الأحد، 9 ديسمبر 2012

شكرا جلالة الملك بقلم تحسين يقين

kolonagaza7
تحسين يقين
أول دولة استقبلت رئيسنا استقبال رؤساء الدول، بعد الاعتراف الدولي بنا دولة مراقب كانت الأردن الشقيق..
وأول زعيم عربي وعالمي يزور بلادنا بعد الاعتراف الأممي هو جلالة الملك عبد الله بن الحسين ملك الأردن الشقيق..
يبارك لنا جلالة الملك إنجازاتنا في الأمم المتحدة، ويدرك أن أهمية القرار الدولي بالاعتراف بنا دولة عضو فيما يأتي..لذلك أكد جلالته على الخطوات القادمة..كما صرّح بذلك وزيرا خارجية فلسطين والأردن..
الدولة الفلسطينية مصلحة أردنية عليا..هكذا تنظر القيادة الأردنية..
سنكون معا..وسنقوى بالأردن الشقيق وبجلالة الملك..
للنهر ضفتان، وله ضفاف القلب والعقل والمصير..
للنهر التاريخ والقدسية..
بمائه استحم الأنبياء..وعلى مائه هبطت الأفراح والأحزان..
ومنه كان السفر ويكون..
فأي حب بعد هذا يكون!
لم ننته من التحدث والإشادة بزيارة الملك الأولى حتى قام بالثانية..على رأس وفد أردني رفيع محب لفلسطين ومصلحتها..
الأولى فكانت تتويجا للعلاقات المتميزة في كافة المجالات بين البلدين، وجاءت في سياق الدعم والمؤازرة من المملكة لفلسطين. وهذا هو الدعم للمؤسسات والتأسيس..
والثانية أصلت التوجه الأردني القومي الحريص على الثوابت الفلسطينية، والتي هي ثوابت أردنية، والتي لها دلالة كبرى، في التأكيد على مشروعنا الوطني في إقامة دولتنا المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف..
وهذا هو الدعم السياسي الذي نحتجه هنا، وهو ما يقوينا عربيا ودوليا..
لماذا هذه الأهمية؟
الأردن دولة كبيرة في مصداقيتها، وفي مواقفها، وتتميز بالعقلانية التي أرسى قواعدها المغفور له جلالة الملك حسين رحمه الله؛ وهذا يعني أن الزيارة رسالة هامة للحسم الأردني في موضوع الدولة الفلسطينية، ورسالة لكل من يضغط على المملكة بأن لا يضيّع وقته هباء...
وهنا نثمن هذا التلاقي في العقلانية الفلسطينية والأردنية..
أليست هذه أبلغ رسالة لإسرائيل والولايات المتحدة..؟ إن ذلك يحرج إسرائيل..ويدفعها نحو العقلانية...!
في لقائنا مع سفير المملكة في فلسطين الأستاذ عواد السرحان عشية زيارة جلالة الملك، أكد سعادته مواقف الأردن صراحة، وهي مواقف شجاعة وحازمة، فلا مجال أن تتحول الأردن لوظيفة غير وظيفتها..
انتهى!
فرغم الضغوظات الاقتصادية، ورغم "القوى التي تتسللل إلى الأردن من خلال مواجعها الاقتصادية" والقول للسفير السرحان، فإن الأردن ماض في طريقه الذي ارتآها لنفسه واستقراره وخياراته الوطنية..
فلسطين هي فلسطين، والأردن يدعم الهوية الفلسطينية والتحرر والاستقلال..
وإن في الموقف الأردني لنا نحن الفلسطينيين لمؤازرة نحتاجها ونحن نمضي في طريقنا نحو الاستقلال..
لنا أن نفرح بتضامن الأردن مع فلسطين..
ولنا أن نكون أوفياء، حبا واحتراما..فالثوابت الأردنية أيضا هي ثوابتنا، وأمن واستقرار الأردن هو أمننا واستقرارنا، متمنين أن تكون الأردن دوما أولوية لنا، كما هي فلسطين دائما أولوية أولى للأردن..
في حديث السفير الأردني حول الموقف الأردني ما شدد من إزرنا، ففي كل عبارة من عباراته حرص على فلسطين واحترام لقيادتها ..وفي كل يوم نسمع عن زيارة أو تعاون بين فلسطين والأردن في مجالات كثيرة وجيدة، تهدف المملكة من خلالها دعم فلسطين ...مما جعلنا نتمنى زيارة ثانية لجلالة الملك ونحن على أبواب الذهاب إلى الأمم المتحدة.. وها قد تحققت الأمنية..وزارنا الملك.
لنا أن نتضامن مع الأردن وهو يمرّ في مرحلة مهمة، راجين أن يعبرها بمزيد من الاستقرار..بل علينا أن نبحث عن وسائل دعم فلسطينية للأردن الشقيق، سياسيا واقتصاديا..
