الأربعاء، 19 يونيو 2013

علاقة الإخوان المسلمين بحركة حماس الفلسطينية

kolonagaza7
الدكتور عادل عامر
حركة المقاومة الإسلامية حماس هي الجناح المجاهد لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين كما تعرف نفسها في ميثاق الحركة والذي كتب عام 1988م. والحركة هي امتداد لجماعة الإخوان المسلمين وتحمل فكرها ومبادءها وأساليب عملها، إلا أنه وبسبب خصوصية الوضع الفلسطيني ووجود الاحتلال الصهيوني فالحركة تحمل السلاح لمحاربته ولتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وتعتبر أن الجهاد بكافة أشكاله هو الطريق لتحرير الوحيد لتحرير فلسطين. تعيش سيناء مشهدا مأساويا بعد اندلاع ثورة 25 يناير حيث نمت بها الخلايا الإرهابية والتنظيمات الجهادية بعد ان انسحبت منها الشرطة وكانت النتيجة ان استيقظ الجميع علي مصيبة أمنية . وتشير الدلائل الأولية الي ان هذه التنظيمات بدأت نشاطها العلني في نهاية يوليو 2011 في سيناء حيث جابت سيارات الدفع الرباعي والعديد من الدراجات البخارية الميادين في العريش وهي تحمل ملثمين يرتدون ملابس سوداء من أعضاء التنظيم الجهادي كتب عليها لا إله إلا الله وبدأوا في إطلاق النار العشوائي في كل مكان ورفعت شعارات «سيناء إمارة إسلامية».أن الحركة انضمت فعلاً إلى التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين قبل شهرين، وأنها لم تعد تابعة لإخوان بلاد الشام المرتبط بالأردن. إنه "تمت إضافة عبارة فرع من جماعة الإخوان المسلمين (فلسطين) إلى جانب اسم الحركة المعلن وهو حركة المقاومة الإسلامية حماس". أن "هذا الإجراء تم فعلاً قبل زهاء شهرين"، نافياً "أن يكون هذا التعديل استجابة لمطالب أو دعوات البعض أو أن يكون مرتبطاً بالتغييرات الأخيرة في المنطقة". أنه "تم تدارس هذا الأمر طيلة أكثر من عام ونصف العام، ورأينا بعد بحث ونقاش معمقيْن ضرورة القيام بهذا الإجراء لأن حماس أصبحت تنظيماً كبيراً، وأصبحت هناك حاجة لاستقلالها عوضاً عن تبعيتها لتنظيم إخوان بلاد الشام المرتبط بالأردن". أن الإضافة التي أقرت علاقة باللائحة الداخلية للحركة وليس بأي أمر آخر، معتبرا أن "التعديل يتجاوب مباشرة مع حجم الحركة الذي كبر، فأصبحت هناك حاجة إلى استقلالها". أن "هذا التعديل ليس جديداً، إذ أن حماس الآن لم تعد تابعة لأي تنظيم فرعي، بل أصبحت مستقلة تماما. وهي الآن جزء من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وأصبحت ممثلة في مكتب الإرشاد العالمي، وبات مسئول الحركة ممثلاً لحماس في التنظيم العالمي للإخوان".ورداً على ما تردد من مساعي "حماس" الحصول على اعتراف دولي  من خلال نيْل عضوية مستقلة في تنظيم الإخوان، "نعي تماماً أننا سنظل مختلفين حتى بعد أن أصبح لنا تمثيل رسمي في التنظيم العالمي للإخوان نظراً إلى وجود احتلال إسرائيلي في فلسطين، البلد الذي نمثله، فالإشكالية ستظل موجودة طالما هناك قوات احتلال"، لافتاً إلى أن ميثاق الحركة ولائحتها الداخلية كانا يتضمنان أن "حماس" هي الذراع الجهادي لحركة "الإخوان في فلسطين". "باختصار تتلخص الإشكالية هنا بالمقاومة وتبني حماس برنامج المقاومة الذي هو حق مشروع طالما هناك الاحتلال. لذلك نحن كحركة لنا خصوصيتنا، وسنظل مختلفين طالما الأمر يتعلق بالمقاومة وبإسرائيل، وعضويتنا في التنظيم الدولي للإخوان لن تحل هذه المعضلة".وكانت جهات عربية وغربية قد قدّمت نصائح إلى حركة "حماس" بإعادة بناء فرع "الإخوان المسلمين" في فلسطين بهدف الحصول على الاعتراف الدولي المتنامي الذي تحصل عليه أحزاب "الإخوان المسلمين" في العالم العربي.: إن تحوّل حماس إلى فرع الإخوان في فلسطين ربما يعفيها من الشروط الدولية للاعتراف بها ويمنحها الاعتراف نفسه الذي حصل عليه نظراؤها في مصر وتونس وسورية وغيرها بعد انطلاق مسيرة الربيع العربي. أن فروع قيادة الحركة ومكتبها السياسي ناقشت هذا الاقتراح بعمق، أن البعض في "حماس" وجده مناسباً، خصوصاً أن الحركة انبثقت من فرعيْ "الإخوان" في غزة والضفة الغربية، في حين عارضه البعض الآخر معتبراً أنه سيؤدي إلى إضعاف "حماس" بصفتها حركة مقاومة عبر تحويلها إلى حزب سياسي. وكانت "حماس" قد تأسست عام 1987 عقب اندلاع الانتفاضة الأولى، من فرعي الإخوان في غزة والضفة. وكان فرعا الإخوان في غزة والضفة حتى ذلك الوقت يتبعان فرعي الإخوان في كل من مصر والأردن بسبب ارتباط قطاع غزة بمصر، والضفة بالأردن في الفترة بعد من عام 1948 إلى 1967.
