kolonagaza7
كتب د. ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي
قد يكون الواقع السياسي المرير الذي نحياه سبب في الأخذ بالمواقف الأمريكية ، وربما يكون ذلك حالة من حالات الضعف للحالة العربية والاسلامية ،وهذا باعتقادي هو التبرير الوحيد! ولكن ما يدهشني كباحث أننا كفلسطينيين بشكل خاص ومن نسير في فلكهم من عرب ، لا زلنا نفهم أمريكا ورؤساؤها من منطلق الشخصنة ، وأن الرئيس هو الدولة، والدولة هو، كما هو الحال في عالمنا العربي والإسلامي ، والأجدر بنا بعد التجارب القاسية واستهتار أمريكيا المطلق بنا كعرب ومسلمين أن ندرك أن في أمريكيا هناك قوتان، قوة الظل وهي القوة الحقيقية العاملة من خلف الكواليس ، والمهيمن عليها من قبل قوى يمينية تتنفس من أحقاد تاريخية ممزوجة بأفكار ماسو نية صهيونية انجليكانية، وهي التي توصل عملياً أي إدارة الأمريكية للحكم ، ومن الملاحظ أن تسمية الحكومة الأمريكية باسم (إدارة أمريكية) لأنها وضعت لإدارة أجندة المزيج المشوه ، ولذلك فإن خطاب الرئيس أو وعوداته لا تساوي ثمن كلماته أو حبر ورقه ، لان من يتحكم فيه هي الأجندة التي رسمت إليه ،ولتجميل وجهه إعلاميا يسمح له بمساحة سياسية من التكتيك ، تأسيسا لما سبق لابد لنا كعرب أن نفهم حقيقة طالما أشار إليها الكثير من المحللين ، أن أمريكيا تحكم بجزء خفي يقف أيضا وراءه منظمة (الايباك ) وهي جماعات الضغط اليهودية والجماعات الأمريكية اليمينية المتطرفة الاخري، التي تعمل على تعجيل ظهور المسيح المنتظر ،ومن دوافع كتابتنا ذات الطابع التاريخي لهذا المقال ، هو تبيان الحقيقة بعدا قرار مجلس الشيوخ الأمريكي معارضته الشديدة لأي قرار قد يصدر عن مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتهديده استخدام حق النقض 'الفيتو' في حال تم طرح الموضوع على مجلس. الامن حيث عقد مجلس الشيوخ اجتماعا وبحث مبادرة الرئيس محمود عباس، القاضية بالتوجه إلى مجلس الأمن ودول العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 67 ، واتخذ قرارا بعدم اعتراف الولايات المتحدة بالدولة الفلسطينية إذا ما أعلن عنها من جانب واحد، وبدون موافقة إسرائيل. وفي هذا الشأن يقول رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ،( هوارد برمان) ، إن الولايات المتحدة ، ستشجب أي محاولة للاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد ' و يتوجب على الإدارة الأمريكية القيام بحملة دبلوماسية لإقناع دول العالم بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.ولابد الإشارة أن هذا الموقف مرر على اوباما بل وتم تلقينه بتصريح معارض لقيام الدولة الفلسطينية حتى يكتمل دوره الكومبارسي . وإلا سيتم إدانته من القوة الخفية في أمريكيا بات من الواضح للباحثين أن هذه القوة الخفية تسيطر علي كل مفاتيح القوة في أمريكيا ، وعلى رأسها الإعلام بكافة أشكاله، بل أيضا تسيطر علي العقول، وهناك خمس شركات إعلامية كبري مديريها من اليهود الذين يرسمون لخدمة مصالح إسرائيل مثل CNN.جذور العلاقة الأمريكية الصهيونية : لابد من الإشارة التاريخية أن أول جماعة هاجرت إلى أمريكا عام 1620 كانوا من طائفة (المتطهرون) وهم طائفة سرية في بريطانيا اضطروا إلي الهجرة بعد تعرضهم للاضطهاد بسبب معتقداتهم. وتوجهوا بداية إلي هولندا وطلبوا من حاكمها مساعدتهم للوصول إلي أرض إسرائيل، بزعامة رجل يدعى (وليام بري فورد) ، وكان عددهم 121 شخصا وتمكنوا من الوصول إلي أمريكا علي متن باخرة Main flower ، وحين وصل بري فورد إلي أمريكيا قال : تعالوا نعلي كلمة الرب في أرض صهيون (أمريكا). لذلك نري ان جماعة المتطهرون تركوا بصمات على العديد من المدن الأمريكية ،ووضعوا لها أسماء توراتية، وادعى أفراد تلك الطائفة أنهم بروتستانت، ولكن طقوسهم يهودية بحته ، ويعطلون يوم السبت، وطلبوا من الجامعات الأمريكية ، تعليم العبرية لأن الإنجيل يجب أن يقرأ بلغته الأصلية ، كما طالبوا بضرورة قراءته مع العهد القديم ، هذا أدى بطبيعة الحال إلى ظهور ثقافة جديدة ممزوجة هي الثقافة اليهودية - المسيحية.