kolonagaza7
تدري عن مُنتهى أملي -ياسمو الأمير-؟ كلا.. ليس هو إطلاق سراح فهد ورفاقه، كلا يا سمو الأمير، مُنتهى أملي أن أشفي صدري ممن ظلمني، بالقصاص، برد الحق، ليس هنا، لن يشفيني سوى أن نقف أنا وأنت ومن ظلمني سوياً، أمام الله، أن أستكين إليه تعالى، أن أجأر، أن أتضرع، أن أبكي، أن أقول.. يارب إنهم أحرقوا قلبي، أحرقوا دمي، أحرقوا قلب حبيبي فهد، أنصفني يا رب، اشفِ صدري، يا أعدل العادلين.. يا رب..
بقلم / أم السجين فهد السعيد
بني فهد –يا سمو الأمير- أظنك لا تعرفه، ربما يكون نكرة، من رعاع القوم، لا يأبه به أحد، حتى لو مات في أحد الأزقة المهجورة، لو مات وسط زنزانته، عندكم في السجن، فلن يتعاطف، ولن يسمع بقصته أحد!
اعتقَلوه –يا سمو الأمير- منذ دهر، ربما قبل سبع سنين، أو ثمان، أو ربما تسع، لم أعد أقوى على استدعاء الذكريات، أصبحتْ سنوات الحرمان والقهر.. في عيني سواء، اقتحموا دارنا عنوة، أفزعوني، أفزعوا بناتي، مازالت تفاصيلها محفورة في قلوبنا.
بعد هذه السنين.. هل ضاع ملفه يا سمو الأمير؟ هل نسيتم أمره، وحكمتم عليه بالموت المؤبد؟
لم تحاكموه، ولم تدينوه، وحتى لم تطلقوه، فإلى متى هذا الحال؟ هل سيهرَم عندكم ويموت؟
اسمه فهد، وحيدي في هذه الدنيا، لا أرى سواه، لم يكن لي أي طموحات، ولا تطلعات، ولا أمنيات، أمنيتي الوحيدة كانت.. أن أزوجَه، أن أرى أحفادي يتقافزون حولي، قبل اعتقاله بأسابيع.. كنا نضع لمساتنا الأخيرة على حفل زفافه، خطيبتُه -يا سمو الأمير- مازالت تصوم وتفطر على الحرمان، أَتعلَم أنه مازال ينتظرها وتنتظره؟ زارتْه مرةً في السجن، أهانوها، ثم أهانوها حتى حظيتْ معه ببضع دقائق مكشوفة!
ألا تعرفني يا سمو الأمير؟
أنا أمه، أنا جنته، ونعيمه، أَكانَ لديك أمٌ يا سمو الأمير؟ هل تعي معنى الأمومة؟
هل تعرف معنى القهر، والحرمان؟
كيف سأشرح لك معناها؟ إنك لم تذق الضيم في حياتك قط، لم تذق مراراته، لم تصطل بنيرانه، أَعلمُ أن خطابي ينضح بالعاطفة، ربما أنتم لا تعترفون بها في دنياكم، دنيا الصرامة، والحزم القاتل، لكن قلبي رغم ذلك قلبُ أم، يضجُّ بالعاطفة!
العاطفة؟
أَتعرِف معناهما الحقيقي يا سمو الأمير؟
سأحاول أن أشرح لك: "عاطفة الحرمان" يا سمو الأمير.. هي حُرقةٌ في القلب، هي دمعة تُلطِّخ اليدين، هي محاجرُ عافت كل شيء، هي.. بكاء، وبكاء، وبكاء.
أتريد أن أصارحك يا سمو الأمير؟ فأبوابكم كما تقولون مفتوحة..
سأصارحك..
فأنا -والله- لا أحبك، ولا أتخيل بأنني سأحبك يوماً ما، لن أتزلف، وأكذب عليك، وأقول سوى ذلك، أدري يا سمو الأمير بأنك لا تكترث لحب "ستينية" مثلي، روحها على شفير قبرها، لا يكترث لمشاعرها أحد، أعرف ذلك، لكن ربما أنك ستهتم لما سأقول، إن أبنائي، كلا.. ليسوا أبنائي فقط، بل جميع قرابتي، كلهم بلا استثناء يتعاطفون معنا، كلهم.. يكره الجهاز الأمني، يكره الجهاز الذي يحمي أمن الوطن، يكره أسماء بعينها، يكرهه من كل قلبه، ويتمنى زواله!
