kolonagaza7
د. عادل محمد عايش الأسطل
ربما حاولت إسرائيل إقناع نفسها بالعدول، عن شن الحرب ضد إيران، بهدف تدمير أو محو المنشآت النووية الإيرانية، بالاكتفاء بتنفيذ عدد من الخيارات البديلة، والتي من شأنها - في النظرية الإسرائيلية - في هذا الشأن، من أن تعمل على إحداث نوعي لا بأس به من الردع العسكري، والبلبلة الاقتصادية والمجتمعية داخل ربوع البلاد الإيرانية. حيث بدأت بتصعيد العمل من خلال لجوئها لخياراتها العدائية ضد إيران، من خلال العمليات التفجيرية وعمليات اغتيال أخرى، تستهدف من تتهمهم بصلتهم في البرامج العلمية النووية، أو بصناعة وتطوير الأسلحة النووية، أو ما يتصل بصناعة منظومات الصواريخ، التي أشاعت القلق القوي في صفوف الإسرائيليين، بوجه خاص والأوروبيين والأمريكيين بوجه عام.
حيث تقوم "إسرائيل" وبعد كل حادث، باللجوء إلى أساليبها الغامضة المعتادة، وتعمّد تسريب بعض التلميحات والإشاعات من قبل أطراف مختلفة، وعلى طريقة الغموض الذي تحيطه بمشروعاتها النووية، بما يوحي بمسئوليتها عن حادث القتل أو حادث الاغتيال، حتى يتم تأكيد تورطها من قبل مصادر أخرى، وهذا ما حدث بالضبط في أعقاب الحادث الأخير في القاعدة العسكرية "بيدجانة" الإيرانية، التابع لحرس الثورة الإيرانية، قرب العاصمة طهران، والذي أودى بحياة 17 عسكرياً، كان بين القتلى وهو- المستهدف - عالم بناء الصاروخ شهاب الإيراني "حسن طهراني" وهو ضابط كبير في حرس الثورة الإيرانية، ومسئول عن تطوير صواريخ طويلة المدى. والذي أطلق عليه "أبو الصاروخ" هكذا سرًبت "إسرائيل" عن احتمالات تورطها في ذلك الحادث، حتى قبل أن يتوصل المحققون في طهران إلى تحميل الموساد الإسرائيلي مسئولية العملية، وذلك وفقاً لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية عن مصدر إيراني وصفته بالرسمي دون أن تفصح عن هويته.
فقد نقلت "الغارديان" عن مصدر حكومي مقرب من السلطات الإيرانية، اعتقاده بأن الانفجار، يندرج في إطار الحرب السرية التي تقودها "إسرائيل" ضد بلاده مجرياً مقارنة بين الانفجار الأخير، وانفجاراً آخر وقع قبل عام في قاعدة صاروخية إيرانية بالقرب من خرم آباد، مؤكداً امتلاكه معلومات، تشير إلى أن الانفجاريين يحمل كل منهما عنوان "عملية تخريبية"، تنفذها عناصر من "الموساد" بهدف إبطاء مشروع الصواريخ الإيراني، خاصة وأن القاعدتين المستهدفتين تحويان صواريخ "شهاب 3" القادرة على ضرب أهداف في العمق الإسرائيلي.
مجلة "تايم" أكدت التقارير، التي تفيد بأن "الموساد الإسرائيلي" كان وراء الانفجار، وهناك مصادر استخباراتية غربية أكدت:" أنها لا تعتقد أن الانفجار كان مجرد حادث".
وكان سبق لإسرائيل أن أعلنت عن سرورها عقب الانفجار، وأشادت بفاعليه، وتمنّت المزيد من مثله، حيث تمنى وزير الدفاع الإسرائيلي "إيهود باراك" بعد نكرانه السبب، الذي أدى إلى حدوث الانفجار، تمنى تكرار التفجيرات في معسكرات الجيش الإيراني، وقال "باراك" خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي، حول الضرر الذي لحق بالقاعدة العسكرية الإيرانية حول سؤاله عن الضرر فيما إذا كان كبيراً؟ فأجاب:" لا أعرف.. لكن فليكثر من أمثاله". وهذا يدلل بالقطع إلى تورط إسرائيل في الحادث،
وكانت تقارير إسرائيلية تحدثت في الماضي، وألمح أكثر من مسئول أمني إسرائيلي أيضاً، إلى أن "الموساد الإسرائيلي"، قد قام بتنفيذ عدة عمليات ضد البرنامج النووي الإيراني بينها وضع فيروسات "ستاكسنت" وفيروسات أخرى، في النظام الإلكتروني للبرنامج النووي، بهدف تعطيل وإعاقة البرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى قيامه بعمليات تفجير شحنات أسلحة ومؤسسات إيرانية أخرى.