بجدر بنا الإشارة إلى أن السواد الأعظم من الرؤساء الأمريكيين، منذ أول رئيس حتى أوباما هم من البروتستانت المتطهرون ويسموا أحيانا (بالاعاديون ) أي إعادة اليهود إلي أرض الميعاد، وهذا ديدن أيدولوجى بات يؤمن به الأمريكيون كافة ، ولاحظنا أن إعلان مواقف الإدارة الأمريكية تأييدها المطلق لدولة اليهود أصبح واضحا أكثر من السابق، وممكن تأريخ ذلك منذ بروز نجم 0جورج بوش ) الجد للرئيسين بوش الأب والابن الذي كان يعمل مدرسا للغة العبرية في جامعة نيويورك، حيث ألف كتابين عام 1844 الأول هاجم فيه النبي محمد صلي الله عليه وسلم والثاني عنوانه (وادي الرؤيا( تحدث فيه عن إعادة إسرائيل للوجود وعودة اليهود إلي فلسطين، وقد طالب بوش برفع اليهود إلي مرتبة عليا في العالم وإقامة دولة لليهود في فلسطين، ليصبحوا همزة الوصل بين الإنسانية والله.وبرجوعنا إلي باراك أوباما هذا الرئيس المثير للجدل و لدجل ، نجد أنه لا فرق بينه وبين أيهود باراك ، ومن المؤكد أن تلك القوة الخفية من اليهود والبروتستانت ،هم الذين أتوا به إلي الحكم ، واكتشفوا طبيعته الوصولية منذ كان طالبا في الجامعة، لذلك من الممكن استثماره لخدمة مصالح إسرائيل وأهدافها، وهذا بالطبع ما لمسناه من أوباما يسير حسب النهج المرسوم له إسرائيليا، من ناحية أخري يتوجب على المخلص الصهيوني اوباما، أن يسدد سياسيا فاتورة ال 650مليون دولار المقدمة من اليهود، إبان حملته الانتخابية ، وكلما يحيد عن طريق الخبيثة ،نجد أن اليهود يهددوه ويهددوا حزبه الديموقراطى بالأفول ،لذا نجده لا يتورع عن التعبير الدائم عن امتنانه لأصدقائه اليهود، وانه سيحقق حلم يهودية الدولة لهم ، وفى سبيل تحقيق هذا الحلم الصهيوني المطلق بالسيطرة على أمريكيا ارض الميعاد الاخري، اختير له نائب يدعى (جون بايدن) اعترف أنه صهيوني وقال لو أن صهيونية أوباما أقل مني لرفضت المنصب .ويشير المحللون أن اختيار اوباما رئيسا لدولة أمريكيا الإسرائيلية، في الوقت التي تعاني من أزمة اقتصادية لن تخرج منها وترجع إلى ما كانت عليه سابقا ، لان أكثر المتضررين من الأزمة هم السود وغيرهم من المهمشين ، ولذلك ارتأت القوة الخفية من اليهود وحلفائهم، تقديم رجل أسود بمواصفات ومقاييس صهيونية، باعتقادي كباحث أن اوباما نجح بامتياز في تحقيق المصالح الإسرائيلية ، وحصل على درجة صفر بامتياز في شان القضية الفلسطينية بل وهمشها وركنها على إحدى رفوف الخارجية الأمريكية ،انطلاقاً من هنا ، أجد أن الرئيس محمود عباس ينحت في الصخر لرسم كيان فلسطيني ليحقق حلمه وحلم أكثر من عشرة ملايين فلسطيني ، لذا نحن كفلسطينيين ، وبكافة شرائحنا وألوان طيفنا ما بين مؤيد ومعارض ، نقف أمام خيارين :أولا: الدعم المطلق لنهج محمود عباس الدبلوماسي في محاولته الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية ،وتعرية المخطط الصهيوني الانجليكانى بعد استخدامهم لحق النقد الفيتو .ثانيا : مناكفة السيد الرئيس داخليا وخارجيا، والانحياز نحو الموقف الصهيوامريكى ،وتبديد الحلم الذي انتظرناه مئات السنين ..! فبرأيكم أيها العقلاء المؤمنين بفقه الواقع مع أي الخيارات سنكون ..؟
د.ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي كاتب باحث فلسطيني الامين العام المساعد لمبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين (وفاق)