الأحد، 9 ديسمبر 2012

إعادة نشر / حوار مع أستــاذ قومـيـة - الحصة الثانية

kolonagaza7
تابع الأستاذ حديثه فكتب كلاما وجدته مثل أسئلة الإمتحان: اختر صح أو خطأ ...
أوجد حافظ الأسد نظاما قوميا و وطنيا قويا يضع نهاية لعقود من الصراعات على السلطة من العسكر و من هواة النفوذ والتسلط.
(خطـــأ, بل أوجد نظاما علويا طائفيا مع بعض الوجوه للديكور ليس الا, ووضع حدا للانقلابات عن طريق انقلاب سماه تمثيلا و خداعا حركة تصحيحية, زج فيه برفاق دربه في السجون و اغتال البقية و ملأ بهم الحفر و القبور, و أخذ الناس بسياسة القمع و الاذلال و رجله على اعناقهم بالجيش و المخابرات)
وكان صادقا وجادا وعنيدا في السعي لتحديد ومن ثم إبراز  ملامح الطموحات والدور لسورية الحديثة القوية المنيعة النموذجية في المنطقة العربية
(خطــــأ, بل كان مراوغا ثعلبا لم يهتم لا بسوريا و لابالشعب بل كان اهتمامه منصبا على ان يصنع لنفسه مجدا و يمهد الطريق أمام أولاده و عائلته, و أما سوريا القوية النموذجية فلم نسمع بها الا في الخطابات القطرية و لم نعرف شيئا من الانتصارات و لا من تحرير الاراضي الفلسطيبة و لم نتبوأ مكانا مشرفا يوما بين الامم لا في العلم و لا الاخلاق و لا امانة الذمم)
ولكن جملة من الدعامات التي لم تستطع مواكبة طموحات قائد النظام جعلت نظام الأسد يتراجع في طبيعة نجاحاته في تحقيق طموحاته التي كانت متلاحمة بقوة مع طموحات معظم فئات الشعب المسحوقة والمتوسطة الدخل :
طموحات, رؤيا, تلاحم مع افراد الشعب المسحوقة كل هذا من الاحلام التي لم تخطر للاسد على بال, يمكن ان تقول خبث و دهاء و لعب بالاوراق و ضحك على اللحى و الأذقان مع ما للثعلب من روغان في تحريك مشاعر البسطاء بالممانعة و النضال و استعادة الارض السليبة و الجولان, و القضاء على الشراذم من يهود الافاق, و لكن واقع الحال مجرد خطابات و كلام, جيش جرار تقوده كلاب, دك حلب و حماة و غيرها في الثمانينات لكنه لم يعرف يوما وجهة الجولان, طائفية مقيتة في الجيش و الامن و الوزارات, عبيد و سادة من ابناء الاقليات, شراء للذمم بالتهديد او بالاغراق بالاموال, كتم للحريات, سحق للامال, تكريس لديكتاتورية لا تعرف الرحمة و لا تبالي بانسان, تحويل الجمهورية الى ملكية جبرية, و يحق لك ان تفخر بهذه بين الامم, ففي عهده صرنا اول جمهورية يرث فيها الابن منصب ابيه و يفصل له الدستور على مقاسه ليلبسه هذا الطويل الهبيل الذي ليس في السياسة اصل و لم يكن يوما صاحب فكر او راي سديد و لكن اباه نصبه من بعده فانتصب, و جهز له كرسيا فعليه جلس.
1- دعامة الحزب الواحد القائد : إذ لم يكن حزب البعث بافضل حالاته قيادة وتنظيما وبرامجا ومنهجا و وضوحا في قدرته على يناط به هذا الدور ، بعد أن أثبت فشله الذريع في التحقيق للحد الأدنى من طموحات الشعب السوري في المرحلة مابين عام 1963 و عام 1970 . كان منقسما ومتفككا ومتهلهلا ولم يكن يمتلك أي إستراتيجية لإعادة بناء وتأهيل للدور الذي أنيط به للمرحلة الإستقرار و التطوير والتحديث الجديدة.
