kolonagaza7
مصطفى محمد أبو السعود / كاتب من فلسطين
عندما يُجبرك العدو على اختزال طموحاتك لتصل الى درجة الصفر، ويستثمر كل طاقته في توجيه طاقتك نحو رغيف الخبز، ويخبرك أن أي شئ دونه هو ضرب من الخيال، ويمنع عن عقلك كل ما يعينك على تحقيق أحلامك، ويحرمك من كتابٍ تقرأه لتنير عتمة الجهل التي رسمها في كل زوايا بيتك، ويقطع يداك كي لا تلامس أصابعها ورقة وتكتب عليها آمالك وآلامك وأحقادهم لئلا تصل الحقيقة للأجيال القادمة، ويهدم كل الأماكن التي من شأنها صناعة العقول والإرادات، ماذا عساك أن تفعل؟ حتما ستكون بين خيارين أولهما، أن تهب حياتك كلها لرغيف الخبر كي يعطيك نصف حياة، وثانيهما، أن تعتمد على الله، وتقاوم .
جاهلٌ من ينكر أن الحصارَ الصهيوني المفروض على غزة يرتدي خمسين وجهاً ويرقص على خمسين حبلاً ، وله مآرب جمة، وأن من أبرز أهدافه، تركيع العقول لرغيف الخبز كي يصبح سيدها الأول والأخير، وترفع غزة يداها وتخر على ركبتيها وتفعل ما يتمناه عدوها دون تردد، وتُردد أن في الجهل راحة لا تُعوض، وفي الاستسلام لعقول العدو ضمان لتحقيق شهوات بطوننا، لكن غزة فاجأت العدو وخرجت من بين الأنقاض وأمسكت كتابها في يمينها بقوة ، وقالت: لن اسمح لرغيف الخبز أن يذل عقل أبنائي، ولن أهب حياتي لرغيف الخبر كي يعطيني نصف حياة، وسأعتمد على الله وأقاوم ومستعدة للموت وشعاري " إن في الموت الكريم ... بقاء" .
إن حملة " كتاب يكسر الحصار" التي قامت بها وزارة الثقافة في الحكومة الفلسطينية بغزة تبقى رغم تواضعها عظيمة ، وتأتي في إطار الدفاع الشرعي الذي تمارسه غزة عن حقها في الحفاظ على عقول أبنائها وتنمية إبداعهم، فقد نظمت معرضاً للكتاب بدعم من دور النشر العربية والإسلامية، ثم قامت الوزارة بتوزيع ما تبقى لديها على مؤسسات خاصة وعامة ونوادي ومدارس وجمعيات ومكتبات عامة ومساجد، دون تمييز، لتؤكد للجميع أن غزة التي تحيط بها الذئاب من كل جانب ، قادرة على صناعة الحروف رغم مرارة الظروف، وأن كل جهود العدو في رفع أنابيب الأكسجين عن شرايين ثقافة غزة الأصيلة واستبدالها بثقافة الولاء للأعداء، قد حالفها الفشل وخالفها النجاح، ولن تنجح جهود المحتل لأن غزة بأبنائها تدرك أن تحرير الأوطان يبدأ بتحرير الانسان واستثمار قدراته وإبداعاته فيما يفيد البشرية.
ان ما قامت به وزارة الثقافة ليؤكد نظرة خبراء التنمية للثقافة بأنها القادرة على لعب دور البطولة في عملية إحداث التغيير الشخصي والجماعي، وأنه على وقع أجراس هذه النظرة، تشكلت النظرية القائلة " بأن العلاقة بين الثقافة والتغيير هي علاقة طردية، فكلما ارتفعت أسهم الاستثمار في الثقافة الايجابية، حصل المجتمع على أفضل نسبة للفائدة في التغيير الايجابي، وهذه النظرية توضح أن الرهانَ على الثقافة في إحرازِ التقدم الشامل، لم يأتِ من فراغ، بل إن له ما يُبرره، فالثقافة هي العمود الفقري للمجتمعات وكنزها الاستراتيجي، وبدونه تُصاب الطموحات بالشلل، وتموت في سجن الأوهام ، وتنتظر من يدفنها .
