kolonagaza7
بقلم/ توفيق أبو شومر
لعل أبرز ما تمخضت عنه الانتخابات في إسرائيل يوم 22/1/2013، هو بروز الإعلاميين ليتفوقوا على العسكريين ولابسي القبعات الدينية، وظهر ذلك واضحا في صعود حزب (هناك مستقبل) ليائير لابيد، فهو ليس جنرالا متقاعدا، ولكنه جنرال إعلامي، وكذلك الإعلامية شيلي يحيومفتش رئيس حزب العمل.
ومن أبرز نتائجها أيضا أن حجة( أمن إسرائيل) لم تعد هي الحجة والعذر الذي يضحك به السياسيون في إسرائيل على الناخبين، ولم تعد قضية التهديد النووي الإيراني، ولا الديموغرافيا الفلسطينية، ولا إرهاب المخربين والمنتحرين، هي القضايا المركزية، فقد طغت المشكلات الحياتية الحقيقية على أسطورة أمن إسرائيل والتهديد على وجودها، وبرز ذلك أيضا في صعود حزب يائير لابيد، فلبيد كان من مبادري الثورة على الظلم الاجتماعي والاستبداد الاقتصادي في إسرائيل، وهو من رموز ثورة الخيام في تل أبيب!
كما أن فوز لبيد يشير أيضا إلى أن الشعوب ملَّـت سيطرة الكهول على مقاديرها، وأصبحت ترى أن الشباب قادرون على تولي الحكومات وإدارة شؤون الحياة، فئير لبيد رئيس حزب ييش عتيد ، وكذلك نفتالي بينت زعيم حزب البيت اليهودي، وأريه درعي من شاس، هم من الشباب!
وكذلك فإن فوز أحزاب الشباب يؤكد أيضا وصول ربيع الثورات الشبابية إلى إسرائيل.
ومن أهم نتائج الانتخابات أيضا ثورة الشعب على ديماغوجيا المتدينين، ممن كانوا يتحكمون في حياة المواطنين ويسومونهم العذاب بما يبتدعونه من سجونٍ وقيودٍ حياتية بادعاء أنها أوامر رب العالمين، وكان ذلك واضحا في سلطة حركة شاس الدينية التي كانت تستولي على مصائر الأسر والعائلات وتتحكم في حياتهم، لأنها كانت تسيطر على الحاخامية الدينية وتمنح شهادات التهويد الدينية والتي بدونها لا يصير اليهوديُ يهوديا، وتلغي تهويد مَن يخالفون مبادئها، وكانت شاس الأصولية تتحكم أيضا في مراسيم وطقوس الزواج، فكان الإسرائيليون يهربون إلى الزواج المدني بسبب قيود الحاخامية الدينية على الزواج ومطالبة الزوجين بإثبات نسبهما اليهودي إلى أجداد الأجداد، فصاروا يتزوجون في قبرص وإيطاليا وغيرها من بلدان العالم زواجا مدنيا وليس دينيا!
ولعل أهم ما تمخضت عنه الانتخابات، هو أن أكبر الخاسرين في عالم اليوم هم أحزاب السلطة، فكل حزبٍ يصل إلى السلطة، تتحول مبادئه إلى شيكات بنكية واستثمارات عقارية، وتضليلات فكرية وعقدية!
فالسلطة دائما مفسدة، لا تُفسد فقط الأشخاص، بل تلوث المبادئ والأفكار والعقائد والأيدلوجيات!
ولعلّ أبرز آثار الانتخابات الإسرائيلية، أنها أثبتتْ بأن كل المحللين والمتابعين والمراقبين السياسيين ينطبق عليم القول:
"
فشل المحللون ولو اجتهدوا"