kolonagaza7
إن المتابعين لأبرز وسائل
الإعلام الإسرائيلية يعرفون بأن هناك رقابة شديدة وتوجيها دقيقا على كل الأخبار
التي تتعلق بأمن إسرائيل، وأن الرقيب العسكري هو الذي يمنع، ويسمح، ويحدد تفاصيل
الأخبار التي تُنشر في معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية.
لذا فإن حادثة اختراق
الطائرة مجهولة الهوية حتى الآن أجواءَ إسرائيل، سيظل يلقي بظلاله على كثيرٍ من
الأحداث التي ستقع في المستقبل !
ففي يوم السبت الموافق
6/10/2012 في ذكرى مرور 39 عاما على حرب يوم الغفران اخترقت طائرة بلا طيار أجواء
إسرائيل، وحلقت في أجواء غزة ووصلت إلى جبال الخليل بدون أن يعترضها أي
عائق!
أقدم الرقيب العسكري
الإسرائيلي بعد الخبر على نشر صورة وحيدة عن إسقاط الطائرة من قبل طائرة عسكرية
إسرائيلية، وبسرعة طارتْ أخبار الرقيب العسكري إلى كل وسائل الإعلام:
((هنَّأ وزير الدفاع سلاح
الجو بإنجازاته المتمثلة في إسقاط الطائرة مجهولة الهوية!!))
وقد نُسبت الطائرةُ في
البداية لغزة، ثم نُسبت لإيران ، ثم استقر الرأي بأنها قدمت من لبنان من قِبَلِ حزب
الله!!
مع العلم بأن كل تلك
الأخبار ظهرت من (فوَّهة) الرقيب العسكري الإسرائيلي، ولم تتمكن كل وسائل الإعلام
العالمية من الحصول على خبرٍ آخر غير هذا الخبر، وبعد أقل من أربع وعشرين ساعة،
بدأت الرقابة تُسرب أقوالا أخرى تُفيد بأن سلاح الجو ومنظومة القبة الحديدية،
ولواقط الاستخبارات في محطة(أوريم) الاستخبارية وفي وحدة المخابرات الخاصة جدا
والغامضة والتي تحمل رقم 8200 في هرتسيليا، ورادارات سلاح الجو، كلها فشلتْ في
التقاط ذبذبات الطائرة طائرة (الغول والعنقاء والخل الوفي) ويعود السببُ إلى أن
الطائرة اختارت يوم السبت، حيثُ المتابعة ضعيفة، بسبب عيد السكوت!!
وما تزال فيالق
الاستخبارات، وقوافل الباحثين، وخبراء الأجهزة الغامضة مشغولين حتى اللحظة في تفكيك
لُغز طائرة (طاقية الإخفاء)!!
واستغلّ بعضنا هذه (التعمية
المقصودة) من قبل أجهزة الإعلام الإسرائيلية، وبدأ يُلغز بما يفيد أنه صاحب هذه
الطائرة الشبح، وبهذا يكون قد وقع في فخ المخابرات الإسرائيلية، فتسجَّل أقولُه
وتُعمم على كل وسائل الإعلام العالمية، باعتباره صاحب الطائرة الشبح
!!:
وغاب عن كثيرين بأن لأجهزة
المخابرات الإسرائيلية ضلعا في الطائرة، وأنها قد تكون إحدى ألعاب المخابرات
الإسرائيلية، لتدويل الحرب على إيران، ومنحها رخصة مطلقة لتنفيذ عدوانٍ عليها وعلى
أنصارها في كل مكان في العالم،من منطلق أن أجواء إسرائيل (الغلبانة) والمحاطة
بالإرهابيين أعداء الديمقراطية أصبحتْ مكشوفة لعدوان إيراني يا حرام
!!
كما أن الطائرة يمكنها أن
تؤجل النظر في الخلافات حول الميزانية في الحكومة الإسرائيلية، مما يعني أن تُجرى
الانتخابات في موعدها المحدد أواخر عام 2013
كما أن الطائرة الغامضة قد
تُدِرُّ دخلا وفيرا ودعما على خزينة الدولة وترغم مرشحي الرئاسة في أمريكا الضعيفة
جدا هذه الأيام بسبب انشغالها بالانتخابات إلى أن يعلنوا دعمهم المالي لإسرائيل في
مجال صواريخ أرو وطائرة إف 35 وأن يزيدوا الدعم لمنظومة القبة الحديدية المُتبناة
بالكامل من قبل أمريكا!!
ويبدو أن مخابرات إسرائيل
قررتْ علاج الآثار الجانبية التي ظهرتْ بعد حدث الطائرة الشبح ، وكان أبرز الآثار
الجانبية الخطيرة التي ظهرت في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، هي قناعة
الإسرائيليين بأن دولتهم المصابة (بمرض جنون العظمة الحربي) دولة غير منيعة ولا
محصنة، ولذلك أقدمتْ بعد ساعات من ظهور هذا العَرَض الجانبي إلى عرض العضلات
التقليدي العسكري، وهو استهداف مواطني غزة!!
ومواصلة لمتابعة مسلسلها،
أرسلت طائرات الإف 16 إلى النبطية، لتشيع الرعب في نفوس أطفال لبنان بالتحليق
المنخفض!!
ولم يكتف الرقيب العسكري
للإعلام الإسرائيلي بذلك، بل سمحتْ أجهزة المخابرات الإسرائيلية لأول مرة لبعض
الصحفيين بزيارة موقع عسكري إسرائيلي مختص بإصلاح الروبوتات الآلية العسكرية،
وتصوير المركز القريب من غزة ليتمكن من متابعة (الإرهابيين) فيها!! لإنعاش النفوس
الإسرائيلية المنكسرة من جراء خبر الطائرة الشبح!!
وجاء في الريبورتاج الذي
نشرته جورسلم بوست 8/10/2012:
في مقر مركز إصلاح
الروبوتات الآلية العسكرية التي دخلتْ الجيش عام 2006-2007 التقت صحيفة جورسلم
بوست بالمهندسين العاملين في المركز، والذي يشبه حسب وصف الصحيفة شركة آي بي إم
العملاقة، والتقت بضابطين روي أبرلاني وسيرجري زافت !
ومن الروبوتات التي يتم
إصلاحها في المركز روبوت صغير يُلقيه الجنود في المعركة إلى المكان المقصود، فيسير
في كل الظروف، ومهما كانت العوائق مائية أو صخرية، ويتسلق ويصعد السلالم، ويرسل
الصور النهارية والليلية، ويوجه بموجات راديو خاصة وسرية، ويقوم حتى بالكشف عن
الأنفاق تحت الأرض، ويُفجر العبوات الناسفة، بدون أن يدخل الجنود إلى المكان المفخخ
الإرهابي، وهذا يوفر حياة الجنود!!
أما نحن فسوف نظل في انتظار
الخبر التالي عن الطائرة الشبح، وهذا الخبر- للأسف- سيأتي بالتأكيد من فوهة
الإعلام الإسرائيلي وحده، أو ننتظر بطلا( إسرائيليا) يكشف لنا أسرار إسرائيل على
شاكلة مردخاي فعنونو الذي أماط اللثام عن مفاعل ديمونا !!