kolonagaza7
عبدالله قنديل
مسؤول الإعلام في جمعية واعد
غريبة هي الأحداث إذا ما تعلقت بقضيتنا الفلسطينية، وأغرب وأشد قربا إلى الخيال إذا ما تعلق الأمر بقضية الأسرى وذويهم ومعاناتهم، ففي كل يوم تتكشف خيوط جديدة للحكاية، لتدلل على مدى عظمة هذا الشعب، ولتؤكد أن هكذا قوم هم على موعد مع حرية وخلاص من احتلال بغيض.
الحكاية تبدأ منذ ما يقارب الثلاثين عاما حينما اعتقل عميد أسرى قطاع غزة سليم الكيال، وسريعا في تصورنا يخرج عبر صفقة وفاء الأحرار بعد أن كان يقضي حكما بالمؤبد مدى الحياة، تطور سريع بالنسبة لنا لكنه أليم طويل إذا تعلق الأمر بصاحب الهم الذي عايشه لحظة بلحظة ودقيقة بدقيقة.
سليم الكيال حرر بتاريخ الثامن عشر من أكتوبر وحنينه لأمه التي بلغت من العمر مئة عام ولزوجته التي لم تنعم به وكذلك ابنته الوحيدة لا يكاد يعبر عنه إلا بتفطر القلب لهذا المشهد.
الحكاية لا تقتصر على هذا فحسب، فالكيال التقى بأمه التي بلغت من العمر عتيا، وكذلك التقى بابنته دعاء، لكنه لم يلتقي بزوجته حيث كانت قد غادرت قبل أيام من إتمام الصفقة لأداء فريضة الحج لهذا العام.
يخرج الكيال، ويلتقي بأحبابه ، ويخبره الأهل بأن زوجته في الأراضي الحجازية لأداء مناسك الحج، وتتسارع الأيام وقلب سليم الكيال يخفق للالتقاء بتلك الزوجة التي ضحت بأغلى ما لديها وحفظت عهد زوجها الذي طالت غيبته وحكم عليه الصهاينة بالسجن ثم الموت في السجن ثم حجز الجثة بعد الاعتقال، لكن الله تعالى له كلمة فصل في هذا الشأن.
تتسارع الأيام في مخيلتنا، ولكنها بطيئة في نظر الكيال، ليعلن الملك السعودي عن مكرمة لمحرري صفقة وفاء الأحرار، كل الأسرى فرحوا جدا بالخبر، لكن سليم الكيال كان الأشد فرحا بذلك حيث أنه وزيادة على أدائه هذه الفريضة فإنه سيلتقي بزوجته في وقت أقرب مما كان يحسب ويتصور، واللقيا ستكون بعد ثلاثة عقود من البعد والفراق والغياب على "جبل عرفات" لتبدأ رحلة جديدة لسليم الكيال بعد التحرر من الأسر والاعتقال عنوانها "لقيا جبل عرفات".
الحدث يحمل دلائل عدة، ومفارقات غريبة وعجيبة، مبكية للعين، مسلية للقلب ففي ذات المكان الذي التقى فيه سيدنا آدم بأمنا حواء بعد فراق وغياب، سيلتقي الكيال بزوجته على عرفات الرحمة، والحدث يدلل أيضا على أن أسرانا طلاب حرية وكرامة، ولن يستطيع أحد أن يقف أمام إرادتهم أو صمودهم حتى وإن ملك كل مفاتح القوة المادية.
هذا الحدث أيضا يؤكد أن حسن سلامة الذي ارتبط بغفران زامل وهما في الأسر، سيلتقيان رغم 48 مؤبدا حكم بها حسن سلامة، تماما كما نزار وأحلام التميمي، وكما ايرينا سراحنة وزوجها.
شعبنا يسطر التضحيات، وأسرانا يصنعون المعجزات، بهم ستدور عجلة الزمان، بهم نبني، وبهم سنحرر ما دنس من مقدسات وأوطان.
