أنفسهم سؤاله عن هويته، هو لم يفعل شيئاً مخالفاً للقانون، كان كغيره من أقرانه من الفتيان الذين يجدون في ساحة الجندي المجهول متنفساً.
أفراد الشرطة قاموا بالاعتداء عليه بالضرب واحتجازه اعتقاداً منهم انه احد أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذين عبروا عن رأيهم سلمياً ضد أزمة التيار الكهربائي، المعتصمون حملوا المسؤولية للطرفين ورددوا شعارات تطالب حكومتي غزة ورام الله بحل الأزمة الخانقة التي يعاني منها الناس في القطاع.
لم يرتكب أعضاء الجبهة الشعبية خطيئة بالاعتصام سلمياً، لم يتجاوز عدد المعتصمين الـ400 مواطن من أعضاء الجبهة، أفراد القوة من الشرطة الذين حضروا للمكان لفض الاعتصام كانوا مسلحين بالبنادق الرشاشة والهراوات كانوا مستفزين ومتأهبين للعنف والضرب، اجبروا سيارة الاذاعة على مغادرة المكان.
ما اضطر النائب في المجلس التشريعي عن الجبهة الشعبية جميل المجدلاوي ان يعبر عن رأيه بمكبر صوت يدوي، وبمجرد ان انتهى من كلمته حتى هاجم أفراد الشرطة المعتصمون بالضرب بالهراوات وأعقاب البنادق لم يسمحوا لأعضاء الجبهة مغادرة المكان بهدوء، أجبروهم على المغادرة بالقوة طاردوهم في الشوارع المجاورة.
كنت متواجدا بجوار أفراد الشرطة سمعتهم يقولون لبعضهم لا تتركوهم في المكان لديهم النية بإغلاق الشارع هاجموهم، فهاجموا الناس وهم مغادرون انهالوا عليهم بالضرب مرة أخرى، أصيب بعض القيادات من أعضاء الجبهة من كبار السن أصيب عبد الحليم الغول الذي يبلغ من العمر 65 عاما في صدره جراء الاعتداء عليه بالضرب، والدكتور الكاتب ذو الفقار سيرجيو بكسر في القفص الصدري، والصحافي محمد بعلوشة، وغيرهم من قيادات وأعضاء الجبهة جراء الاعتداء عليهم بالضرب بقسوة بإعقاب البنادق والهراوات، ونقل عددا منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج ومنهم من وصفت حالتهم بالخطيرة وتم تقطيب جراحهم بعد أن نزفت دمائهم.
في الثالث عشر من أغسطس ( أب) 2007، قمعت الشرطة تجمعاً سلمياً في ساحة الجندي المجهول، واعتقلت عدداً من الصحافيين الفلسطينيين الذين غطوا التجمع السلمي، ثلاث سنوات مرت قبل أن يتكرر المشهد ذاته في المكان ذاته، حيث تم الاعتداء على المعتصمين بالضرب ومنع الصحافيين من ممارسة عملهم من التصوير، ولم يجرؤ أي مصور صحافي أن يشغل كاميرته لتصوير الاعتصام الذي نظمته فصائل م.ت. ف، هذه المرة منع الصحافيين أيضاً من تغطية الاعتصام، وعدد كبير منهم لم يجرؤ على الحضور لتغطية الاعتصام.
الفلسطينيون في القطاع يعانون معاناة مزدوجة، و بين قرارات "حماس" والمناكفات السياسية يعاني الناس الأمرّين، فإضافة الى الحصار الإسرائيلي وما ينجم عنه من فقر وظلم وعدوان متواصل، يجد "الغزي" نفسه محاصراً داخلياً باتخاذ خطوات تجاه إحكام السيطرة على المجتمع بالقوة، وقمع الحريات العامة والخاصة، وتطبيق سياسة الاكتفاء الذاتي عن طريق فرض الضرائب والرسوم واصدار القرارات على حساب الناس، وإقرار القوانين من المجلس التشريعي في غزة في ظل الانقسام كما جرى الأسبوع الماضي بإقرار قانون الهيئة المستقلة لحقوق الانسان بالقراءة الاولى.
كما يجد نفسه ضحية المناكفات السياسية بين حكومة "حماس" في غزة وبين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، لن يكن آخرها قطع الرواتب لعدد من موظفي السلطة من أبناء القطاع، وتفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي، مع حلول شهر رمضان الكريم، في وقت تضرب المنطقة موجة حر شديدة غير مسبوقة.
القرارات التي اتخذتها حماس وحكومتها مطلع صيف العام الحالي كثيرة، حيث قام أفراد من الأجهزة الأمنية والشرطة في التدخل في الحريات العامة والخاصة للمواطنين، خصوصا الشباب أو المتزوجين حديثاً، وشكا كثير من المواطنين بأنهم فوجئوا أثناء وجودهم مع زوجاتهم أو خطيباتهم، بأشخاص ملتحين يرتدون زياً مدنياً يسألونهم بطريقة فظة عن هوية المرأة التي تجلس معهم، وبعدما يكتشف رجال الأمن أن المرأة ليست سوى زوجة الرجل الذي كانت ترافقه، يأتي الاعتذار من المدني الملتحي: "سامحنا يا شيخ".
ورغم ان هناك من يعارض مثل هذه الإجراءات والخطوات داخل "حماس" وحكومتها، الا ان التيار الأقوى هو الذي يسعى الى إحكام السيطرة عليه كلياً وتدريجياً، وعلى طريقة وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر: خطوة خطوة.
