kolonagaza7
إضاءة:
الأوهام المعارضة:
من يسميهم إعلام الناتو وفضائياته التابعة وملحقاته (معارضة سورية) من
مسلحين وعصابات متسللة إلى الأرض السورية، أو من القاصرين المغرر بهم من
أبنائها،، أو من الرداحين النواحين الكذابين القابضي الأجر الذين يقيمون
في فنادق عواصم الغرب، ليسوا في حقيقتهم سوى أعداء لشعب سوريا، وما
يقولون به ويصرحون، أو ما يقررونه، إنما هو محض تهيؤات وأوهام، خارجة عن
الزمان والمكان، تضرب في الفراغ، ولا تعني الشعب السوري في شيء..؟
*بدء الثورة.. لتحرير المستضعفين والمعذبين في الأرض من ظالميهم..
سليم نقولا محسن
http://almufaker.blogspot.com/
http://zamane2.blogspot.com/
غير خاف على المتتبع للتحولات السياسية الإقليمية والدولية في الزمن
الحديث، أن خرائط الجغرافيا قد رسمت، وأن شعوبا قد انتزعت من مواطنها دون
الالتفات إلى رغباتها، أو الأخذ بعين الاعتبار لعواطفها ومعتقداتها، إلا
أنها قد استقرت في مواطنها الجديدة، ونسيت بعض الشيء مآسيها وما حل بها،
لكن الحرتقات السياسية التي برعت بها الدول الكبرى اتجاه الشعوب المغلوبة
على أمرها، وأدت إلى كوارث، لم تحصل مقابلها تلك الدول العدوانية وشعوبها
بفعلها هذا ما كان مرجوا منها، فليس من أحد وإن عظم بقادر على مواجهة سير
التاريخ إذا أعلن تقدمه، ولا مواجهة الشعوب إذا ما أرادت الارتقاء
والتحرر ورمي ثوب العبودية ..
فالأحداث السورية رغم مأساويتها، قد سلطت الضوء على مأساة شعب دولة
إسرائيل، وإن كانت قد تشكلت تلك الدولة بفعل نكبة شعب فلسطين عام 1948،
فلم تحل الأحداث السورية دون توضيح مسألة كوميدية عن دور إسرائيل الدولة
في الأحداث من أجل بقاء دولة إسرائيل، فإسرائيل دولة وظيفية أقيمت من أجل
الحفاظ على المصالح الإقليمية للدول التي أقامتها في المنطقة وعملت على
ديمومة بقائها، وهي بشكل ما قاعدة عسكرية متقدمة لهم في المنطقة، عملت
وتعمل على تنفيذ ما يطلب منها، وقد أدت دورها كاملا طيلة سنوات منذ
قيامها في تهديد دول العرب وشعوبهم واستنفاذ مدخراتهم، وإبقائهم رغم
الجهود الصادقة منهم للارتقاء في دائرة التخلف والفقر..
لكن التحولات العالمية التي بدأت منذ الحرب الأولى 1914/ وانضوائها..
