kolonagaza7
أ . رافت حمدونة
فى يوم العيد أستذكر قول الشاعر " عيد بأى حال عدت يا عيد ... بما مضى أم لأمر فيك تجديد " فالأسرى واهالى الأسرى لا يفرقون فى المضمون بين أيامهم وأشهرهم ومناسباتهم وأيامهم العادية فجميعها عندهم أيام متشابهة مليئة بالآلام والأحزان فيوم الثلاثاء كالجمعة ، وشهر رمضان كشوال وهذا العام كالعام الذى سبقه والعام الذى يليه .
فأى معنى للعيد عند أم حرمت من تقبيل ابنها منذ ثلاثين عاماً ، وأى معنى للعيد لدى أسير يتشوق ويتعطش للاجتماع مع أطفاله لخمسين عيداً متواصلة ، وأى معنى للعيد عند طفلة انتظرت أباها فحرمت من اصطحابها لشراء الملابس كباقى أبناء جيلها ، وأى معنى للعيد فى نفس أسيرة لم تقم باحتضان أطفالها أو تحضير الفطور لأبناءها الخمسة بعد التكبير ، واى معنى للعيد لدى أسير فقد أمه قبل أيام من هلاله ؟؟؟
وفى ظل هذه التساؤلات أدرك تماماً الأبعاد وعمق المشاعر وحجم المعاناة والمؤشرات والدلالات ورسائل أمهات الأسرى واعتصامهن في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر تضامناً مع أبناءهن ومساندة لهم فى ليلة العيد ،وأعتقد أن لسان حالهن يقول أن لا طعم ولا مضمون للعيد فى غياب أبناءنا بلا زيارات ولا رسائل ولا أخبار ، فعيدنا يزيدنا حرقة على فلذات أكبادنا وتاج رؤوسنا ومهجة قلوبنا .
وفى العيد تذرف الدموع مرات ، مرة عند تكبيراته ومرة ثانية عند سؤال الطفل عن أبيه وثالثة عند زيارات الرحم التي تفتقر للأسير وسط جمعة الأهل والمحبين مستذكرين القريب البعيد والغائب الذي لا يغيب ، وخامسة وسادسة وعاشرة وعشرين عند كل ذكر اسم له أو سؤال عنه .
و فى العيد يشعر الأسير بالوحشة والغربة والحنين ، فهذا الأسير له فى السجن ستة وستين عيدا قضاها فى خمسة عشر سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف أو تحقيق ، والثاني له ربع قرن أو يزيد لم يعيد على أولاده وأمه وزوجته وأهله ومحبيه ، والثالث له عشرين عيداًً قضاها فى غرفة أو زنزانة موحشة حقيرة بين الجدران والسجان ، والرابع له خمسة عشر عيداً كان آخرها رحمة أمه التي انتظرته وصبرت على زياراته وتمنت العيش ولو للحظة واحدة بصحبته ولكن خطفها الموت فى قبيل العيد قبل أعوام قلائل من قرب الإفراج عنه ، وآخر من أمضى عشر أعياد لم يذق فيهن ولو لمرة واحدة كعك أمه وقهوتها ، ومنهم من له خمس أعياد لم يدخل خلالها بيت أخته وجدته متواصلاً معهم كما الآخرين في زيارة الأرحام ، ومنهم من له العيد الأول وما أقساه من عيد حين يمر عليه شريط الذكريات القريب بكل جماله وحلاوته ومتاعه .
وفى يوم العيد رسالة الأسرى تقول نتمنى على كل حر وشريف أن يشعر بنا وباطفالنا ، وأن يعاد الاعتبار لقضيتنا وإحياءها فى كل الميادين وعلى كل الصعد ، ونذكركم بالوحدة والمصالح الوطنية والدولة والقدس واللاجئين والجدار والمياه وحق تقرير المصير والسيادة والاستقلال .
فى يوم العيد نذكركم أننا بحاجة لحمل أحفادنا ورؤية بناتنا اللواتي لم نعش معهن ساعة واحدة، فكبرن وتزوجن وأنجبن ونحن في المعتقلات، نريد أن نزور قبور آبائنا وأمهاتنا الذين لم يحالفهم الحظ في استقبالنا.
فعلى الجميع فى هذا العيد وكل عيد أن يتذكرنا ويساندنا ويطالب بنا ، وأن تقوم كل جهة بمسؤولياتها اتجاهنا.
