kolonagaza7
رفض الرئيس المصري المُنَحَّى حسني مبارك اللجوء السياسي في إسرائيل الذي عرضه في شهر نيسان الفائت عضو الكنيست الإسرائيلي والصديق المقرب فؤاد بن إلي عيزر للعيش الكريم في مدينة ايلات على ساحل خليج العقبة, ذات المرافق الحرة, العيش الهانئ الرغيد, المستشفيات التخصصية, الحدائق الخلابة والغلابة والمياه الرقراقة بخريرها المنساب فوق الصخور اللامعة بانعكاسات أشعة الشمس الذهبية.
فضَّلَ الرئيس السابق حسني مبارك العيش في مصر شرم الشيخ ويغشاه شعور الماضي واستحضار انجازاته الباهرة : حرب عام 1948م, الثورة المصرية 1952م, حرب عام 1956م, حرب عام 1967م, بعث القوات الجوية من الركام والحطام, حرب عام 1973م, حرب السلام 1979م, استلام سيناء 1982م, مشاريع الجسور, المدن الجديدة, المشاريع الاقتصادية, الزراعية توشكا.......الخ وقت فوت الزمن؛ ولعله نسي مقولة العبقري نابليون بونابرت: " يمكننا استعادة المسافة لكننا لا يمكننا استعادة الزمن" فقد استعيدت المسافة بالمروحيات من شرم الشيخ إلى سجن أكاديمية الشرطة وقاعة المحكمة بالقاهرة وحمل الدكتور على سريره الطبي بل ودخل قفص الاتهام بهذا السرير بسرعة إحضار كرسي بلقيس من أقصى جنوب الجزيرة العربية دون اعتبار أو اجترار للزمن والماضي حلوه ومره.
يتقدم مبارك نحو مصيره وحيدا مجردا من أصدقائه, حلفائه عالمه السياسي الكبير الذي رسمه وخططه داخليا وخارجيا وصدق المثل :"إذا سقطت البقرة كثرت السكاكين" يسير الرجل في حالة غريبة على سُلّم المصير المعروف والمحتوم الذي ينتظره ورموز نظامه, هذا المصير الذي لا يختلف في صدقيته عن قانون الجاذبية الأرضية, والأنظمة الكونية, عرف ذلك مبارك أم لم يعرفه, فلن يؤثر في صيرورته ونفاذه, بل لن تكون له ردة فعل غير السير للخاتمة؛ إنها دكتوراه العناد الذي بُني عليها الرئيس السابق, وباهى بها خلق كبير, والتي سترافقه دائما.
إنه الحصاد, حصاد عقود من الاستبداد و الاستعباد للعباد المغلف بالحداثة لصالح رجال الأعمال والخصخصة والظلم الاجتماعي والنفسي والجسدي وارتكاب الموبقات القومية والوطنية, وتبعات الارتباط بالقوى الغربية وخوض الحروب بالوكالة في العراق وأفغانستان....الخ لم يستثن هذا الظلم إلا القائمين عليه والضحية مصر وشعبها بصورة مباشرة في كثير من المناحي وغير مباشرة في كل النواحي, إضافة إلى الشعوب العربية المجاورة.
قد يكون مبارك ورموز نظامه غير مصدقين ولا شاعرين أو مدركين للحال الواقع بهم المتردي من كرسي الرئاسة إلى زرابي الزنزانة, إن الناظر إلى عيون المتهمين داخل قفص الاتهام يستحضر الحالة التي حددها رينيه ديكارت في إحداثياته وشكوكه منذ فترة غابرة؛ فقد دخلت الحالة في إشكالية الإحساس والشك في المعرفة الحسية التي تحيط بهم سواء الظاهر منها أو الآتي القابل, للدخول في جانب من المعرفة المتأنية من عالم اليقظة الكابوس, بل وصل الاغتراب في وجود العالم الحسي والشعور بمكوناته من القضبان ومطارق القضاة.
لعل هذه الحالة تشير إلى الأمل وقوة الخاطر داخل الإنسان حتى في اللحظات الأخيرة من الموت بأنواعه المختلفة الملونة؛ مرتكزا إلى عمق الإحساس واللاشعور في قوة خير الطرف الآخر المختزل ضمن القول: " ارحموا عزيز قوم ذل" رغم انه السفاح المستبد, انه درس كبير للجميع لكل المستبدين في كل المواقع والأمكنة القيادية: السياسية, الإدارية, الأمنية, القضائية, حتى في الأسرة والبيت والزوجة والولد والرحم يتحسس الجميع العدالة والإنصاف, لتصب في الصالح العام.
