kolonagaza7
علي بدوان / كاتب فلسطيني/دمشق عضو اتحاد الكتاب العرب
تقدر أعداد اللاجئين الفلسطينيين، الذين وفدوا إلى الأراضي العربية السورية اثر النكبة عام 1948 بحدود (90) ألف لاجئ، دخلوا الأراضي السورية من المناطق الحدودية المشتركة بين فلسطين وسوريا البالغ طولها (79) كيلومتر من زاوية جبل الشيخ شمال هضبة الجولان حتى جنوب بحيرة طبريا. وبعضهم جاء عن طريق الأردن، والبعض الأخر عن طريق لبنان عبر الممرات البرية شمال فلسطين، أوعبرالطريق البحري بين عكا، حيفا، يافا إلى صيدا، صور، بيروت، طرابلس، اللاذقية، حيث شجعت ودفعت القوات المتبقية من الانتداب البريطاني قبل يوم 15/5/1948 المواطنين الفلسطينيين على المغادرة عبر المنافذ البحرية، وبعضهم وصل إلى الأراضي السورية عبر الأردن بعد اجتياز الضفة الغربية، خاصة من أهالي قرى جنوب وشرق مدينة حيفا، ومناطق المثلث، واللد، الرملة، يافا. ووصلت الدفعة الثانية من اللاجئين الفلسطينيين إلى سوريا بعد العام 1956 قادمين من التجمعات الفلسطينية التي لجأت إلى الأراضي اللبنانية، وبعضهم جاء من قطاع غزة.
ففي الفترة الممتدة بين أعوام 1948 – 1956 استمر قدوم اللاجئين الفلسطينيين إلى سورية من لبنان وبشكل أقل من الأردن، في سياق سعي العائلات الفلسطينية لتجميع شملها الذي تفرق بفعل نكبة 1948. واستكملت هذه الدفعة بعدة مئات من الفلسطينيين الذين طردوا من المناطق التي عرفت بـالمناطق المنـزوعة السلاح على الحدود الفلسطينية – السورية في الشمال والوسط وعلى أجزاء من الشاطئ الشرفي لبحيرة طبريا على امتداد الحدود (كراد البقارة، كراد الغنامة...)، وبعد تجفيف بحيرة الحولة، ومسح عشرات البلدات الفلسطينية.
ويعود معظم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الى مناطق شمال فلسطين، خصوصاً من مدن وأقضية : لواء حيفا، لواء الجليل (الناصرة، عكا، صفد، بيسان، طبريا..)، لواء اللد (يافا، اللد، الرملة، والمثلث) …
وتبلغ أعداد المسجلين منهم في الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين في سوريا مايقارب (550) ألف لاجيء فلسطيني مع نهاية العام 2010، بينما تبلغ أعدادهم وفق سجلات الأونروا مايقارب (490) وفق التقرير الأخير للمفوض العام للوكالة والمقدم للأمين العام للأمم المتحدة، يتمتعون بحقوق المواطنية الكاملة في سوريا مع الاحتفاظ بجنسيتهم الفلسطينية.
وعند اضافة أعداد الفلسطينيين من غير المسجلين في الهيئة العامة للاجئين في سوريا، والمقصود الفلسطينيين من حملة وثائق العراق، لبنان، مصر، والجواز الأردني، فان العدد الكلي للفلسطينيين في سوريا يقترب من (700) ألف لاجيء فلسطيني. ومن الجدير بالذكر الاشارة الى وجود أكثر من (300) ألف مواطن سوري يعتبروا أيضاً بحكم اللاجئين الفلسطينيين، حيث غادروا فلسطين عام النكبة بعد أن كانوا من المقيمين في فلسطين.