أما الدعم السياسي فهو باستمرار التنسيق مع القيادة الأردنية والتعاون الأخوي البناء، الذي يقوده الآن الرئيس محمود عباس وجلالة الملك عبد الله بن الحسين، أي في أعلى الهرم السياسي..دعم الأردن سياسيا بالتسيق في كل ما يخص القضية الفلسطينية والقضايا القومية الأخرى..وهو موقف يؤكد على الدور الأردني القومي والذي بستحق الدعم الاقتصادي القومي للأردن في ظروفه الاقتصادية الحالية..
والأردن يستحق الدعم العربي الاقتصادي، لأنه ببساطة ما زال يحمل عبئا كبيرا خصوصا في مشكلة اللجوء العربية، القديمة منها والحديثة..اللجوء الفلسطيني الذي استمر عقودا وما زال، ولجوء العراقيين والسوريين، ومئات آلاف العمال المصريين..وكل هؤلاء يستخدمون ويشترون ما يستخدمه الأردن ويشتريه الأردني..
لم تحل القضية الفلسطينية بعد، ومعنى ذلك أن فلسطين تستحق الدعم والأردن أيضا..
ولعل مواقف الأردن التاريخية من القضايا القومية يذكّر دوما بذلك..وإن أياديه البيضاء ما زالت موجودة..رغم محدودية المصادر والإمكانيات..
أما الدعم الفلسطيني اقتصاديا، فأرجو من المختصين والمسؤولين أن يبحثوا عن الجوانب التفضيلية في علاقاتنا الاقتصادية، بحيث تكون الأولوية في التعامل الاقتصادي استيرادا وتصديرا..من الأردن ولها، ومن خلالها..للدول الشقيقة، فقد تكون الأردن بحكم استقرارها وسيادتها وعلاقاتها الدولية قادرة على تسويق المنتجات الفلسطينية في العالم للدول القريبة والبعيدة..
في التعليم العالي والصحة، الخدمات، في كل ما يفيد الاقتصادين الفلسطيني والأردني..دوما هناك متسع للبحث عن طرق ذكية للتشبيك الاقتصادي..بل هناك إمكانية للتعاون الفلسطيني-الأردني في تصدير خبرات مشتركة، خصوصا في تكنولوجيا المعلومات..
للاقتصاديين، والمسؤولين في البلدين الشقيقين أن يجتهدا في البحث الدائم عن زيادة فرص التعاون والتطوير المشترك..
نحن في فلسطين والأردن بحاجة إلى تعزيز أواصرنا بشكل أكبر مما هو عليه الآن، من خلال دعوة المؤسسات غير الحكومية والشعبية في التأكيد على التلاقي والتعاون..
السياحة وزيارة المملكة جانب مهم لنا، خصوصا أن الأردن مجال حيوي وفضاء اجتماعي وثقافي لنا، كما للأردنيين..وباستطاعتنا تنشيط السياحة باتجاه الأردن، بما فيها الرحلات المدرسية والجامعية..وفي المقابل زيادة السياحة الأردنية إلى فلسطين بالقدر المسموح به، نتيجة المعيقات الإسرائيلية واشتراطاتها..
إن قيام دولة فلسطين ذات السيادة سيتيح المجال للحركة الاقتصادية بين البلدين على نطاق واسع، أكبر مما نتصور..وفي هذا دعم لكلا الاقتصادين في البلدين..بل ربما سيعزز الاندماج الاقتصادي..
إن طموحنا في العلاقة مع الأردن الشقيق، بعد الاطمئنان على حقوقنا وحدودنا وهويتنا هو طموحنا القومي في البلدين، فهنا قامت ربما أول وحدة عربية..
إننا نعي هذه الوحدة المنشودة، والأردن كذلك، لكن حتى ندعم الوحدة، علينا التأسيس لاستقرار البلدين، حتى يكون كل بلد قوة للآخر..
لزيارة جلالة الملك ما سوف يتبعها من آليات تزدهر معها العلاقة، بما يؤكد الحرص المتبادل والواعي على الأردن وفلسطين..
العقلانية والتخطيط والوضوح والصراحة والنظرة للمستقبل..
للنهر ضفتان من أرض البرّ وأراضي القلوب والعقول..
وللملك الشاب الشكر وهو يعيد تأسيس الأردن الحديث والمعاصر بإصلاحات وطنية..
وله الشكر وهو يؤكد على العلاقة الأردنية الفلسطينية الشجرة السليمة والمعافاة ..طيبة الثمر..
أهلا بكم، وسعدنا بمباركتكم لنا..يا جلالة الملك، لعل لقاء في القدس يجمعنا يا جلالة الملك..
ونحو المزيد من الازدهار في العلاقة..وعلى جميع المستويات..
Ytahseen2001@yahoo.com
 
 

مشاركة مميزة