وكانت تلك العمليات من هذا الصنف، من وجهة النظر الإسرائيلية تؤتي أُكلها، فمن شأنها إلقاء في قلوب العلماء الإيرانيين الرعب، وتقييد حركاتهم بحيث يحجم العلماء في التمادي في خدمة البرنامج النووي الإيراني، ومن ناحية أخرى فإن حرب الفيروسات كان قد أثبت جدواها ولو بالإعاقة على الأقل، وذلك بعد إن اعترفت طهران أكثر من مرة، بمشكلات حدثت بين الفينة والفينة، بحيث كان من الصعب التغلب عليها بشكل سهل.
وكما يبدو فإن (إسرائيل) قد اكتفت بشاكلة الحرب هذه، وإن - إلى أجل – كما يصدر عن قادتها ومسؤوليها، ولهذا فهي من ناحيةٍ أخرى، وكأنها انتبهت من جديد، على الجبهة الجنوبية، التي تؤرقها ليل نهار، وتكره النظر ناحيتها، وكما هو حالها مع البرنامج النووي الإيراني، إن لم تكن أكثر تعقيداً.
ففي تطور لافت، أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي "بيني غانتس" في وقت لاحق من يوم الثلاثاء 15/11 أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وبعد جلسة مناقشة لشرح مفصل عن الأوضاع الأمنية على الجبهة الجنوبية، قدمه رئيس الأركان شخصياً، حيث أعلن في نهاية الجلسة، عن إن قواته ستجد نفسها مجبرة، على تنفيذ "عملية هجومية ذات مغزى" ضد قطاع غزة، وذلك بعد حجج ومبررات، من أن الجولات الأخيرة من التصعيد، التي قامت بها خلايا الجهاد الإسلامي في "رفح"، التي كانت السبب في إصابة كل من العقل والحياة الروتينية اليومية لسكان "إسرائيل" في جنوب البلاد، وأيضاً التطورات التي شهدتها وتشهدها شبه جزيرة سيناء، التي أصبحت تعرف بالمنطقة المفرخة "للإرهاب" والمنتجة للعمليات العدائية و"التخريبية" حسب وصفه، قائلاً "تحولت سيناء إلى منطقة منتجة للعمليات التخريبية". بالإضافة إلى عمليات تواجد مقاتلين أجانب في القطاع مع أسلحة مصدرها ليبيا وهي على الأرجح متطورة "خطرة"، كل هذه الأمور من شأنها أن تعمل على أن تعجل "إسرائيل" بالشروع بضربة استباقية ضد القطاع، تكون منظمة ونهائية، وهو أسهل اليوم أكثر من إي وقتٍ في المستقبل".
هذا نموذج يعبر عن بعض الاضطراب الإسرائيلي، والحال السيئ الذي تبدو عليه، فبعد سنوات طويلة من العداء مع إيران، وضعفها من السنوات مع الاحتلال للأرض الفلسطينية، لم تفهم إسرائيل" إلاّ لغة القوة والتهديد بها، ليس قوة السلاح فقط، بل استعملت كل الأنواع المنتجة، من شعارات وتقنيات ووسائل تخفية للحقائق، بهدف أوحد، وهو لا لأجل أن تعيش بسلام، ولكن أن لا يعيش غيرها في السلام، فهي من دون شك سبب كل الاضطرابات في كل العالم وخاصة الشرق الأوسط، وذلك لخلق البيئة المواتية لها لهدف أن تعيش فيها تكون فيها على سطوة وسيطرة، وإعلان الآخرين عن الاستسلام ورفع أعلام السلام البيضاء، هذا هو السبب في ترك العديد من الدول "إسرائيل" والمصالح الإسرائيلية، لأنها أضحت لا تتناسب معها في نظرتها للعالم. من حيث مراعاة مصالحها، وإحباطها المتعمد لمساعي الغير في تحقيق طموحاتهم وأمالهم كما يريدون.
التهديدات الإسرائيلية المتواصلة، تعتبر إرهاب دولة، واستخفاف بالعالم كله، وغطرسة لا متناهية، ليست مبررة وغير مقبولة، لذا ينبغي علينا ونحن في غمرة فرحنا بعيد الاستقلال، أن لا نفتر أو نهن، وأن نكون كفلسطينيين على مستوى مكافحتها، بدءأً بمواقف "الرئيس محمود عباس" وانتهاءً بمقاومة الجهاد وحماس، وإن أدت تلك، إلى انتقال القضية برمتها للأجيال القادمة.