كان عدد سكان مديمة صفد قبل النكبة بحدود (خمس عشرة ألف مواطن عربي) عربي و (2400) يهودي. وكان معظم اليهود القاطنين هناك من المتدينين المتعصبين جداً، ولم يكونوا معنيين قط بالصهيونية، ناهيك عن محاربة جيرانهم العرب. وقد كان هذا الأمر واضحاً، في الطريقة المتدرجة التي اتبعت في الاستيلاء على المدينة عام النكبة، وقد أوهمت القيادات اليهودية داخل المدينة أعضاء اللجنة القومية المحلية الأحد عشر بأن مصير صفد ربما سيختلف عن مصير المراكز الحضرية الأُخرى. وكانت اللجنة هيئة تمثيلية إلى حد كبير، ضمت أعيان المدينة، وعلماء (دين)، وتجاراً، ومُلاَّك أراض، وناشطين سابقاً في ثورة 1936 التي كانت صفد مركزاً رئيسياً لها. وتعزز هذا الإحساس بالأمان بفضل وجود عدد كبير نسبياً من المتطوعين العرب في صفد، قُدِّر بأكثر من (400) متطوع، مع أن نصفهم فقط كان مسلحاً ببنادق. وكانت المناوشات في المدينة بدأت في أوائل كانون الثاني 1948، وسببها غارة استطلاعية عدوانية دخل خلالها عدد من أعضاء الهاغاناه إلى سوق وأحياء فلسطينية. وكان يتولى الدفاع عن المدينة ضد الهجمات المتكررة التي قامت بها وحدات الكوماندو التابعة للهاغاناه، البالماخ، ضابط سوري كاريزماتي هو الشهيد الملازم أول (إحسان كم الماز).
في البداية، كانت هجمات عصابات البالماخ والهاجاناه هذه متفرقة وغير فعالة، لأن جهود الوحدات كانت مركزة على المناطق الريفية المحيطة بالمدينة. لكن عندما انتهت من السيطرة على القرى المجاورة لصفد، أصبح في استطاعتها التركيز كلياً على المدينة نفسها، في 29 نيسان 1948. ولسوء حظ سكان صفد، فإنهم تحديداً في اللحظة التي احتاجوا فيها إلى الضابط القدير الملازم اول احسان كم الماز، فقدوه باستشهاده على أرض المدينة أثناء الدفاع عنها. وعيّن القائد الجديد لجيش الإنقاذ في الجليل، المقدم في الجيش السوري أديب الشيشكلي (الذي اصبح بعد ذلك رئيساً للجمهورية في سوريا) مكانه ضابطاً آخر من ضباط جيش الإنقاذ يفتقر إلى كفاءة سلفه. وعلى أي حال، من المشكوك فيه أن النتيجة كانت ستكون مختلفة لو كان الشهيد الملازم اول (احسان كم الماز) موجوداً، نظراً إلى التفاوت الكبير في ميزان القوى، حيث قدرت قوة الهاجاناه والبالماخ بأكثر من (2000) مقاتل، من المدربين جيداً والمسلحين بشكل جيد، في مواجهة (400) متطوع عربي، وهو تفاوت ينطبق على كثير من موازين القوى المحلية آنذاك.
طردت قوات البالماخ والهاجاناه وبالقوة والقتل والابادة معظم سكان مدينة صفد، وحصدوهم اعداد منهم حصداً بالرشاشات وقد سقط كثير من القتلى والجرحى، وقاموا بذبح بعض النساء والاطفال وتشويه جثثهم. واما الشيوخ فقد قطعوا رؤوس وايدي وارجل بعضهم. وسمحت فقط ببقاء (100) رجل طاعن في السن، لكن لا لفترة طويلة. ليتم طردهم بعد ذلك باتجاه سوريا ولبنا، وقتل بعضهم الأخر، وهو ما أشار اليه ديفيد بن غوريون في يومياته باقتضاب حين قال "أخبرني أبراهام حانوخي، من كيبوتس أييلِتْ هشاحَر، أنه نظراً إلى بقاء (100) رجل طاعن في السن فقط في صفد فقد تم طردهم إلى لبنان وسوريا". وبذلك لم يتبقى مواطن واحد في مدينة صفد، بل أصبح كل أبناءها لاجئين باستثناء ثلاثة (أُسر) منها لجأت الى مدينة حيفا، وكانت قد غادرت المدينة معظم العائلات الدمشقية التي كانت تقيم فيها، وكان عددها يربو على أكثر من مائتي عائلة من اكبر العائلات الدمشقية التي كانت تمتلك بيوت دائمة في المدينة، حيث يبلغ المسافة بين دمشق وصفد بحدود كيلو متر.