أعرف أنه مطلبٌ غير مشروع، لكنني عاهدتك على الصراحة، قبل ذلك.. كنا نحبكم فعلا، كنا لا نرضى لأحد أن يتعرّض لكم، كانت حميتنا فطرية، ساذجة، من القلب!
والآن.. لقد بدأتُ أميل لكل ما يُهمس في الخفاء ضدكم، أميل إلى تصديقه، وتبنّيه، ونشره..!
ياسمو الأمير؛ بالله عليك أرني "يدك"..!
يقولون بأنها غضة، لينة، ملمسها كالحرير، بعض من صافحوك أخبروني، لستُ أحسدك، ولا أتمنى تحول نعمتك، لكن أردتُ أن أخبرك بحالي، بحال "يدي"!
"يدي" ضامرةٌ يا سمو الأمير، أُقسم بأنها ميتة، ماتت نضارتها، في كل يوم.. أصعد إلى غرفة فهد، حبيبي فهد، أتحسس مرقده، موطئ قدميه، خياله، رائحته، ربما أنه قد عاد، كل ليلة أُمنّي نفسي به، أتلمّس طيفه، يدي تَلِفتْ، واسودت كمداً !
إني لا أبكي وحدي يا سمو الأمير، في كل ليلة.. سجادتي وعباءتي تبكيان معي، تدعوان عليك، إيه وربي تدعوان أن يُنصفنا ممن ظلمنا!
" عيني" يا سمو الأمير، بدأتُ أحس بأنها تخفت، وتذوب، هل سأصبح كفيفة؟ لا أبصر سوى السواد؟ يارب.. أدعوك بأن أرى "فهد" قبل أن تنام عيني!
كلا.. لن أبالغ، وأقول بأنني أستصحب ذكرى فهد في كل وقت، في كل ثانية، كلا.. بل إنني أنساه أحياناً، أو أقسر نفسي على نسيانه، وربما تمر عليّ لحظاتٌ في حياتي أبتسم فيها، أو أضحك، لكنني أُقسم لك يا سمو الأمير.. بأنني في كل مرة أضحك فيها.. أُصاب بغصة، بحشرجة، بألم سحيق، ثم ماذا؟
ثم تموت الضحكة على شفتي، وأتراءَى وجه حبيبي فهد!
ماذا يا سمو الأمير؟!
هل "سنعفو" عنكم لو أطلقتم سراحه؟
أنا، سأعفو عنكم، ربما، فأنا عجوزٌ أخوض في بحر "الستين"، قد هرمتُ اليوم، وغداً سأرحل، لقد عشتُ ما يكفي، ولا أطمع بالمزيد، ربما سنعفو عن إذلالنا، عن إرهاب بناتي، عن كل لحظات الأسى المريرة، ولكن..!
ولكن يا سمو الأمير.. هل تعتقد أن "قلب فهد" سيعفو عنكم؟
زهرةُ شبابه، عشرينياتُ عمره، أجمل سني حياته، مستقبله.. سحقتوها، ثم يعفو؟
هل تستطيع أن تردّ عليه "زهرة شبابه" التي ذبلت خلف قضبان القهر، قهر الرجال!
كنتُ أتساءل مرةً عن معنى "الوطن"، عن رحمته، عن عطفه بأبنائه، هل يمكن لوطنٍ أن يعذب أبناءه، أن يسحقهم، أن يسرق زهرة شبابهم؟
هل الوطن الحقيقي يزج بأبنائه في السجون من دون اكتراث؟!
تسألني عن الفرح؟
بعد اعتقال فهد، تغيرتْ فيّ أشياءٌ وأشياء، هكذا أخبروني، صوتي أصبح حزيناً، مبحوحاً، عينايَ تبكيان في صمت لا ينقطع، وجهي.. عميقةٌ جراحُه، غائرة، لا تصلها أكُفّ النجاة!
