kolonagaza7
أنيس محمد صالح
"القسم الاول : لماذا الانتفاضة؟"على مدى عدة عقود أحكمت الأنظمة التوريثية وغير الدستورية سلطتها و قدرتها على بلدان المنطقة وأجبرت المواطنين القبول بالأمر الواقع والخضوع لسياسة ورغبات الحكام المستبدين دون إرادة من الشعوب التي سار حالها من سيئ الى أسوء وسلب عنها تقرير مصيرها و منعها من حق انتخاب المسئولين والمشاركة في الحكم واحتكرت الأنظمة والحكومات المستبدة كافة الأمور الموطنين و التدخل في حياتهم منذ ولادتهم وحتى مماتهم ونهب المسئولون ولازالوا النفط والغاز والمعادن وخيرات البلدان و نصبّوا أنفسهم ملوكاً و أمراء و زعماء و رؤساء بالكذب و الجدل و التزوير و دون قبول و إرادة من الجماهير.وظلت الشعوب المغلوب على أمرها تخشى الاعتراض و النقد و يواجه بالقمع و الإرهاب والترويع كل من يحاول الدفاع عن حقه او حتى تقديم انتقادات واقتراحات بناءة ، وسبب حالات الخوف و أجواء الرعب في مجتمعات المنطقة كان بالأساس هو ما يسمى سمو ومكانة الملوك و الحكام و الأمراء وهي المكانة و الألقاب التي منحتها لهم الدول الاستعمارية التي كانت تحتل المنطقة لاسيما بريطانيا و أمريكا.وقد توارث هؤلاء الملوك والأمراء والحكام هذه المكانة والمزايا من أسلافهم دون وجود تغييرات او إجراء انتخابات او موافقة واقعية من جانب الشعوب، ومن اجل إحكام و ترسيخ هؤلاء سلطتهم و قدتهم في بلدانهم منحوا أقاربهم و قبائلهم وأنصارهم سلطات ومزايا واسعة و نافذة أدت في النهاية الى اختزال العائدات والأموال والسلطات والقرارات بيد فئة قلة جداً من المقربين والموالين للحكام والملوك والحكومات في حين حرم جميع أبناء الشعب من المزايا والمخصصات و العائدات التي كانت من المفترض ان تقسم بشكل عادل و دون تمييز على الجميع.الآن وبعد مرور عقود عجاف من الظلم و السلب والاستبداد جاء اليوم الموعود و يوم الحساب بعدما سقطت هيبة الأنظمة المستبدة وانتهى عهد التوريث و ولى زمن خداع الشعوب بالشعارات والخطابات و الوعود، و لم تعد لاي من الحكام والملوك مكانة واقعية ولا احترام ذاتي و لا طاعة عمياء نظراً لرقي وعي الجماهير حالة متقدمة من النضج الفكري والفهم للحقائق و إدراك الأمور وتكدس غضب الشعوب وسخط الأمة ووصول الاعتراضات الى حد الانفجار في المجتمع بسبب زيف ما قيل عن سمو و مكانة الحكام والملوك و امتلاء حساباتهم بعشرات وربما مئات مليارات دولار في الخارج و تشييد الكثير من قصورهم و صروحهم على جماجم المواطنين ومن عرق خلق الله من الفقراء و المحرومين خاصة في الدول التي منّ الله على شعوبها و ليس حكامها بخيرات النفط و الغاز والمعادن الغنية والثمينة.ان حركة الفقراء والثوار و المحتجين في شمال أفريقيا التي اندلعت في الأسابيع الأخيرة عرّت حقيقة جميع الحكام المستبدين من ناهبي خيرات وقوت الشعوب وأنهت بالكامل هيمنة الطغاة على دول المنطقة و أزالت بشكل كبير حاجز الخوف الذي كان هو السبب الرئيسي لخنوع و صمت الجماهير طيلة العقود الماضية و قطعا إذا انهار جدار الخوف من سلطة وجبروت الحكام المستبدين فسوف تنهار عروش و قدرات الملوك و الأمراء والطغاة الذين كانت فترة حكمهم دون شك أسوء حقبة عاشها الناس منذ بدء خلق الكون وحتى الآن بسبب الذل و الخنوع و الإهانة التي تعرض لها المواطنون خلال العقود الماضية.