kolonagaza7
تغريد جهشان – محامية
30-9-2011
لقد واكبت الحركة الأسيرة من خلال عملي المتواصل مع الأسيرات السياسيات منذ ما يزيد عن عشرين عاما مع جمعية نساء من أجل الأسيرات السياسيات إلا أن ما يرد في هذا المقال هو رأي شخصي لا يرتبط بالجمعية .
من الواضح اذاً أنني واكبت الكثير من الخطوات النضالية وخاصة الإضرابات عن الطعام التي جرت منذ بداية سنوات التسعين وذلك بمتابعة الأوضاع عن كثب فعند الإعلان عن بداية اتخاذ هذه الخطوات يتم تكثيف العمل داخل السجون بطبيعة الحال ونبقى في حالة استنفار .
وهذا ما حصل هذا الأسبوع أيضا فعند قراءة ما يحصل من خطوات نضالية قمت بزيارة للأسيرات في سجني الدامون والشارون والوضع لا يختلف في السجنين ، حيث لم يجر أي تنسيق أو حتى إعلام رسمي للخطوات التي على الأسيرات اتخاذها فكم بالحري انه لم يتم التشاور معهن وسماع رأيهن بالموضوع ، وهذا يعيدني إلى التاريخ النضالي ودور الأسيرات حيث كانت الإضرابات تضم الأسرى جميعا دون استثناء إلى درجة أن التنسيق كان يتم في حالات كثيرة بمساعدة من إدارة السجون فكان يسمح لممثلي الأسرى إجراء اللقاءات معا والاتصال الهاتفي فيما بينهم طبعا ليس بشكل مطلق وإنما في الحالات التي كانت تخدم مصلحة السجون فعلى سبيل المثال عندما كانت تُعلم الأسيرات أن الأسرى فكوا إضرابهم كان يسمح لهن بالاتصال مع ممثل أو أكثر من السجون الأخرى للتأكد من ذلك أو أن يُسمح لممثل من سجن أخر الاتصال بهن وهكذا كان يبدأ الإضراب وينتهي في كل السجون معا ، طبعا إنا أتحدث عن أزمنه لم يكن بها وسائل إعلام متاحة كاليوم.
وأود التنويه انه لا يوجد أي قصد مما ورد اتهام الحركة الأسيرة بالتعاون مع إدارة السجون لا بل العكس تماما فالهدف هو إعطاء صورة لفرض التعاون مع الأسرى على مصلحة السجون نتيجة لوحدتهم ومواقفهم الموحدة التي لم تستطع إدارة السجون اختراقها أو الالتفاف عليها واضطرت للتعاون معها والاستجابة لكثير من طلباتهم العادلة .
وتضيف المحامية تغريد جهشان في مقالتها .. ونعود للوضع السائد اليوم من عدم الوحدة والتنسيق ليس فقط على مستوى الأسيرات لا بل بشكل عام فهذه بعض المقتطفات من الأخبار التي نشرت في اليومين السابقين من خلال متابعة موقع وكالة الأخبار معا :
"أكد الأسرى لمركز الأسرى للدراسات ان الأسرى في السجون دخلوا يومهم الثالث على التوالي في اضرابهم المفتوح عن الطعام الذي بدا به أسرى الجبهة الشعبية والديمقراطية يوم 11\9\27 ..." وبعد ذلك نقرأ الخبر التالي
" ...هذا وقد خاضت الفصائل الأخرى بسجون ريمون وعسقلان ونفحه إضرابا محدودا لثلاث أيام تضامنا مع إضراب اخوتهم ورفاقهم اسري الشعبية .." (يعني يوم 9\27,28,29 )
وكذلك نقرأ الخبر التالي "أوضح الأسرى في سجن عوفر عن برنامج احتجاجي بدءا من يوم الأربعاء وبالتنسيق مع كافة السجون انه سيتم ارجاع ثلاث وجبات ..." (يعني يوم 9\28,29,30 )
أما الأسرى في سجن هداريم وكما ورد في الخبر المتعلق بهم " ...وعلى اثر ذلك قرر الأسرى ان يكون هناك يوم إضراب وحددوه بتاريخ 10\16 أو 10\30 ..."
قراءة بسيطة لهذه الأخبار تعطي صورة يائسة أو بائسة عن الحركة الاسيره للأسباب التالية :
1. ان الإضراب هو إضراب فصائلي وهذا الأمر ليس سرا ويطرح السؤال هل كان توجه للفصائل
الأخرى للمشاركة الكاملة ولماذا كان رفض المشاركة التامة.