وواصلت هذه الجماعات توزيع المنشورات في شوارع العريش تطالب بتحويل سيناء الي إمارة إسلامية قيل إن هذه العناصر تابعة لجماعة التوحيد والجهاد ولكنها انتشرت باسم جماعة تنظيم القاعدة في سيناء وتطالب بأن يكون الدين الإسلامي المصدر الوحيد للتشريع. وطالبت هذه الجماعات الجيش والشرطة بمغادرة سيناء وأنها قادرة علي حمايتها وحفظ الأمن بها وأكدت قدرتها علي زعزعة أمن إسرائيل داعية باقي الجماعات الإسلامية إلي الوحدة ووجهت إنذارا للقوات المسلحة المصرية والمجلس الأعلي »سنمهلكم حتي نوفمبر القادم لسحب قواتكم من سيناء حيث إنها قوات »كافرة لا تؤيد الشريعة الإسلامية وتؤيد الكفر والطاغوت ومن يتبعها كافر« وبدات في تنفيذ مخططاتها بهجوم علي الاكمنة الامنية واقسام الشرطة.ويذهب البعض الي ان نجاح حركة حماس في الانتخابات عام 2005 اطلق المزاج الديني وفتح الابواب امام الاسلام السياسي للحركات المتشددة بالظهور والتي وجدت في قطاع غزة بيئة خصبة لهذه الدعوات الرعوية من جانب بعض العناصر العائدة بعد تفكك جماعة تنظيم القاعدة في افغانستان واستبداله بالتكوينات الاقليمية في بعض الدول العربية بعد احداث 11 ستمبر منها جماعة جلجلة وجيش محمد الذي اعان قطاع غزة امارة اسلامية سنة 2010 مما دفع حركة حماس الي استخدام العنف ضدهم واقتحام احد المساجد وقتل 60 فردا منهم . بالطبع امتدت هذه الجماعات الي شبه جزيرة سيناء عبر الانفاق التي تشرف عليها حركة حماس واستطاعت بعض العناصر الدخول الي الحدود المصرية والقاء تدريبات ثم والعودة مرة اخري الي القطاع .    قد يبدو الربط بين الأسماء الثلاثة في العنوان أعلاه غريبا، لكنه جدير بالبحث والتقصي وعرض الحقائق والمواقف والقواسم المشتركة ما بين دولة تقوم على فكر الثورة الإسلامية، واثنتين من أهم الحركات الإسلامية السياسية والعسكرية أيضا.    والراصد للحراك والتجاذبات وتقاطعات المصالح المشتركة بين هذه الأسماء، يلمس "زواجا كاثوليكيا" لا فكاك منه وحبا من طرف واحد، وإن كانت ملامح هذا الزواج أو الحب غير واضحة للعيان أو غير منطقية بتاتا، تلوح في الأفق حينا وتختفي حينا أخر.    وهنا لا نتهم أحدا أو ننتقص من قدر سلاح المقاومة وشهدائها وقادتها أو نزايد على أحد، إنما هي محاولة للاستقراء وعرض الحقائق على قاعدة المكاشفة والمصارحة. لا تحمل جماعة الإخوان المسلمين عموما موقفاً سلبياً أو عدائياً تجاه العقائد والأفكار الشيعية كما أسلفنا، وللإنصاف أكثر نقول، إن ثمة تساهلا إخوانيا تجاه العقائد الشيعية تذليلا للتقارب وبحثا عن نقاط الالتقاء أكثر من نقاط الاختلاف.    أما ثاني نقاط التقارب بين الطرفين فهو الموقف السلبي الموحد من الاتجاهات والتيارات القومية والعلمانية واللادينية على حد سواء، بالنظر إلى المنطلق الإسلامي لمشروع كل طرف، وهي نقطة التقاء كفيلة بالتقريب بينهما.    وفي نقاط الاختلاف، يمكن رصد موقف الإخوان مما ورد في مواد الدستور الإيراني من بنود ترسخ الحس القومي، وتناقض الموقف الموحد من القومية كأساس للشعور والانتماء لهذه الأمة. والحقيقة أن الدستور الإيراني الذي وضعه رجال الثورة الإسلامية والخميني مليء برواسب قومية فارسية تنتصر للعنصر الفارسي!! أما القضية الفلسطينية، فهي بحق الجامع الأبرز للطرفين، فمواقف الإخوان والشيعة متطابقة إزاء قضية فلسطين وتحرير القدس، بل ومتطابقة أيضاً في منطلقاتها، وإن كان اعتقادنا أن حقيقة الموقف الإيراني والشيعي عموما من القضية الفلسطينية موقف "شعاراتي" ودعائي فقط.    وبالعودة إلى نقاط الاختلاف، يتضح أن أبرزها فكرية، وهي فكرة ورؤية كل من الطرفين لـ"الحكومة" وشكلها المختلف في رأي الحركتين، واختلاف النظرة إلى معسكري الشرق والغرب، والمسار الإصلاحي والثوري.    أما الحكومة وشكلها المختلف بين الطرفين، فلعل هذا العنصر من عناصر الافتراق يظهر فيه التأثير الشيعي بشكل واضح جلي، فبرغم ما أبداه الإخوان من مودة وحسن نية تجاه الشيعة وإيران وثورتها، إلاّ أن عقيدة الشيعة الخاصة بالإمامة والحكومة، وهي الركن الأساسي، اتخذت فيصلاً وحكماً في علاقة الشيعة بالإخوان، فالفكر الشيعي، وإيران على وجه الخصوص، لا يقبلان أي فكر أو تنظيم يخالفهم في قضية الإمامة، ودولة المهدي المنتظر، مهما حاول هذا التنظيم أو ذاك التقرب من إيران، أو مدح الشيعة.    وفيما يعتبر أهل السنة ومنهم الإخوان التعبير الصحيح للحاكمية هو "الخلافة"، يرفض الشيعة هذه الفكرة من الأساس، بل يرون أن كل ما أتى بعد علي بن أبي طالب غير شرعي وغير معترف به.    