kolonagaza7
جاسم الحلفي
ليست كل الإخبار سيئة في العراق، مع انها السائدة هذه الأيام، وآخرها جريمة استهداف 22 مواطناً بريئاً في النخيب من قبل قوى الإرهاب المنفلتة، وما اعقب ذلك من إجراءات جاء بعضها متسرعا، وخلّف تداعيات كادت ان تعيد سعير الحرب الطائفية، ومعها إنذارات بخطورة التهديدات الطائفية التي لم يزحها خطاب المتنفذين المرائي.
ليست كل الإخبار سيئة في العراق، مع ان الأزمة الأخيرة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم حول مشروع قانون النفط والغاز، أسهمت في تعميق الأزمة المعقدة والمتشابكة أصلا، وأضافت عاملا آخر لازمة نظام الحكم، وأضرمت النار في حمى صراع المتنفذين على السلطة والمال والجاه والنفوذ، الذي لا تقدر البنود السرية لاتفاقية اربيل ان تخفيه.
ليست كل الأخبار سيئة في العراق، فخبر " إقصاء " رئيس هيئة النزاهة، باسم " الاستقالة " هو خبر سرعان ما ننساه، كما نسينا قبله مفارقة التصويت على إبقاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وكما نسينا قضايا الفساد الفاضحة، وعدم محاسبة المقصرين والفاسدين وما أكثرهم!
ليست كل الأخبار سيئة ، فالاعتقال التعسفي لأربعة مواطنين يوم 8 ايلول الحالي في كل من بغداد والديوانية والكوت، بدون مذكرات اعتقال قضائية، ولمجرد انهم رفعوا لافتات تطالب بإصلاح الأوضاع، مر مرور الكرام دون ان يجد صدى في وسائل الإعلام، ولم تصدر أية إدانة له من قبل أية منظمة حقوق إنسان في العراق!
ليست الأخبار على هذه الدرجة من السوء، مع ان الاقتصاد ما زال ريعيا، فلا تجارة ازدهرت، ولا ماء يكفي للزراعة نتيجة تطاول الدول الجارة على حقوق العراق، فضلا عن أسباب أخرى، ولا يوجد للعراق من يدافع عن حقوقه بوجه هذه التجاوزات والتطاول على حقوقه القانونية والتي تمس حياة شعبه ولقمة عيش أطفاله.
ليس الوضع في العراق قاتما الى هذا الحد ، رغم ان أعداد الأميين مفزعة تتراوح بين أربعة ملايين حسب الإحصائيات التي أشرفت عليها الأمم المتحدة وسبعة ملايين حسب معطيات وزارة التخطيط! ويبدو ان الرقمين كليهما صحيحان تبعا لتعريف كل طرف وفهمه للامية.
ليست كل الأخبار سيئة في العراق، حتى وان طالعتنا الصحف قبل ايام بتصريح للسيد وزير التجارة يعلن فيه ان " هناك ملايين البطاقات التموينية الوهمية في الكثير من المحافظات والتي أثرت على نتائج الانتخابات الأخيرة". كذلك بتقرير لمنظمة الإغاثة الدولية يفيد ان نسبة الأرامل في العراق تشكل 10في المئة من السكان، وان ثلاثا من كل خمس نساء قد فقدن أزواجهن في جرائم العنف والاقتتال الطائفي والإرهاب.
ليست كل الأخبار سيئة رغم ان ترتيب العراق في قائمة الفساد، لا يتزحزح عن صدارتها. وكم كانت مؤلمة تلك الصورة، التي رفع فيها كأس الفساد في مظاهرة البصرة يوم 9 من هذا الشهر، ولم نسمع حينها أي تعليق على ذلك من أي مسؤول حكومي.
ليست كل الأخبار بهذا السوء، ففي لجة الأخبار السيئة، هناك خبر جميل، لم يلتفت إليه إعلام الدولة كالعادة، مع انه يبشر بالأمل ويفتح كوة في نفق أحزاننا المظلم. هذا الخبر الذي زفه لنا مكتب السلام العالمي هو منح جائزة شين ماكلبرايد للسلام لعام 2011 الى الناشطة المدنية هناء أدور، تقديرا لدورها المتميز في الدفاع عن الحريات المدنية في العراق، وهي التي قيمها السيد (توماس ماغنوسن) الرئيس المشارك لمكتب السلام العالمي بقوله انها " ناشطة نسائية استثنائية معروفة جيدا في جميع أنحاء العراق بمواقفها القوية بالنسبة للعملية السياسية بطيئة الحركة بين السياسيين. إنها شجاعة وحياتها معرضة دائما للخطر لكنها لم تتباطأ بأي شكل في مهمتها. انها الأكثر جدارة لنيل الجائزة، مصممة ونشيطة، ذات سجل نشاطات يثير الإعجاب لتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية، ولتطوير المجتمع المدني والدفاع عن حقوق المرأة".
.. وهكذا " تحاصصنا " معهم.. لهم كأس الفساد ولنا جائزة السلام!