تبعتها تغيرات محلية وإقليمية ودولية تراكمت إلى تحولات نوعية.. تختلف
كليا عما سبق، فلم تعد الدول الغربية وأمريكا دول الرأسمال والتقدم
الوحيدة في العالم، ولم يعد بحر النفط العربي المملوك أمريكيا، المتصرف
الوحيد في طاقة العالم.. بل إلى جانبه نشأت بحور، ومنابع الطاقة وتنوعها
لم تعد تحصى، لذا تبدو دولة إسرائيل منذ أن فكر فيها القائد الفرنسي
نابليون، إلى المسار الذي قامت فيها ودورها الوظيفي في المنطقة فذلكة
سياسية لا معني لها، وغباء سقيم لم يزل على عناده .. فدولة إسرائيل التي
تقاطر شعبها من الأحياء اليهودية في العالم ومنها العربية، ليسكن على
أرضها في فلسطين، كان شعبا مشاركا في الحياة الإنتاجية الاقتصادية ،
وشعبا حيويا موفور النشاط ذي مسحة عبقرية، أكسبته احترام العالم، غير أن
دولة إسرائيل حولته إلى شعب إسبارطي خامل متحجر، لا ميزة له ولا قدرة
سوى اكتساب عداوة العالم وحقده..؟
إذن فإسرائيل المقامة على أرض فلسطين ليست دولة، لأنها لا تمتلك مقومات
دولة والشعب أساسها، ولم تعد قاعدة عسكرية ذات أهمية استراتيجية، ولا
دولة وظيفية، بعد التحولات الدولية، فإسرائيل دولة مفلسة، وعلى شعبها
إعلان إفلاسها، لقد فشل مشروع بقائها الديني الجديد الأخير، عقب الفشل
العالمي في تخريب سوريا، وفي تقسيمها إلى دول دينية ومذهبية وإثنية
متحاربة متقاتلة فيما بينها، الذي تشاركت فيه إسرائيل الدولة مع
الإسلاميين التكفيريين، لقد حاولت مؤخرا أن تتقدم إلى واجهة الأحداث
السورية لتثبت جدارتها كقائدة للحدث في المنطقة، بعد أن كانت في الظل
مواربة، لكن قادة العالم والدول العظام أصبحوا مدعاة سخرية واستهزاء
واحتقار من قبل شعب العرب والمستضعفين من خلال مشاهدتهم لزيارات هؤلاء
الاستعراضية لدولتها ولحلفائها، بعد أن كانوا مصدر رعب مهيب.. كل ما
تمتلكه دولة إسرائيل الآن قادة عملاء لدول الرأسمال المتهالكة، يسيرون
شعبا أسير أساطيره في المجهول، ويقودونه إلى المهام القذرة ، يستعدون
العالم عليه ويرمونه إلى المحرقة..؟
لم يتوقف صوت الصراع ودويه في سوريا، ولم يزل محتدما في شكله بين قوى
مختلفة للحسم العسكري، حيث تستخدم فيه كل أنواع الأسلحة المشروعة وغير
المشروعة، رغم البيانات الوفيرة المتلاحقة الصادرة من جهات رسمية متعددة
عن الحوار ومؤتمرات السلام، وقد كشفت معركة القصير الأخيرة وسط البلاد عن
الخطط الاستخبارية السوداء، التي أعدت والمرامي المبيتة، التي أكدتها
مصادر استخبارية دولية أخرى، عن الهدف المزمع من مسار المعارك الحربية
شمالا وجنوبا، للقضاء على الدولة السورية، وصولا إلى العمق اللبناني
لمحاصرة القوى القومية العروبية والقضاء نهائيا على حزب الله، لصالح حليف
الغرب الاستراتيجي ومرتكز عدوانها وتواجدها في المنطقة دولة إسرائيل.؟
وكان هذا يتوافق مع ما استشرف بداية عن أبعاد العدوان على سورية، فمن
الواضح أنه منذ بدء العدوان الذي اتخذ في المسميات شكل ثورة، وصراع مغشوش
في الداخل بين مكونات، لم يكن المستهدف فيها النظام السوري كما أعلن
بالمعنى المؤسساتي له، وإنما وجود الدولة السورية، كوطن تتمازج فيه الأرض
مع الشعب كحواضن الدولة ومرتكزات التوجه السياسي الذي ينبثق عنها، كباب
للدخول إلى التحول العالمي الإقليمي والدولي لامتلاكه، وكان من شأن
التركيب الديموغرافي المتداخل لشعب سوريا مع الجوار وتأثيراته، بالإضافة
إلى مكانتها العالمية الحضارية، وموقعها الجيوسياسي المؤثر على كل الصعد،
والهدف الخبيث المستقبلي المبيت للجوار الإقليمي السوري من عوامل فوضى
الإشتباك الحاصل فيها، أن يجعل من الصعب على قوى الهيمنة العالمية
التقليدية، وهي تواجه قوى دولية موازية، وأهداف موازية خارجها، احتلال