وأما اختلاف النظرة إلى معسكري الشرق والغرب، فهي تتعلق تحديدا بالنظرة إلى الشيوعية والرأسمالية، فالإخوان المسلمون يعتبرون الشيوعية أو الماركسية خطراً يفوق الخطر الغربي أو الرأسمالي، الممثل خاصة بالولايات المتحدة وبريطانيا، في حين أن "الحركة الإسلامية الإيرانية" كانت ترى أن الخطر المحدق قادم من الغرب، وزعيمته الولايات المتحدة "الشيطان الأكبر".    وربما لأن الماركسية مذهب فكري وعقائدي وثقافي يتصادم تماما مع الدين قدمه الإخوان على خطر الرأسمالية العولمي الثقافي الاقتصادي، لكن الخطر تحول إلى الرأسمالية فيما بعد، وخاصة بعد هجمات 11 سبتمبر.    وتاريخيا كانت الشيوعية حليفا على الدوام لكل الأنظمة لعربية التي ضربت الإخوان وشردتهم وحبستهم وأعدمتهم، كنظامي عبد الناصر وحافظ الأسد.    وفي نظرتهم للرأسمالية وللغرب عموما، نجد عداء الإخوان أقل وطأة، فالأمر هنا يقتصر على خطر الانحلال الأخلاقي وموجة التغريب والثقافة المستوردة، ويتراجع منسوب الخطر الديني على اعتبار أن الغرب أهل كتاب ومسيحيون بخلاف الشيوعيين اللادينيين. أما نظرة الخميني والشيعة للشيوعية والرأسمالية، فمختلفة عن وجهة نظر الإخوان، وكان الإيرانيون يعتبرون الخطر الغربي أكبر من الخطر الشرقي أو الشيوعي لأسباب، من بينها أن إيران كانت واقعة خلال القرنين الماضيين تحت سيطرة الاستعمار الغربي، السياسية والعسكرية والاقتصادية بالإضافة إلى إن الخميني لا ينظر للأمريكان على أنهم أهل كتاب، بل إنه يعتبر الغرب "كافراً"، وهو سبب كل المآسي التي يمر بها المسلمون.    والاختلاف الأهم بين الإخوان والإيرانيين، أن الإخوان يعتمدون فكرة الإصلاح، بينما يعتمد الإيرانيون فكرة الثورة، وبين الفكرتين فرق كبير جدا.    سياسيا تبرز عوامل خلاف طارئة، من قبيل المد الشيعي في المنطقة العربية "الخليج ولبنان والعراق"، وما يتبع ذلك من مواجهات دامية بين السنة والشيعية في العالم الإسلامي، فضلا عن صراع الأقلية السنية في إيران مع الشيعة.    تؤكد المراجع التاريخية أن العلاقة بين جماعة الإخوان وبين قادة الحركة الشيعية بدأت قبل الثورة بسنوات طويلة، وكانت (دار التقريب بين المذاهب الإسلامية) عنصراً مهماً من عناصر التقارب الفكري بين الجانبين، وكان حسن البنا رحمه الله أحد الناشطين في الدار.    ومما يلفت في علاقة الإخوان المسلمين بالحركة الشيعية الإيرانية المناهضة للشاه في تلك الفترة، تلك الحميمة التي كان يكنها الإخوان لنواب صفوي، وهو أحد القيادات الشيعية الشابة الثورية، والذي كان زعيماً لمنظمة ثورية هي فدائيان إسلام (فدائيو الإسلام).    وقد كان الإخوان يعتبرون نواب صفوي واحداً منهم، ودعوه لزيارة مصر وسوريا في بداية عام 1954، والتقى قيادة الجماعة، وخطب في مهرجاناتها، وعندما اشتكى له زعيم الإخوان في سوريا د. مصطفى السباعي رحمه الله من انضمام شباب الشيعة إلى الأحزاب العلمانية والقومية، دغدغ صفوي عواطف الإخوان، وقال أمام حشد من السنة والشيعة: "من أراد أن يكون جعفريا حقيقياً فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين".وكما أسلفنا، فإن هذه العلاقة الحميمة بين الإخوان وإيران تفاوتت وتراوحت لظروف عديدة، من بينها العاقة الطيبة ما بين إيران وسوريا مثلا.    قبل ذلك ينبغي الخوض في موضوع التشيع في فلسطين كتوطئة لتوضيح حقيقة ما يدور، فقد أثار الإعلان الأخير عن إنشاء مجلس شيعي أعلى في فلسطين، ردود فعل منددة ومستغربة.    أما الاستغراب فيعود إلى علم الجميع بأن فلسطين دولة سنيّة، ولا وجود لأقلية شيعية، فلماذا يقوم تجمع أو مجلس شيعي في دولة أهلها سنة. لكن المهتمين المتابعين للتمدد الشيعي في الدول الإسلامية، لم يجدوا الإعلان عن إنشاء "المجلس الشيعي الأعلى في فلسطين" أمراً مفاجئاً، ذلك أن إيران وبعض الجهات الحليفة لها تبذل جهوداً كبيرة، ومنذ سنوات طويلة، لنشر المذهب الشيعي في جميع دول العالم، وبخاصة في الدول السنيّة.    الحقيقة أن ثمة اختراقا شيعيا لأهل فلسطين من باب دعم الجهاد والمقاومة الفلسطينية، ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك، وقد شهدت فلسطين فيما مضى فترات طرأ فيها التشيع وانتشر، وذلك في القرن الرابع الهجري، خاصة تلك الفترة التي سيطرت فيها الدولة العبيدية الشيعية الإسماعيلية على بلاد الشام.    