kolonagaza7
غزة-9-5-2012
– دعا الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر
فروانة المجتمع الدولي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية في جريمة حصار قوات
الاحتلال لواحد من أهم الأماكن المقدسة في العالم وهو كنيسة المهد وجميع الجرائم
ذات العلاقة بما فيها قتل قارع الأجراس وأحد الرهبان وعدد من المحتمين داخل الكنيسة
، ومن ثم إبعاد ( 39 ) مواطناً إلى أوروبا وغزة كانوا قد احتموا داخل الكنيسة ، على
قاعدة أن الحق ( لا ) يسقط بالتقادم ..
جاءت
تصريحات فروانة في الذكرى العاشرة لحصار كنيسة المهد وإبعاد ( 39 ) مواطناً كانوا
قد احتموا بداخلها بعد حصارهم من قبل قوات
الاحتلال الإسرائيلي لنحو ( 40 ) يوماً ، وذلك في
العاشر من مايو / آيار عام 2002 .
وأوضح
فروانة : ان " الإبعاد " عقوبة غير مشروعة وغير قانونية وتمثل عقاباً
فردياً وجماعياً للمبعدين وذويهم ، وتشكل جريمة إنسانية وفقاً للمواثيق والاتفاقيات
الدولية .
مؤكداً
على أن الموافقة على الإبعاد في إطار اتفاقية أو صفقة فردية أو جماعية ( لا ) تمنحه
الشرعية والقانونية.
شكَّل
إبعاد محاصري كنيسة المهد سابقة خطيرة يجب حسمها
وفي هذا
الصدد قال فروانة بأن الاتفاق الفلسطيني –
الإسرائيلي الذي تم بموجبه إبعاد ( 39 ) مواطناً فلسطينياً احتموا في داخل الكنيسة
، شكَّل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني وللمواثيق الدولية وحقوق
الإنسان، فضلاً عن كونه يتنافى مع أبسط القيم الإنسانية ، وأن الترحيب به ، أو
التواطؤ معه من قبل أوساط سياسية دولية إنما منح سلطات الاحتلال الضوء الأخضر
لاستمرار تجاوزها للقانون الدولي .
وأضاف :
بأن القبول الفلسطيني بالاتفاق ومحاولة تبريره في حينه ، أسس بداية لمرحلة
جديدة وخطيرة
شهدت لاحقاً إبعاد مئات من مواطني الضفة الغربية والقدس إلى قطاع غزة والخارج ، في
إطار اتفاقيات وصفقات ثنائية أو جماعية ، مما أقحم مبدأ القبول بالإبعاد وتبريره أو
الدفاع عنه أحيانا على الثقافة الفلسطينية التي كانت دائما ترفض القبول الطوعي
بالإبعاد تحت أي ظرف من الظروف .
ورأى
فروانة ، بأن إبعاد محاصري كنيسة المهد قد شكَّل سابقة خطيرة ، يجب التوقف أمامها
وبذل جهود مضنية وعلى كافة المستويات السياسية والحقوقية والقانونية لحسمها ،
وإغلاق ملفها بما يضمن عودتهم جميعاً إلى ديارهم وعائلاتهم وعدم السماح بإبقائهم
مشتتين في قطاع غزة ودول أوروبا .
وأعرب عن
أسفه لبقاء هذا الملف مفتوحا لمدة تزيد عن العشر سنوات ، مما يعكس فتوراً فلسطينياً
في التعاطي معه ، وضعفاً في الجهود المبذولة من أجل إغلاقه ، والسماح للمبعدين
بالعودة .
يذكر بأن
سلطات الاحتلال كانت قد أبعدت في العاشر من مايو / آيار 2002 ، تسعة وثلاثين
مواطناً فلسطينياً احتموا داخل كنيسة المهد في بيت لحم، وفقاً لاتفاقية فلسطينية –
إسرائيلية ، من أجل إنهاء حصار قوات الاحتلال للكنيسة والذي استمر لمدة ( 40 يوماً
) ، دون الإعلان أو الكشف عن بنود وتفاصيل تلك الاتفاقية حتى اللحظة.
حيث أن (
13 ) مواطناً منهم تم إبعادهم إلى خارج البلاد ووزعوا على عدة دول أوروبية وفي مارس
/ آذار من العام 2010 استشهد أحدهم وهو المبعد ( عبد الله داوود ) وعاد محمولا على
الأكتاف ، فيما لا يزال الباقي مشتتين في عدة دول أوروبية ، بالإضافة الى ( 26 )
مواطناً أبعدوا إلى قطاع غزة ، ولم يُسمح لأي منهم بالعودة إلى دياره وذويه حتى
اللحظة .
عبد
الناصر فروانة
أسير
سابق ، وباحث
مختص في
شؤون الأسرى
مدير
دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية
الفلسطينية
عضو
اللجنة المكلفة بمتابعة شؤون الوزارة بقطاع غزة
ا