kolonagaza7
بقلم : مصطفى منيغ
بصراحة
ثمة أمور تستوجب التريث في التفكير، بعد
التقدير المحصور في التقرير، المعترف به ممن يحظى (عن علم ودراية وتجربة) بدرجة أو لقب خبير، لحين انطلاقة المواجهة
الحقيقية بين من صبروا حتى اشتكاهم الصبر للصبر فحكم الأخير عليهم بالمزيد من
الصبر ، وبين من ظنوا أن الغباء استوطن جزءا من المنطقة ، فالأفضل أن تضل بالحديد والنار
مطوقة ، ريثما يتم استصدار الأمر القاضي بكونها محرمة بما فيها وعلى من فيها مغلقة
.
...
طبعا القصد بَيِّن إن تركنا جانبا الكرملين وبكين ، واتجهنا لأوربا الفرنسيين ،
وما جَدَّ بين السعوديين والأمريكيين ، لنجد أن خريطة التعامل السياسي المرسومة خلال هذا الأسبوع لا تعكس تلك الخريطة
القريبة في رسوماتها وأبعادها ونقطها الثابتة (عن اتفاق مبدئي عائد إلى اقتسام
المصالح والغنائم وفق أهمية مراكز القوى وليس اتباعا لأي عدالة أو حق شرعي أو
مكتسب متوارث ، أو أعراف لها حضور في اتخاذ قرارات تهم مصير دول وليس واحدة فقط )
على أرض الواقع . روسيا والصين لكل منهما
حسابات خاصة أبرزها عند الأولى أن تُقْضَى مصالحها (المادية خصوصا) بالكامل غير
عابئة بالتوقيت الزمني مادام الشأن يدخل في خانة "الطارئ" المُستعان به لاستخراج
بطاقة الفيتو مؤكدة أنها قادرة على بسط أي حل
يقيها من ضيق الحال ، والجميع يعرف ولو بطرق متفاوتة ما تعانيه هذه الدولة
من أزمات اقتصادية ناتجة عن تفكك الاتحاد السوفيتي ومعاودة الاعتماد على نتاجها
القومي في الدرجة الأولي لتغطية مصاريف بقائها ولو بالحد الأدنى كدولة مؤثرة في
أكثر من مجال على المستوى العالمي . فكان (كما سيكون) على روسيا أيسر من غيرها على
تغيير منظورها لمسألة سوريا والالتحاق إلى حيث الثوار لإدراكها دراسة وتجربة
وتخمينا أن حليفهم الانتصار ولا شيء آخر ، بشار كُوبا من زجاج انكسر، وأسد من ورق
تبلل وتبعثر، وورقة في ملف أصابها التلف فاندثر،عكس الصين المبني تفهمها عن عزوف
أمريكا (ومن يدخل في هيمنتها) ولو بنسبة مقبولة عن ذاك الدور التقليدي الذي منح
للصين الوطنية متنفسا استطاعت به ولعقود تحدي صلابة الموقف الصيني في استعادة ما
تراه حقها الشرعي وفق الكيفية التي تراها ضمانا لوحدة ترابها الوطني ، إذن اتجاهها
لا يستمد بالضرورة لاستخلاص فوائد من صنف آخر ، انطلاقا أن القضية متعلقة بمن
يمتلك أحد اكبر الأسواق المستوعبة لمنتوجات الصين بدءا من الإبرة لغاية أدق
الابتكارات في عالم التكنولوجية المستعان بها في إنماء وتطوير جل المجالات ذات
الاتصال بحضارة القرن الحالي وإفرازاته
البعيدة المدى ، ونعني به السوق
العربي وتحديدا الخليجي ، إذن الموقف الصيني قابل للميل من جديد صوب إتباع بوصلة
يمتلكها ربان زورق ، قوي وجوده بالحق ، ذكي في تحريك مجدافاي التقدم إلى الأهم ،
سريع الفهم قبل الإجابة بالمفيد من الكلام .
وإلى الجزء الثاني من" بشار ورقة في
ملف اندثر"
مصطفى منيغ
مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو المكتب التنفيذي لحزب الأمل