سوريا بالطرق التقليدية المعمول بها بالانقضاض العسكريتاري، لتنفيذ
مآربهم الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية،
لذا عمدوا إلى جعل المنطقة ساحة عالمية يتصارع فيها الخير والشر، فلجأوا
إلى فتح الحدود السورية أمام عناصر القوى الرجعية والتخلف في العالم،
وسلسلة قوى الردة المركبة المصنعة لإقامة الفوضى فيها وتقويضها داخليا
وجعلها دولة فاشلة، بعيدا عن التدخل التقليدي في صيغه المباشرة، كما
استجلبوا المرتزقة من جهات الأرض الأربعة، وأشركوا الدول الواقعة تحت
سلسلة سيطرتهم البعيدة والمجاورة لجغرافية الدولة السورية في الأعمال
الحربية في الداخل السوري، لتقطيع أوصال الدولة وتهجير أهاليها وإعدام
الحياة فيها، فلقد بدلوا مفاهيم حرب الحدود، فنقلوا العدو الحدودي إلى
الداخل وأعطوه صفة ثورة،
وكان في استراتيجيتهم منذ بدء الأحداث اقتطاع المنطقة الوسطى حمص
وأريافها، الموصولة في لبنان وتركيا والعراق والأردن، للتوسع انطلاقا
منها في الجغرافيا السورية واللبنانية، وإحداث التغيير بين الكتل
السكانية المستقرة، في الشمال اللبناني وتعزيله من القوى المحلية
الوطنية، مقدمة لمحاصرة حزب الله والقوى الوطنية العروبية انطلاقا من
الشمال والوسط انتهاء بالقضاء على المقاومة اللبنانية، عقب محاصرة دمشق
واقتحامها لنزع الشرعية عن حكومتها، الأمر الذي فشلت المحاولة المتكررة
لتحقيقه..
بمعنى آخر فلقد أصبحت الأرض السورية مستوعبا عالميا، لكل قوى الردة مخالب
الدول الكبرى، لتتشارك في تدميرها، بينما كانت قوى الإجرام العالمي
السيدة، تقف من بعيد تحرك وتمد الغطاء الآمن لها وتدعم وتنأى بنفسها عنها
صوريا، دون التورط المباشر في أحداثها الذي يمكن أن يسجل عليها ويدينها،
ويستتبع الفعل المعاكس المباشر، مما يمكن أن يورطها بسلسلة مواجهات وحروب
محلية وإقليمية تصل إلى العالمية، إذن فبما أن قوى الإجرام الدولية، وليس
لها مسمى آخر، قد استباحت عملانيا الحدود السورية، وأسقطتها دون أن
تمنعها المحظورات القانونية الدولية، وجعلت من الأرض السورية ملعبا دوليا
لها ولفرقائها، ولكل من يرغب، تحت شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق
الإنسان ودعاويها ومظلات الإنسانية الأخرى، ومنصة إجرامية خطيرة للإنقضاض
على التشكيل السكاني التاريخي لسوريا ولبنان، الحاضن الحقيقي والطبيعي
لكل قوى الثورة في المنطقة لإسكاتها إلى الأبد.
فبالأحرى أن يكون أيضا لقوى المقاومة والثورة ذات الحق بما أنها
المستهدفة، ولها مشروعية الدفاع عن تواجدها وشعبها، في مقاتلة العدو،
الذي بدل من أمكنة تواجده الجغرافي ومسمياته ومظاهره، في ذات الملعب
الدولي، ليس هذا فقط وإلى أن تشارك مع القوى المستضعفة والمنهوبة
والمغتصبة في العالم في المعارك الدائرة الآن في سوريا دفاعا عن نفسها،
بدءا من القصير، ولبدء الثورة التحريرية العالمية، التي أعلنت مشروعيتها
الدفاعية والهجومية ومبرراتها قوى النهب الامبريالية ذاتها، وإلى أن
تلاحق هذه القوى الهمجية الاستعلائية أينما حلت، وأينما كانت..؟
الأوهام المعارضة:
من يسميهم إعلام الناتو وفضائياته التابعة وملحقاته (معارضة سورية) من
مسلحين وعصابات متسللة إلى الأرض السورية، أو من القاصرين المغرر بهم من
أبنائها،، أو من الرداحين النواحين الكذابين القابضي الأجر الذين يقيمون
في فنادق عواصم الغرب، ليسوا في حقيقتهم سوى أعداء لشعب سوريا، وما
يقولون به ويصرحون، أو ما يقررونه، إنما هو محض تهيؤات وأوهام، خارجة عن
الزمان والمكان، تضرب في الفراغ، ولا تعني الشعب السوري في شيء..؟
*بدء الثورة.. لتحرير المستضعفين والمعذبين في الأرض من ظالميهم..
