وهكذا مِنْ أستراليا إلي كندا
وجدة : مصطفى منيغ
استيقظت جل الضمائر مَنْ خَدَّرتها بسُباتِ العَجزِ افتراءات إسرائيل ، ولاحَ فجر
الحقائق يمسح ضبابية رُؤَى نشرتها على امتداد زمن طويل ، المُشَيِّدَة ما يَخُصّها
على التهويل ، وإبعاد النوايا عن قصد غير جليل ، للإنفراد بما جعلها مَحَلًّ شكوك أخفّ
مستواها عند الكثيرين ثقيل ، وبذلك فقدت إسرائيل كل أمل في انجاز الذي أصبح مِنَ
المستحيل ، فكّرَت ورواد تأسيسها الأوائِل
، مِنْ عقودٍ سبعة لتصبح بتنفيذه مع مرور
المراحل ، أكبر تَجمُّعٍ لليهود يتحكَّم ليس في الشرق الأوسط المُشَكِّل له القليل
، بل في عالم غربي تتوسّطه آنذاك الولايات المتحدة الأمريكية بوضعها البديل ،
ولطالما نصحنا محمود عباس بالابتعاد ما أمكن عن طلاسم حكام تل أبيب حتى لا يُصاب بعدوى
الاحتيال ، ليقع في مصيدة عهود يتَّخذها فقهاء الصهاينة ذريعة قد تبدو قانونية لتعميق جذور الاحتلال ، لغاية الموعد المضروب وفق حساب سري من
علاماته كثرة العويل ، المنبعث من انقلاب السحر على الساحر بإفراز السبب العامل ،
وقد انفجر لتتوالَى فضائح الدولة العبرية القائمة على التطرُّف العقائدي العميل ،
لصالح تخطيط لم يعد يقنع بالاستيلاء على أي حُكْمٍ بل إنتاج كلّ حُكم عن العدل
والمساواة و احترام حقوق الإنسان مستقيل ، إلى أن جاءه الردّ اليقين على لسان
نتنياهو القائل ، لن تكون هناك سلطة فلسطينية في رام الله ولا في القطاع بل القضاء
الكامل ، على فلسطين الشعب والدولة كتحصيل حاصل ، ولتذهب الوعود المغلفة باتفاقات
أسلو إلى أحضان مَن آمنوا بسلام عادل ، راود اتجاههم لاسترخاء يؤدي لما جرى من
خَتْمٍ مُذِل، مادامت إسرائيل قائمة على تذويب طموحات غيرها بالمسكنات المُوَلٍّدة
الإدمان على النسيان لدى كل غافل ، الذي تَعامَى عن بندقية المقامة حينما عوَّضَ
أنامله الوثوب فوق ثقب نايٍ منساقاً لما ينفثه من ريح يصل صداه لأذني التاريخ
لحناً يردٍّد الاستسلام الحامل ، لِما يَضع الصهاينة على خطِّ المُضِيِّ قُدُماً
لتلوين المؤامرة بواقع جديد انتظاراً لما يحسبونه النَّصر المُقبل ، لكن ملحمة
طوفان الأقصى التي لم تكن ولن تكون مجرّد معركة عابرة تعيد للفلسطينيين عامة
مبادرة الدفاع الحقيقي عن حقوقهم المشرؤعة المجال ، ولكن لتضع لبنة لتلك الانطلاقة
المباركة الفاصلة ستكون بين عهود الانبطاح ومداومة البكاء على نفس الأطلال ، و بين
عهد واضح السمات شامخ العزة لمسلمي وعرب كل القارات القائم على الأسس الصلبة للاستقلال
، أكان المراد منه الموقف القرار المنصف الحر أو المواجهة المتحضِّرة النِّد للند
مهما احتاج المعني من توفيت أقرب أو لزمن أطول يقرُّه كل عاقل .