فعلى مدى هذه العقود و بسبب سياسة هؤلاء الحكام وأسلافهم نهبت خيرات بلدان المنطقة وهتكت أعراض الدول العربية والإسلامية من خلال اغتصاب ابنتهم الصبية "فلسطين" وأذلت "إسرائيل" الحاقدة جميع حكام دول المنطقة الذين كانوا على الظاهر يتهافتون في السابق على مقاتلة "إسرائيل" ثم صاروا حتى الأمس يهرولون زحفاً للمساومة معها و لعق أحذية مسئولي البيت الأبيض لإرضاء اللوبي الصهيوني، فبعضهم يلعق الأحذية و يبوس الأيادي من اجل المعونات المزعومة و آخرون من اجل قبول الغرب بنهب المزيد من النفط و عائدات بلدان المنطقة او الموافقة على بيع أنواع الأسلحة المخصصة لقمع الشعوب و إبرام شتى الاتفاقيات والعقود لإبقاء قوات الاحتلال في بحار و أجواء و أراضي دول المنطقة لا لشيء سوى حفظ عروش الطغاة من الحكام و الملوك المستبدين الذين أسسوا من بلدانهم دون خريطة رسمية دولة إسرائيل الكبرى التي صارت مساحتها تضم معظم الدول المنطقة من خلال سياسة حكامها التخاذلية و المساومة العلنية حيث اثبتوا للجميع و دون خجل ان لا فرق بينهم و بين زعماء إسرائيل بالدفاع عن مصالح أمريكا والصهيونية العالمية بل انهم أسوء من إسرائيل بالتعامل القمعي و الإرهابي مع شعوبهم و استعدادهم قتل غالبية الموطنين الأبرياء من اجل الحفاظ فقط على مقاعد و مصالح الحكام الفاسدين و الطغاة المستبدين عملاء أمريكا و إسرائيل.اليوم وتأسيا بالشعر الثوري من بلد شرارة الانتفاضة العربية تونس المجيدة فان شعوب المنطقة تريد عن حق و بإصرار نيل الحياة الكريمة وهي عازمة اليوم تكرار تجربة هـذه الانتفاضـة بهـدف جلاء عتمة ليل الخوف والجبن و التخاذل عن نفوسها وكسر قيود الظلم و الاستبداد عن معصمها وهي تتطلع لرقي الأمة ورفع هامتها عاليا وتهب منتفضة و مضحية بالعديد من أبنائها الأخيار و الثوار للإطاحة بأعتى الأنظمة فسادا و أكثرها خبثا وقمعا في عالمنا و منطقتنا.ومن اجل حصد النتيجة المطلوبة ونيل الهدف الأسمى في مسيرة ثورة الشعوب الهادرة ، لابد من إسقاط قلعة الاستبداد وبؤرة الفساد و قطع رأس أفعى الإرهاب المنظم الا وهو نظام آل سعود الرجعي و المتخلف، وهو النظام الذي كان و لا يزال الداعم الأساسي لإرهاب الدولة،فهو المسئول الأبرز عن كافة أنواع الإرهاب التي شهدتها دول المنطقة و العالم و التي لم تشمل إسرائيل بتاتاً حتى الآن، فهذا النظام المسئول الأول و الأخير عن الإرهاب في العراق وأفغانستان وباكستان ودول أخرى و في عنقه دماء و أرواح مئات آلاف من الأبرياء والعزل والمدنيين الذين سقطوا في عمليات القتل الجماعي والتفجيرات والتصفيات الجسدية و عمليات الحقد الطائفي و الإجرام العشوائي والمنظم ولكن بقدرة الله و بفضل وعي الشعوب انهارت هيبته وانكسرت شوكته و تقلصت سلطته و تراجعت مكانته في معظم هذه الدول و غيرها لا سيما في تلك الدول التي انفق عليها المليارات لإخضاعها لسلطة نظام ال سعود الحقود ورغباته الخبيثة وسياسته المنحطة وانقلب السحر على الساحر وضاعت كافة مخططاته و انحسرت تدخلاته وذهبت معظم مؤامراته أدراج الرياح و سوف يحترق جزء من هذا النظام بنفس نار الإرهاب التي أوقدها ضد شعوب المنطقة والعالم، اما النصر النهائي قطها فسوف يكون على يد أبناء شبه الجزيرة الغيارى و الشجعان الذين يرفضون الذل و الهوان وصاروا يتطلعون اليوم قبل الغد للتعجيل بإسقاط نظام ال سعود و الانتقام منه شر انتقام و دفعه نحو مزبلة التاريخ كما ألقت شعوب تونس و مصر و ليبيا بالطغاة الذين كانوا يتصورون انهم للابد خالدون او سيورثون الحكم و السلطة والاستبداد لأنجاهم و أحفادهم و سوف تبنى لهم الصروح و الأطلال تخليدا لذكراهم و لكن قطها ان مثل هذه الأحلام قد تبددت و تبخرت و ستتحول كافة صروحهم الى مراحيض و بيوت الخلاء.