2. ثم ما معنى ان يشارك الأسرى بالإضراب تضامنا مع أسرى الشعبية ... هل الظروف القاهرة
التي تسود السجون تسري على أسرى الشعبية فقط... فالعزل لا ينحصر على فصيل واحد واكبر
دليل على ذلك عزل الأسير ابراهيم حامد وغيره ... ثم هل الظروف اللا إنسانية وسلب حقوق
الأسرى من الإهمال الطبي ومنع الكثير من الأهل زيارة الأسرى ومنع احتضان الأطفال في
الزيارات ومنع إدخال الأهل للكتب وغير ذلك ... ينحصر على أسرى الشعبية ؟
3. لو فرضنا جدلا ان هناك اجماع على الاقل على الاضراب ليوم واحد او ثلاث ايام فلماذا لا يكون اتفاق على تحديد هذه الايام ...من المثير حقا للتساؤل الايام التي "حددها" اسرى هداريم ... ..اذ يلاحظ حتى عدم تحديد هذا اليوم الواحد ... ثم لماذا هذا التأخير ...
4. وللقيمين على هذا الاضراب ...لماذا بالتحديد هذه الايام المعروف انها ايام عيد رأس السنه للشعب اليهودي وانه لن يتسنى للمحامين لقاء الأسرى ومن المعروف ان زيارات المحامين هي الوسيله الوحيدة لإيصال ما يحصل للأسرى في مثل هذه الأيام العصيبة والتي نشر عن جزء من ذلك ... واقصد عزل الأسرى من الشعبية . الا ان التجارب السابقه تدل على ان العزل ليس العقاب الوحيد وعلى المحامين متابعة الاوضاع عن كثب .
5. بقي فقط ان نشير الى الناحيه العمليه للاضراب فمن المعلوم ان اسرى الشعبيه هم قلة وحصر الاضراب بهم يسهل على ادارة السجون تطبيق العقوبات المختلفة عليهم التي ما كان من الممكن ان تتاح لو ان الأسرى جميعا شاركوا بالإضراب .
6. ومن الناحية الحياتية وقد ألقيت هذا السؤال على عدد من الأسيرات في سجن الدامون كيف
سيكون الوضع اذ ان ما يقارب ثلث الأسيرات هن من الشعبية هل سيتناولون الطعام أمام
الأسيرات المضربات عن الطعام هل سيتابعون نظام يومهن وكأن لا شئ حاصل ...
ولكن أخشى ما أخشاه ان تعزل هؤلاء الأسيرات الى سجون أخرى ومرة أخرى يلعب عددهم
دورا هاما إذ لو كان العدد اكبر فلن تكون إمكانية للعزل لان السجون الاسرائيليه غير مهيئة لعزل
أعداد كبيره من النساء .
وكلمة أخيره للجمعيات الفاعلة داخل ومع السجون يا حبذا إقامة لجنة تنسيق عامه لمصلحة العمل لأجل الأسرى في مثل هذه الظروف والتخلي عن المنافسة والتسابق للنشر في وسائل الإعلام والحفاظ على إعلام منسق بين الجميع بشكل يومي بناءا على زيارات المحامين من الجمعيات المختلفة إذ انه لا يمكن لجمعية واحده زيارة كل السجون في كل يوم وزيارة الأسرى المعزولين في السجون المختلفة ولذا التنسيق يساعد على زيارة كل السجون وكل الأسرى ويمنع زيارات عدة لسجن واحد أو لأسير واحد بسبب عدم التنسيق .
ولزملائي المحامين أقول وبعد تجربتي كمحاميه في آخر إضراب عام جرى سنة 2004 لا تترددوا بالتوجه إلى المحكمة حال رفض طلب بالزيارة مهما كان المبرر لذلك لان المحكمة قضت بأن إدارة السجون لا يمكنها منع لقاء الأسير بمحاميه بسبب الإضراب .
فالسجن قد يجد أسبابا قد تبدو صادقه ... كأن يكون المسؤول مشغولا وان تنتظروا للغد وهكذا ...فالتجربة دلت على ان كل سجن يفعل كل ما بوسعه وبتخطيط منسق بين كل السجون , كما اتضح من الالتماس الجماعي الذي قدمه عدد من المحامين , لإعاقة الزيارات وهكذا يخسر الأسير خاصة الذي يخوض إضرابا عن الطعام وفي العزل لقاءا مهما مع محاميه .