ومع عهود الضعف والاضطراب ظهرت من جديد جيوب شيعية في فلسطين، ففي عهد أحمد باشا الجزار الوالي العثماني، وقعت بينه وبين الجيوب الشيعية وقائع كثيرة، وتصدى العثمانيون لمحاولات الشيعة المتكررة لنشر وترسيخ مذهبهم في فلسطين، وبعد سقوط الدولة العثمانية ووقوع بلاد الشام تحت الاحتلال الفرنسي والبريطاني وتقسيم المنطقة، تم ضم بعض قرى جنوب لبنان الشيعية في حدود فلسطين حين جرى رسم الحدود عام 1927.    إلا أن الأهم حاضرا، انبهار الكثير من الفلسطينيين بتجربة ثورة الخميني إلى حد الهيام، كما الحال لدى كثير من الفلسطينيين المعجبين بتجربة الزعيم الشيعي حسن نصر الله. ولا يخفى هنا دور الإعلام الشيعي من خلال تلفزيون المنار في السيطرة على العقول قبل القلوب، من خلال خطاب إعلامي قومي وطني موجه يتصدى للقضية الفلسطينية ومحاربة الصهيونية والاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي يذيب جبل الجليد المتمثل في الموقف السني من الشيعة ما دامت نقاط الالتقاء أكثر من أن تحصى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي يوليها حزب الله اهتماما أكثر من بعض الفصائل الفلسطينية.    هذا كله فضلا عن دعم إيران لبعض الأحزاب والفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها "حركة الجهاد الإسلامي"، مما نتج عنه تشيع عدد من قادة الجهاد    وبعيدا عن تأثر حركة الجهاد الإسلامي بإيران والشيعة وتشيع بعض قادتها مثل الشهيد د. فتحي الشقاقي رحمه الله، مؤسس الحركة وأول أمين عام لها، وقد كان أغلب المؤسسين لحركة الجهاد من المتعاطفين مع الثورة الخمينية، كعبد العزيز عودة. فما يهمنا هنا هو موقف وعلاقة حماس وتأثرها بإيران والشيعة، فقد كانت أولى انعكاسات ظاهرة التشيع على العلاقة بين الجهاد وحركة حماس، إذ كانت بعض أوساط حركة حماس تبدي قلقها من التشيع، وتشن حملة ضد المتشيعين، وتطور ذلك إلى اشتباك بين أنصار الحركتين في سجن "مجدو" الإسرائيلي في فبراير، وبسبب النزعة السلفية لدى قيادة حماس في الخارج، فإن التشيع أو الاقتراب من الفكر الشيعي ظل بمنأى عن الكثيرين.    لكن الأمر تطور لاحقا إلى محاولات تصدير التشيع إلى حركة حماس، التي تعتبر امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين. وبعد ما مرت به حماس من ظروف أوهنت علاقتها بالدول السنية المعتدلة كالسعودية ومصر والأردن، جعلها تعتمد أكثر على إيران وسوريا، وشكل هذا نقطة ضعف في موقف حماس التي تعلم بالنشاط الشيعي في أوساط المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا، وتعلم بما يلاقيه الفلسطينيون في منطقة البلديات ببغداد على يد قوات جيش المهدي وفيلق بدر الشيعيين، كما أن حماس لا يخفى عليها حقيقة مواقف حزب الله السياسية خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.    وبسبب الاعتماد على إيران وسوريا، ولأن هناك تقاربا وتغاضيا ما بين الإخوان المسلمين وإيران والشيعة عموما، حصل نوع من التساهل أيضا من قبل قيادات حماس تجاه النشاط الشيعي، بل لقد وصل إلى حد التأثر أحياناً، ناهيك عن مشاركة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، في طقوس عاشوراء التي يقيمها حزب الله في لبنان بشكل سنوي تقريبا.    وهنا لا نتهم حماس بالتشيع، لكننا ننتقد تقصيرها في مواجهة المد الشيعي القائم على أسس استغلال وتسخير القضية الفلسطينية، ونحن نخاطب حماس الآن بصفتها الحكومية لا التنظيمية، فهي التي تقود الحكومة ومن واجبها ضبط الأمور في هذا الجانب لا التغاضي عنها. العلاقة إذن بين الأطراف الثلاثة بدأت على أساس تلاقي المصالح، لكنها فقدت معناها عندما تحولت إلى مصلحة طرف واحد فقط. ورغم اختلاف هذه الجماعات المتطرفة مع حركة حماس والاخوان المسلمين يظل السؤال قائما عن علاقة حماس والإخوان بتلك الجماعات ؟
 ان الجماعات الجهادية في شبه جزيرة سيناء هي بضاعة مصدرة الينا من حركة حماس عبر الانفاق يتم تدريبهم في قطاع غزة تجلي نفوذهم بعد ثورة يناير من خلال اقتحامهم للسجون المصرية وتهريب الارهابيين التابعين لحماس منها وكان علي راس الهاربين من السجون علي يد حماس الرئيس المصري د. محمد مرسي.