بل على العكس تجاهلت  قياداته أنه كان من أولوياتها وضع الخطط والإستراتيجيات الجادة والصارمة للإصلاح وللحد من الفساد المستشري والمستفحل نتيجة عقود من الصراعات الدامية على السلطة والتي لم تبقي على سطح المجتمع سوى الأكثرية الفاسدة والإنتهازية والتي لم يكن يعنيها أي هم من هموم الوطن أو المواطن في التفاصيل او العموميات لشؤونه الداخلية أو الخارجية المعاشية أم الوطنية ومن ثم  القومية . وذهبت للعب دورها كحزب قائد للأمة وللوطن، من خلال  إدخال المزيد من الفساد لبنيتها  فقل عدد المفكرين الجادين وكثر عدد المنافقين من أصحاب الفكر الحدود والطامعين الإنتهازيين وغصت القاعدة الحزبية في سنوات قليلة بالمئات ممن أدخلوا للحزب بدافع علني معلن وغير مخفي على أحد هو دافع المنفعة والسلطة والنفوذ والتبعية لاي مصدر من مصادر القوة لتحقيق المنفعة الشخصية.
رغم أنّ كلامك يثير فيّ النعاس, لكني أقول أليس ما تتحدث عنه هو تماما الواقع الذي نعيش فيه؟ لماذا تضع كل الاخطاء على مسمى الحزب و تنسى امين الحزب؟ اليست فكرة الحزب القائد للامة و المجتمع والتي كرسها حافظ الاسد هي ما اوصلنا الى ما وصلنا اليه؟ اليست السلطة و النفوذ و التبعية و الحصول على المناصب الرسمية و التي لم يعد يتوصل اليها بالكفاءة العلمية بل بالانتساب الى صفوف الحزب و اصطناع اللهجة العلوية هي واقعنا؟
اذا كنت تعتقد ان ما سُمي بالحركة التصحيحية جاءت لتصحيح مسار الحزب و تحقيق هذا الكلام الذي ذكرت فانت واهم غافل عن الامور او متعام مأجور, لان كل ماذكرت هو بالحقيقة واقعنا الان و اضعافا مضاعفة ان جاز الكلام, و اما الحركة التصحيحية فاصحح لك انها انقلاب قاده الاسد ليتخلص من مناوئيه و يقرب من يثق به من طائفته معاونيه, كان مهددا من محمد عمران و صلاح جديد لانه باع الجولان لليهود الغاصبين فاستبق الامور و تغدى بهم قبل أن يتعشوا فيه و استأثر بالحكم دونهم بعد ان رفعوه و جعلوه بينهم, دك بعضهم في السجن و ما اخرجه منه الا الى القبر و انهى البعض الاخر شنقا أو بالقتل.
2-  ظهور دور في الحياة العامة لسلطة عسكرية لم تكن تجسد الطموحات الشخصية الإصلاحية والتحديثة والتطويرة للبنية العامة للوطن التي كان يجسدها بمصداقية عالية الرئيس حافظ الأسد ، هي سلطة سرايا رفعت الأسد، التي قدمت وجها بشعا لم يكن متجانسا مع الوجه الشعبوي المشرق  الذي كان حافظ يصر على تقديمه عن سورية في الداخل و الخارج.  وتعاون فئات مدنية وحزبية في التعزيز لدور هذه السرايا لكونها تجسد القوة الحمقاء المندفعة نحو رفض القانون واي توجه عقلاني حكيم إتصف به حافظ الأسد والتي تمادت لتكون هي القانون وهي المرجعية للإنتهازية لتحقيق المكاسب الغير مشروعة ولإضعاف المؤسساتية التي دعمها حافظ وهتك بنيتها هذا الشكل من الإنكشارية العسكرية.