ان أكثر من (45%) من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ينتمون الى مدينة صفد وقضاءها. ويقيم في سوريا أكثر من (80) من عائلات مدينة صفد، بينما يتواجد في لبنان باقي النسبة وهم في غالبيتهم من المسيحيين الفلسطينيين الذي وفدوا الى لبنان بعد النكبة، فيما تتواجد نسبة أقل بذلك بكثير في الأردن. وفيما يلي أسماء قرة صفد التي لجأ سكانها ومواطنيها الى سوريا ولبنان بشكل رئسي:
ابل القمح ، بيريا، البويزية، بيسمون، تليل والحسينية، جاحولا، الجاعونة، جب يوسف، الجش، حرفيش، الخالصة، الخصاص، خيام الوليد، ديشوم، الدرباشية، الدردارة، دلاتة، الزوق التحتاني، الدوارة، الرأس الاحمر، الريحانية، الزوية، طوبى الزنغرية ( زحلوق)، السنبرية، سبلان، سعسع، السموعي، الشوكة التحتا، الشونة، الصالحية، صفصاف، صلحا، طيطبا، الظاهرية التحتا، العابسية، العزيزيات، عكبرة، علما، العلمانية، عموقة، عين الزيتون، غرابة، غياطية، فارة، فراضية، فرعم، قدس، قديتا، القديرية، قيطية، القباعة، كراد الغنامة، كراد البقارة، كفر برعم، لزازة، المالكية، ماروس، مغر الخيط، المفتخرة، الملاحة وعرب زبيد، المنصورة، منصورة الخيط، ميرون، الناعمة، النبي يوشع، هونين، يردا، طوبى، عرب الهيب، وعرب الشمالية.
أما العائلات الصفدية من ابناء مدينة واللاجئة في سوريا والعالم :
الأسدي، الخضرة، قدورة، مراد، السعدي، سعد الدين، عطايا، رستم، صبح، برغوتي، سويد، حديد، عباس، البيك، الدنان، عسكري، القلا، الحاج سعيد، الأعرج، الزعبوطي، خميس، السيد حسن، اللحام، شرشرة، شما، الكبرا، الحيفاوي، فلاحة، فرهود، الهندي، الخولي، برو، برغوث، عرب، القاضي، الخاروف، الدلو، النحوي، السلطي، عبد السلام، أبو العينين، كريدي، النقيب، الامام، خليفة، الخولي، البستوني، الكيلاني، الزكاري، غنام، غنيم، السعدي الجباوي، ، كاملة، البابا، الأموي، الباشا، الشريف، العربي، العز، الكوري، المريد، مروة، سعيدان، شلوف، حلوة، رفاعي، الفوراني، قويدر، الحاج فهد، فانوس، كيوان، كوكو، زينب، عرموش، سعد، كريم، منور، دواه، البرادعي، القوصي، برقوق، حميدة، قشلق، مرعشلي، الشيخ طه، نمر، أحمد ديب، الروبة، راعي المنيحة، خرطبيل، زهرة، قضه باشي، خرما، السايس، أيوب، شقير، الشبعاني، قره باش، الكوري، قصاد، طه، حوا، الولي، طافش، حامد، خلف، دله، العيساوي، عقله، سرحان، درويش، شريفة، السروجي، شعبان، سلامة، عطوة، حجازي، ربيع، الحطيني، حمزة، صنديد، شقرا، الهواش، ياسين، عمار، عزيز، هزيمة، السيد أمين، الحاج قاسم، السحماني، السعودي، البرادعي، دبور، نعمة، عجاج، الحدري، الباشا، الأموي، بقله، البابا، سمره، زواوي، صالح، عبد المجيد، القصير، المجدلاوي، البرغوتي، دياب، فاخرة، المكي، الشاعر، أبو حسين، الرمضاني، جعفر، ذكرى، بركه، دغمان، وردة، عبود، الحنش (مروة)، العلان، شلخوب، مصيبص، العربي، يعقوب، القبراوي، جبين، صفر، القزة، الموسى، سيف، شحادة، حمادة، قرعيش، كلسلي، الحاج ياسين، المفتي، حمّص، كلش، الشيخ طه، عيسى، عبد الرحيم، الآغا (الداروخ)، منصور (صرصور)، هواري، هواش، عباسي (أبوحشيش)، بصل (درويش)، الدلسي، حداد، الخوري، حمود، جرادة، بغدادي، الحصري، غريري، عبد الحميد، فخر الدين، عفشة، مستو، صالحة، عبدوني، مباركة، القزة، شطارة، محي الدين، درويش، عثمان، البزيري، جرادة، آمنة، الحاج خليل، أنس، الشيخ، عقلة، عيشة، نفيسة، المصري (صالح الشيخ)، النحوي، محفوظ، السيد حسن، الشايب.