فهد..
حبيبي، أنتَ تعلم كم أنا ضعيفة، تعلم يقيناً هواني على الناس، لا أملك لك شيئا،ً أنثى وحيدة، لا أستطيع رد حقوقك، ولا نصرتك، ولا الثأر لك، لكني سأفعل ما أستطيع.. سأبكي من أجلك!
حبيبي.. أدري ، لا تنفعك الدموع شيئاً، ولكني سأبكي من أجلك، هذا مبلغ قدرتي، هذا ما أستطيع، سأكتب عنك، سأغرس قصتك في كل مكان، سأناضل لأجل أن أُسمع الناسَ صوتي!
ولكني.. سأستمر في البكاء لأجلك.
لا أكتمك –يا حبيبي- فقد كنتُ قديماً أحملُ وردةً في يدي اليمنى، وردةً بيضاءَ ناصعة، تحمل كل أوصاف الأمل، والفأل الحسن، لكن.. لم أعد أحملها بعد اليوم، سقطت من يدي، كلا يا فهد، فلم ييأس قلبي من روح الله، لكن.. يدي تخور قواها، ترتجف، الوهنُ غزاها، فقد حملت هذه الوردة طويلاً طويلاً.
أتدري عن مُنتهى أملي -ياسمو الأمير-؟
كلا.. ليس هو إطلاق سراح فهد ورفاقه، كلا يا سمو الأمير، مُنتهى أملي أن أشفي صدري ممن ظلمني، بالقصاص، برد الحق، ليس هنا، لن يشفيني سوى أن نقف أنا وأنت ومن ظلمني سوياً، أمام الله، أن أستكين إليه تعالى، أن أجأر، أن أتضرع، أن أبكي، أن أقول.. يارب إنهم أحرقوا قلبي، أحرقوا دمي، أحرقوا قلب حبيبي فهد، أنصفني يا رب، اشفِ صدري، يا أعدل العادلين.. يا رب..
تعبتُ من الشكوى يا سمو الأمير..!
أشكو إلى الله وحده..
لكني أناشدك الله والرحم.. إذا تقلّبتَ على أرائكك، على عرشك، بين أهلك، بين أحبابك، ناشدتك الله.. إذا تكحّلتَ يوماً، فأرجوك ثم أرجوك .. تذكرنا..!
بقلم / أم السجين فهد السعيد
بني فهد –يا سمو الأمير- أظنك لا تعرفه، ربما يكون نكرة، من رعاع القوم، لا يأبه به أحد، حتى لو مات في أحد الأزقة المهجورة، لو مات وسط زنزانته، عندكم في السجن، فلن يتعاطف، ولن يسمع بقصته أحد!
اعتقَلوه –يا سمو الأمير- منذ دهر، ربما قبل سبع سنين، أو ثمان، أو ربما تسع، لم أعد أقوى على استدعاء الذكريات، أصبحتْ سنوات الحرمان والقهر.. في عيني سواء، اقتحموا دارنا عنوة، أفزعوني، أفزعوا بناتي، مازالت تفاصيلها محفورة في قلوبنا.
بعد هذه السنين.. هل ضاع ملفه يا سمو الأمير؟ هل نسيتم أمره، وحكمتم عليه بالموت المؤبد؟
لم تحاكموه، ولم تدينوه، وحتى لم تطلقوه، فإلى متى هذا الحال؟ هل سيهرَم عندكم ويموت؟
اسمه فهد، وحيدي في هذه الدنيا، لا أرى سواه، لم يكن لي أي طموحات، ولا تطلعات، ولا أمنيات، أمنيتي الوحيدة كانت.. أن أزوجَه، أن أرى أحفادي يتقافزون حولي، قبل اعتقاله بأسابيع.. كنا نضع لمساتنا الأخيرة على حفل زفافه، خطيبتُه -يا سمو الأمير- مازالت تصوم وتفطر على الحرمان، أَتعلَم أنه مازال ينتظرها وتنتظره؟ زارتْه مرةً في السجن، أهانوها، ثم أهانوها حتى حظيتْ معه ببضع دقائق مكشوفة!
