kolonagaza7
عمار طلال
طلاب صغار العمر والتفكير، نتداول قصيدة (الوتريات) للشاعر الكبير مظفر النواب، سرا، كي لا يراها مدرسنا في المتوسطة، وما كان ليفعل شيئا لو رآها، سوى ان يقلبها ويقرأ بعضا منها، ثم يعيدها الينا، لكننا.. لغضاضة وعينا، نتصور الامن العامة تدخل انذارا لو لمح احد ما قصيدة (الوتريات) بين كتبنا المدرسية.
تداعت هذه الذكريات الحميمة سذاجة، وانا التاص بتلاوة القصيدة مع نفسي في مقطعها الذي جاء فيه:
"القدس عروس عروبتكم
ادخلتم كل زناة الليل الى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع الى..."
مستبدلا (القدس) بـ (بغداد) جراء ما تبادلته المدينتان من اضطراب واستقرار، فبغداد التي كانت تتكئ على ارث رصين من الغنى والرفعة الاجتماعية والنظافة والسلام، حتى سمي المتكبرون (متبغددون) وسميت بغداد (دار السلام).
وكنا نسمع عن القدس اضطرابا عسكريا تتنازعها ارادتا المقاومة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي ما يجعل اهلها عرضة لكل المخاطر المحتملة في البيئة العسكرية الملوثة بالمقذوفات الحربية وشحة الموارد، من وقود وغذاء، اما الان فنعيش بغداد ملوثة بالموت المجاني الذي بعثه في عروقها صدام حسين منذ مطلع الثمانينيات وتضاعف بعد 9 نيسان 2003، لكن...
... هل نقف عند تحول بغداد الى مقلع نفايات ومكب فضلات ومجمع اوساخ وسط ارصفة تهدم من دون سبب ويعاد انشاؤها هشا، يتهدم قبل اكتماله ثم يعاد ويعاد، مرات ومرات، من دون ان يسوى الشارع المتخسف او يرصف محيط الساحة الدائرة حوله؟ ام نسهم كل من موقعه بمحاصرة المفسدين وتخفيف العبء عن القائمين على صيانة نبض بغداد؟
ايهما اجدر بشعب متحضر الايغال في الخطأ ام الرجوع عنه فضيلة؟
اذن ثمة سلوكيات حضارية لو التزمناها لحققنا جوهر الاسلام الحنيف، بدلا من ان تتحول بغداد الى مأساة القدس التي نقرأها قدسا وفي مخيلتنا بغداد لان الضيم الذي شهدته بغداد فاق اي من المدن التي نتصور أسىً.
النفس تميل الى طويتها في معالجة الامور؛ لان الاناء ينضح ما فيه، فالصالح يرى العالم كله من حوله صالحا والطالح يرى الكون بمجراته ومجاميعه الشمسية كلها طالحة.
لذا فلنفترض جزءا ممتلئا من كاس بغداد نسعى الى تحويل الافتراض حقيقة نحميها مدافعين عن الفكرة بالسعي لبلورتها.
الساسة يعكسون خلافاتهم على مظهر بغداد الحضاري، فيفتضح ترديهم وهم يتخبطون، مشوهين وجهها.
علينا ان نتخطى كل هذا متفائلين بمستقبل بغداد التي حملت ضيم المدن المهجورة حد الأفول!!! فبغداد عروس العصور خالدا برغم قسوة الظروف من حولها.
ammar.tallal@yahoo.com
طلاب صغار العمر والتفكير، نتداول قصيدة (الوتريات) للشاعر الكبير مظفر النواب، سرا، كي لا يراها مدرسنا في المتوسطة، وما كان ليفعل شيئا لو رآها، سوى ان يقلبها ويقرأ بعضا منها، ثم يعيدها الينا، لكننا.. لغضاضة وعينا، نتصور الامن العامة تدخل انذارا لو لمح احد ما قصيدة (الوتريات) بين كتبنا المدرسية.
تداعت هذه الذكريات الحميمة سذاجة، وانا التاص بتلاوة القصيدة مع نفسي في مقطعها الذي جاء فيه:
"القدس عروس عروبتكم
ادخلتم كل زناة الليل الى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع الى..."
مستبدلا (القدس) بـ (بغداد) جراء ما تبادلته المدينتان من اضطراب واستقرار، فبغداد التي كانت تتكئ على ارث رصين من الغنى والرفعة الاجتماعية والنظافة والسلام، حتى سمي المتكبرون (متبغددون) وسميت بغداد (دار السلام).
وكنا نسمع عن القدس اضطرابا عسكريا تتنازعها ارادتا المقاومة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي ما يجعل اهلها عرضة لكل المخاطر المحتملة في البيئة العسكرية الملوثة بالمقذوفات الحربية وشحة الموارد، من وقود وغذاء، اما الان فنعيش بغداد ملوثة بالموت المجاني الذي بعثه في عروقها صدام حسين منذ مطلع الثمانينيات وتضاعف بعد 9 نيسان 2003، لكن...
... هل نقف عند تحول بغداد الى مقلع نفايات ومكب فضلات ومجمع اوساخ وسط ارصفة تهدم من دون سبب ويعاد انشاؤها هشا، يتهدم قبل اكتماله ثم يعاد ويعاد، مرات ومرات، من دون ان يسوى الشارع المتخسف او يرصف محيط الساحة الدائرة حوله؟ ام نسهم كل من موقعه بمحاصرة المفسدين وتخفيف العبء عن القائمين على صيانة نبض بغداد؟
ايهما اجدر بشعب متحضر الايغال في الخطأ ام الرجوع عنه فضيلة؟
اذن ثمة سلوكيات حضارية لو التزمناها لحققنا جوهر الاسلام الحنيف، بدلا من ان تتحول بغداد الى مأساة القدس التي نقرأها قدسا وفي مخيلتنا بغداد لان الضيم الذي شهدته بغداد فاق اي من المدن التي نتصور أسىً.
النفس تميل الى طويتها في معالجة الامور؛ لان الاناء ينضح ما فيه، فالصالح يرى العالم كله من حوله صالحا والطالح يرى الكون بمجراته ومجاميعه الشمسية كلها طالحة.
لذا فلنفترض جزءا ممتلئا من كاس بغداد نسعى الى تحويل الافتراض حقيقة نحميها مدافعين عن الفكرة بالسعي لبلورتها.
الساسة يعكسون خلافاتهم على مظهر بغداد الحضاري، فيفتضح ترديهم وهم يتخبطون، مشوهين وجهها.
علينا ان نتخطى كل هذا متفائلين بمستقبل بغداد التي حملت ضيم المدن المهجورة حد الأفول!!! فبغداد عروس العصور خالدا برغم قسوة الظروف من حولها.
ammar.tallal@yahoo.com