لكن رغم ما تقوم به الوزارة في نشر الفكر والثقافة المستنيرة إلا أن عليها بذل المزيد من الجهود، لأن الساحة كبيرة ولا يمكن إغلاقها بسهولة أمام رياح التغيير القاتل القادمة من بلاد الغرب
عندما يُجبرك العدو على اختزال طموحاتك لتصل الى درجة الصفر، ويستثمر كل طاقته في توجيه طاقتك نحو رغيف الخبز، ويخبرك أن أي شئ دونه هو ضرب من الخيال، ويمنع عن عقلك كل ما يعينك على تحقيق أحلامك، ويحرمك من كتابٍ تقرأه لتنير عتمة الجهل التي رسمها في كل زوايا بيتك، ويقطع يداك كي لا تلامس أصابعها ورقة وتكتب عليها آمالك وآلامك وأحقادهم لئلا تصل الحقيقة للأجيال القادمة، ويهدم كل الأماكن التي من شأنها صناعة العقول والإرادات، ماذا عساك أن تفعل؟ حتما ستكون بين خيارين أولهما، أن تهب حياتك كلها لرغيف الخبر كي يعطيك نصف حياة، وثانيهما، أن تعتمد على الله، وتقاوم .
جاهلٌ من ينكر أن الحصارَ الصهيوني المفروض على غزة يرتدي خمسين وجهاً ويرقص على خمسين حبلاً ، وله مآرب جمة، وأن من أبرز أهدافه، تركيع العقول لرغيف الخبز كي يصبح سيدها الأول والأخير، وترفع غزة يداها وتخر على ركبتيها وتفعل ما يتمناه عدوها دون تردد، وتُردد أن في الجهل راحة لا تُعوض، وفي الاستسلام لعقول العدو ضمان لتحقيق شهوات بطوننا، لكن غزة فاجأت العدو وخرجت من بين الأنقاض وأمسكت كتابها في يمينها بقوة ، وقالت: لن اسمح لرغيف الخبز أن يذل عقل أبنائي، ولن أهب حياتي لرغيف الخبر كي يعطيني نصف حياة، وسأعتمد على الله وأقاوم ومستعدة للموت وشعاري " إن في الموت الكريم ... بقاء" .
إن حملة " كتاب يكسر الحصار" التي قامت بها وزارة الثقافة في الحكومة الفلسطينية بغزة تبقى رغم تواضعها عظيمة ، وتأتي في إطار الدفاع الشرعي الذي تمارسه غزة عن حقها في الحفاظ على عقول أبنائها وتنمية إبداعهم، فقد نظمت معرضاً للكتاب بدعم من دور النشر العربية والإسلامية، ثم قامت الوزارة بتوزيع ما تبقى لديها على مؤسسات خاصة وعامة ونوادي ومدارس وجمعيات ومكتبات عامة ومساجد، دون تمييز، لتؤكد للجميع أن غزة التي تحيط بها الذئاب من كل جانب ، قادرة على صناعة الحروف رغم مرارة الظروف، وأن كل جهود العدو في رفع أنابيب الأكسجين عن شرايين ثقافة غزة الأصيلة واستبدالها بثقافة الولاء للأعداء، قد حالفها الفشل وخالفها النجاح، ولن تنجح جهود المحتل لأن غزة بأبنائها تدرك أن تحرير الأوطان يبدأ بتحرير الانسان واستثمار قدراته وإبداعاته فيما يفيد البشرية.
ان ما قامت به وزارة الثقافة ليؤكد نظرة خبراء التنمية للثقافة بأنها القادرة على لعب دور البطولة في عملية إحداث التغيير الشخصي والجماعي، وأنه على وقع أجراس هذه النظرة، تشكلت النظرية القائلة " بأن العلاقة بين الثقافة والتغيير هي علاقة طردية، فكلما ارتفعت أسهم الاستثمار في الثقافة الايجابية، حصل المجتمع على أفضل نسبة للفائدة في التغيير الايجابي، وهذه النظرية توضح أن الرهانَ على الثقافة في إحرازِ التقدم الشامل، لم يأتِ من فراغ، بل إن له ما يُبرره، فالثقافة هي العمود الفقري للمجتمعات وكنزها الاستراتيجي، وبدونه تُصاب الطموحات بالشلل، وتموت في سجن الأوهام ، وتنتظر من يدفنها .
لكن رغم ما تقوم به الوزارة في نشر الفكر والثقافة المستنيرة إلا أن عليها بذل المزيد من الجهود، لأن الساحة كبيرة ولا يمكن إغلاقها بسهولة أمام رياح التغيير القاتل القادمة من بلاد الغرب