kolonagaza7
بقلم/ توفيق أبو شومر
أيها المفتي الجليل على
جمعة مفتي الديار المصرية:
لماذا زرتَ
القدس؟
ألم يكن
جديرا بكم أن تستفتوا قبل أن تصدروا الفتوى بالزيارة؟!!
ألم يكن
مفروضا عليكم أن تطلبوا مشورة كثير من زعماء العرب ممن يلتقون سرا وعلانية بزعماء
إسرائيل في كل مناسبة و مؤتمر و مهرجان، وأن تقتفوا أثر سياسيين آخرين يبعثون في
الخفاء رسائل مودة لدولة إسرائيل،بل ويعرضون عليها كل أشكال التعاون
والتنسيق؟
لماذا لم تستفتوا سياسي
الدول العربية، ممن يسمحون للدبلوماسيين الإسرائيليين بتأسيس سفارات لهم في قلب بعض
العواصم العربية؟!!
أليس واجبا
عليكم أن تطلبوا إفتاء دولٍ عربية كثيرة، تنظم رحلات جوية لمطار تل أبيب، وتستقبل
وفودا إسرائيلية في كل المجالات والمستويات؟!!
أما كان حقا عليكم أن
تستشيروا قبل زيارتكم رؤساء البنوك العرب، ممن أدخلوا الشيكل ضمن العملات الأجنبية
الكبرى في بنوك ومصارف العرب؟!!
ولماذا لم
تطلبوا النصيحة من كبار التجار العرب ، من فئة أصحاب الملايين والمليارات، وهم
الذين يؤسسون المصانع والشركات مناصفة مع التجار الإسرائيليين وسط العواصم
العربية؟!!
يا شيخنا
الجليل ألم يكن مفروضا أن تأخذوا العبرة من أثرياء بعض الدول العربية الذين يفضلون
العلاج في المستشفيات الإسرائيلية بشرط ألا تضع إسرائيل خاتمها على جوازات
سفرهم!
يا مفتي الديار المصرية،
لماذا زرتَ القدسَ المنكوبة المقهورة، ولماذا استمعتَ إلى شكوى أهلها، ورأيت كيف
تتحول من مدينة مقدَّسة ترمز للسلام والوئام بين الأديان السماوية الثلاثة، إلى
مدينة مخنوقة بإصبع دينٍ واحد، يُطبق على حنجرتها ويمنع عنها أكسجين
الحياة؟!!
ما أزال أذكر نصا كتبتُه
لأخبار الأدب منذ سنوات حول التطبيع، أردُّ فيه على مَن لبسوا عباءة التطبيع،
وحرَّموا حتى ترجمة الأدب العبري إلى اللغة العربية قلت:
" لم أهتدِ بعد إلى السر الذي جعل أحد
المسؤولين البارزين في فلسطين مُصرَّا على التمسك في كل نقاشاته
ومحاضراته برفض كل أشكال التطبيع مع (العدو) وهو دائما يردد بأن
التطبيع جريمة وطنية تستحق العقوبة، بينما هو يفتخر بأنه يحمل بطاقة رجل مُهِمٍّ
صادرة عن دولة إسرائيل، يُسمح بموجبها له التجول والسفر في كل إسرائيل، ويلتزم
بأوامر الجيش كما أن جيبه مملوء بالشواقل الإسرائيلية، وهو لا يستهلك إلا بضائع
إسرائيل، وهو أيضا عندما ينسى نفسه، يصف إسرائيل قائلا:
إن الفرق
بيننا وبين إسرائيل يصل إلى عدة قرون!"
يا مفتي الديار، لماذا لم
تسأل لائميك ومنتقديك :
من أين أتيتم بفتوى تحريم
زيارة القدس؟ وهل فتواكم لها جذور من القرآن أم من السنة ، أم أنها اجتهادٌ يدعو
للشك والريبة ؟!
مَن المسؤول عن نحتِ مصطلح
(التطبيع) اللعين، ومتى كان المصطلح يعني أن زائر بيت
الله، الحرم القدسي الذي يديره الأردنيون والفلسطينيون، هو من المطبِّعين
الفاسقين؟!!
لماذا لم تقل لهم إن خانقي
القدس هم المستفيد الأول من فتواكم بتحريم زيارة القدس، وأن أهل القدس ممن فقدوا
بيوتهم وأرضهم وعدموا النُّصرة، هم المتضررون من فتواكم؟
أليست العبرة الكبرى في
الفتاوى، هي المصلحةُ العامة، والمنفعة العامة، والخير العميم؟
أليست زيارة القدس نضالا
دينيا يخشاه مبغضو القدس؟
وحسبي أن أقتطف من نشرة
حريدية يهودية متطرفة، أنها قالت عن زيارتكم:
" لا أهلا ولا سهلا بمدنسي
( أورشليم) من الأغيار"!!