kolonagaza7
بقلم القيادي الأسير حسام بدران
أمامة - 12/8/2010 م
ها هو رمضان يعود على الأمة الإسلامية بخيره وفضله، ترافقه البركة وتصاحبه ذكريات النصر والتمكين، لكنّ أجزاء من هذه الأمّة ما زالت تعيش صنوفاً من المحنة والابتلاء وهي تستقبل رمضان على أمل حدوث تغييرٍ على واقعها، وتتضرع إلى الله في ركعات ليل مُفعمٍ بالايمان بأنّ يرفع عنها إجرام المتكبرين وجبروت الظالمين.
ونحن ببعدنا الاسلامي وانتمائنا الاصيل نستذكر معاناة الأفغان؛ وجراح العراق؛ وآهات الشيشان؛ وصرخات المضطهدين في مشارق الأرض ومغاربها، غير أننا نستشعر أوجاعنا الفلسطينية أكثر، ونلمس بأكفنا قطرات الدم الساخن التي تسيل كل يوم على طريق التحرير، ونشْتّم رائحة المؤامرة تحاك ضد شعبنا حيث يصوغها الاحتلال ومن خلفه طغاة الأرض، وتشارك فيها أنظمة عربية باعت نفسها للشيطان، وتساهم في التنفيذ للأسف يد فلسطينية آثمة انسلخت من جذورها وتمادت في غيّها وتاهت عن هويتها وعملت على قمع الشعب وملاحقة المقاومة واعتدت على الآمنين فلم يبق من فلسطينية هؤلاء إلا العناوين والأسماء.
أما نحن الأسرى فما زلنا نعيش خلف القضبان، تمر علينا السنوات تلو السنوات ونحن بانتظار الفرج. كم من رمضان زارنا ونحن في أقبية التحقيق أو في زنازين العزل الانفرادي؟! حتى إن بعضنا قد استقبل شهر رمضان في السجن أكثر من ثلاثين عاماً متوالية كما فعل عميد الاسرى نائل البرغوثي، وآخرين اعتادوا على صيام رمضان في غرف السجن المليئة بالظلم والعتمة، حتى نسي البعض منهم طعم رمضان في الخارج.
اشتقنا إلى الفرحة الجماعية التي ترافق قدوم هذا الشهر المبارك، اشتقنا إلى صلوات الفجر في المساجد، وإلى ركعات التراويح في أول الليل، وإلى هرولة الناس إلى الأسواق قبيل موعد الإفطار، وإلى ضحكات الاطفال في الشوارع، وإلى حلقات العلم والذكر عقب الصلوات.
اشتقنا لاجتماع العائلة حول مائدة الافطار، اشتقنا إلى أم توقظنا بحنانها عند السحور، ونحنّ لسماع طبول "المسحراتي" وترانيمه العذبة، كما ونتطلع إلى صرخات المآذن تصرخ بالتكبير ليل نهار، غير أنّا قد رضينا بما كتبه الله لنا، وها نحن نستقبل شهر رمضان بما هو أهل له، تطيب قلوبنا لقدومه، وترتقي أرواحنا لحضوره، وتسمو نفوسنا سعادة به، ونحمد الله على أن بلغنا إياه وله الشكر على نعمته وفضله.
ومع قدوم رمضان نرسل دعوة لأمتنا الإسلامية بأن تتصالح مع خالقها أولاً ومع نفسها وذاتها ثانياً، وأن تتوحد كلمتها لتعود كما كانت خير أمة أخرجت للناس.
ودعوة أخرى إلى شعبنا الفلسطيني بأن يعزم أمره، وأن يشد الرحال خلف مشروع المقاومة، وأن يظل على موقفه في رفض كل الحلول المنقوصة والاقتراحات المكررة التي ثبت عقمها وفشلها مرات متتالية.
دعوتنا إلى من يملكون القرار على الساحة الفلسطينية بأن يتقوا الله في هذا الشهر المبارك، وأن يعيد بعضهم حساباته مستذكراً بأنّها أمانة وأنه سوف يُسأل عنها أمام الله يوم القيامة، يوم لا ينفع لا مال ولا بنون ولا شرق ولا غرب حتى لا يندم هؤلاء ساعة لا يُجدي الندم.
دعوتنا إلى القوى والفصائل الفلسطيني ونقول لهم هذا زمن التوافق وساعة المصالحة ووقت الحفاظ على وحدة هذا الشعب وانهاء حالة الانقسام. لقد آن الاوان بأن يدرك الجميع أن استمرار هذا الانقسام على حاله يعيق مشروع المقاومة والتسوية على حدٍ سواء. غير أن هذه الوحدة المنشودة يجب أن تقوم على أساس الحفاظ على الثوابت الفلسطينية وأن تضمن استقلالية القرار الفلسطيني، وأن تُبنى على قاعدة احترام خيارات الشعب الفلسطيني.
دعوتنا إلى أهلنا وأصدقائنا وأحبائنا بأن يتذكرونا بدعاء خالص عند السحر أو بعيد الافطار بأن يفرج الله كربنا ويفك أسرنا وأن يرفع عنا هذا الظلم الذي طال أمره.
أما نحن في سجون الاحتلال فسوف نبقى على العهد ونحن نستقبل رمضان بصيام أيامه في هذا الحر الشديد وقيام لياليه المباركة وكما اعتدنا بأن ندعو لانفسنا وأهلنا وكذلك شعبنا وأمتنا حتى يأذن الله بالفرج من عنده أنّه سميع مجيب، ولسان حالنا يقول: مرحباً بك يا رمضان وأهلاً بقدومك على أمل أن يكون لنا اللقاء في العام القادم بين أهلنا وذوينا وفي ساحات المسجد الاقصى المبارك.