نظام ال سعود هو المسئول الأساسي عن إعاقة و تأخر الانتفاضات في مصر واليمن ودول عديدة في المنطقة لانه ظل ينفق أموال شعب شبه الجزيرة او بلاد نجد والحجاز على الأنظمة المستبدة والدكتاتورية و موّل الكثير من حروب المنطقة ودفع مئات مليارات دولار من خيرات الشعب المحروم في شبه الجزيرة الى قادة و زعماء في المنطقة والعالم قادوا حروبا مهلكة و مدمرة في العقود الماضية وساهم الكثير من عملاء ال سعود في دول المنطقة والعالم بقمع الثورات و الحركات الجماهيرية و أذلوا شعوبهم و زرعوا في أنصارهم و الموالين لهم الحقد والإرهاب والتطرف والعمل بخبث على تشويه سمعة الدين ومكانة المؤمنين، و حتى ان نظام آل سعود مسئول مباشر عن استمرار بقاء إسرائيل ودعمها ماديا و معنويا سرا و علانية و تعويضها بعشرات مليارات دولار من أموال شعب شبه الجزيرة عما وصفت دوما في العقود الماضية بالأضرار التي تعرضت لها عن مواجهات عسكرية او عمليات فدائية او منحت لها على الظاهر لوقف عدوانها على غزة او مناطق أخرى لكن في الواقع كانت إتاوات مكشوفة من نظام ال سعود لإسرائيل ومخططاتها و تم دفع هذه الإتاوات مباشرة للصهاينة او عن طريق البيت الأبيض .نظام آل سعود و بدلاً من إنفاق عائدات النفط او جزء ضئيل منها على الشعب المحروم في البلاد التي تسمى الان زورا و بهتانا بالمملكة السعودية، فانه خصص هذه العائدات لنهبها بنسب مختلفة تذهب منها الى الشركات و الدول الغربية و جزء منها الى العائلة المالكة بالأخص الى الحسابات الخاصة للملك (أحد هذه الحسابات في سويسرا فيه اكثر من 23 مليار دولار عام 2010 ) وحسابات الأمراء الأجلاف من حاشية العائلة المالكة الذين يصل عددهم اكثر من 60 ألف أجلف و أمّي، في حين ان جميع الحقائق و التقارير تؤكد و تشير الى وجود ملايين من أبناء شبه الجزيرة لازالوا يعيشون تحت خط الفقر و لا يملك معظم هؤلاء اي مسكن صغير و لا عمل شريف و لا حياة كريمة،و يكرس النظام سياسته الخبيثة و خطته المدروسة لإبقاء على اكثر من ثلثي سكان البلاد في حالات مزرية من الأمية و الجهل تحت ذريعة الحفاظ على التراث و العادات القديمة والحيلولة دون وصول نور العلم و التقدم و الرقي لمعظم مناطق البلاد، و خير دليل على ذلك ان نسبة من أبناء البلاد يقطنون حتى الان في مناطق و أجواء و كأنهم يعيشون في العصر الحجري او ما قبل التاريخ و ان معظم المناطق المدنية و التي تسمى بالمتقدمة والمدنية تتعرض لسيول جارفة و قاتلة تصيب مئات آلاف من سكان المدن بكوارث و أزمات حادة لمجرد هطول زخات من المطر لعدة ساعات فقط، كما حدث مؤخراً في مدينة جدة اكبر مدينة في شبه الجزيرة و سبب ذلك و باعتراف بعض رموز النظام هو نهب ميزانية المشاريع الإنمائية بواسطة أمراء هذه المناطق وسط مهزلة القرارات الملكية لحل المشكلات ومعالجة الأزمات و الإبقاء في الوقت ذاته على نفس المسئولين الذين ينطبق عليهم القول المعروف (حاميها حراميها،و يقتل القتيل ويمشي في جنازته!) .نظام آل سعود و طيلة العقود الماضية لم يقم بأي إنجازات علمية ولا مشاريع إنمائية ولا اي إجراءات واقعية وعملية لصالح المواطنين بل ان ما نراه اليوم من عمارات شاهقة و مدن سكنية عديدة و مشاريع مزعومة في قطاع الصناعات والتي لا تتعدى اكثر من إنتاج زيوت الطعام و أوراق التواليت والألبان وحفاظات الأطفال قام بها أصحاب المليارات والقطاع الخاص من الذين نهبوا المال العام وحصلوا على مزايا وعائدات هائلة من النظام لانهم من أركان دولة آل سعود والمقربين من السلطة والحكم و قد أثقلوا هؤلاء على المواطنين الديون والقروض واجبروا الكثير منهم اللجوء الى الرشوة والاختلاس او العمل المضني وفوق طاقة البشر او الدخول في أسواق البورصة والمضاربات المالية وهي الأفعال التي هدمت الكثير من بيوت المواطنين و فككت الأسر خاصة بعد انهيار سوق البورصة في الأعوام القليلة الماضية و تدخل الحكومة لإنقاذ الموقف او بالأحرى لنجاة أصحاب البورصة و رؤوس الأموال الهائلة من الموالين للنظام و إنفاق عشرات مليار دولار من جيوب المواطنين على أصحاب المليارات حتى لا تزعزع أركان النظام في حالة انتقال رؤوس أموال و تهريب استثمارات هؤلاء الى خارج البلاد.