ان وجود حالة من الصمت من جانب حماس حول هذه الجماعات الجهادية قائلا “هي تقوم بتربيتهم كما تربي الثعابين” متسائلا كم مرة استوقفت الدوريات الامنية في العديد من السيارات المحملة بالصواريخ وعشرات الاسلحة ولا نعلم لمن تسلم هذه الاسلحة ولمن تذهب؟.: انه يجب النظر الي العملية الاخيرة في سيناء والتي راح ضحيتها 16 مجندا مصريا نظرة اكثر شمولا لأن العناصر الجهادية في سيناء لا تريد العبث بالامن الداخلي فقط بل تحاول اقامة مشروع غزة الكبري الذي تروج له حماس وتستعد له وتسانده اسرائيل والذي يهدف الي استقطاع جزء من شمال سيناء ليصبح تحت سيطرة حماس وينقل اليه اللاجئون الفلسطنيون مقابل ان تحصل مصر علي جزء من منطقة النقب. إن حماس متورطة حتي اذنيها في انتشار وتدريب هذه الجماعات في سيناء مبينا ان القضية رقم 409 لسنة 2006 المعروفة بتفجيرات دهب ثبت فيها ان رجال تنظيم التوحيد والجهاد دخلا غزة وقابلا ابو سليمان القاسم وماجد الدري عضوا حركة حماس وتم تجهيزهم بالمال والسلاح لتنفيذ التفجير. ان من بين هذه المجموعات عناصر ارهابية عديدة دخلت السجون المصرية والتي اقتحمت من قبل التنظيم في ثورة 25 يناير بخاصة سجن “القطا” و تم تهريب 161 عنصرا منهم كانت هذه العناصر قد التقت داخل السجن بعدد من المقبوض عليهم في جرائم الاتاوات والمخدرات من ابناء سيناء تشربوا فكر التوحيد والجهاد وعادوا جميعا بعد الثورة ليتدربوا في معسكر ممتاز دغمش من جديد وانضم اليهم العائدون من افغانستان حتي وصل عددهم الي 3000 عنصر إرهابي استخدموا الحدود مع غزة في تهريب السلاح تحت اشراف حماس. ان جميع التنظيمات السرية التي خرجت وانشقت علي جماعة الاخوان المسلمين وشكلت جماعات منفصلة متطرفة تدعو الي تكفير المجتمع والانقلاب عليه كان ابرزها المجموعة التي تشكلت علي يد الاخواني شكري مصطفي في السجون الحربية مؤسس جماعة التكفير والهجرة . ان هناك تنظيمات جهادية منتشرة في سيناء منذ عدة سنوات قبل الثورة وكان الامن يوجه لها ضربات مضادة وبالتالي كان يعجزها عن القيام بأي عمليات ولكن بعد ثورة يناير قلت الضربات الامنية نتيجة انشغال الشرطة بالامن الداخلي في عدد من المحافظات وهو ما سمح لتلك التنظيمات التكفيرية بالتحرك والعمل وتزودت بالسلاح. وحذر علام من خطورة التنظيمات الحالية الموجودة في سيناء مشيرا الي انها تحتاج الي إجراءات حاكمة بالتنسيق مع مشايخ القبائل لضمان تسليمهم والإرشاد عنهم. ** لقد تناست جماعة الإخوان قضاياهم وصوروا أنفسهم ضحايا الظلم والأنظمة والهزائم التى تعرض لها الوطن هى الإنتقام الإلهى .. تناسى الإخوان ما فعله الهضيبى مع الوفد وتحالفه مع الملك حتى أن الملك أنعم عليهم بمقاعد فى البرلمان .. ثم إنقلبوا على الملك وإنضموا للإنجليز ثم تلاعبوا مع عبد الناصر وجرت عدة محاولات لإغتياله ولجأ عبد الناصر لتهديدهم وأوقف نشاطهم فلجأوا للملك عبد العزيز السعودى للتوسط لرجال الثورة ، فأمر عبد الناصر بعودتهم على ألا يمارسوا العمل السياسى .. ولكنهم تأمروا ضده ولم يجد مناص إلا فتح جميع المعتقلات لهم فى عام 1954 ، وبعد تولى السادات الحكم أخرجهم من السجون بزعم مواجهة التيار الشيوعى "الناصرى" فكان جزاؤه هو إغتياله فى حادث المنصة الشهير .. أما مبارك فكان يستخدمهم كارت للتلويح به ضد أقباط مصر .. نفذوا جرائم عديدة وطعنوا فى ثوابت العقيدة وإغتالوا العديد من المفكرين والشيوخ أمثال فرج فودة والشيخ الذهبى وحاولوا إغتيال نجيب محفوظ بجانب إغتيالهم للعديد من الأقباط والتحريض على هدم الكنائس ووقف الرئيس متفرجا ومشاهدا فلم يقبض على إرهابى واحد فى أحداث الكشح (1) والكشح (2) وأحداث أبو المطامير وأحداث العياط وأحداث أبو فانا وأبو قرقاص والأسكندرية والمحلة والمنيا وأسيوط وبنى سويف .. مسلسل بغيض مارسه الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية فى الجامعات والمدارس والمستشفيات والإدارات الحكومية والشارع المصرى ولم يدن النظام أى عمل إجرامى ... وكانت النتيجة إنقلاب السحر على الساحر وهم الذين يحكمونه علما بأن أزهى عصور الإخوان والإرهاب هو عصر محمد حسنى مبارك ورغم ذلك لا تجد قبطى واحد يدينه .. لقد تعودنا على الحب والتسامح .. لقد حصلوا على 88 مقعد فى برلمان 2005 ، ثم تلاعب معهم النظام فى برلمان 2010 ورفض منحهم مقعد واحد فى البرلمان .. بل أن النظام أساء إلى الشعب المصرى بأكمله فلا أمل ولا مستقبل أمام الشباب وهو ما دعى الشباب للخروج للتظاهر فى 25 يناير .. وتهاوى النظام كالبسكويتة ليس بفضل أى جهد أو جماعة أو حزب معارض ولكن بفضل الجيش المصرى الذى ساند المطالب المشروعة للشعب المصرى .. ** إستغل الإخوان المسلمين الموقف ودفعوا بميليشياتهم المتدربة على أعمال العنف والكراتيه وواجهوا الشرطة ، يساندهم فى ذلك بعض العناصر الخارجية من تنظيم حماس وحزب الله .. يتصرفون كأنهم أصبحوا حكام مصر الفعليين وكأنهم "وريث شرعى" للنظام السابق ونتساءل لماذا يتعامل المجلس العسكرى مع الإخوان المسلمين بكل هذا