الأربعاء، 1 فبراير 2012

سنة جديدة ومتغيرات جافة

kolonagaza7

عادل محمد عايش الأسطل
لا شك أن الكثيرين من سكان العالم، قد سُعدوا، عندما انطلقت فعاليات الاحتفالات المبهرة، التي كان أُعد لها جيداً، في ساحات وميادين عواصم العالم، في استقبال السنة الميلادية الجديدة، فعادةً ما يُحتفل بيوم رأس السنة، كونه يمثل نهايةً لسنةٍ سابقة وبداية لسنةٍ جديدة، ولدى الناس، كل على شاكلته واتجاهاته، ففي العديد من الأمصار والبلدان، يمثل رأس السنة عدداً من القواسم والمشتركات بين أفرادها، فبالإضافة إلى أنه يمثل مناسبةً دينية لدى الطوائف المسيحية، وعادةً وتقليداً، لدى طوائف أخرى، فإنه أيضاً يمثل يوم عطلة رسمية، كونه يعتبر ميلاداً مشتركاً للمحتفلين به، أفراداً وجماعات، دولاً ومؤسسات، وجميعهم يتمنى أن تكون سنةً مباركة، وأفضل حالاً من التي فاتت لتوها, بخيرها وشرّها، وبرّها وضرّها.
ولا ريب فتلك من سنن الحياة، ولكن جملة الوقائع الملتهبة، الأحداث الساخنة، التي اجتاحت العالم، وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، والاجتماعية وتوابعها الدينية والفنية وغيرها، التي مرت بنا منذ بداية هذه السنة "الكبيسة" لا أقول أنها لا تبشر بخير، بل لم تأتِ بالقليل منه إلى حد الساعة، ولو جئنا لاستعراض تلك المتغيرات وانعكاساتها، أو الأحداث وتداعياتها، لما وسعها المقام، ولا الكتب والأقلام، ولكن بمرور الكرام، نذكر من كل صعيدٍ أهمها.
فعلى الجانب السياسي، فإن ما أهمّتنا، هي القضايا والأزمات السياسية، لدى الدول العربية بعامة، التي لم تجد حلولاً بعد، وما زالت على أعتاب الساسة ومتخذي القرار. وأكثرها صعوبة على سبيل المثال، الأزمة السورية، والاختلافات العراقية، والتوعدات اليمنية، والتدخلات القطرية، وتواتر الثورات المصرية، وأخرى كروية دامية، ومحطات استكشافية، كانت رسمية، ولا زالت شعبية، والسلطة ستنهار، وآخرين لا يدعمون الفكرة، واستدعاء الاحتياط في فتح، ومواصلة طرد المطرودين، واحتجاج أبو علي شاهين، واحتفالات مجمّلة لبروفات المصالحة الفلسطينية، وتأجيلات مختلفة "متفق" عليها. وإقدام بالتنقيط، وأحلام بالتقسيط. وطبخٌ للحصى شيءٌ وارد.
وبالمقابل، رعاية أمريكية مواربة، ومواقف أوروبية مخزية، ورباعية عجوز، قطعت البيض والحيض، جعلت من فوز "بيبي نتانياهر" برئاسة الحزب اليميني المتطرف بفوارق كبيرة، كمقدمة محققة، للتحويط على رئاسة الوزراء من جديد، ولجيلٍ آخر بعيد، ومن ثم افتراس البقية، من أراضي الضفة الغربية، وضمان "أفيغدور ليبرمان" لمنصبه، لتوسيخ من سلمت نظافته في السنة الماضية، ومن ثم تكليفه بابتداع خارطة طريق أخرى. وسقوط "تسيبي لفني" على أكتاف المخرب، مسجل خطر "عمري شارون" من رائحة "أبيه" أملاً في أن يعينها، فيما يُستقبل من الأيام، على تحنيك "نتانياهو" وتفليك أتباعه، من قيادة "بيت شيمش" ضد "إسرائيل" الفتيّة والصهيونية العلمانية.
وبالاتجاه شرقاً، حيث الغول النووي "إيران" التي تتصنع مهابتها الدول العظمى، والممالك الكبرى، والحصار الغربي من كل جانب، لتتصدر "إسرائيل" الموقف، بتهديدها مرة، وتأجيلها خوفاً ورهباً مرةً أخرى، من خلال المواقف والطلعات الأمريإسرائيلية المكوكية المتبادلة، العلنية والسرية على التوالي، والمضيق تحت الأقدام.
وعلى الصعيد الاقتصادي، عملات عربية متآكلة، وأخرى تفقد جزءاً كبيراً من قيمتها، وأسعار الأساسيات في العالي، والبطالة متربعة على أكف الراحة، ومتسللون من "جزر القمر" إلى "إسرائيل"، التي يهمّها استيراد الأفراد، وإن من وراء الشمس، أو من حواف زحل. أمطار وعواصف لم نعهدها، والكهرباء هنا في القطاع الدامي "يوك"، ومقر الشركة المانعة، ظاهرٌ للعيان، والدفع بها.
وأما على الصعيد الاجتماعي، فإن السنة الجديدة، كان لها الفضل بالتعجيل في رقي البشر، وإثبات تحضرهم. الفيسبوك وتويتر وغيرهما، حيث بهما التواصل الغيبي والاطمئنان الشفهي بين عامة الأفراد "ساكني البناية الواحدة والشقة الواحدة". وأما على المستوى الديني، فقد بدأت هذه السنة، بنزول الكثيرين من المهديين المنتظرين، وأولياء الله الصالحين، ليس لشعوب الأرض، بمهدي منتظر واحد، حيث تؤمن الديانات جميعها، لكن الذي اتضح للعيان، أن لكل شعب أو فئة أو أقلية، هناك مهدي منتظر يخصّها، فظهر أحدهم بدايةً في مصر، ثم في المغرب، ثم ارتريا والبقية آتية.
ناهيك عما يصدر من فتاوى دينية إسلامية غريبة، وأخرى مسيحية مستهجنة، وثالثة يهودية توراتية مستخبثة، ويمكن إضافة، انقلاب الشيخ الطفيلي على "إيران" و"حزب الله" دفعةً واحدة.
وأما على الصعيد الفني، فالحديث وإن طال فلا حياء ولا حرج، لا سيما ونحن نشهد تسونامي تشليح مغنيات، وأعاصير تعري ممثلات، وأمطار زلابية، فلا تكاد إحداهما تنتهي من وصلتها، حتى تتنكر لملابسها أخرى، وبشكلٍ أعمق وأدق، هذا ونحن في عز الشتاء والبرد القارص، فكيف سيكون الحال وقت قيظ الصيف.
هذه بعضاً من بوادر سنتنا الجديدة، التي كان من الجائز والمسموح التفوه بها، وكأنها تسودها الأخطار، وتحيط بها السوءات من كل جانب، إلاّ ما رحم ربي، فهو الذي بيده تغيير الحال، إذا بدأنا به أولاً.

مشاركة مميزة