kolonagaza7
د. صالح بكر الطيار
يخطىء من يظن ان الربيع العربي في سورية سيزهر قريباً لأن تطورات الأحداث وما لها من انعكاسات اقليمية ودولية توحي بأن الأزمة السورية لا زالت مجهولة النتائج إذ لا النظام قادر حتى الأن على الخروج من ازمته ولا المعارضة تمتلك القدرة على التغيير . فالثورة السورية مغايرة تماماً لتلك التي قامت في مصر وتونس وليبيا للأسباب التالية :
- شكل الجيش في مصر وتونس خشبة الخلاص فكان ان اقنع حسني مبارك بالتنحي وزين العابدين بن علي بالرحيل ، وأنفض من حول معمر القذافي الذي انتهى امره بالقتل ، اما في سورية فالجيش لا زال متماسكاً بكافة الويته وفرقه وكتائبه وما تعداد الذين انشقوا سوى بضع مئات مما يعني ان النظام لا زال ممسكاً بالألة العسكرية وقادراً على تحريكها في أي مواجهة .
- البعثات الدبلوماسية السورية لا زالت موالية للنظام ولم يتم الإعلان عن استقالة أي سفير او حتى قائم بالأعمال.
- المعارضة السورية منقسمة على بعضها حيث هناك معارضة الداخل وتمتلك اجندة خاصة ، ومعارضات الخارج وهي مشتتة حيث كل مجموعة تدعي انها الممثل الشرعي للثورة السورية فيما كنا نلاحظ اثناء اندلاع ثورات مصر وتونس وليبيا ان المعارضة متفقة على اسقاط النظام ولم تطفو على السطح خلافاتها الفئوية والحزبية والسياسية إلا بعد نجاح الثورة .
- الحراك الشعبي لم يصل الى العاصمة دمشق التي تحتضن الثقل الرسمي والسياسي والنقابي والدبلوماسي ، كما لم يصل الحراك الى مدينة حلب وما تمثله من ثقل اقتصادي ، بل اقتصرت التظاهرات على ارياف المدن وعلى مناطق نائية .
- لم تتمكن وسائل الإعلام العربية والغربية من نقل وقائع تظاهرات ضخمة كتلك التي كنا نشاهدها في القاهرة وتونس العاصمة وبنغازي وصنعاء ، فيما النظام استعرض في الكثير من المرات قوته الشعبية في معظم المدن السورية بغض النظر عن ولاء المتظاهرين وإنتماءاتهم العشائرية والحزبية والطائفية .
- لا زال الوضع الإقتصادي قادراً على الصمود رغم قرارات الحصار التي فرضتها بعض الدول الغربية حيث تدور احاديث عن اقدام العراق وإيران على فتح اسواقها امام المنتوجات السورية دون قيد او شرط. كما يتردد عن تلقي سورية مساعدات مالية من ايران تصل الى نحو 600 مليون دولار شهرياً ، وكذلك من العراق .
- عدم القدرة على محاصرة سورية براً وبحراً وجواً في ظل رفض العراق المقرب رسمياً من ايران ، ورفض لبنان المحكوم من اكثرية موالية بشكل شبه كامل للنظام السوري . كما من شأن اتخاذ مثل هذا القرار ان يؤثر سلباً على الوحدة الوطنية الأردنية .
- المجتمع الدولي كان متضامناً بخصوص ما جرى في مصر وتونس ، وغير منقسم بشأن ما حصل في ليبيا وإن ظهرت وجهات نظر مختلفة ، اما عن الوضع السوري فإن الصين وروسيا ومعهما الهند وجنوب افريقيا والبرازيل ترفض اتخاذ أي عقوبات بأسم مجلس الأمن ضد سورية كما ترفض ان تمنح أي دولة او حلف حق التدخل العسكري . امام هذه الوقائع تبدو الأزمة السورية انها طويلة الأمد إلا إذا بادرت بعض القوى الفاعلة الى ايجاد تسوية ما على قاعدة " لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم " . وبإنتظار ما ستؤول اليه تطورات الأوضاع تبقى هناك محاذير كثيرة يجب التنبه لمخاطرها اقلها ان تذهب الأمور بإتجاه صراعات مذهبية وطائفية وقد ظهرت مؤخراً بوادرها في مدينة حمص وضواحيها لأن تفاقم مثل هذه الصراعات سيؤدي ليس فقط الى تقسيم سورية بل ايضاً الى اشعال حرائق في كل المنطقة ..!!