14/8/2007
أحمد ابن الثامنة عشرة أحد المؤيدين لحركة حماس كان يرتدي قميصاً احمراً أثناء تواجده في ساحة الجندي المجهول عندما فضت قوة من شرطة غزة اعتصاما سلميا بالقوة نظمته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احتجاجا على أزمة إنقطاع التيار الكهربائي، أحمد كان متواجداً في ساحة الجندي المجهول بالصدفة، ذنبه انه كان يرتدي قميصاً احمراً وليس اخضر، لم يكلف أفراد الشرطة أنفسهم سؤاله عن هويته، هو لم يفعل شيئاً مخالفاً للقانون، كان كغيره من أقرانه من الفتيان الذين يجدون في ساحة الجندي المجهول متنفساً.
أفراد الشرطة قاموا بالاعتداء عليه بالضرب واحتجازه اعتقاداً منهم انه احد أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذين عبروا عن رأيهم سلمياً ضد أزمة التيار الكهربائي، المعتصمون حملوا المسؤولية للطرفين ورددوا شعارات تطالب حكومتي غزة ورام الله بحل الأزمة الخانقة التي يعاني منها الناس في القطاع.
لم يرتكب أعضاء الجبهة الشعبية خطيئة بالاعتصام سلمياً، لم يتجاوز عدد المعتصمين الـ400 مواطن من أعضاء الجبهة، أفراد القوة من الشرطة الذين حضروا للمكان لفض الاعتصام كانوا مسلحين بالبنادق الرشاشة والهراوات كانوا مستفزين ومتأهبين للعنف والضرب، اجبروا سيارة الاذاعة على مغادرة المكان.
ما اضطر النائب في المجلس التشريعي عن الجبهة الشعبية جميل المجدلاوي ان يعبر عن رأيه بمكبر صوت يدوي، وبمجرد ان انتهى من كلمته حتى هاجم أفراد الشرطة المعتصمون بالضرب بالهراوات وأعقاب البنادق لم يسمحوا لأعضاء الجبهة مغادرة المكان بهدوء، أجبروهم على المغادرة بالقوة طاردوهم في الشوارع المجاورة.
كنت متواجدا بجوار أفراد الشرطة سمعتهم يقولون لبعضهم لا تتركوهم في المكان لديهم النية بإغلاق الشارع هاجموهم، فهاجموا الناس وهم مغادرون انهالوا عليهم بالضرب مرة أخرى، أصيب بعض القيادات من أعضاء الجبهة من كبار السن أصيب عبد الحليم الغول الذي يبلغ من العمر 65 عاما في صدره جراء الاعتداء عليه بالضرب، والدكتور الكاتب ذو الفقار سيرجيو بكسر في القفص الصدري، والصحافي محمد بعلوشة، وغيرهم من قيادات وأعضاء الجبهة جراء الاعتداء عليهم بالضرب بقسوة بإعقاب البنادق والهراوات، ونقل عددا منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج ومنهم من وصفت حالتهم بالخطيرة وتم تقطيب جراحهم بعد أن نزفت دمائهم.
في الثالث عشر من أغسطس ( أب) 2007، قمعت الشرطة تجمعاً سلمياً في ساحة الجندي المجهول، واعتقلت عدداً من الصحافيين الفلسطينيين الذين غطوا التجمع السلمي، ثلاث سنوات مرت قبل أن يتكرر المشهد ذاته في المكان ذاته، حيث تم الاعتداء على المعتصمين بالضرب ومنع الصحافيين من ممارسة عملهم من التصوير، ولم يجرؤ أي مصور صحافي أن يشغل كاميرته لتصوير الاعتصام الذي نظمته فصائل م.ت. ف، هذه المرة منع الصحافيين أيضاً من تغطية الاعتصام، وعدد كبير منهم لم يجرؤ على الحضور لتغطية الاعتصام.
الفلسطينيون في القطاع يعانون معاناة مزدوجة، و بين قرارات "حماس" والمناكفات السياسية يعاني الناس الأمرّين، فإضافة الى الحصار الإسرائيلي وما ينجم عنه من فقر وظلم وعدوان متواصل، يجد "الغزي" نفسه محاصراً داخلياً باتخاذ خطوات تجاه إحكام السيطرة على المجتمع بالقوة، وقمع الحريات العامة والخاصة، وتطبيق سياسة الاكتفاء الذاتي عن طريق فرض الضرائب والرسوم واصدار القرارات على حساب الناس، وإقرار القوانين من المجلس التشريعي في غزة في ظل الانقسام كما جرى الأسبوع الماضي بإقرار قانون الهيئة المستقلة لحقوق الانسان بالقراءة الاولى.
كما يجد نفسه ضحية المناكفات السياسية بين حكومة "حماس" في غزة وبين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، لن يكن آخرها قطع الرواتب لعدد من موظفي السلطة من أبناء القطاع، وتفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي، مع حلول شهر رمضان الكريم، في وقت تضرب المنطقة موجة حر شديدة غير مسبوقة.
القرارات التي اتخذتها حماس وحكومتها مطلع صيف العام الحالي كثيرة، حيث قام أفراد من الأجهزة الأمنية والشرطة في التدخل في الحريات العامة والخاصة للمواطنين، خصوصا الشباب أو المتزوجين حديثاً، وشكا كثير من المواطنين بأنهم فوجئوا أثناء وجودهم مع زوجاتهم أو خطيباتهم، بأشخاص ملتحين يرتدون زياً مدنياً يسألونهم بطريقة فظة عن هوية المرأة التي تجلس معهم، وبعدما يكتشف رجال الأمن أن المرأة ليست سوى زوجة الرجل الذي كانت ترافقه، يأتي الاعتذار من المدني الملتحي: "سامحنا يا شيخ".
ورغم ان هناك من يعارض مثل هذه الإجراءات والخطوات داخل "حماس" وحكومتها، الا ان التيار الأقوى هو الذي يسعى الى إحكام السيطرة عليه كلياً وتدريجياً، وعلى طريقة وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر: خطوة خطوة.