فى يوم العيد أستذكر قول الشاعر " عيد بأى حال عدت يا عيد ... بما مضى أم لأمر فيك تجديد " فالأسرى واهالى الأسرى لا يفرقون فى المضمون بين أيامهم وأشهرهم ومناسباتهم وأيامهم العادية فجميعها عندهم أيام متشابهة مليئة بالآلام والأحزان فيوم الثلاثاء كالجمعة ، وشهر رمضان كشوال وهذا العام كالعام الذى سبقه والعام الذى يليه .
فأى معنى للعيد عند أم حرمت من تقبيل ابنها منذ ثلاثين عاماً ، وأى معنى للعيد لدى أسير يتشوق ويتعطش للاجتماع مع أطفاله لخمسين عيداً متواصلة ، وأى معنى للعيد عند طفلة انتظرت أباها فحرمت من اصطحابها لشراء الملابس كباقى أبناء جيلها ، وأى معنى للعيد فى نفس أسيرة لم تقم باحتضان أطفالها أو تحضير الفطور لأبناءها الخمسة بعد التكبير ، واى معنى للعيد لدى أسير فقد أمه قبل أيام من هلاله ؟؟؟
وفى ظل هذه التساؤلات أدرك تماماً الأبعاد وعمق المشاعر وحجم المعاناة والمؤشرات والدلالات ورسائل أمهات الأسرى واعتصامهن في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر تضامناً مع أبناءهن ومساندة لهم فى ليلة العيد ،وأعتقد أن لسان حالهن يقول أن لا طعم ولا مضمون للعيد فى غياب أبناءنا بلا زيارات ولا رسائل ولا أخبار ، فعيدنا يزيدنا حرقة على فلذات أكبادنا وتاج رؤوسنا ومهجة قلوبنا .
وفى العيد تذرف الدموع مرات ، مرة عند تكبيراته ومرة ثانية عند سؤال الطفل عن أبيه وثالثة عند زيارات الرحم التي تفتقر للأسير وسط جمعة الأهل والمحبين مستذكرين القريب البعيد والغائب الذي لا يغيب ، وخامسة وسادسة وعاشرة وعشرين عند كل ذكر اسم له أو سؤال عنه .
و فى العيد يشعر الأسير بالوحشة والغربة والحنين ، فهذا الأسير له فى السجن ستة وستين عيدا قضاها فى خمسة عشر سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف أو تحقيق ، والثاني له ربع قرن أو يزيد لم يعيد على أولاده وأمه وزوجته وأهله ومحبيه ، والثالث له عشرين عيداًً قضاها فى غرفة أو زنزانة موحشة حقيرة بين الجدران والسجان ، والرابع له خمسة عشر عيداً كان آخرها رحمة أمه التي انتظرته وصبرت على زياراته وتمنت العيش ولو للحظة واحدة بصحبته ولكن خطفها الموت فى قبيل العيد قبل أعوام قلائل من قرب الإفراج عنه ، وآخر من أمضى عشر أعياد لم يذق فيهن ولو لمرة واحدة كعك أمه وقهوتها ، ومنهم من له خمس أعياد لم يدخل خلالها بيت أخته وجدته متواصلاً معهم كما الآخرين في زيارة الأرحام ، ومنهم من له العيد الأول وما أقساه من عيد حين يمر عليه شريط الذكريات القريب بكل جماله وحلاوته ومتاعه .
وفى يوم العيد رسالة الأسرى تقول نتمنى على كل حر وشريف أن يشعر بنا وباطفالنا ، وأن يعاد الاعتبار لقضيتنا وإحياءها فى كل الميادين وعلى كل الصعد ، ونذكركم بالوحدة والمصالح الوطنية والدولة والقدس واللاجئين والجدار والمياه وحق تقرير المصير والسيادة والاستقلال .
فى يوم العيد نذكركم أننا بحاجة لحمل أحفادنا ورؤية بناتنا اللواتي لم نعش معهن ساعة واحدة، فكبرن وتزوجن وأنجبن ونحن في المعتقلات، نريد أن نزور قبور آبائنا وأمهاتنا الذين لم يحالفهم الحظ في استقبالنا.
فعلى الجميع فى هذا العيد وكل عيد أن يتذكرنا ويساندنا ويطالب بنا ، وأن تقوم كل جهة بمسؤولياتها اتجاهنا.