التساهل ، ويستجيب لضغوطهم وأطماعهم بتلك السرعة ، بل أن عديدون تساءلوا هل هناك صفقة بين المجلس العسكرى والإخوان ، وكانت الإجابة من المجلس العسكرى بأنه ليس هناك صفقات بل تعهد المجلس العسكرى بعدم تسليم الإخوان الحكم .. ومع ذلك نتساءل هل المجلس العسكرى لم يقرأ حرفا واحدا من تاريخهم الحافل بالصفقات المريبة وأعمال الإغتيال السياسى والسعى المحموم للوصول إلى الحكم حتى لو على جثث وأشلاء الشعب بأكمله .. فى كل لحظة نقرأ تصريحات تناقض وتنسخ ما قبله يقولوا نحكم بالشريعة .. ثم يعودوا ويقولوا نسعى لحكم مدنى .. يقولوا ليس لولاية قبطى على مسلم وهو النموذج الذى قدمه الإخوان والسلفيين فى محافظة قنا ، ثم يعودوا ويصرخوا لا مانع من ولاية قبطى .. يقولوا أن المرأة مكانها المنزل ثم يعودوا ويقولوا لا نمانع فى تولى إمرأة رئاسة الحزب .. يقولوا نبشركم بـ "حكم إسلامى" تقام فيه الحدود بعد أن تصبح الأرض ومن عليها ملكا لهم ، ثم يعودوا وينفوا هذا الكلام .. الأسئلة كثيرة والإجابة تبدو بالنظر إلى تاريخ الإخوان سهلة وواضحة ، ولكن هناك من يتعمد الكذب والتضليل والتهليل ، لذا سوف نعيد فتح بعض الملفات .. يقولون لا نسعى للبرلمان وسنحصل على 30% من عدد الناخبين ثم يعودوا ليعلنوا أنهم لن يتنازلوا عن 50% من مقاعد البرلمان .. يعلنوا أنهم لن يترشح أحد من الإخوان لمنصب رئيس الدولة .. ثم يعودوا بتمثيلية ساذجة وهى إدعاء الإخوانى عبد المنعم أبو الفتوح بإنفصاله عن الإخوان ليقوم بترشيح نفسه ، ثم إعلان سليم العوا بعد ذلك بترشيح نفسه ، ثم تتوالى أسماء كوادر الإخوان حتى يعلن محمد البلتاجى أن البرلمان من حقنا والرئاسة من حقنا أيضا .. ** أما عن علاقة الإخوان بتنظيم حماس فسوف نفتح بعض هذه الملفات لعل العمى يبصرون والطرش يسمعون : فى منتصف يناير 2008 بدأت فى الأفق سيناريوهات ومخططات معلنة تتحدث فى فجاجة عن توطين الفلسطينيين فى سيناء أو توسيع غزة جغرافيا على حساب الأراضى المصرية – راجعوا مقالنا السابق سيناريو المؤامرة بين الإخوان المسلمين وإسرائيل لهدم مصر - . فى أحداث2008 برر خالد مشعل الجحافل الغزاوية على حدود رفح المصرية إلى المبررات الإنسانية رغم أن الإقتحام تم بتحريض حماس وأدى إلى إنتهاك حدودنا وأراضينا ، وذلك فى تحدى سافر للسيادة المصرية وتبعا لذلك تم ضبط عناصر عديدة مدججة بالأسلحة وأحيانا أحزمة ناسفة .. تطرف يتستر بعباءة الدين ، تتمثل فى خطاب حماس بجانب موقف الإخوان المسلمين الذين ساندوا هذا السيناريو الممتهن لحدودنا تدخل أمريكا والدول الأوربية فى شئوننا تحت ذرائع مساعدات إنسانية تساندها جمعيات حقوقية وجدتها مناسبة للطم على الخدود والضغط والإبتزاز على القرار المصرى وإلغاء السيادة المصرية على المعابرالهجوم والتشكيك فى الدور المصرى التاريخى والمستمر فى مساندة شعب فلسطين ، حين همت فى أن تأخذ الإجراءات الواجبة لحماية السيادة على الأراضى المصرية** أما العلاقة بين الإخوان وحماس والأهداف الإسرائيلية ضد سيناء خصوصا الحدود المصرية .. بدأ الأمر بقيام حركة حماس بمزيد من عمليات القصف الإسرائيلى مستخدمة صواريخ القسام التى لا تسبب دمارا فى إسرائيل بقدر ما تسبب قلقا وتوترا بين السكان .. ومن ثم قامت إسرائيل بعملية عسكرية على القطاع – نفس السيناريو الذى مارسته حماس الأسبوع الماضى عقب غلق مصر معبر رفح 4 ساعات - ، هذا وقد أدى نقص الوقود إلى إنقطاع جزئى للكهرباء فى غزة وقد إستغلت حماس هذا الموقف للتسويق الإعلامى أن أهالى غزة يعيشون فى الظلام ، فى الوقت الذى أمدت مصر القطاع بـ 17 ميجاوات تصله منذ سنوات .. قامت حركة حماس بمنع وحجب كميات من الوقود كان يمكن أن تساهم فى إنارة بعض من مناطق القطاع وظلت كميات البنزين محجوزة فى معبر "نحال عوز" بسبب إضراب نظمه أصحاب محطات الطاقة إعتراضا على تقليص الكميات التى توفرها إسرائيل .. وقد تم الإضراب بإيعاز من حركة حماس التى ترغب فى تمرير الصورة المخادعة بشأن الحصار وتأثيراته على سياق أخر أغلقت حماس من جهتها الحدود لمنع عبور الحجاج .. فى الوقت الذى كانت جماعة الإخوان تصعد فى مصر من الحملة العاطفية التى تقصد تأجيج المشاعر .. فعقد الإخوان الإجتماعات وأدلى محمد حبيب بتصريحات متهم الأنظمة العربية بالتخاذل عن إنقاذ غزة .. وصرح محمد مرسى عضو مكتب الإرشاد بدعوة الشعب المصرى إلى التبرع وتقديم الغوث الإنسانى ومطالبا السلطات المصرية بفتح معبر رفح ! ، كما صرح مهدى عاكف بأن مهمة إنقاذ غزة "حياة أو موت" .. فى الوقت