... الرئيس الأمريكي مهما أبداه من تغيير
ولو طفيف في مواقف مُعيَّنة اتجاه الحرب القائمة في غزة ، فإنما يقوم بذلك لدرّ
غبار الكيل بمكيالي نفس المسؤول المباشر أحياناً عن إزهاق الآف الأرواح البريئة
بغير موجب حق ، في عيون مَن حسبهم لا يفهمون ، وهم الأذكى بما تركوا عشيقته
إسرائيل ، تناشد النجاة من الورطة الخطيرة التي انساقت مِن عنقها لتغرق في وحل مميت
، وقد لا يقوم لها بعدها قائم مهما حاولت ، يعيدها ولو لنصف ما كانت عليه ، طبعاً
سيدرك جو بيدن عدم تقدير الأمور بما يناسب حجم الدولة التي قادها خلال معظم ولايته
لكل الهزائم المعنوية الحاصد بها خسارته المُطلقة في الانتخابات المقبلة ، ما دام
الشعب الأمريكي المحب في مجمله قيم الحرية والتمسك الواقعي الفعلي باحترام حقوق
الإنسان ، فادر على إصلاح وترميم تلك الإدارة الأمريكية التي حاولت تغيير اسم
البيت الأبيض بالأسود ، إرضاء لسياسة عنصرية تنهجها إسرائيل من أجل مصالحها الضيقة
القائمة على اقتلاع شعب فلسطيني من أرضه بآلات فتك أمريكية الصنع ، وتأييد مطلق
يرخِّص ارتكاب مجازر لم تشهد الإنسانية مثيلا لها ، تجعل من الولايات المتحدة
الأمريكية الرسمية التدبير والتصرف ، منبع ظلم لا ظلم بعده ولا قبله .
... مستشار الأمن القومي الأمريكي
المتواجد حالياً في إسرائيل لتمديد المساندة الكاملة للإدارة الأمريكية بشقيها
السياسي والعسكري ليس إلاَّ ، وما يُقال أكثر من ذلك مجرد إبعادٍ لحقيقة مُرَّة
نسجتها نفاهمات إسرائيلية أمريكية على صعيد يفوق سلطة نتنياهو ، المتروك لحد
الساعة كواجهة تنفيذية لتجربة مؤقتة
متبوعة بأخرى لها زعامات إسرائيلية مهيَّأة لتحمّل مسؤولية ما بعد الحرب على غزة ،
لكنها في حاجة ماسة لانتصار ولو جزئي لجيش الدفاع الإسرائيلي كي لا تنهار هياكل
النظام الزاحف لنحقيق الرؤية الأمريكية في السيطرة بأسلوب جديد على المنطقة بما
فيها إيران ، لهذا تبتعد أمريكا عن أي وقف للحرب على غزة ما دامت المقاومة منتصرة
انتصارا لا يمكن التفريط فيه مهما قابلت من مغريات أولها معسول وآخرها بالتقصير
مغلول .
... لقد فطنت معظم الدول الكبرى أن الأفضل
في الرجوع إلى أخلاقيات التصرفات الانسانسة النبيلة ، التي أظهرت إسرائيل أنها غير
مهتمة إلا بما يحقِّق مبتغاها ولو تطلَّب الأمر ضرب كل القيم والأعراف والقوانين
الإنسانية ، من بين تلك الدول الكبرى أستراليا ونيوزيلندا وكندا ، حيث جاء موقفها
من إيقاف الحرب المدمرة على قطاع غزة
، الموحَّد والمُشرِّف مُناسباً
لمن ضميره حيّ لا يخشى بجهر إعلان الحق لومة لائم .
مصطفى منيغ
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي
لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا.
وهكذا مِنْ أستراليا إلي كندا
2
https://www.sotaliraq.com/category/articles/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89-%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%BA/
3
4
https://jisrattawasol.ma/archives/102044
5
https://elarabielyoum.com/show730896
6
7
https://www.elalem.info/article14909.html
9
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=814377
10
11
12
13
14
https://sanaanews.net/news-94719.htm
15
https://www.maghress.com/laracheinfo/1301204
16
https://laracheinfo.com/1301204.html
17
https://web.facebook.com/jisrattawasol.ma/?locale=ar_AR&_rdc=1&_rdr
18
19
20
https://saymar.org/2023/12/164796.html
21
https://www.kitabat.info/subject.php?id=189416
22
23
24
https://sudaneseonline.com/board/505/msg/1702700917.html
25
26
https://kouttabouna.blogspot.com/2023/12/blog-post_18.html
27
29
http://www.jordanzad.com/index.php?page=article&id=583446
30
31
32
https://www.ahewar.org/m.asp?i=7911
33
https://sayedo.blogspot.com/2023/12/blog-post_24.html
34
35
36
37
https://www.thiqar.net/ISearch.htm
38
39
40