kolonagaza7
سمير عطاالله
عشنا عقودا في مرحلة يمكن تسميتها «سنوات الأساطيل». كلما حدثت خضة سياسية في بلد متوسطي، أعلنت الولايات المتحدة أن أسطولها السادس قد تحرك. وعندما حصل انقلاب عبد الكريم قاسم في العراق جاء الأسطول السادس إلى بيروت وأكل رجال المارينز أطيب أنواع تفاح ميروبا، وقضوا ليالي أنس في مرابع «الزيتونة» وعادوا إلى أعالي البحار.
لكن الأسطول السادس هذا كان يولّع: أعصاب السوفيات الذين لا موقع لهم في «المياه الدافئة»، وأعصاب اليسار العربي الذي يصدر بيانات الاستنكار ضد التحركات المشبوهة الإمبريالية وأساطيلها. والنتيجة الفعلية الوحيدة للحملات هي أن الأسطول توقف عن استهلاك تفاح ميروبا، ولم نعد نسمع أنه شوهد قرب السواحل المشرقية.
تذكرت ذلك عندما وصلت قطع من أسطول روسي (سادس؟ سابع؟) إلى طرطوس، وقيل إن الهدف من الرحلة البحرية من البحر الأسود إلى البحر الأزرق هو دعم النظام السوري. كيف؟ هل ستقصف البوارج الأسطول السادس؟ أم سوف تعثر على الحاملة كليمنصو التي أرسلها فرنسوا متيران إلى لبنان خلال الحرب الأهلية ولم تصل أبدا، إلى أن ظهرت في البحر الليبي العام الماضي؟
يتساءل وليد جنبلاط: ما معنى سياسة البوارج هذه الأيام؟ كان في إمكان روسيا أن تلعب دورا سياسيا أكثر فعالية وإيجابية بكثير في الأزمة السورية. فالمسألة الآن ليست أن تحافظ روسيا على قاعدة بحرية في المتوسط، بل أن تجد لنفسها دورا في حل الأزمات الكبرى. والأزمات اليوم أصبحت بين الشعوب العربية ولم تعد بين العرب وإسرائيل فقط، حيث أيضا أخفق السوفيات خلال نصف قرن في المساهمة في أي تفوق عربي في الصراع، عسكريا أو دبلوماسيا.
هل سوريا تبحث عن حليف في المواجهة الدبلوماسية الكبرى مع الغرب، أم أن روسيا تتمسك بآخر صديق في العالم العربي، بعد فقدان العراق وليبيا وحتى اللياقات الجزائرية، التي كانت تجد في الغطاء اليساري أسلوبا حسنا لتعميق العلاقات مع الغرب؟ ما من عاقل يعتقد أن الأسطول الروسي سوف يطلق مدفعا واحدا في أهواء المتوسط العليل. والروس عند الضرورة أسياد التوازنات. خاضوا حرب إبادة في الشيشان لكنهم انسحبوا من أفغانستان دون التفاتة إلى الرجال الذين نصبوهم في كابل. تماما كما تصرف الأميركيون في فيتنام. كان السوفيات يحركون أوروبا الغربية كلها في التظاهر ضد القواعد الأميركية والحلف الأطلسي. والآن يشكو بوتين – من دون أن ينتبه إلى الضعف في ذلك – من أن هيلاري كلينتون هي التي تحرك تظاهرات موسكو وغيرها ضده. لم يعتد الروس أهمية وفائدة الدور الدبلوماسي. وعندما عرض الوزير لافروف يوم الأربعاء أن يلتقي النظام والمعارضة السوريين في موسكو، لم يضمن ذلك أي اقتراح، سوى توفير المكان. في هذه الحال جنيف أفضل وأقل برودة. أو مالطة. أما أن لا يكون لدى الروس في مثل هذه الهاوية سوى موسكو في الشتاء، فلن يرحب بالاقتراح أحد. مدينة تحت الصفر
لكن الأسطول السادس هذا كان يولّع: أعصاب السوفيات الذين لا موقع لهم في «المياه الدافئة»، وأعصاب اليسار العربي الذي يصدر بيانات الاستنكار ضد التحركات المشبوهة الإمبريالية وأساطيلها. والنتيجة الفعلية الوحيدة للحملات هي أن الأسطول توقف عن استهلاك تفاح ميروبا، ولم نعد نسمع أنه شوهد قرب السواحل المشرقية.
تذكرت ذلك عندما وصلت قطع من أسطول روسي (سادس؟ سابع؟) إلى طرطوس، وقيل إن الهدف من الرحلة البحرية من البحر الأسود إلى البحر الأزرق هو دعم النظام السوري. كيف؟ هل ستقصف البوارج الأسطول السادس؟ أم سوف تعثر على الحاملة كليمنصو التي أرسلها فرنسوا متيران إلى لبنان خلال الحرب الأهلية ولم تصل أبدا، إلى أن ظهرت في البحر الليبي العام الماضي؟
يتساءل وليد جنبلاط: ما معنى سياسة البوارج هذه الأيام؟ كان في إمكان روسيا أن تلعب دورا سياسيا أكثر فعالية وإيجابية بكثير في الأزمة السورية. فالمسألة الآن ليست أن تحافظ روسيا على قاعدة بحرية في المتوسط، بل أن تجد لنفسها دورا في حل الأزمات الكبرى. والأزمات اليوم أصبحت بين الشعوب العربية ولم تعد بين العرب وإسرائيل فقط، حيث أيضا أخفق السوفيات خلال نصف قرن في المساهمة في أي تفوق عربي في الصراع، عسكريا أو دبلوماسيا.
هل سوريا تبحث عن حليف في المواجهة الدبلوماسية الكبرى مع الغرب، أم أن روسيا تتمسك بآخر صديق في العالم العربي، بعد فقدان العراق وليبيا وحتى اللياقات الجزائرية، التي كانت تجد في الغطاء اليساري أسلوبا حسنا لتعميق العلاقات مع الغرب؟ ما من عاقل يعتقد أن الأسطول الروسي سوف يطلق مدفعا واحدا في أهواء المتوسط العليل. والروس عند الضرورة أسياد التوازنات. خاضوا حرب إبادة في الشيشان لكنهم انسحبوا من أفغانستان دون التفاتة إلى الرجال الذين نصبوهم في كابل. تماما كما تصرف الأميركيون في فيتنام. كان السوفيات يحركون أوروبا الغربية كلها في التظاهر ضد القواعد الأميركية والحلف الأطلسي. والآن يشكو بوتين – من دون أن ينتبه إلى الضعف في ذلك – من أن هيلاري كلينتون هي التي تحرك تظاهرات موسكو وغيرها ضده. لم يعتد الروس أهمية وفائدة الدور الدبلوماسي. وعندما عرض الوزير لافروف يوم الأربعاء أن يلتقي النظام والمعارضة السوريين في موسكو، لم يضمن ذلك أي اقتراح، سوى توفير المكان. في هذه الحال جنيف أفضل وأقل برودة. أو مالطة. أما أن لا يكون لدى الروس في مثل هذه الهاوية سوى موسكو في الشتاء، فلن يرحب بالاقتراح أحد. مدينة تحت الصفر