الآن لم يعد رفعت يصلح و هو سبب المشاكل؟؟! و كأن سرايا الدفاع خلقت من العدم أو ظهرت فجأة في وجه الاسد, اليس دود الخل منه و فيه؟ اليست السرايا ذراع الاسد الحديدية؟ الم تكن الوحدة 569 هي الاساس الذي انبثقت عنه سرايا الدفاع؟ الم تكن مهمتها بداية حماية المطارات لما كان معلمك وزيرا للدفاع؟ الم تكن احتياطي بيد الاسد؟ الم تكن الحرس الجمهوري للرئيس يوم لم يكن هناك حرس جمهوري؟ اليست السرايا من ذبح العزل في سجن تدمر انتقاما لمحاولة اغتيال الاسد؟ اليست من دك حماة على رؤوس ابناءها و استحل حرماتها و بناتها تثبيتا لحكم الرئيس؟ الم تكن تقاتل بسيفه و ترتكز على عشيرته و اخوته و اهله؟ مجنون يحكي و عاقل يسمع, اسمع لو لم يهدد رفعت كرسيه – لحافظ - لكان رفعت الى الان جالسا بجانب الرئيس!!! و غدا قد تقول و التاريخ يعيد حلقاته ان ماهر الاسد و الفرقة الرابعة هم اساس القتل و المذابح و اما الرئيس المسكين فكان صاحب رؤيا لكنه كان مغلوبا على أمره لاحول له و لا قوة!
3- كان واضحا أن حافظ الأسد سارع منذ اللحظات الأولى لبداية حكمه الى منح الفرص العالية للمجتمع المدني كي يتحرك لتحقيق شكل تشاركي بين المؤسسات الحكومية والمنظمات المدنية في مظلة التوجهات المعلنة عن التحرير للجولان والدعم للمقاومة و التبني للمفاهيم الحضارية المعاصرة ولم يكن محظورا في كل ذلك إلا كل فكر أو نوايا أو نشاط يمس إستقرار الحكم و الأمن .( هذا رأي شخصي بحت ثابت لدي ومستعد لسماع رأي عقلاني  يناقضه)
لا ادري كيف توضحت لك مسارعة الاسد الى منح الفرص للمجتمع المدني طالما الحكم ديكتاتوري عسكري و كل ما خالف هواه يجعل صاحبه في صف الاعداء!!!
و أما الجولان فانا على يقين انها كانت اخر ما يفكر فيه لان من باع شيئا و قبض عليه الثمن لا يمكنه اعادته و ان طال عليه الامد
نشطت وإنتشرت بقوة مفاهيم حماية الإرث الوطني المعنوي والمادي والبيئة و التحسين في البنية التحتية للمؤسسات الحكومية والمراكز البحثية،
طبعا, كانت حماية الارث الوطني واضحة جدا, خاصة و قد دمرت دمشق الفيحاء القديمة و استبدلت بيوتها الاثرية و حاراتها الملتوية بالبيوت القبيحة الاسمنتية و اما الغوطة التي تنادى بها الشعراء و سطر قصصها الادباء فاستحالت الى مخالفات و سرقت اراضيها و اعطيت للغرباء و نشأت اماكن لم نسمع بها في زمن من الازمان اغتصبها موالوا الاسد بالسرقة و الغصب و السرقات مكافأة لهم على دعمهم للنظام, فظهرت السومرية و الضاحية 86 و الكباس و عش الورور و الادعشرية و ما الله به اعلم, ارض منهوبة و بيوت بالشبيحة مسكونة, ماء و كهرباء مسروقة, و مخالفات و ابنية بالعهر معمورة, أهكذا تكون حماية الارث الوطني يا فحّام ياابن بلدي؟ ولن اعرج على سرقة الاثار من المتاحف و حتى المعابد و الكنائس و لم تنجوا من على الحيطان حتى لوحات الفسيفساء, و اما بناء البنية التحتية فواضح ويكفي ان انقطاع الكهرباء و الماء و الاتصالات من الامور العادية الروتينية في العاصمة الممانعة الابية و اما في القرى و البلدات فأترك لك الجواب لانه ليس لها اصلا وجود و لا مكان.
كان التوجهات القيادية تطرح بغزارة وتتداولها اجهزة الإعلام بإهتمامات لحظية وغير مستمرة، وكذلك كان يفعل المسؤولون. إلا أننا لحظنا ظهور حمعيات مدنية في المحافظات الرئيسية فشلت بمهامها لدخول الفساد لبنيتها، ولم تفشل نتيجة أي مساعي من السلطة. حفل عهد حافظ بإصدار أكبر عدد من القوانين الإصلاحية والتنموية وللأسف بقي معظمها حبرا على ورق  نتيجة طغيان الفساد المؤسساتي والمدني.