تنتاب جزء من أفراد الشعب المصري والعربي شفقة على حسني مبارك وربما يرجع ذلك إلى الخوف من البديل أو نسيان الماضي أو الرحمة والعفو وهذا شعور نبيل يجب على الجميع احترامه وعدم مصادرته إن وُكّل الأمر للعدالة تقول كلمتها فلا ضير من هذه المشاعر الايجابية الحميدة فلا أحد يدري طبيعة الخاتمة لمبارك أو لغيره على اختلاف أحزابهم وأيديولوجياتهم ومهما كانت توجهاتهم وتياراتهم, فالحكم يحتاج لتكاثف الجميع موالاة ومعارضة.--
سامي محمد الاسطل
samiastal@gmail.com
باحث من قطاع غزة
00972598871101
فضَّلَ الرئيس السابق حسني مبارك العيش في مصر شرم الشيخ ويغشاه شعور الماضي واستحضار انجازاته الباهرة : حرب عام 1948م, الثورة المصرية 1952م, حرب عام 1956م, حرب عام 1967م, بعث القوات الجوية من الركام والحطام, حرب عام 1973م, حرب السلام 1979م, استلام سيناء 1982م, مشاريع الجسور, المدن الجديدة, المشاريع الاقتصادية, الزراعية توشكا.......الخ وقت فوت الزمن؛ ولعله نسي مقولة العبقري نابليون بونابرت: " يمكننا استعادة المسافة لكننا لا يمكننا استعادة الزمن" فقد استعيدت المسافة بالمروحيات من شرم الشيخ إلى سجن أكاديمية الشرطة وقاعة المحكمة بالقاهرة وحمل الدكتور على سريره الطبي بل ودخل قفص الاتهام بهذا السرير بسرعة إحضار كرسي بلقيس من أقصى جنوب الجزيرة العربية دون اعتبار أو اجترار للزمن والماضي حلوه ومره.
يتقدم مبارك نحو مصيره وحيدا مجردا من أصدقائه, حلفائه عالمه السياسي الكبير الذي رسمه وخططه داخليا وخارجيا وصدق المثل :"إذا سقطت البقرة كثرت السكاكين" يسير الرجل في حالة غريبة على سُلّم المصير المعروف والمحتوم الذي ينتظره ورموز نظامه, هذا المصير الذي لا يختلف في صدقيته عن قانون الجاذبية الأرضية, والأنظمة الكونية, عرف ذلك مبارك أم لم يعرفه, فلن يؤثر في صيرورته ونفاذه, بل لن تكون له ردة فعل غير السير للخاتمة؛ إنها دكتوراه العناد الذي بُني عليها الرئيس السابق, وباهى بها خلق كبير, والتي سترافقه دائما.
إنه الحصاد, حصاد عقود من الاستبداد و الاستعباد للعباد المغلف بالحداثة لصالح رجال الأعمال والخصخصة والظلم الاجتماعي والنفسي والجسدي وارتكاب الموبقات القومية والوطنية, وتبعات الارتباط بالقوى الغربية وخوض الحروب بالوكالة في العراق وأفغانستان....الخ لم يستثن هذا الظلم إلا القائمين عليه والضحية مصر وشعبها بصورة مباشرة في كثير من المناحي وغير مباشرة في كل النواحي, إضافة إلى الشعوب العربية المجاورة.
قد يكون مبارك ورموز نظامه غير مصدقين ولا شاعرين أو مدركين للحال الواقع بهم المتردي من كرسي الرئاسة إلى زرابي الزنزانة, إن الناظر إلى عيون المتهمين داخل قفص الاتهام يستحضر الحالة التي حددها رينيه ديكارت في إحداثياته وشكوكه منذ فترة غابرة؛ فقد دخلت الحالة في إشكالية الإحساس والشك في المعرفة الحسية التي تحيط بهم سواء الظاهر منها أو الآتي القابل, للدخول في جانب من المعرفة المتأنية من عالم اليقظة الكابوس, بل وصل الاغتراب في وجود العالم الحسي والشعور بمكوناته من القضبان ومطارق القضاة.
لعل هذه الحالة تشير إلى الأمل وقوة الخاطر داخل الإنسان حتى في اللحظات الأخيرة من الموت بأنواعه المختلفة الملونة؛ مرتكزا إلى عمق الإحساس واللاشعور في قوة خير الطرف الآخر المختزل ضمن القول: " ارحموا عزيز قوم ذل" رغم انه السفاح المستبد, انه درس كبير للجميع لكل المستبدين في كل المواقع والأمكنة القيادية: السياسية, الإدارية, الأمنية, القضائية, حتى في الأسرة والبيت والزوجة والولد والرحم يتحسس الجميع العدالة والإنصاف, لتصب في الصالح العام.
تنتاب جزء من أفراد الشعب المصري والعربي شفقة على حسني مبارك وربما يرجع ذلك إلى الخوف من البديل أو نسيان الماضي أو الرحمة والعفو وهذا شعور نبيل يجب على الجميع احترامه وعدم مصادرته إن وُكّل الأمر للعدالة تقول كلمتها فلا ضير من هذه المشاعر الايجابية الحميدة فلا أحد يدري طبيعة الخاتمة لمبارك أو لغيره على اختلاف أحزابهم وأيديولوجياتهم ومهما كانت توجهاتهم وتياراتهم, فالحكم يحتاج لتكاثف الجميع موالاة ومعارضة.--
سامي محمد الاسطل
samiastal@gmail.com
باحث من قطاع غزة
00972598871101