سليم نقولا محسن
http://almufaker.blogspot.com/
http://zamane2.blogspot.com/
غير خاف على المتتبع للتحولات السياسية الإقليمية والدولية في الزمن
الحديث، أن خرائط الجغرافيا قد رسمت، وأن شعوبا قد انتزعت من مواطنها دون
الالتفات إلى رغباتها، أو الأخذ بعين الاعتبار لعواطفها ومعتقداتها، إلا
أنها قد استقرت في مواطنها الجديدة، ونسيت بعض الشيء مآسيها وما حل بها،
لكن الحرتقات السياسية التي برعت بها الدول الكبرى اتجاه الشعوب المغلوبة
على أمرها، وأدت إلى كوارث، لم تحصل مقابلها تلك الدول العدوانية وشعوبها
بفعلها هذا ما كان مرجوا منها، فليس من أحد وإن عظم بقادر على مواجهة سير
التاريخ إذا أعلن تقدمه، ولا مواجهة الشعوب إذا ما أرادت الارتقاء
والتحرر ورمي ثوب العبودية ..
فالأحداث السورية رغم مأساويتها، قد سلطت الضوء على مأساة شعب دولة
إسرائيل، وإن كانت قد تشكلت تلك الدولة بفعل نكبة شعب فلسطين عام 1948،
فلم تحل الأحداث السورية دون توضيح مسألة كوميدية عن دور إسرائيل الدولة
في الأحداث من أجل بقاء دولة إسرائيل، فإسرائيل دولة وظيفية أقيمت من أجل
الحفاظ على المصالح الإقليمية للدول التي أقامتها في المنطقة وعملت على
ديمومة بقائها، وهي بشكل ما قاعدة عسكرية متقدمة لهم في المنطقة، عملت
وتعمل على تنفيذ ما يطلب منها، وقد أدت دورها كاملا طيلة سنوات منذ
قيامها في تهديد دول العرب وشعوبهم واستنفاذ مدخراتهم، وإبقائهم رغم
الجهود الصادقة منهم للارتقاء في دائرة التخلف والفقر..
لكن التحولات العالمية التي بدأت منذ الحرب الأولى 1914/ وانضوائها..