نفسه توجه عدد من نواب الإخوان وأخذوا معهم عددا من النواب المستقلين إلى مقر جامعة الدول العربية فى مسيرة من مجلس الشعب إلى حيث الأمين العام عمرو موسى ليطالبوه بإتخاذ الإجراءات وفتح المعابر "أبرزهم مصطفى بكرى ورجب حميدة وإبراهيم بدراوى" .. يتم هذا السيناريو مع إنطلاق ميليشيات الإخوان "طلاب جامعة الأزهر وكلية العلوم" لتنظيم مظاهرات لنفس السبب وطالبوا بفك الحصار وركزوا جميعهم على معبر رفح المصرى !! ** كما دعى خالد مشعل إلى مواصلة الغضب العربى ودعوة الحكام العرب للضغط على مصر بفك الحصار وأقيم مؤتمر فى دمياط تحت شعار "أغيثوا غزة" الذى نظمه جماعة الإخوان المسلمين ، كما وجه الإخوان تلفيق الإتهام إلى قوات الأمن بإحتجاز المساعدات الإنسانية التى تتجه إلى غزة .. هكذا تصاعدت تلك الحملة فى أيام 20 ، 21 ، 22 يناير 2008 وحدث التهييج المطلوب ، ومن ثم كان الإقتحام البشرى من غزة على الحدود المصرية ليلة 23 ، 24 يناير وحين حاول بعض الجنود المصريين أن يفرضوا نوعا من التنظيم ، كان أن تم قذفهم بالطوب ليلة 25 ، 26 يناير .. هذه بعض وقليل من الوقائع التى لا تخفى على أحد ولن تمحوها حرق بعض الملفات بأمن الدولة .. لم يكن الهدف من كل هذا التحريض إلا الدفع بمشكلة القطاع إلى مصر وتوطين بعض الفلسطينيين فى سيناء .. ثم إحتلالها شبر شبر بعد عمليات التهجير الجماعى تحقيقا لخطة إسرائيل "جنة 2010" وتوسعه غزة على حساب أرضنا .. فهل ما قام به الإخوان من ممارسات .. ألا يعتبر تحريضا غير مسبوق وإتهام حرس الحدود المصرية بقيامهم بعمل إجرامى حين منعوا مسيرة نسائية .. لقد تسبب هذا الإنفلات على المعابر ضغطا على الميزانية المصرية .. وأدى إلى تهريب السلع الغذائية ومواد البناء والوقود بسعر مصرى مدعم ، فهل يقبل شعب مصر إرتفاعا فى الأسعار لصالح مليونيرات غزة الذين يملكون أن ينفقوا حسب الأرقام الفلسطينية نحو 85 دولارا فى اليوم .. فى الوقت الذى تنفق فيه أسرة مصرية كاملة من خمسة أفراد ما يقارب من 15 "خمسة عشر جنيها" .. بما يقارب "دولاريين ونصف الدولار" وتكاد تجد اللقمة بالعافية !! .. ** فى عام 1951 تجرأت الحكومة المصرية وأصابها لوثة من الجنون ، وقبلت فكرة أن يتم توطين نحو 50 ألفا من غزة فى العريش غير أن غضبا شعبيا عارما ومتيقظا قد أدى إلى تعطيل هذا المشروع الكارثى وفيما بعد ظلت تلك الفكرة تراود الكثيرين بطريقة أو أخرى وبما في ذلك تبادل الأراضى بمعنى أن تؤخذ غزة من شمال سيناء مقابل حصولنا على أرض فى النقب .. ورغم مرور أكثر من نصف قرن من الزمن إلا أن هذه الخدع والأساليب الملتوية مازالت مستمرة وتمارس على شعب مصر .. فهل تحتاج مصر لصدمة كهربائية حتى تفيق من غفوتها وحالة التوهان التى أصابتنا منذ سنين عديدة وهل ننتظر تدفق 2 مليون فلسطينى داخل سيناء حتى نفيق وندرك أهمية هذا الإقليم .. وأن نعيد مشروعات التنمية ومشروعات التوطين للشباب .. هذه المشاريع التى ظلت حبر على ورق حتى الأن .. هل نفيق وننتبه إلى المؤامرات والمخططات الأمريكية الإسرائيلية التى يديرها أوباما ضد مصر وشعبها .. ** لم يكن ما فعله قادة حماس فى غضون الأيام الماضية من غلق الحدود على الغزاوية ومنعهم من العبور من معبر رفح إلى نفس السياسة ونفس السيناريو الوقح للضغط على مصر وإتباع سياسة "لوى الذراع" حتى تسير الأمور على هواهم ومن وجهة نظرهم فقط متوهمين أن مصر فى حالة توهان بين الفوضى والإخوان .. فرغم التسامح المصرى إلا أنهم مازالوا يمارسون لعبة الثعالب الماكرة بدفع سكان غزة لإقتحام المعابر ... فهل ينتبه المجلس العسكرى للمؤامرات التى يحيكها بعض الإعلاميين على القنوات الفضائية وما يقدموه من برامج للتحريض ضد مصر وما يكتبه بعض الكتاب فى صحفهم التى تحولت إلى قراطيس لب وتبرير البلطجية والفوضى لتنهار مصر لصالح الأخرين .. هذه رسالة تحذير أرجو قراءتها والإهتمام بكل محتواها .. حماك الله يامصر .. مع أن حماس نفت تلقي طلب مصري بأن التخلي عن المقاومة، إلا أن السياق العام الذي تسير فيه جماعة الإخوان المسلمين لا يستبعد وجود أساس لهذا الطلب. وقد تكون الطريقة التي جرى عرضه بها في الصحافة غير دقيقة أو بعيدة نسبيا عما نشرته "يديعوت أحرونوت" لكن الفحوى موجودة، استنادا إلى مجموعة من العوامل. أهم هذه العوامل، أن منهج الإخوان السياسي القائم على تجنب الصدام أوصلهم إلى الحكم، وحظيت الجماعة بمباركة أميركية غير مسبوقة. وفي ظل تضاؤل النتائج التي حققها منهج المقاومة، بسبب عدم توازن القوى مع