أمامة - 12/8/2010 م
ها هو رمضان يعود على الأمة الإسلامية بخيره وفضله، ترافقه البركة وتصاحبه ذكريات النصر والتمكين، لكنّ أجزاء من هذه الأمّة ما زالت تعيش صنوفاً من المحنة والابتلاء وهي تستقبل رمضان على أمل حدوث تغييرٍ على واقعها، وتتضرع إلى الله في ركعات ليل مُفعمٍ بالايمان بأنّ يرفع عنها إجرام المتكبرين وجبروت الظالمين.
ونحن ببعدنا الاسلامي وانتمائنا الاصيل نستذكر معاناة الأفغان؛ وجراح العراق؛ وآهات الشيشان؛ وصرخات المضطهدين في مشارق الأرض ومغاربها، غير أننا نستشعر أوجاعنا الفلسطينية أكثر، ونلمس بأكفنا قطرات الدم الساخن التي تسيل كل يوم على طريق التحرير، ونشْتّم رائحة المؤامرة تحاك ضد شعبنا حيث يصوغها الاحتلال ومن خلفه طغاة الأرض، وتشارك فيها أنظمة عربية باعت نفسها للشيطان، وتساهم في التنفيذ للأسف يد فلسطينية آثمة انسلخت من جذورها وتمادت في غيّها وتاهت عن هويتها وعملت على قمع الشعب وملاحقة المقاومة واعتدت على الآمنين فلم يبق من فلسطينية هؤلاء إلا العناوين والأسماء.
أما نحن الأسرى فما زلنا نعيش خلف القضبان، تمر علينا السنوات تلو السنوات ونحن بانتظار الفرج. كم من رمضان زارنا ونحن في أقبية التحقيق أو في زنازين العزل الانفرادي؟! حتى إن بعضنا قد استقبل شهر رمضان في السجن أكثر من ثلاثين عاماً متوالية كما فعل عميد الاسرى نائل البرغوثي، وآخرين اعتادوا على صيام رمضان في غرف السجن المليئة بالظلم والعتمة، حتى نسي البعض منهم طعم رمضان في الخارج.
اشتقنا إلى الفرحة الجماعية التي ترافق قدوم هذا الشهر المبارك، اشتقنا إلى صلوات الفجر في المساجد، وإلى ركعات التراويح في أول الليل، وإلى هرولة الناس إلى الأسواق قبيل موعد الإفطار، وإلى ضحكات الاطفال في الشوارع، وإلى حلقات العلم والذكر عقب الصلوات.
اشتقنا لاجتماع العائلة حول مائدة الافطار، اشتقنا إلى أم توقظنا بحنانها عند السحور، ونحنّ لسماع طبول "المسحراتي" وترانيمه العذبة، كما ونتطلع إلى صرخات المآذن تصرخ بالتكبير ليل نهار، غير أنّا قد رضينا بما كتبه الله لنا، وها نحن نستقبل شهر رمضان بما هو أهل له، تطيب قلوبنا لقدومه، وترتقي أرواحنا لحضوره، وتسمو نفوسنا سعادة به، ونحمد الله على أن بلغنا إياه وله الشكر على نعمته وفضله.
ومع قدوم رمضان نرسل دعوة لأمتنا الإسلامية بأن تتصالح مع خالقها أولاً ومع نفسها وذاتها ثانياً، وأن تتوحد كلمتها لتعود كما كانت خير أمة أخرجت للناس.
ودعوة أخرى إلى شعبنا الفلسطيني بأن يعزم أمره، وأن يشد الرحال خلف مشروع المقاومة، وأن يظل على موقفه في رفض كل الحلول المنقوصة والاقتراحات المكررة التي ثبت عقمها وفشلها مرات متتالية.
دعوتنا إلى من يملكون القرار على الساحة الفلسطينية بأن يتقوا الله في هذا الشهر المبارك، وأن يعيد بعضهم حساباته مستذكراً بأنّها أمانة وأنه سوف يُسأل عنها أمام الله يوم القيامة، يوم لا ينفع لا مال ولا بنون ولا شرق ولا غرب حتى لا يندم هؤلاء ساعة لا يُجدي الندم.
دعوتنا إلى القوى والفصائل الفلسطيني ونقول لهم هذا زمن التوافق وساعة المصالحة ووقت الحفاظ على وحدة هذا الشعب وانهاء حالة الانقسام. لقد آن الاوان بأن يدرك الجميع أن استمرار هذا الانقسام على حاله يعيق مشروع المقاومة والتسوية على حدٍ سواء. غير أن هذه الوحدة المنشودة يجب أن تقوم على أساس الحفاظ على الثوابت الفلسطينية وأن تضمن استقلالية القرار الفلسطيني، وأن تُبنى على قاعدة احترام خيارات الشعب الفلسطيني.
دعوتنا إلى أهلنا وأصدقائنا وأحبائنا بأن يتذكرونا بدعاء خالص عند السحر أو بعيد الافطار بأن يفرج الله كربنا ويفك أسرنا وأن يرفع عنا هذا الظلم الذي طال أمره.
أما نحن في سجون الاحتلال فسوف نبقى على العهد ونحن نستقبل رمضان بصيام أيامه في هذا الحر الشديد وقيام لياليه المباركة وكما اعتدنا بأن ندعو لانفسنا وأهلنا وكذلك شعبنا وأمتنا حتى يأذن الله بالفرج من عنده أنّه سميع مجيب، ولسان حالنا يقول: مرحباً بك يا رمضان وأهلاً بقدومك على أمل أن يكون لنا اللقاء في العام القادم بين أهلنا وذوينا وفي ساحات المسجد الاقصى المبارك.
المصدر : kolonagazza