الاثنين، 23 أبريل 2012

للنفاق رفاق وأسواق

kolonagaza7
بقلم: مصطفى منيغ
للنفاق أسواق ، أرقاها حيث "بشار" في دمشق ، تجمع من أتقن التملق خوفا من إملاق ، أو للتمرغ في وحل الجرائم أصبح من العشاق، أو لكومة أفرزتها ما سُلِبَ من أوراق، يمتطيها من بالخطايا ضميره ممزق، طامعا في رضا "المنهار"متناسيا سخط الرزاق .
... طبعا صدقنا منهم مَنْ صدقنا (ذات يوم) حينما أوهمونا بأنهم علماء الأمة في سوريا ، قرأنا لهم على امتداد عقود مؤلفات في الفقه وما تفرع عنه من قواعد أو اجتهادات ، ومتى استعصى أمر عالجوه بما كانوا يبثونه شمالا ويمينا من فتاوي رأوا فيها الحل لقضايا معاصرة فرضت تقاليعها على محيطنا ألمعاشي اليومي بحكم التطور السريع الذي ألزم التعامل مع مبتكرات واختراعات الهدف منها جعل الحياة وبالحلال أكثر يسرا مما كانت عليه في الماضي . كنا نحترم ما يصدر عنهم من أقوال تبعدهم عن الشبهات جملة وتفصيلا إلى أن رأينا البعض (على قلتهم) في " حلقة" يتوسطها الشيخ المجدد العالم المتبحر في فن الذبح والتنكيل والقهر والجرح ، فريد زمانه ، لا يُشق له غبار في استعمال الكي بالنار، المدعو "بشار" يخطب بلسانه الطويل الثرثار، شارحا كأنه الفارس العربي المغوار، درسا عن العربية والعرب والإسلام في الشام الموجه لفتح "الجولان" وكأنه طباخ يمزج توابل الطهي ببقايا أشلاء منتشرة على طرقات حمص لجثامين شهداء لم يتمكن أحد من جمعها لتُدفن بكرامة ،ليزدردها في خفاء، وقد سلط عليه تلفزيون التضليل لإعلامه الرسمي الفاشل ، مساحيق تخفي اصفرار وجه من فرط التفكير في اصطدام صاحبه بتنفيذ ذاك القرار آجلا أو عاجلا يقلعه من تلك الديار لترتاح من شرور نظامه سوريا الأحرار وفي ذلك عبرة العبر عن طاغية سخر الدين لقضاء مأربه القائمة على أحقر وسائل الغدر. يتحدث كأنه في قيلولة الظهيرة يروض أشباه علماء على تلكأ ألسنتهم بالحسرة عن الدرك الأسفل الذي وصلوه وهم يحركون رؤوسهم الخائفة أن تطير في لحظة نوبة تصيب من جمعهم بلا حياء لاستعمالهم مرايا لدعاية رخيصة تعفيهم من لقب علماء اجلاء وتلحقهم لقائمة عملاء في زمن قياسي للمشاركة فيما هو آت بسبب طيشه من مآسي .
... اختير للمناسبة تاريخ العاشر من نيسان ، نهاية المهلة التي قررها كوفي عنان بمباركة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ليُدخل الطاغية بيادقه النظامية إلى ثكناتها بعد الحرب الشرسة التي أتخن فيها قتلا وتنكيلا وتشريدا بمن كان شعبه فاستبدله بالشبيحة وحفنة ممن كانوا من علماء الأمة فأصبحوا شركاء المهزلة ، لعقد مؤتمر سماه بمؤتمر علماء الشام مستغلا موضوع القدس رافعا شعار : "القدس صرخة حق في وجدان الأمة " وكأنه في تلك المسرحية الهزلية تقمص دور المحرر القادر على سحق إسرائيل وهو المتواطئ معها ضاربا بالجولان عرض الحائط ولو بقي على رأس الحكم لسلم ذاك الجزء الغالي من سوريا العزيزة هدية لحلفائه الصهاينة وكأنها جزء من ضيعته التي ورثها عن والده ولا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
... بالتأكيد تأسفت عن ذاك الرجل الذي أراد "بشار" أن يجعله كرة تتقاذفه أرجل مجرمي النظام ألأسدي البغيض حينما عينه رئيسا على علماء الشام أو إن صح التعبير على زمرة مكونة من خدام بشار منتسبين للأردن ولبنان وفلسطين ، قد نسميهم أي شيء إلا علماء . العلماء لا يرضخون لحاكم ، اتفقت المنظمات الحقوقية العربية المسلمة أو الغربية المسيحية أنه ارتكب جرائم ضد الإنسانية ويتحمل المسؤولية المباشرة عن زهق أرواح أكثر من عشرة ألاف دون ذنب ارتكبوه غير مطالبتهم بإسقاط نظامه في مظاهرات سلمية عمت مختلف ربوع البلاد ،وكان هذا من حقهم الشرعي لو حكم سوريا أي إنسان عاقل يخاف الله . العلماء الحقيقيون لا ينبطحون ولا يتملقون ولا تصيبهم عدوى النفاق ، العلماء لا يهدون جزار شعبه سيفا دمشقيا مذهبا ، وكم كان منظر ذاك "البوطي" وقد بلغ من السن ما يجعله في منأى عن مثل المؤامرات المحاكة ضد الإسلام والمسلمين من طرف عابد ،الكرملين ،المتحالف مع الصهيونيين، وغلاة الشيعيين ، ذاك البوطي الذي قرأت من كتبه ما أوجب علي احترامه ، ولكن ماذا أقول وقد رأيته جنب الطاغية مكسور الخاطر وكأنه مجبر على الحضور في لحظة ضعف لم أتمناها له . على كل " "بشار" ذاهب ، إن لم يكن غدا فبعد غد، أما سوريا فباقية إلى ما شاء خالقها سبحانه وتعالى ، والتاريخ لا يظلم أحدا وسيذكر باعتزاز أن علماء ليسوا هؤلاء من تزعمهم "البوطي" ساهموا في صمود الحق حتى انتهى بالانتصار، هؤلاء الذين تشبثوا بأداء الصلاة في وقتها داخل بيوت الله غير خائفين من انهيار أسقفها على رؤوسهم بحكم القذائف المسلطة عليها من طرف عساكر بشار وبأمر منه ، هؤلاء العلماء الأفاضل ، البذرة الطيبة في ارض الشام الطاهرة ، الصابرون صبر الإسلام ، الراغبون بأعمالهم الكريمة وتصرفاتهم النبيلة ليعم الوطن السوري الأصيل الأمن والسلام، بعيدا عن الذي توهم نفسه الضرغام، وهو لا يساوي روث خفاش الظلام.

مصطفى منيغ

مشاركة مميزة