kolonagaza7
أفادت مصادر إعلامية من سجن النقب الصحراوي المعروف بـِ " كتسيعوت " أنّ الأسير المجاهد سليمان نايف حسن أبو طيور " أبو عبيدة " من سكان مخيم الأمعري في رام الله قد دخل عامه الواحد والعشرين في سجون الإحتلال الصهيوني في الفاتح من أيلول ـ هذا الشهر ـ وبشكل متواصل، وأفادت مصادر مقربة من الأسير أنه أعتقل بتاريخ 1/9/1990 وهو في ريعان شبابه على خلفية مقاومة الإحتلال والقيام بنشاطات وفعاليات أخرى في هذا الإطار، وقد أصدرت المحكمة العسكرية الصهيوينة حكماً جائراً على أبي طيور لمدة خمسة وعشرين عاماً، بعد أن تعرض للتحقيق والتعذيب القاسي وعلى مدار ثلاث شهور في مركز تحقيق المسكوبية، حيث تعرض لكل أصناف وألوان التعذيب. يشار إلى أن الأسير سليمان أبوطيور يبلغ من العمر 44 سنة وهو من مواليد مخيم الجلزون بتاريخ 21/8/1967، وفي هذا المخيم تلقى دراسته الابتدائية والإعدادية، والتحق بعدها في معهد دار المعلمين في رام الله، وحصل على الدبلوم في التربية الرياضية، وهو أعزب ولديه سبعة من الأخوة الذكور وخمس من الأخوات ومعظمهم متزوج ولديه أبناء وأحفاد، وتمتد جذوره الأصلية إلى قرية صرفند ـ الخراب قضاء مدينة الرملة المحتلة عام 1948م والتي هُجِّر أهلها بعد المجازر البشعة التي ارتكبتها العصابات الصهيوينة بحق السكان الأصليين من أبناء الشعب الفلسطيني. إلتحق أبوطيور خلال وجوه في السجن وإنتمى إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس، وقد تنقل في عدة سجون منها جنيد المركزي ونابلس المركزي، وعسقلان ونفحة، وبئر السبع ورامون حيث حطّت به عصا الترحال والتنقل بين السجون ومنذ سنتين في سجن النقب الصحراوي، وهو طيب المعشر والمعاملة حيث كان يترك ذكريات وآثار طيبة مع كلّ الأسرى بغض النظر عن إنتماءاتهم.وقد تعرض أبو طيور خلال رحلته مع القيد إلى مواقف إنسانية أثرت فيه كثيراً وهذا حال غالبية الأسرى من أبناء الشعب الفلسطيني، حيث وخلال هذه الرحلة الشاقة والطويلة فقد أعزاء على نفسه وأحبّاء على قلبه من الأهل والأقارب والأصدقاء، فقد توفي والده بتاريخ 25/9/2004 في الأردن حيث منعت سلطات القهر والعذاب سلطات الإحتلال الصهيوني من نقله ودفنه تحت ثرى فلسطين وذلك بحجة الأعياد اليهودية في حينها، وقد تمَّ دفنه في الأردن على غير رغبته وأمنيته بأن يحتضنه تراب فلسطين المعبق بدماء الشهداء.أما الحادث الثاني حيث يعتبر الأشدّ قسوة على نفس أبي طيور عندما توفيت والدته بتاريخ 25/5/2007 وكانت صدمته وهو يقلب بصفحات أحد الأعداد القديمة من جريدة القدس عندما قرأ خبر وفاة والدته، وقد آلمته تلك الحادثة كثيراً وكانت الأشد وقعاً على نفسه خلال مسيرته الإعتقالية، ولكن هذا هو حال الإحتلال الصهيوني الذي يحول دون تواصل الأسرى مع ذويهم ولا يسمح هذا المحتل الساديّ للأسير للإلقاء نظرة الوداع على من يفقد من الأهل والأحبة حتى من الدرجة الأولى هذا الإحتلال البغيض الذي لا يسمح أيضاً حتى بالإتصال التليفوني حيث يمارس سياسة القهر والحرمان على أسرى شعبنا الفلسطيني. لقد إكتسب أبو طيور ثقافة عالية خلال رحلته مع القيد والأسر حيث تعلم اللغتين العبرية والإنجليزية، وله دور ثقافي في أوساط الأسرى من خلال الدورات.ن أمنية أبو طيور هذه الأيام أن يعجّل الله له بالفرج ليقف على قبر الوالد والوالدة ويقرأ على روحيهما الطاهرتين سورة الفاتحة وليشتم رائحة الوطن والأهل ويتنفس مع الحرية هواء فلسطين العليل.من جهته فقد طالب وزير شؤون الأسرى السابق المهندس وصفي قبها والذي عاش مع الأسير ابو طيور فترة من الزمن، كافة الفصائل والمؤسسات والجهات الرسمية تحمل مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية تجاه قضية الأسرى وخاصة من أصحاب المحكوميات العالية، واعتبر المهندس قبها أنّ غياب قضية الأسرى عن أجندات المفاوض الفلسطيني قد أعطى سلطات الإحتلال الفرصة للإنتقام من هؤلاء الشرفاء حيث شهدت سنوات التفاوض هجمة شرسة على إنجازات الحركة الأسيرة. وطالب الوزير قبها كافة وسائل الإعلام الوطنية والقومية بأن يكون لديها خطط سنوية متجددة للدفاع عن الأسرى وحقوقهم والعمل على تدويل قضيتهم، حيث لا يعقل أن تبقى عملية تداول قضية الأسرى بين فلان أنهى عامه 32 كما هو حال المجاهد نائل البرغوثي والمناضل فخري البرغوثي وفلام دخل عامع الواحد والعشرين في سجون الإحتلال، حيث أن هذه القضية يجب أن يتوحد حولها الجميع وأن تكون حاضرة في الشارع الفلسطيني من خلال فعاليات تضامنية حقيقية لا يتخلف عنها أحد. وتقدم قبها للحركة الأسيرة بالتهاني بمناسبة قرب حلول عيد الفطر السعيد وتمنى أن لا يأتي العيد القادم وهناك أسير واحد خلف سجون الظلم التي تعددت أشكالها هذه الأيام.