ألا تعرفني يا سمو الأمير؟
أنا أمه، أنا جنته، ونعيمه، أَكانَ لديك أمٌ يا سمو الأمير؟ هل تعي معنى الأمومة؟
هل تعرف معنى القهر، والحرمان؟
كيف سأشرح لك معناها؟ إنك لم تذق الضيم في حياتك قط، لم تذق مراراته، لم تصطل بنيرانه، أَعلمُ أن خطابي ينضح بالعاطفة، ربما أنتم لا تعترفون بها في دنياكم، دنيا الصرامة، والحزم القاتل، لكن قلبي رغم ذلك قلبُ أم، يضجُّ بالعاطفة!
العاطفة؟
أَتعرِف معناهما الحقيقي يا سمو الأمير؟
سأحاول أن أشرح لك: "عاطفة الحرمان" يا سمو الأمير.. هي حُرقةٌ في القلب، هي دمعة تُلطِّخ اليدين، هي محاجرُ عافت كل شيء، هي.. بكاء، وبكاء، وبكاء.
أتريد أن أصارحك يا سمو الأمير؟ فأبوابكم كما تقولون مفتوحة..
سأصارحك..
فأنا -والله- لا أحبك، ولا أتخيل بأنني سأحبك يوماً ما، لن أتزلف، وأكذب عليك، وأقول سوى ذلك، أدري يا سمو الأمير بأنك لا تكترث لحب "ستينية" مثلي، روحها على شفير قبرها، لا يكترث لمشاعرها أحد، أعرف ذلك، لكن ربما أنك ستهتم لما سأقول، إن أبنائي، كلا.. ليسوا أبنائي فقط، بل جميع قرابتي، كلهم بلا استثناء يتعاطفون معنا، كلهم.. يكره الجهاز الأمني، يكره الجهاز الذي يحمي أمن الوطن، يكره أسماء بعينها، يكرهه من كل قلبه، ويتمنى زواله!
أعرف أنه مطلبٌ غير مشروع، لكنني عاهدتك على الصراحة، قبل ذلك.. كنا نحبكم فعلا، كنا لا نرضى لأحد أن يتعرّض لكم، كانت حميتنا فطرية، ساذجة، من القلب!
والآن.. لقد بدأتُ أميل لكل ما يُهمس في الخفاء ضدكم، أميل إلى تصديقه، وتبنّيه، ونشره..!
ياسمو الأمير؛ بالله عليك أرني "يدك"..!
يقولون بأنها غضة، لينة، ملمسها كالحرير، بعض من صافحوك أخبروني، لستُ أحسدك، ولا أتمنى تحول نعمتك، لكن أردتُ أن أخبرك بحالي، بحال "يدي"!
"يدي" ضامرةٌ يا سمو الأمير، أُقسم بأنها ميتة، ماتت نضارتها، في كل يوم.. أصعد إلى غرفة فهد، حبيبي فهد، أتحسس مرقده، موطئ قدميه، خياله، رائحته، ربما أنه قد عاد، كل ليلة أُمنّي نفسي به، أتلمّس طيفه، يدي تَلِفتْ، واسودت كمداً !
إني لا أبكي وحدي يا سمو الأمير، في كل ليلة.. سجادتي وعباءتي تبكيان معي، تدعوان عليك، إيه وربي تدعوان أن يُنصفنا ممن ظلمنا!
" عيني" يا سمو الأمير، بدأتُ أحس بأنها تخفت، وتذوب، هل سأصبح كفيفة؟ لا أبصر سوى السواد؟ يارب.. أدعوك بأن أرى "فهد" قبل أن تنام عيني!
كلا.. لن أبالغ، وأقول بأنني أستصحب ذكرى فهد في كل وقت، في كل ثانية، كلا.. بل إنني أنساه أحياناً، أو أقسر نفسي على نسيانه، وربما تمر عليّ لحظاتٌ في حياتي أبتسم فيها، أو أضحك، لكنني أُقسم لك يا سمو الأمير.. بأنني في كل مرة أضحك فيها.. أُصاب بغصة، بحشرجة، بألم سحيق، ثم ماذا؟
ثم تموت الضحكة على شفتي، وأتراءَى وجه حبيبي فهد!
