الأحد، 25 سبتمبر 2011

رسالة أطفال غزة المكلومين للعالم ...فيلم فتافيت ركام في مهرجان بغداد السينمائي






kolonagaza7

غزة – عطية شعت
يسافر من بلد لآخر، تفوح عبر صوره رائحة البارود والموت ،يتساءل عبر أنات وصرخات أبطاله الصغار ما الذنب التي اقترفته أيادينا ليدمروا بيوتنا ويحرموننا من أحبتنا وأهلنا ، يجوب العالم عرضا وطولا لينقل حجم وبشاعة الجريمة التي ارتكبتها آلة الحرب الاسرائلية بحق المدنيين العزل بغزة ، وليكون شاهداً يوم أن ينعدل ميزان الحق والعدالة ليحاسب هؤلاء على جرائمهم ، وبإتجاه آخر يحمل لغزاً عجزعن فك طلاسمه كبار المحللين والساسة وعلماء النفس والاجتماع ،"كيف إستطاع هؤلاء صناعة الحياة من وسط ركام الموت والدمار فتافيت ركام فيلم وثائقي للمخرج عبد الرحمن الحمران ومن انتاج مؤسسة الثقافة والفكر الحر ،يوثق جرائم الحرب التي ارتكبتها آلة الحرب الاسرائلية خلال عملية الرصاص المسكوب أواخر عام 2008 على قطاع غزة ،من وجهة نظر أطفال عايشوا تلك التجربة المريرة وانكووا بنارها بفقدان أحبتهم وبدمار بيوتهم ، فكانوا عين الحقيقة التي نجت لتروى فظاعة المشهد بتعابير وجوههم البريئةالصادقة وبلهجتهم الطفولية المتلعثمة..
الفيلم الذي حظي بإعجاب النقاد والجمهور ،جاب العديد من بلدان العالم سواء من خلال مشاركته بالمهرجانات الدولية والعربية ،كان أخرها العام الماضي بمهرجان الأردن للأفلام القصيرة ،حيث اختارته إدارة المهرجان من بين500 فيلم عربي وعالمي ليشارك ضمن أحد عشر فيلما في المسابقة الرسمية , او عن طريق العروض الخاصة التي نظمتها جمعية الثقافة و الفكر الحر بعدة أماكن بأوروبا بإشراف مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر الاستاذة مريم زقوت من خلال عدة زيارات لهذه الدول , فقد كان ومعه أفلام أخرى أنتجتها جمعية الثقافة والفكر الحر بمثابة اللغة الحية والمفهومة للمؤسسات الحقوقية والإنسانية وللرأي العام هناك ،نقلت هذه الأفلام بالصوت والصورة حجم وهول الجريمة التي ارتكبت بحق المدنيين العزل ،وأثارها الكارثية التى ترافقت مع حصار سبقها بعامين ومازال مستمرا حتى الان ،شل كل مفردات الحياة بغزة .
ويحط فتافيت ركام هذا العام بأرض الرافدين،فقد أعلنت إدارة مهرجان بغداد السينمائي الدولي عن مشاركته بجانب فلمين آخرين يتناولان القضية الفلسطينية في المسابقة الرسمية للفيلم الوثائقي وهى "غزة قصيدة" للمخرجين سمير عبد الله وخير الدين مبروك، وفيلم "غزة" للمخرج المكسيكى ايرفينج اوريبى نارس، وتتناول الأفلام من زوايا مختلفة الحياة اليومية والمعاناة القاسية التى يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطينى من جراء الحصار الإسرائيلي والممارسات التعسفية وتركز على جوانب مهمة من الحياة الأنسانية التى تشهد انتهاكات واسعة لأبسط معايير حقوق الإنسان.
يقول مخرج الفيلم عبد الرحمن الحمران إن "فتافيت ركام" عبارة عن مشاهد وليدة اللحظة والواقع ومن دون تحضير أو إعداد مسبق وشهادات لأطفال عايشوا الحرب وذاقوا مرارتها ، ويضيف: "باختصار الفيلم ما هو إلا مادة إعلامية توثيقية بلغة سينمائية بسيطة ترصد للأجيال جريمة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة .كما وأكد الحمران أن هذا الفيلم لا يعتمد على الجوانب التسجيلية فحسب، بل تجاوز ذلك إلى رصد المعاني الإنسانية بكل تفاصيلها، معتبراً ذلك بمثابة "رسالة تختلط فيها صرخات الألم بمشاعر الأمل يوجهها أطفال غزة إلى العالم الذي يدعي الحرية بأن هؤلاء الأطفال يصنعون ألعابهم من بقايا الحرب ".
جدير بالذكر أن المخرج عبد الرحمن الحمران يصور حاليا الفيلم التسجيلي (الفريق) من إنتاج جمعية الثقافة و الفكر الحر أيضا و الذي يتوقع الإنتهاء من إنتاجه بمطلع العام المقبل و الذي يركز أيضا على حياة مجموعة من أطفال المخيم الفلسطيني استطاعوا أن يكونوا فريقا لكرة القدم بأبسط الإمكانات المتاحة لهم و يعايش الفيلم قصة كفاح هؤلاء الفتية للوصول لأهدافهم كما يتعرض الفيلم للواقع الفلسطيني ككل في ظل الحصار المطبق على غزة منذ سنوات .
هذا و ترى جمعية الثقافة و الفكر الحر أن مشاركة فيلم فتافيت ركام بهذه المحافل ما هو إلا امتداد للرسالة الإنسانية التي تحملها في مساندة قضايا شعبها المشروعة و فضح جرائم الإحتلال الإسرائيلي .

مشاركة مميزة