تبعتها تغيرات محلية وإقليمية ودولية تراكمت إلى تحولات نوعية.. تختلف
كليا عما سبق، فلم تعد الدول الغربية وأمريكا دول الرأسمال والتقدم
الوحيدة في العالم، ولم يعد بحر النفط العربي المملوك أمريكيا، المتصرف
الوحيد في طاقة العالم.. بل إلى جانبه نشأت بحور، ومنابع الطاقة وتنوعها
لم تعد تحصى، لذا تبدو دولة إسرائيل منذ أن فكر فيها القائد الفرنسي
نابليون، إلى المسار الذي قامت فيها ودورها الوظيفي في المنطقة فذلكة
سياسية لا معني لها، وغباء سقيم لم يزل على عناده .. فدولة إسرائيل التي
تقاطر شعبها من الأحياء اليهودية في العالم ومنها العربية، ليسكن على
أرضها في فلسطين، كان شعبا مشاركا في الحياة الإنتاجية الاقتصادية ،
وشعبا حيويا موفور النشاط ذي مسحة عبقرية، أكسبته احترام العالم، غير أن
دولة إسرائيل حولته إلى شعب إسبارطي خامل متحجر، لا ميزة له ولا قدرة
سوى اكتساب عداوة العالم وحقده..؟
إذن فإسرائيل المقامة على أرض فلسطين ليست دولة، لأنها لا تمتلك مقومات
دولة والشعب أساسها، ولم تعد قاعدة عسكرية ذات أهمية استراتيجية، ولا
دولة وظيفية، بعد التحولات الدولية، فإسرائيل دولة مفلسة، وعلى شعبها
إعلان إفلاسها، لقد فشل مشروع بقائها الديني الجديد الأخير، عقب الفشل
العالمي في تخريب سوريا، وفي تقسيمها إلى دول دينية ومذهبية وإثنية
متحاربة متقاتلة فيما بينها، الذي تشاركت فيه إسرائيل الدولة مع
الإسلاميين التكفيريين، لقد حاولت مؤخرا أن تتقدم إلى واجهة الأحداث
السورية لتثبت جدارتها كقائدة للحدث في المنطقة، بعد أن كانت في الظل
مواربة، لكن قادة العالم والدول العظام أصبحوا مدعاة سخرية واستهزاء
واحتقار من قبل شعب العرب والمستضعفين من خلال مشاهدتهم لزيارات هؤلاء
الاستعراضية لدولتها ولحلفائها، بعد أن كانوا مصدر رعب مهيب.. كل ما
تمتلكه دولة إسرائيل الآن قادة عملاء لدول الرأسمال المتهالكة، يسيرون
شعبا أسير أساطيره في المجهول، ويقودونه إلى المهام القذرة ، يستعدون
العالم عليه ويرمونه إلى المحرقة..؟
لم يتوقف صوت الصراع ودويه في سوريا، ولم يزل محتدما في شكله بين قوى
مختلفة للحسم العسكري، حيث تستخدم فيه كل أنواع الأسلحة المشروعة وغير
المشروعة، رغم البيانات الوفيرة المتلاحقة الصادرة من جهات رسمية متعددة
عن الحوار ومؤتمرات السلام، وقد كشفت معركة القصير الأخيرة وسط البلاد عن
الخطط الاستخبارية السوداء، التي أعدت والمرامي المبيتة، التي أكدتها
مصادر استخبارية دولية أخرى، عن الهدف المزمع من مسار المعارك الحربية
شمالا وجنوبا، للقضاء على الدولة السورية، وصولا إلى العمق اللبناني
لمحاصرة القوى القومية العروبية والقضاء نهائيا على حزب الله، لصالح حليف
الغرب الاستراتيجي ومرتكز عدوانها وتواجدها في المنطقة دولة إسرائيل.؟
وكان هذا يتوافق مع ما استشرف بداية عن أبعاد العدوان على سورية، فمن
الواضح أنه منذ بدء العدوان الذي اتخذ في المسميات شكل ثورة، وصراع مغشوش
في الداخل بين مكونات، لم يكن المستهدف فيها النظام السوري كما أعلن
بالمعنى المؤسساتي له، وإنما وجود الدولة السورية، كوطن تتمازج فيه الأرض
مع الشعب كحواضن الدولة ومرتكزات التوجه السياسي الذي ينبثق عنها، كباب
للدخول إلى التحول العالمي الإقليمي والدولي لامتلاكه، وكان من شأن
التركيب الديموغرافي المتداخل لشعب سوريا مع الجوار وتأثيراته، بالإضافة