تقدر أعداد اللاجئين الفلسطينيين، الذين وفدوا إلى الأراضي العربية السورية اثر النكبة عام 1948 بحدود (90) ألف لاجئ، دخلوا الأراضي السورية من المناطق الحدودية المشتركة بين فلسطين وسوريا البالغ طولها (79) كيلومتر من زاوية جبل الشيخ شمال هضبة الجولان حتى جنوب بحيرة طبريا. وبعضهم جاء عن طريق الأردن، والبعض الأخر عن طريق لبنان عبر الممرات البرية شمال فلسطين، أوعبرالطريق البحري بين عكا، حيفا، يافا إلى صيدا، صور، بيروت، طرابلس، اللاذقية، حيث شجعت ودفعت القوات المتبقية من الانتداب البريطاني قبل يوم 15/5/1948 المواطنين الفلسطينيين على المغادرة عبر المنافذ البحرية، وبعضهم وصل إلى الأراضي السورية عبر الأردن بعد اجتياز الضفة الغربية، خاصة من أهالي قرى جنوب وشرق مدينة حيفا، ومناطق المثلث، واللد، الرملة، يافا. ووصلت الدفعة الثانية من اللاجئين الفلسطينيين إلى سوريا بعد العام 1956 قادمين من التجمعات الفلسطينية التي لجأت إلى الأراضي اللبنانية، وبعضهم جاء من قطاع غزة.
ففي الفترة الممتدة بين أعوام 1948 – 1956 استمر قدوم اللاجئين الفلسطينيين إلى سورية من لبنان وبشكل أقل من الأردن، في سياق سعي العائلات الفلسطينية لتجميع شملها الذي تفرق بفعل نكبة 1948. واستكملت هذه الدفعة بعدة مئات من الفلسطينيين الذين طردوا من المناطق التي عرفت بـالمناطق المنـزوعة السلاح على الحدود الفلسطينية – السورية في الشمال والوسط وعلى أجزاء من الشاطئ الشرفي لبحيرة طبريا على امتداد الحدود (كراد البقارة، كراد الغنامة...)، وبعد تجفيف بحيرة الحولة، ومسح عشرات البلدات الفلسطينية.
ويعود معظم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الى مناطق شمال فلسطين، خصوصاً من مدن وأقضية : لواء حيفا، لواء الجليل (الناصرة، عكا، صفد، بيسان، طبريا..)، لواء اللد (يافا، اللد، الرملة، والمثلث) …
وتبلغ أعداد المسجلين منهم في الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين في سوريا مايقارب (550) ألف لاجيء فلسطيني مع نهاية العام 2010، بينما تبلغ أعدادهم وفق سجلات الأونروا مايقارب (490) وفق التقرير الأخير للمفوض العام للوكالة والمقدم للأمين العام للأمم المتحدة، يتمتعون بحقوق المواطنية الكاملة في سوريا مع الاحتفاظ بجنسيتهم الفلسطينية.
وعند اضافة أعداد الفلسطينيين من غير المسجلين في الهيئة العامة للاجئين في سوريا، والمقصود الفلسطينيين من حملة وثائق العراق، لبنان، مصر، والجواز الأردني، فان العدد الكلي للفلسطينيين في سوريا يقترب من (700) ألف لاجيء فلسطيني. ومن الجدير بالذكر الاشارة الى وجود أكثر من (300) ألف مواطن سوري يعتبروا أيضاً بحكم اللاجئين الفلسطينيين، حيث غادروا فلسطين عام النكبة بعد أن كانوا من المقيمين في فلسطين.