رئيس مركز الدراسات العربي الاوروبي
يخطىء من يظن ان الربيع العربي في سورية سيزهر قريباً لأن تطورات الأحداث وما لها من انعكاسات اقليمية ودولية توحي بأن الأزمة السورية لا زالت مجهولة النتائج إذ لا النظام قادر حتى الأن على الخروج من ازمته ولا المعارضة تمتلك القدرة على التغيير . فالثورة السورية مغايرة تماماً لتلك التي قامت في مصر وتونس وليبيا للأسباب التالية :
- شكل الجيش في مصر وتونس خشبة الخلاص فكان ان اقنع حسني مبارك بالتنحي وزين العابدين بن علي بالرحيل ، وأنفض من حول معمر القذافي الذي انتهى امره بالقتل ، اما في سورية فالجيش لا زال متماسكاً بكافة الويته وفرقه وكتائبه وما تعداد الذين انشقوا سوى بضع مئات مما يعني ان النظام لا زال ممسكاً بالألة العسكرية وقادراً على تحريكها في أي مواجهة .
- البعثات الدبلوماسية السورية لا زالت موالية للنظام ولم يتم الإعلان عن استقالة أي سفير او حتى قائم بالأعمال.
- المعارضة السورية منقسمة على بعضها حيث هناك معارضة الداخل وتمتلك اجندة خاصة ، ومعارضات الخارج وهي مشتتة حيث كل مجموعة تدعي انها الممثل الشرعي للثورة السورية فيما كنا نلاحظ اثناء اندلاع ثورات مصر وتونس وليبيا ان المعارضة متفقة على اسقاط النظام ولم تطفو على السطح خلافاتها الفئوية والحزبية والسياسية إلا بعد نجاح الثورة .
- الحراك الشعبي لم يصل الى العاصمة دمشق التي تحتضن الثقل الرسمي والسياسي والنقابي والدبلوماسي ، كما لم يصل الحراك الى مدينة حلب وما تمثله من ثقل اقتصادي ، بل اقتصرت التظاهرات على ارياف المدن وعلى مناطق نائية .
- لم تتمكن وسائل الإعلام العربية والغربية من نقل وقائع تظاهرات ضخمة كتلك التي كنا نشاهدها في القاهرة وتونس العاصمة وبنغازي وصنعاء ، فيما النظام استعرض في الكثير من المرات قوته الشعبية في معظم المدن السورية بغض النظر عن ولاء المتظاهرين وإنتماءاتهم العشائرية والحزبية والطائفية .
- لا زال الوضع الإقتصادي قادراً على الصمود رغم قرارات الحصار التي فرضتها بعض الدول الغربية حيث تدور احاديث عن اقدام العراق وإيران على فتح اسواقها امام المنتوجات السورية دون قيد او شرط. كما يتردد عن تلقي سورية مساعدات مالية من ايران تصل الى نحو 600 مليون دولار شهرياً ، وكذلك من العراق .
- عدم القدرة على محاصرة سورية براً وبحراً وجواً في ظل رفض العراق المقرب رسمياً من ايران ، ورفض لبنان المحكوم من اكثرية موالية بشكل شبه كامل للنظام السوري . كما من شأن اتخاذ مثل هذا القرار ان يؤثر سلباً على الوحدة الوطنية الأردنية .
- المجتمع الدولي كان متضامناً بخصوص ما جرى في مصر وتونس ، وغير منقسم بشأن ما حصل في ليبيا وإن ظهرت وجهات نظر مختلفة ، اما عن الوضع السوري فإن الصين وروسيا ومعهما الهند وجنوب افريقيا والبرازيل ترفض اتخاذ أي عقوبات بأسم مجلس الأمن ضد سورية كما ترفض ان تمنح أي دولة او حلف حق التدخل العسكري . امام هذه الوقائع تبدو الأزمة السورية انها طويلة الأمد إلا إذا بادرت بعض القوى الفاعلة الى ايجاد تسوية ما على قاعدة " لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم " . وبإنتظار ما ستؤول اليه تطورات الأوضاع تبقى هناك محاذير كثيرة يجب التنبه لمخاطرها اقلها ان تذهب الأمور بإتجاه صراعات مذهبية وطائفية وقد ظهرت مؤخراً بوادرها في مدينة حمص وضواحيها لأن تفاقم مثل هذه الصراعات سيؤدي ليس فقط الى تقسيم سورية بل ايضاً الى اشعال حرائق في كل المنطقة ..!!
رئيس مركز الدراسات العربي الاوروبي