عبد الله قنديل - الناطق الاعلامي لجمعية واعــد للأسرى والمحررين
غـزة - تل الاسـلام - شرق متنزه برشـلونة
تلفاكس / 2886355
جــوال / 0599717878
مسؤول الإعلام في جمعية واعد
غريبة هي الأحداث إذا ما تعلقت بقضيتنا الفلسطينية، وأغرب وأشد قربا إلى الخيال إذا ما تعلق الأمر بقضية الأسرى وذويهم ومعاناتهم، ففي كل يوم تتكشف خيوط جديدة للحكاية، لتدلل على مدى عظمة هذا الشعب، ولتؤكد أن هكذا قوم هم على موعد مع حرية وخلاص من احتلال بغيض.
الحكاية تبدأ منذ ما يقارب الثلاثين عاما حينما اعتقل عميد أسرى قطاع غزة سليم الكيال، وسريعا في تصورنا يخرج عبر صفقة وفاء الأحرار بعد أن كان يقضي حكما بالمؤبد مدى الحياة، تطور سريع بالنسبة لنا لكنه أليم طويل إذا تعلق الأمر بصاحب الهم الذي عايشه لحظة بلحظة ودقيقة بدقيقة.
سليم الكيال حرر بتاريخ الثامن عشر من أكتوبر وحنينه لأمه التي بلغت من العمر مئة عام ولزوجته التي لم تنعم به وكذلك ابنته الوحيدة لا يكاد يعبر عنه إلا بتفطر القلب لهذا المشهد.
الحكاية لا تقتصر على هذا فحسب، فالكيال التقى بأمه التي بلغت من العمر عتيا، وكذلك التقى بابنته دعاء، لكنه لم يلتقي بزوجته حيث كانت قد غادرت قبل أيام من إتمام الصفقة لأداء فريضة الحج لهذا العام.
يخرج الكيال، ويلتقي بأحبابه ، ويخبره الأهل بأن زوجته في الأراضي الحجازية لأداء مناسك الحج، وتتسارع الأيام وقلب سليم الكيال يخفق للالتقاء بتلك الزوجة التي ضحت بأغلى ما لديها وحفظت عهد زوجها الذي طالت غيبته وحكم عليه الصهاينة بالسجن ثم الموت في السجن ثم حجز الجثة بعد الاعتقال، لكن الله تعالى له كلمة فصل في هذا الشأن.
تتسارع الأيام في مخيلتنا، ولكنها بطيئة في نظر الكيال، ليعلن الملك السعودي عن مكرمة لمحرري صفقة وفاء الأحرار، كل الأسرى فرحوا جدا بالخبر، لكن سليم الكيال كان الأشد فرحا بذلك حيث أنه وزيادة على أدائه هذه الفريضة فإنه سيلتقي بزوجته في وقت أقرب مما كان يحسب ويتصور، واللقيا ستكون بعد ثلاثة عقود من البعد والفراق والغياب على "جبل عرفات" لتبدأ رحلة جديدة لسليم الكيال بعد التحرر من الأسر والاعتقال عنوانها "لقيا جبل عرفات".
الحدث يحمل دلائل عدة، ومفارقات غريبة وعجيبة، مبكية للعين، مسلية للقلب ففي ذات المكان الذي التقى فيه سيدنا آدم بأمنا حواء بعد فراق وغياب، سيلتقي الكيال بزوجته على عرفات الرحمة، والحدث يدلل أيضا على أن أسرانا طلاب حرية وكرامة، ولن يستطيع أحد أن يقف أمام إرادتهم أو صمودهم حتى وإن ملك كل مفاتح القوة المادية.
هذا الحدث أيضا يؤكد أن حسن سلامة الذي ارتبط بغفران زامل وهما في الأسر، سيلتقيان رغم 48 مؤبدا حكم بها حسن سلامة، تماما كما نزار وأحلام التميمي، وكما ايرينا سراحنة وزوجها.
شعبنا يسطر التضحيات، وأسرانا يصنعون المعجزات، بهم ستدور عجلة الزمان، بهم نبني، وبهم سنحرر ما دنس من مقدسات وأوطان.
عبد الله قنديل - الناطق الاعلامي لجمعية واعــد للأسرى والمحررين
غـزة - تل الاسـلام - شرق متنزه برشـلونة
تلفاكس / 2886355
جــوال / 0599717878