اسرائيل في هذه المرحلة، قد تضطر حماس إلى اختيار الطريق السياسي وتفضيله على العسكري، وأن تسعى للاستفادة من التراجع والخمول الظاهر في أداء عدوتها اللدودة حركة فتح. وهو الأمر الذي يفتح أفقا جيدا لتكون حماس هي الممثل الأول بامتياز للشعب الفلسطيني. وهذا يصعب حدوثه بدون تبني خيار سياسي محدد بدلا من المسلح، الذي يحتاج لسنوات طويلة وشاقة لإحداث تغيير عميق في التوازنات الراهنة، حتى تتمكن حماس من تحقيق انتصارات مادية حاسمة. من جهة ثانية، تهدف جماعة الإخوان من وراء تثبيت التهدئة لأطول فترة ممكنة وتغيير آليات المواجهة مع اسرائيل، إلى ضرب مجموعة من العصافير بحجر واحد. الأول، تجنيب الجماعة حرج توريط مصر، في عهدها، لصراع هي غير مستعدة له، وايجاد مبرر لعدم التصدي للدفاع عسكريا عن القضية الفلسطينية، التي تراجعت أهميتها في جميع الأجندات العربية والدولية، في حين تحتفظ أدبيات الإخوان الأساسية بأولوية نظرية لها. والثاني، الاتساق مع الالتزامات المصرية الخفية والمعلنة، للاسرائيليين والأميركان، حول التمسك بطريق السلام كخيار استراتيجي وتعميمه. وقد أكدت تصريحات متباينة على أهمية هذه النقطة لدى تل أبيب وواشنطن، وأشادت بحكمة الإخوان في هذه المسألة. بالتالي يمثل تدجين حماس وتعديل قناعاتها عملية مكملة لما تم الاتفاق عليه صراحة أو ضمنا بين هذه الأطراف. والعصفور الثالث، يتعلق بإغلاق ملف الأنفاق بأقل خسائر، حيث شدد عصام الحداد مستشار الرئيس المصري للشئون الخارجية على عدم التسامح بتدفق الأسلحة المهربة من غزة إلى مصر. كما أن التهريب العكسي يمثل إحراجا مضاعفا للقاهرة مع واشنطن وتل أبيب. ومن ثم يخفف تبني حماس للمنهج السياسي من وطأة التداعيات الأمنية التي يمكن أن تفضي إليها الأنفاق الأرضية. الواقع أن تغيير المنهج يمكن أن يقلل أجزاء من الانعكاسات السلبية لهذه المشكلة، التي كادت خلال الأيام الماضية أن تؤدي إلى أزمة جديدة بين مؤسستي الجيش والرئاسة في مصر. فالأولى تصر على تمشيط المنطقة الحدودية واغلاق أنفاق غزة لدواعي الحفاظ على الأمن في سيناء، وبالفعل أغرقتها بالمياه وقامت بهدم عدد كبير منها. والثانية، ترى أن هذه العملية تحرج إخوان مصر مع شقيقتهم الصغرى حماس، التي دخلت خلال الفترة الماضية على الخط الأمني في مصر من نواحٍ متعددة وتحولت إلى عبء سياسي على عاتق الجماعة، عقب تردد أنباء على نطاق واسع ذهبت إلى حد أن عناصر من الحركة تقوم بأدوار أمنية لصالح الإخوان، وساهمت في فتح بعض السجون المصرية بعد اندلاع ثورة يناير- كانون الثاني 2011 وتهريب قيادات وكوادر اسلامية منها. ناهيك عن التكهنات الرائجة حول رغبة جهات دولية واقليمية في تسوية قضية فلسطين على حساب مصر، عبر فتح باب التوطين لهم في سيناء. وكلها اشارات تكشف لأي مدى دخلت حماس في زمرة الحسابات المعقدة. الشواهد على الأرض الفلسطينية، تقلل من أهمية تطبيق الدعوة الإخوانية بأولوية الأدوات السياسية حاليا. فحماس الطامحة إلى تمديد وترسيخ نفوذها في الضفة الغربية تجد معارضة شديدة من كثير من فصائل المقاومة. كما أن فتح التي تتبنى المنهج السياسي أصلا منذ زمن لم تحصل من الإسرائيليين على ما يشفي جزءا يسيرا من تطلعات الفلسطينيين. علاوة على أن الضربات التي تلقتها فتح في الآونة الأخيرة جعلتها تفتح لها قنوات جديدة مع دولة مثل السعودية، بعد تبدل الأدوار وانتقال الرعاية المصرية منها إلى حماس، ما يشي بأنها لن تتحول إلى رقم هامشي بسهولة في المعادلة الفلسطينية. أضف إلى ذلك أن انتقال حماس من المربع العسكري إلى السياسي، ربما يفضي إلى اهتزازات داخلية، لأن هذه العملية تحتاج إلى ادخال تعديلات على الاستراتيجية التي تتبناها الحركة منذ فترة وتكتيكاتها التفصيلية. وإذا كان البعض يجد وجاهة في الانتقال للمنهج السياسي، بسبب الفقدان التدريجي لأدوار الحلفاء التقليديين لحماس مثل سوريا وايران، فإن تكاليف هذه المسألة يمكن أن تكون باهظة، لأن الأوضاع في كل من دمشق وطهران مفتوحة على كل الاحتمالات، بما فيها استمرار القدرة على التلاعب بالورقة الفلسطينية. في كل الأحوال، نحن ازاء بيئة اقليمية قابلة للتبديل في الأدوار والتوفيق في السياسات، وسوف يتحدد المكان الذي سيقف فيه كل طرف على نجاحه في قراءة المعطيات من حوله بواقعية. بمعنى أن سير حماس على طريق إخوان مصر سوف يكون محكوما
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
 عضو  والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية 

مشاركة مميزة