الثلاثاء، 12 يوليو 2011

فلسطين تخص عباس شخصياً

kolonagaza7

د. فايز أبو شماله
قبل سنين، كانت قضيه فلسطين قضيه كل العرب والمسلمين، وكان الحديث يدور عن صراع عربي إسرائيلي، ولكن مع ميلاد منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا وحيدا للشعب الفلسطيني، صارت القضية الفلسطينية تخص الفلسطينيين وحدهم مدعومين من العرب، في صراعهم مع العدو الإسرائيلي، ولكن بعد التوقيع على اتفاقيه أوسلو، ضاقت القضية الفلسطينية حتى صارت قضية نزاع حدود بين الفلسطينيين والطرف الآخر الإسرائيلي.
اليوم يضيق أفق السياسة الفلسطينية، حتى صارت أمراً شخصياً يهمُّ السيد عباس، ولا علاقة لأحد فيه، وكي لا أتهم بالتجني، سأنقل حرفياً ما يردده السيد عباس في تصريحاته، وكلها تشير إلى أن فلسطين قضيته الشخصية، وعلى القيادات السياسية الفلسطينية، والتنظيمات الحزبية، والشهداء والأسرى أن يصطفوا جانباً، ويراقبوا السيد عباس الذي قال في آخر لقاء له في رام الله مع قادة المنظمات الشعبية، وتعقيباً على الربط بين الحالة السياسية الراهنة وبين الوضع المالي للسلطة، قال الرجل: "هذا أمر مرفوض، الحكومة لا تتدخل بالسياسة وهذا من اختصاصي شخصيًا فقط". المقصود هنا هو الوضع السياسي الفلسطيني، فهو من اختصاص السيد عباس شخصياً، ولا يحق لفلسطيني على وجه الأرض، ولا يصح لعربي مهما كان، ولا يسمح لمسلم أن يتدخل في المسألة السياسية التي تخص السيد عباس وحده، وشخصياً!.
في أعقاب التوقيع على المصالحة الفلسطينية، نقلت وكالة وفا للأنباء في 23 مايو من هذا العام نقل عن السيد عباس قوله: "الحكومة ليست حكومة فتح أو حكومة حماس، هذه الحكومة هي حكومتي الشخصية، وتتبع إستراتيجيتي، وسياستي الشخصية فقط".
فما هذا الفهم السياسي المشوه؟ وكيف تصير قضية فلسطين تتبع السيد عباس شخصياً؟ أيعقل هذا؟ وكيف تصمت التنظيمات الفلسطينية، وكيف لا تعقب الشخصيات الوطنية على هذا الكلام الذي يجرد الجميع من حقهم في إبداء رأيهم في مصير أوطانهم؟ هل ارتضيتم أن تصير فلسطين صنو السيد عباس، ويصير السيد عباس هو فلسطين؟ فلماذا تصمتون؟
سأفترض أن السيد محمود عابس قد صار نبياً سياسياً يوحى إليك من "بان كي مون"؛ فهل هذا يعطيه الحق بالتفرد بالقرار السياسي الفلسطيني، لتصير فلسطين قضيته الشخصية؟ وهل استبداده بالقرار التنظيمي داخل حركة فتح، يعطيه الحق في الاستبداد المطلق داخل أروقة المقاطعة؟ وهل هذا يعطيه الحق المطلق في التفرد بقرار منظمة التحرير؟
أين الشعب الفلسطيني من قضيته؟ وكيف يستسلم بمصيره السياسي إلى السيد عباس صاحب التجربة الشخصية في المفاوضات السرية مع إسرائيل في أوسلو، وما نجم عنها من اتفاقية ما زالت تهدر مصير الشعب، وتسفك دم أرضه، وتلطخ وجهه الاقتصادي بالفشل؟!.
أم نقول لكم: ناموا أيها الفلسطينيون، ناموا ولا تستيقظوا، فما فاز إلا النوّم، ناموا على نصف الراتب مرتاحين، وابقوا في أماكن هجرتكم مشتتين، وامضغوا الوجع منتظرين، فإن قضيتكم قد صارت تخص السيد عباس شخصياً.

مشاركة مميزة