ماذا يا سمو الأمير؟!
هل "سنعفو" عنكم لو أطلقتم سراحه؟
أنا، سأعفو عنكم، ربما، فأنا عجوزٌ أخوض في بحر "الستين"، قد هرمتُ اليوم، وغداً سأرحل، لقد عشتُ ما يكفي، ولا أطمع بالمزيد، ربما سنعفو عن إذلالنا، عن إرهاب بناتي، عن كل لحظات الأسى المريرة، ولكن..!
ولكن يا سمو الأمير.. هل تعتقد أن "قلب فهد" سيعفو عنكم؟
زهرةُ شبابه، عشرينياتُ عمره، أجمل سني حياته، مستقبله.. سحقتوها، ثم يعفو؟
هل تستطيع أن تردّ عليه "زهرة شبابه" التي ذبلت خلف قضبان القهر، قهر الرجال!
كنتُ أتساءل مرةً عن معنى "الوطن"، عن رحمته، عن عطفه بأبنائه، هل يمكن لوطنٍ أن يعذب أبناءه، أن يسحقهم، أن يسرق زهرة شبابهم؟
هل الوطن الحقيقي يزج بأبنائه في السجون من دون اكتراث؟!
تسألني عن الفرح؟
بعد اعتقال فهد، تغيرتْ فيّ أشياءٌ وأشياء، هكذا أخبروني، صوتي أصبح حزيناً، مبحوحاً، عينايَ تبكيان في صمت لا ينقطع، وجهي.. عميقةٌ جراحُه، غائرة، لا تصلها أكُفّ النجاة!
فهد..
حبيبي، أنتَ تعلم كم أنا ضعيفة، تعلم يقيناً هواني على الناس، لا أملك لك شيئا،ً أنثى وحيدة، لا أستطيع رد حقوقك، ولا نصرتك، ولا الثأر لك، لكني سأفعل ما أستطيع.. سأبكي من أجلك!
حبيبي.. أدري ، لا تنفعك الدموع شيئاً، ولكني سأبكي من أجلك، هذا مبلغ قدرتي، هذا ما أستطيع، سأكتب عنك، سأغرس قصتك في كل مكان، سأناضل لأجل أن أُسمع الناسَ صوتي!
ولكني.. سأستمر في البكاء لأجلك.
لا أكتمك –يا حبيبي- فقد كنتُ قديماً أحملُ وردةً في يدي اليمنى، وردةً بيضاءَ ناصعة، تحمل كل أوصاف الأمل، والفأل الحسن، لكن.. لم أعد أحملها بعد اليوم، سقطت من يدي، كلا يا فهد، فلم ييأس قلبي من روح الله، لكن.. يدي تخور قواها، ترتجف، الوهنُ غزاها، فقد حملت هذه الوردة طويلاً طويلاً.
أتدري عن مُنتهى أملي -ياسمو الأمير-؟
كلا.. ليس هو إطلاق سراح فهد ورفاقه، كلا يا سمو الأمير، مُنتهى أملي أن أشفي صدري ممن ظلمني، بالقصاص، برد الحق، ليس هنا، لن يشفيني سوى أن نقف أنا وأنت ومن ظلمني سوياً، أمام الله، أن أستكين إليه تعالى، أن أجأر، أن أتضرع، أن أبكي، أن أقول.. يارب إنهم أحرقوا قلبي، أحرقوا دمي، أحرقوا قلب حبيبي فهد، أنصفني يا رب، اشفِ صدري، يا أعدل العادلين.. يا رب..
تعبتُ من الشكوى يا سمو الأمير..!
أشكو إلى الله وحده..
لكني أناشدك الله والرحم.. إذا تقلّبتَ على أرائكك، على عرشك، بين أهلك، بين أحبابك، ناشدتك الله.. إذا تكحّلتَ يوماً، فأرجوك ثم أرجوك .. تذكرنا..!