ربما حاولت إسرائيل إقناع نفسها بالعدول، عن شن الحرب ضد إيران، بهدف تدمير أو محو المنشآت النووية الإيرانية، بالاكتفاء بتنفيذ عدد من الخيارات البديلة، والتي من شأنها - في النظرية الإسرائيلية - في هذا الشأن، من أن تعمل على إحداث نوعي لا بأس به من الردع العسكري، والبلبلة الاقتصادية والمجتمعية داخل ربوع البلاد الإيرانية. حيث بدأت بتصعيد العمل من خلال لجوئها لخياراتها العدائية ضد إيران، من خلال العمليات التفجيرية وعمليات اغتيال أخرى، تستهدف من تتهمهم بصلتهم في البرامج العلمية النووية، أو بصناعة وتطوير الأسلحة النووية، أو ما يتصل بصناعة منظومات الصواريخ، التي أشاعت القلق القوي في صفوف الإسرائيليين، بوجه خاص والأوروبيين والأمريكيين بوجه عام.
حيث تقوم "إسرائيل" وبعد كل حادث، باللجوء إلى أساليبها الغامضة المعتادة، وتعمّد تسريب بعض التلميحات والإشاعات من قبل أطراف مختلفة، وعلى طريقة الغموض الذي تحيطه بمشروعاتها النووية، بما يوحي بمسئوليتها عن حادث القتل أو حادث الاغتيال، حتى يتم تأكيد تورطها من قبل مصادر أخرى، وهذا ما حدث بالضبط في أعقاب الحادث الأخير في القاعدة العسكرية "بيدجانة" الإيرانية، التابع لحرس الثورة الإيرانية، قرب العاصمة طهران، والذي أودى بحياة 17 عسكرياً، كان بين القتلى وهو- المستهدف - عالم بناء الصاروخ شهاب الإيراني "حسن طهراني" وهو ضابط كبير في حرس الثورة الإيرانية، ومسئول عن تطوير صواريخ طويلة المدى. والذي أطلق عليه "أبو الصاروخ" هكذا سرًبت "إسرائيل" عن احتمالات تورطها في ذلك الحادث، حتى قبل أن يتوصل المحققون في طهران إلى تحميل الموساد الإسرائيلي مسئولية العملية، وذلك وفقاً لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية عن مصدر إيراني وصفته بالرسمي دون أن تفصح عن هويته.
فقد نقلت "الغارديان" عن مصدر حكومي مقرب من السلطات الإيرانية، اعتقاده بأن الانفجار، يندرج في إطار الحرب السرية التي تقودها "إسرائيل" ضد بلاده مجرياً مقارنة بين الانفجار الأخير، وانفجاراً آخر وقع قبل عام في قاعدة صاروخية إيرانية بالقرب من خرم آباد، مؤكداً امتلاكه معلومات، تشير إلى أن الانفجاريين يحمل كل منهما عنوان "عملية تخريبية"، تنفذها عناصر من "الموساد" بهدف إبطاء مشروع الصواريخ الإيراني، خاصة وأن القاعدتين المستهدفتين تحويان صواريخ "شهاب 3" القادرة على ضرب أهداف في العمق الإسرائيلي.
مجلة "تايم" أكدت التقارير، التي تفيد بأن "الموساد الإسرائيلي" كان وراء الانفجار، وهناك مصادر استخباراتية غربية أكدت:" أنها لا تعتقد أن الانفجار كان مجرد حادث".
وكان سبق لإسرائيل أن أعلنت عن سرورها عقب الانفجار، وأشادت بفاعليه، وتمنّت المزيد من مثله، حيث تمنى وزير الدفاع الإسرائيلي "إيهود باراك" بعد نكرانه السبب، الذي أدى إلى حدوث الانفجار، تمنى تكرار التفجيرات في معسكرات الجيش الإيراني، وقال "باراك" خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي، حول الضرر الذي لحق بالقاعدة العسكرية الإيرانية حول سؤاله عن الضرر فيما إذا كان كبيراً؟ فأجاب:" لا أعرف.. لكن فليكثر من أمثاله". وهذا يدلل بالقطع إلى تورط إسرائيل في الحادث،
وكانت تقارير إسرائيلية تحدثت في الماضي، وألمح أكثر من مسئول أمني إسرائيلي أيضاً، إلى أن "الموساد الإسرائيلي"، قد قام بتنفيذ عدة عمليات ضد البرنامج النووي الإيراني بينها وضع فيروسات "ستاكسنت" وفيروسات أخرى، في النظام الإلكتروني للبرنامج النووي، بهدف تعطيل وإعاقة البرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى قيامه بعمليات تفجير شحنات أسلحة ومؤسسات إيرانية أخرى.