كان عدد سكان مديمة صفد قبل النكبة بحدود (خمس عشرة ألف مواطن عربي) عربي و (2400) يهودي. وكان معظم اليهود القاطنين هناك من المتدينين المتعصبين جداً، ولم يكونوا معنيين قط بالصهيونية، ناهيك عن محاربة جيرانهم العرب. وقد كان هذا الأمر واضحاً، في الطريقة المتدرجة التي اتبعت في الاستيلاء على المدينة عام النكبة، وقد أوهمت القيادات اليهودية داخل المدينة أعضاء اللجنة القومية المحلية الأحد عشر بأن مصير صفد ربما سيختلف عن مصير المراكز الحضرية الأُخرى. وكانت اللجنة هيئة تمثيلية إلى حد كبير، ضمت أعيان المدينة، وعلماء (دين)، وتجاراً، ومُلاَّك أراض، وناشطين سابقاً في ثورة 1936 التي كانت صفد مركزاً رئيسياً لها. وتعزز هذا الإحساس بالأمان بفضل وجود عدد كبير نسبياً من المتطوعين العرب في صفد، قُدِّر بأكثر من (400) متطوع، مع أن نصفهم فقط كان مسلحاً ببنادق. وكانت المناوشات في المدينة بدأت في أوائل كانون الثاني 1948، وسببها غارة استطلاعية عدوانية دخل خلالها عدد من أعضاء الهاغاناه إلى سوق وأحياء فلسطينية. وكان يتولى الدفاع عن المدينة ضد الهجمات المتكررة التي قامت بها وحدات الكوماندو التابعة للهاغاناه، البالماخ، ضابط سوري كاريزماتي هو الشهيد الملازم أول (إحسان كم الماز).
في البداية، كانت هجمات عصابات البالماخ والهاجاناه هذه متفرقة وغير فعالة، لأن جهود الوحدات كانت مركزة على المناطق الريفية المحيطة بالمدينة. لكن عندما انتهت من السيطرة على القرى المجاورة لصفد، أصبح في استطاعتها التركيز كلياً على المدينة نفسها، في 29 نيسان 1948. ولسوء حظ سكان صفد، فإنهم تحديداً في اللحظة التي احتاجوا فيها إلى الضابط القدير الملازم اول احسان كم الماز، فقدوه باستشهاده على أرض المدينة أثناء الدفاع عنها. وعيّن القائد الجديد لجيش الإنقاذ في الجليل، المقدم في الجيش السوري أديب الشيشكلي (الذي اصبح بعد ذلك رئيساً للجمهورية في سوريا) مكانه ضابطاً آخر من ضباط جيش الإنقاذ يفتقر إلى كفاءة سلفه. وعلى أي حال، من المشكوك فيه أن النتيجة كانت ستكون مختلفة لو كان الشهيد الملازم اول (احسان كم الماز) موجوداً، نظراً إلى التفاوت الكبير في ميزان القوى، حيث قدرت قوة الهاجاناه والبالماخ بأكثر من (2000) مقاتل، من المدربين جيداً والمسلحين بشكل جيد، في مواجهة (400) متطوع عربي، وهو تفاوت ينطبق على كثير من موازين القوى المحلية آنذاك.
طردت قوات البالماخ والهاجاناه وبالقوة والقتل والابادة معظم سكان مدينة صفد، وحصدوهم اعداد منهم حصداً بالرشاشات وقد سقط كثير من القتلى والجرحى، وقاموا بذبح بعض النساء والاطفال وتشويه جثثهم. واما الشيوخ فقد قطعوا رؤوس وايدي وارجل بعضهم. وسمحت فقط ببقاء (100) رجل طاعن في السن، لكن لا لفترة طويلة. ليتم طردهم بعد ذلك باتجاه سوريا ولبنا، وقتل بعضهم الأخر، وهو ما أشار اليه ديفيد بن غوريون في يومياته باقتضاب حين قال "أخبرني أبراهام حانوخي، من كيبوتس أييلِتْ هشاحَر، أنه نظراً إلى بقاء (100) رجل طاعن في السن فقط في صفد فقد تم طردهم إلى لبنان وسوريا". وبذلك لم يتبقى مواطن واحد في مدينة صفد، بل أصبح كل أبناءها لاجئين باستثناء ثلاثة (أُسر) منها لجأت الى مدينة حيفا، وكانت قد غادرت المدينة معظم العائلات الدمشقية التي كانت تقيم فيها، وكان عددها يربو على أكثر من مائتي عائلة من اكبر العائلات الدمشقية التي كانت تمتلك بيوت دائمة في المدينة، حيث يبلغ المسافة بين دمشق وصفد بحدود كيلو متر.