30-9-2011
لقد واكبت الحركة الأسيرة من خلال عملي المتواصل مع الأسيرات السياسيات منذ ما يزيد عن عشرين عاما مع جمعية نساء من أجل الأسيرات السياسيات إلا أن ما يرد في هذا المقال هو رأي شخصي لا يرتبط بالجمعية .
من الواضح اذاً أنني واكبت الكثير من الخطوات النضالية وخاصة الإضرابات عن الطعام التي جرت منذ بداية سنوات التسعين وذلك بمتابعة الأوضاع عن كثب فعند الإعلان عن بداية اتخاذ هذه الخطوات يتم تكثيف العمل داخل السجون بطبيعة الحال ونبقى في حالة استنفار .
وهذا ما حصل هذا الأسبوع أيضا فعند قراءة ما يحصل من خطوات نضالية قمت بزيارة للأسيرات في سجني الدامون والشارون والوضع لا يختلف في السجنين ، حيث لم يجر أي تنسيق أو حتى إعلام رسمي للخطوات التي على الأسيرات اتخاذها فكم بالحري انه لم يتم التشاور معهن وسماع رأيهن بالموضوع ، وهذا يعيدني إلى التاريخ النضالي ودور الأسيرات حيث كانت الإضرابات تضم الأسرى جميعا دون استثناء إلى درجة أن التنسيق كان يتم في حالات كثيرة بمساعدة من إدارة السجون فكان يسمح لممثلي الأسرى إجراء اللقاءات معا والاتصال الهاتفي فيما بينهم طبعا ليس بشكل مطلق وإنما في الحالات التي كانت تخدم مصلحة السجون فعلى سبيل المثال عندما كانت تُعلم الأسيرات أن الأسرى فكوا إضرابهم كان يسمح لهن بالاتصال مع ممثل أو أكثر من السجون الأخرى للتأكد من ذلك أو أن يُسمح لممثل من سجن أخر الاتصال بهن وهكذا كان يبدأ الإضراب وينتهي في كل السجون معا ، طبعا إنا أتحدث عن أزمنه لم يكن بها وسائل إعلام متاحة كاليوم.
وأود التنويه انه لا يوجد أي قصد مما ورد اتهام الحركة الأسيرة بالتعاون مع إدارة السجون لا بل العكس تماما فالهدف هو إعطاء صورة لفرض التعاون مع الأسرى على مصلحة السجون نتيجة لوحدتهم ومواقفهم الموحدة التي لم تستطع إدارة السجون اختراقها أو الالتفاف عليها واضطرت للتعاون معها والاستجابة لكثير من طلباتهم العادلة .
وتضيف المحامية تغريد جهشان في مقالتها .. ونعود للوضع السائد اليوم من عدم الوحدة والتنسيق ليس فقط على مستوى الأسيرات لا بل بشكل عام فهذه بعض المقتطفات من الأخبار التي نشرت في اليومين السابقين من خلال متابعة موقع وكالة الأخبار معا :
"أكد الأسرى لمركز الأسرى للدراسات ان الأسرى في السجون دخلوا يومهم الثالث على التوالي في اضرابهم المفتوح عن الطعام الذي بدا به أسرى الجبهة الشعبية والديمقراطية يوم 11\9\27 ..." وبعد ذلك نقرأ الخبر التالي
" ...هذا وقد خاضت الفصائل الأخرى بسجون ريمون وعسقلان ونفحه إضرابا محدودا لثلاث أيام تضامنا مع إضراب اخوتهم ورفاقهم اسري الشعبية .." (يعني يوم 9\27,28,29 )
وكذلك نقرأ الخبر التالي "أوضح الأسرى في سجن عوفر عن برنامج احتجاجي بدءا من يوم الأربعاء وبالتنسيق مع كافة السجون انه سيتم ارجاع ثلاث وجبات ..." (يعني يوم 9\28,29,30 )
أما الأسرى في سجن هداريم وكما ورد في الخبر المتعلق بهم " ...وعلى اثر ذلك قرر الأسرى ان يكون هناك يوم إضراب وحددوه بتاريخ 10\16 أو 10\30 ..."
قراءة بسيطة لهذه الأخبار تعطي صورة يائسة أو بائسة عن الحركة الاسيره للأسباب التالية :
1. ان الإضراب هو إضراب فصائلي وهذا الأمر ليس سرا ويطرح السؤال هل كان توجه للفصائل
الأخرى للمشاركة الكاملة ولماذا كان رفض المشاركة التامة.