وكانت تلك العمليات من هذا الصنف، من وجهة النظر الإسرائيلية تؤتي أُكلها، فمن شأنها إلقاء في قلوب العلماء الإيرانيين الرعب، وتقييد حركاتهم بحيث يحجم العلماء في التمادي في خدمة البرنامج النووي الإيراني، ومن ناحية أخرى فإن حرب الفيروسات كان قد أثبت جدواها ولو بالإعاقة على الأقل، وذلك بعد إن اعترفت طهران أكثر من مرة، بمشكلات حدثت بين الفينة والفينة، بحيث كان من الصعب التغلب عليها بشكل سهل.
وكما يبدو فإن (إسرائيل) قد اكتفت بشاكلة الحرب هذه، وإن - إلى أجل – كما يصدر عن قادتها ومسؤوليها، ولهذا فهي من ناحيةٍ أخرى، وكأنها انتبهت من جديد، على الجبهة الجنوبية، التي تؤرقها ليل نهار، وتكره النظر ناحيتها، وكما هو حالها مع البرنامج النووي الإيراني، إن لم تكن أكثر تعقيداً.
ففي تطور لافت، أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي "بيني غانتس" في وقت لاحق من يوم الثلاثاء 15/11 أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وبعد جلسة مناقشة لشرح مفصل عن الأوضاع الأمنية على الجبهة الجنوبية، قدمه رئيس الأركان شخصياً، حيث أعلن في نهاية الجلسة، عن إن قواته ستجد نفسها مجبرة، على تنفيذ "عملية هجومية ذات مغزى" ضد قطاع غزة، وذلك بعد حجج ومبررات، من أن الجولات الأخيرة من التصعيد، التي قامت بها خلايا الجهاد الإسلامي في "رفح"، التي كانت السبب في إصابة كل من العقل والحياة الروتينية اليومية لسكان "إسرائيل" في جنوب البلاد، وأيضاً التطورات التي شهدتها وتشهدها شبه جزيرة سيناء، التي أصبحت تعرف بالمنطقة المفرخة "للإرهاب" والمنتجة للعمليات العدائية و"التخريبية" حسب وصفه، قائلاً "تحولت سيناء إلى منطقة منتجة للعمليات التخريبية". بالإضافة إلى عمليات تواجد مقاتلين أجانب في القطاع مع أسلحة مصدرها ليبيا وهي على الأرجح متطورة "خطرة"، كل هذه الأمور من شأنها أن تعمل على أن تعجل "إسرائيل" بالشروع بضربة استباقية ضد القطاع، تكون منظمة ونهائية، وهو أسهل اليوم أكثر من إي وقتٍ في المستقبل".
هذا نموذج يعبر عن بعض الاضطراب الإسرائيلي، والحال السيئ الذي تبدو عليه، فبعد سنوات طويلة من العداء مع إيران، وضعفها من السنوات مع الاحتلال للأرض الفلسطينية، لم تفهم إسرائيل" إلاّ لغة القوة والتهديد بها، ليس قوة السلاح فقط، بل استعملت كل الأنواع المنتجة، من شعارات وتقنيات ووسائل تخفية للحقائق، بهدف أوحد، وهو لا لأجل أن تعيش بسلام، ولكن أن لا يعيش غيرها في السلام، فهي من دون شك سبب كل الاضطرابات في كل العالم وخاصة الشرق الأوسط، وذلك لخلق البيئة المواتية لها لهدف أن تعيش فيها تكون فيها على سطوة وسيطرة، وإعلان الآخرين عن الاستسلام ورفع أعلام السلام البيضاء، هذا هو السبب في ترك العديد من الدول "إسرائيل" والمصالح الإسرائيلية، لأنها أضحت لا تتناسب معها في نظرتها للعالم. من حيث مراعاة مصالحها، وإحباطها المتعمد لمساعي الغير في تحقيق طموحاتهم وأمالهم كما يريدون.
التهديدات الإسرائيلية المتواصلة، تعتبر إرهاب دولة، واستخفاف بالعالم كله، وغطرسة لا متناهية، ليست مبررة وغير مقبولة، لذا ينبغي علينا ونحن في غمرة فرحنا بعيد الاستقلال، أن لا نفتر أو نهن، وأن نكون كفلسطينيين على مستوى مكافحتها، بدءأً بمواقف "الرئيس محمود عباس" وانتهاءً بمقاومة الجهاد وحماس، وإن أدت تلك، إلى انتقال القضية برمتها للأجيال القادمة.