ان أكثر من (45%) من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ينتمون الى مدينة صفد وقضاءها. ويقيم في سوريا أكثر من (80) من عائلات مدينة صفد، بينما يتواجد في لبنان باقي النسبة وهم في غالبيتهم من المسيحيين الفلسطينيين الذي وفدوا الى لبنان بعد النكبة، فيما تتواجد نسبة أقل بذلك بكثير في الأردن. وفيما يلي أسماء قرة صفد التي لجأ سكانها ومواطنيها الى سوريا ولبنان بشكل رئسي:
ابل القمح ، بيريا، البويزية، بيسمون، تليل والحسينية، جاحولا، الجاعونة، جب يوسف، الجش، حرفيش، الخالصة، الخصاص، خيام الوليد، ديشوم، الدرباشية، الدردارة، دلاتة، الزوق التحتاني، الدوارة، الرأس الاحمر، الريحانية، الزوية، طوبى الزنغرية ( زحلوق)، السنبرية، سبلان، سعسع، السموعي، الشوكة التحتا، الشونة، الصالحية، صفصاف، صلحا، طيطبا، الظاهرية التحتا، العابسية، العزيزيات، عكبرة، علما، العلمانية، عموقة، عين الزيتون، غرابة، غياطية، فارة، فراضية، فرعم، قدس، قديتا، القديرية، قيطية، القباعة، كراد الغنامة، كراد البقارة، كفر برعم، لزازة، المالكية، ماروس، مغر الخيط، المفتخرة، الملاحة وعرب زبيد، المنصورة، منصورة الخيط، ميرون، الناعمة، النبي يوشع، هونين، يردا، طوبى، عرب الهيب، وعرب الشمالية.
أما العائلات الصفدية من ابناء مدينة واللاجئة في سوريا والعالم :
الأسدي، الخضرة، قدورة، مراد، السعدي، سعد الدين، عطايا، رستم، صبح، برغوتي، سويد، حديد، عباس، البيك، الدنان، عسكري، القلا، الحاج سعيد، الأعرج، الزعبوطي، خميس، السيد حسن، اللحام، شرشرة، شما، الكبرا، الحيفاوي، فلاحة، فرهود، الهندي، الخولي، برو، برغوث، عرب، القاضي، الخاروف، الدلو، النحوي، السلطي، عبد السلام، أبو العينين، كريدي، النقيب، الامام، خليفة، الخولي، البستوني، الكيلاني، الزكاري، غنام، غنيم، السعدي الجباوي، ، كاملة، البابا، الأموي، الباشا، الشريف، العربي، العز، الكوري، المريد، مروة، سعيدان، شلوف، حلوة، رفاعي، الفوراني، قويدر، الحاج فهد، فانوس، كيوان، كوكو، زينب، عرموش، سعد، كريم، منور، دواه، البرادعي، القوصي، برقوق، حميدة، قشلق، مرعشلي، الشيخ طه، نمر، أحمد ديب، الروبة، راعي المنيحة، خرطبيل، زهرة، قضه باشي، خرما، السايس، أيوب، شقير، الشبعاني، قره باش، الكوري، قصاد، طه، حوا، الولي، طافش، حامد، خلف، دله، العيساوي، عقله، سرحان، درويش، شريفة، السروجي، شعبان، سلامة، عطوة، حجازي، ربيع، الحطيني، حمزة، صنديد، شقرا، الهواش، ياسين، عمار، عزيز، هزيمة، السيد أمين، الحاج قاسم، السحماني، السعودي، البرادعي، دبور، نعمة، عجاج، الحدري، الباشا، الأموي، بقله، البابا، سمره، زواوي، صالح، عبد المجيد، القصير، المجدلاوي، البرغوتي، دياب، فاخرة، المكي، الشاعر، أبو حسين، الرمضاني، جعفر، ذكرى، بركه، دغمان، وردة، عبود، الحنش (مروة)، العلان، شلخوب، مصيبص، العربي، يعقوب، القبراوي، جبين، صفر، القزة، الموسى، سيف، شحادة، حمادة، قرعيش، كلسلي، الحاج ياسين، المفتي، حمّص، كلش، الشيخ طه، عيسى، عبد الرحيم، الآغا (الداروخ)، منصور (صرصور)، هواري، هواش، عباسي (أبوحشيش)، بصل (درويش)، الدلسي، حداد، الخوري، حمود، جرادة، بغدادي، الحصري، غريري، عبد الحميد، فخر الدين، عفشة، مستو، صالحة، عبدوني، مباركة، القزة، شطارة، محي الدين، درويش، عثمان، البزيري، جرادة، آمنة، الحاج خليل، أنس، الشيخ، عقلة، عيشة، نفيسة، المصري (صالح الشيخ)، النحوي، محفوظ، السيد حسن، الشايب.