ليست كل الإخبار سيئة في العراق، مع انها السائدة هذه الأيام، وآخرها جريمة استهداف 22 مواطناً بريئاً في النخيب من قبل قوى الإرهاب المنفلتة، وما اعقب ذلك من إجراءات جاء بعضها متسرعا، وخلّف تداعيات كادت ان تعيد سعير الحرب الطائفية، ومعها إنذارات بخطورة التهديدات الطائفية التي لم يزحها خطاب المتنفذين المرائي.
ليست كل الإخبار سيئة في العراق، مع ان الأزمة الأخيرة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم حول مشروع قانون النفط والغاز، أسهمت في تعميق الأزمة المعقدة والمتشابكة أصلا، وأضافت عاملا آخر لازمة نظام الحكم، وأضرمت النار في حمى صراع المتنفذين على السلطة والمال والجاه والنفوذ، الذي لا تقدر البنود السرية لاتفاقية اربيل ان تخفيه.
ليست كل الأخبار سيئة في العراق، فخبر " إقصاء " رئيس هيئة النزاهة، باسم " الاستقالة " هو خبر سرعان ما ننساه، كما نسينا قبله مفارقة التصويت على إبقاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وكما نسينا قضايا الفساد الفاضحة، وعدم محاسبة المقصرين والفاسدين وما أكثرهم!
ليست كل الأخبار سيئة ، فالاعتقال التعسفي لأربعة مواطنين يوم 8 ايلول الحالي في كل من بغداد والديوانية والكوت، بدون مذكرات اعتقال قضائية، ولمجرد انهم رفعوا لافتات تطالب بإصلاح الأوضاع، مر مرور الكرام دون ان يجد صدى في وسائل الإعلام، ولم تصدر أية إدانة له من قبل أية منظمة حقوق إنسان في العراق!
ليست الأخبار على هذه الدرجة من السوء، مع ان الاقتصاد ما زال ريعيا، فلا تجارة ازدهرت، ولا ماء يكفي للزراعة نتيجة تطاول الدول الجارة على حقوق العراق، فضلا عن أسباب أخرى، ولا يوجد للعراق من يدافع عن حقوقه بوجه هذه التجاوزات والتطاول على حقوقه القانونية والتي تمس حياة شعبه ولقمة عيش أطفاله.
ليس الوضع في العراق قاتما الى هذا الحد ، رغم ان أعداد الأميين مفزعة تتراوح بين أربعة ملايين حسب الإحصائيات التي أشرفت عليها الأمم المتحدة وسبعة ملايين حسب معطيات وزارة التخطيط! ويبدو ان الرقمين كليهما صحيحان تبعا لتعريف كل طرف وفهمه للامية.
ليست كل الأخبار سيئة في العراق، حتى وان طالعتنا الصحف قبل ايام بتصريح للسيد وزير التجارة يعلن فيه ان " هناك ملايين البطاقات التموينية الوهمية في الكثير من المحافظات والتي أثرت على نتائج الانتخابات الأخيرة". كذلك بتقرير لمنظمة الإغاثة الدولية يفيد ان نسبة الأرامل في العراق تشكل 10في المئة من السكان، وان ثلاثا من كل خمس نساء قد فقدن أزواجهن في جرائم العنف والاقتتال الطائفي والإرهاب.
ليست كل الأخبار سيئة رغم ان ترتيب العراق في قائمة الفساد، لا يتزحزح عن صدارتها. وكم كانت مؤلمة تلك الصورة، التي رفع فيها كأس الفساد في مظاهرة البصرة يوم 9 من هذا الشهر، ولم نسمع حينها أي تعليق على ذلك من أي مسؤول حكومي.
ليست كل الأخبار بهذا السوء، ففي لجة الأخبار السيئة، هناك خبر جميل، لم يلتفت إليه إعلام الدولة كالعادة، مع انه يبشر بالأمل ويفتح كوة في نفق أحزاننا المظلم. هذا الخبر الذي زفه لنا مكتب السلام العالمي هو منح جائزة شين ماكلبرايد للسلام لعام 2011 الى الناشطة المدنية هناء أدور، تقديرا لدورها المتميز في الدفاع عن الحريات المدنية في العراق، وهي التي قيمها السيد (توماس ماغنوسن) الرئيس المشارك لمكتب السلام العالمي بقوله انها " ناشطة نسائية استثنائية معروفة جيدا في جميع أنحاء العراق بمواقفها القوية بالنسبة للعملية السياسية بطيئة الحركة بين السياسيين. إنها شجاعة وحياتها معرضة دائما للخطر لكنها لم تتباطأ بأي شكل في مهمتها. انها الأكثر جدارة لنيل الجائزة، مصممة ونشيطة، ذات سجل نشاطات يثير الإعجاب لتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية، ولتطوير المجتمع المدني والدفاع عن حقوق المرأة".
.. وهكذا " تحاصصنا " معهم.. لهم كأس الفساد ولنا جائزة السلام!