ووفقاً لتقارير رسمية غربية فان نظام آل سعود ينفق سنوياً عدة مليارات دولار من عائدات النفط على شراء أسلحة من أمريكا و دول أخرى و هو يدفع اموالاً طائلة تقدر بعشرات مليارات دولار ايضاً على إبقاء قواعد أمريكا العسكرية على أراضي شبه الجزيرة و في مياه الخليج بذريعة سخيفة جداً و هي حماية حقول و آبار النفط و الدفاع عن إمدادات النفط و عبور الناقلات بأمان الى الدول المستهلكة للنفط في حين ان ابسط الناس يدركون من ان القوات الأجنبية المتواجدة في المنطقة تحتل شبه الجزيرة بشكل شبه رسمي و ان الهدف الأساسي من هذا التواجد هو تامين مصالح الأجانب والمحتلين و إرعاب شعوب المنطقة وإذلال المواطنين ونهب الثورات والدفاع عن أركان الأنظمة العميلة والمنقادة لسلطة الأجانب، و نحن و جميع المواطنين في شبه الجزيرة يعلمون جيداً من ان سفراء الدول الأجنبية لاسيما السفير الأمريكي او السفير البريطاني يعتبر ما يسمى المندوب السامي في الدول النفطية حيث يتحكم في مصيرها و قراراتها كيفما يريد و ما يشاء و ان طلباته نافذة و أوامره مطاعة من جانب حكومات هذه الدول اكثر و أقوى من قرارات ورغبات الملوك و الأمراء.مع هذا الوصف وهذه الحقيقة هي يمكن القبول باي من هذه الأنظمة و الحكومات على انها دول مستقلة و ذات سيادة وهل على شعوبها احترامها او حتى إطاعتها والتفاخر بها و يتجرأ اي من مواطنيها بالقول: ارفع رأسك أنت من هذا البلد السيادي او من هذه المملكة المستقلة!.ومن المؤسف جداً ان معظم دول المنطقة هي بلدان غير دستورية اي ليست فيها اية قوانين متفق عليها او مقبولة من جانب الشعب او غالبيته، و من السخافة والمهازل ان بعض هذه الدول تريد ان تقنعنا خاصة في الأعوام الأخيرة انها وافقت على تدوين دستور للبلاد و في بعض هذه الدول أنشأت ما تسمى مجالس تشريعية او شورى جماعية وهي قطعاً و دون ترديد مجالس شكلية و شورى فخرية فقط لان جميع أعضاء هذه المجالس يتم تعيينهم مسبقاً وعلانية من جانب رأس النظام الذي له حق دون منازع ودون مبرر قانوني حل المجلس و تغيير الأعضاء واستبدال طاقم الحكومة و إقصاء الوزراء و ضرب القرارات الدستورية اذا وجدت عرض الحائط و التدخل بشكل سافر ودون قيود في تغيير القوانين وبنود الدستور اذا كان قائما في بعض من هذه الدول، و الأكثر مهزلة في هذا السياق انه لا يحق لاي من أبناء الشعب إبداء الرأي او المعارضة او الدخول في عضوية المجالس و الانتماء الى مركز حكومية و اي من أركان الدولة حتى و ان كان هذا الشخص اكثر فهماً و اكثر نفعاً للمواطنين من اي مسئول و حاكم في أنظمة المنطقة.و تعاني معظم هذه الدول من انعدام حرية الصحافة و الإعلام وعدم وجود مؤسسات مدنية ولا مراكز تدافع عن حقوق الإنسان وتنتهك علانية حقوق المرأة ويتم استغلال الأطفال في أمور عديدة و تنتهك كافة الحقوق الشخصية بذرائع ومبررات مختلفة بالإضافة الى عدم وجود تأمين وضمان اجتماعي وحصر المنحات الدراسية لقلة من الموالين والأسر الحاكمة وذات النفوذ السياسي والمالي وإذلال كافة المواطنين وأسرهم بشتى الطرق وتطبيق سياسة الفصل العنصري الطائفي و منح ذوي الأفكار الهدامة و أصحاب المعتقدات الانحرافية و مروجي المناهج الضالة كل الإمكانيات والمزايا لمنع سائر المواطنين حتى من حرية الفكر و التعبير او إقامة المراسم الدينية وحرمانهم من حق النقد والاعتراض على أخطاء الدولة والمسئولين غير الأكفاء الذي هو من ابسط حقوق المواطنة والحرية الذاتية لكل إنسان خلقه الله حرا و ليس عبدا للحكام و أسيادهم.القسم الثاني قريبا باسم ( سبل الانتفاضة )الكاتب خليل الفائزي صحفي و اعلامي