إن وجود حاكم قوي مهاب يمتلك الكثير من الطموحات الإصلاحية في كافة مناحي الحياتية والتنموية يستثمر عادة كما في الكثير من الدول النامية   لمواجهة تحديات سنوات التيه والضياع الممتدة منذ الإستقلال وحتى عام 1970، حينما تم طرح مشروع إصلاحي واسع وعام من قائد قوي وعنيد في الإصرار على تحقيق طموحاته بتجاوز لكل المعوقات و وبأقرب فترة زمنية. 
لا ادري ما هذه القوة و المهابة و الطموحات و تجاوز المعوقات, كلامك ايضا حبر على ورق تماما كحال القوانين الاصلاحية التي تتحدث عنها, و كلامك يشبه كلام الشيعة الذين يصفون عليا بانه فوق البشر و دون الاله و لكنه و بنفس الوقت اختبأ لما اتى عمر, خلف فاطمة وراء الباب فاصاب الباب فاطمة لما دفعه عمر فاسقطت محسنا لان علياً خاف!!!!!!!!!!!!
كل هذه الرؤيا التي للاسد و الاحلام و المشاريع و الانتصارات و الشعارات و القوة العسكرية و الطاعة العمياء و الشعب بعد ذلك ظهير و تأييد رب العالمين كما يقول السادة العلماء و المنشدين لم تستطع ان تحول الرؤيا الى حقيقة و بقيت حبرا على ورق!!! شو هل الاسد؟ تزعمون أنه يحرك العالم باصبعيه و يلعب بالمنطقة و يحرك خيوطها بيديه و لو شاء برجليه عنده الف فرع مخابرات و جيوش و فرق لا تعصيه ما أمرهم و هم بين يديه كالخدام و مع ذلك بقيت مشاريعه على الأوراق قاتله الله ما اعجزه من صنم هار!!!  
لذلك لا بد من أن نتوقف لنرصد بمصداقية ما تحقق في زمن الإستقرار من إيجابيات ونقلات نوعية في البنية التحتية الصحية من مستوصفات ومشافي و زراعية من إرشاد زراعي وطرح لمشاريع عملاقة بغض النظر عن اسباب ما لاقى بعضها من فشل أو نجاح،
و لماذا نغض البصر و شو بدنا نغض لنغض؟ ياليتك تسمي لنا مشروعا واحدا مربحا للدولة بدلا من صف الكلام و تعديد الانجازات التي مللنا من تكرارها في الاجتماعات و الاحتفالات؟و هل الامر فقط في طرح المشاريع ام في في رؤية الفائدة المرجوة منها تتحقق على أرض الواقع؟
وثقافية من تعميم المراكز الثقافية في المدن  الأرياف بكثافة غير مسبوقة في الكثير من الدول المجاورة،ى كان مسموحا بها الحرية الكاملة لطرح شتى أنواع الفكر والرؤى والحوارات عدا ما يمس هيبة السلطة،إضافة لعدد لا يحصى من الندوات والمؤتمرات المحلية والوطنية والدولية والمساهمة الفاعلة والصادقةفي إحياء دور المدن العربية كعواصم للثقافة الإسلامية والعربية،
يا لعقلك المنفتح الكبير, الحرية الكاملة في الطرح الا ما يمس هيبة السلطة فعن ماذا اذا نتكلم في المراكز الثقافية - التي لعلك تقصد فيها مراكز الشبيبة و الفروع الحزبية - أعن منجزات الحركة التصحيحية ام عن مناقب باسل في الفروسية؟
اذا كان الامن قد تسلط على كل مفصل من مفاصل الدولة و المجتمع فلا يتعين عامل و لا تقام الحفلات و لا العزايم الا بموافقة المخابرات, فعن ماذا نتكلم؟ 
المخابرات و الجيش هي الدولة, و هي المحافظة على امن الدولة, و انتقادها يهدد و يمس هيبة الدولة, فكيف ننتقدها؟ كيف ننتقد الفساد اذا كان رموزه اهل بشار و انتقادهم يمس هيبة الدولة, أخبرني يا أستاذنا المكرم؟

يــتـبـع . . .

مشاركة مميزة