إلى مكانتها العالمية الحضارية، وموقعها الجيوسياسي المؤثر على كل الصعد،
والهدف الخبيث المستقبلي المبيت للجوار الإقليمي السوري من عوامل فوضى
الإشتباك الحاصل فيها، أن يجعل من الصعب على قوى الهيمنة العالمية
التقليدية، وهي تواجه قوى دولية موازية، وأهداف موازية خارجها، احتلال
سوريا بالطرق التقليدية المعمول بها بالانقضاض العسكريتاري، لتنفيذ
مآربهم الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية،
لذا عمدوا إلى جعل المنطقة ساحة عالمية يتصارع فيها الخير والشر، فلجأوا
إلى فتح الحدود السورية أمام عناصر القوى الرجعية والتخلف في العالم،
وسلسلة قوى الردة المركبة المصنعة لإقامة الفوضى فيها وتقويضها داخليا
وجعلها دولة فاشلة، بعيدا عن التدخل التقليدي في صيغه المباشرة، كما
استجلبوا المرتزقة من جهات الأرض الأربعة، وأشركوا الدول الواقعة تحت
سلسلة سيطرتهم البعيدة والمجاورة لجغرافية الدولة السورية في الأعمال
الحربية في الداخل السوري، لتقطيع أوصال الدولة وتهجير أهاليها وإعدام
الحياة فيها، فلقد بدلوا مفاهيم حرب الحدود، فنقلوا العدو الحدودي إلى
الداخل وأعطوه صفة ثورة،
وكان في استراتيجيتهم منذ بدء الأحداث اقتطاع المنطقة الوسطى حمص
وأريافها، الموصولة في لبنان وتركيا والعراق والأردن، للتوسع انطلاقا
منها في الجغرافيا السورية واللبنانية، وإحداث التغيير بين الكتل
السكانية المستقرة، في الشمال اللبناني وتعزيله من القوى المحلية
الوطنية، مقدمة لمحاصرة حزب الله والقوى الوطنية العروبية انطلاقا من
الشمال والوسط انتهاء بالقضاء على المقاومة اللبنانية، عقب محاصرة دمشق
واقتحامها لنزع الشرعية عن حكومتها، الأمر الذي فشلت المحاولة المتكررة
لتحقيقه..
بمعنى آخر فلقد أصبحت الأرض السورية مستوعبا عالميا، لكل قوى الردة مخالب
الدول الكبرى، لتتشارك في تدميرها، بينما كانت قوى الإجرام العالمي
السيدة، تقف من بعيد تحرك وتمد الغطاء الآمن لها وتدعم وتنأى بنفسها عنها
صوريا، دون التورط المباشر في أحداثها الذي يمكن أن يسجل عليها ويدينها،
ويستتبع الفعل المعاكس المباشر، مما يمكن أن يورطها بسلسلة مواجهات وحروب
محلية وإقليمية تصل إلى العالمية، إذن فبما أن قوى الإجرام الدولية، وليس
لها مسمى آخر، قد استباحت عملانيا الحدود السورية، وأسقطتها دون أن
تمنعها المحظورات القانونية الدولية، وجعلت من الأرض السورية ملعبا دوليا
لها ولفرقائها، ولكل من يرغب، تحت شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق
الإنسان ودعاويها ومظلات الإنسانية الأخرى، ومنصة إجرامية خطيرة للإنقضاض
على التشكيل السكاني التاريخي لسوريا ولبنان، الحاضن الحقيقي والطبيعي
لكل قوى الثورة في المنطقة لإسكاتها إلى الأبد.
فبالأحرى أن يكون أيضا لقوى المقاومة والثورة ذات الحق بما أنها
المستهدفة، ولها مشروعية الدفاع عن تواجدها وشعبها، في مقاتلة العدو،
الذي بدل من أمكنة تواجده الجغرافي ومسمياته ومظاهره، في ذات الملعب
الدولي، ليس هذا فقط وإلى أن تشارك مع القوى المستضعفة والمنهوبة
والمغتصبة في العالم في المعارك الدائرة الآن في سوريا دفاعا عن نفسها،
بدءا من القصير، ولبدء الثورة التحريرية العالمية، التي أعلنت مشروعيتها
الدفاعية والهجومية ومبرراتها قوى النهب الامبريالية ذاتها، وإلى أن
تلاحق هذه القوى الهمجية الاستعلائية أينما حلت، وأينما كانت..؟