2. ثم ما معنى ان يشارك الأسرى بالإضراب تضامنا مع أسرى الشعبية ... هل الظروف القاهرة
التي تسود السجون تسري على أسرى الشعبية فقط... فالعزل لا ينحصر على فصيل واحد واكبر
دليل على ذلك عزل الأسير ابراهيم حامد وغيره ... ثم هل الظروف اللا إنسانية وسلب حقوق
الأسرى من الإهمال الطبي ومنع الكثير من الأهل زيارة الأسرى ومنع احتضان الأطفال في
الزيارات ومنع إدخال الأهل للكتب وغير ذلك ... ينحصر على أسرى الشعبية ؟
3. لو فرضنا جدلا ان هناك اجماع على الاقل على الاضراب ليوم واحد او ثلاث ايام فلماذا لا يكون اتفاق على تحديد هذه الايام ...من المثير حقا للتساؤل الايام التي "حددها" اسرى هداريم ... ..اذ يلاحظ حتى عدم تحديد هذا اليوم الواحد ... ثم لماذا هذا التأخير ...
4. وللقيمين على هذا الاضراب ...لماذا بالتحديد هذه الايام المعروف انها ايام عيد رأس السنه للشعب اليهودي وانه لن يتسنى للمحامين لقاء الأسرى ومن المعروف ان زيارات المحامين هي الوسيله الوحيدة لإيصال ما يحصل للأسرى في مثل هذه الأيام العصيبة والتي نشر عن جزء من ذلك ... واقصد عزل الأسرى من الشعبية . الا ان التجارب السابقه تدل على ان العزل ليس العقاب الوحيد وعلى المحامين متابعة الاوضاع عن كثب .
5. بقي فقط ان نشير الى الناحيه العمليه للاضراب فمن المعلوم ان اسرى الشعبيه هم قلة وحصر الاضراب بهم يسهل على ادارة السجون تطبيق العقوبات المختلفة عليهم التي ما كان من الممكن ان تتاح لو ان الأسرى جميعا شاركوا بالإضراب .
6. ومن الناحية الحياتية وقد ألقيت هذا السؤال على عدد من الأسيرات في سجن الدامون كيف
سيكون الوضع اذ ان ما يقارب ثلث الأسيرات هن من الشعبية هل سيتناولون الطعام أمام
الأسيرات المضربات عن الطعام هل سيتابعون نظام يومهن وكأن لا شئ حاصل ...
ولكن أخشى ما أخشاه ان تعزل هؤلاء الأسيرات الى سجون أخرى ومرة أخرى يلعب عددهم
دورا هاما إذ لو كان العدد اكبر فلن تكون إمكانية للعزل لان السجون الاسرائيليه غير مهيئة لعزل
أعداد كبيره من النساء .
وكلمة أخيره للجمعيات الفاعلة داخل ومع السجون يا حبذا إقامة لجنة تنسيق عامه لمصلحة العمل لأجل الأسرى في مثل هذه الظروف والتخلي عن المنافسة والتسابق للنشر في وسائل الإعلام والحفاظ على إعلام منسق بين الجميع بشكل يومي بناءا على زيارات المحامين من الجمعيات المختلفة إذ انه لا يمكن لجمعية واحده زيارة كل السجون في كل يوم وزيارة الأسرى المعزولين في السجون المختلفة ولذا التنسيق يساعد على زيارة كل السجون وكل الأسرى ويمنع زيارات عدة لسجن واحد أو لأسير واحد بسبب عدم التنسيق .
ولزملائي المحامين أقول وبعد تجربتي كمحاميه في آخر إضراب عام جرى سنة 2004 لا تترددوا بالتوجه إلى المحكمة حال رفض طلب بالزيارة مهما كان المبرر لذلك لان المحكمة قضت بأن إدارة السجون لا يمكنها منع لقاء الأسير بمحاميه بسبب الإضراب .
فالسجن قد يجد أسبابا قد تبدو صادقه ... كأن يكون المسؤول مشغولا وان تنتظروا للغد وهكذا ...فالتجربة دلت على ان كل سجن يفعل كل ما بوسعه وبتخطيط منسق بين كل السجون , كما اتضح من الالتماس الجماعي الذي قدمه عدد من المحامين , لإعاقة الزيارات وهكذا يخسر الأسير خاصة الذي يخوض إضرابا عن الطعام وفي العزل لقاءا مهما مع محاميه .