الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

سوريا والتدخّل العسكري: صعب وليس مستحيلاً

kolonagaza7

أخبار بوم

باريس ــ بسّام الطيارة

أعطى تحرك الجامعة العربية الذي جاء أعلى من التوقعات وسبب صدمة لدمشق، التي لم تتوقع أن تصوت ضدها ١٨ دولة،دفعاًللمسألةالسورية في اتجاهات عدة قد تفاجئ أكثر من مراقب، قد تكون الجامعة العربية أولهم.وسارعت الدوائر الغربية للترحيب بـ«شجاعةالجامعةالعربية» وللتنديد بمحاولة «ترهيب المجتمع الدولي»، في إشارة إلى الهجمات على السفارات والقنصليات التي حصلت في دمشق مباشرة بعد صدور القرار من القاهرة.ويقول دبلوماسي أوروبي عمل طويلاً مع السلطات السورية إن «هجوم الحشود على السفارات لا يحمل أي عامل قوة لا بل على العكس» وهو يدل على «فقدان أعصاب النظام». ويستطرد بأن العواصم الغربية اليوم لم «تعد تنظر إلى دمشق لتحصي عدد القتلى يومياً» وأن الأمور الآن سوف تذهب بعيداً وبسرعة لأنه «لا يمكن تحمل هذا عنف النظام تجاه شعبه». ويشرح الدبلوماسي المخضرم أن «قرار الجامعة العربية موجه لموسكو وليس لدمشق وأن الجهد اليوم هو لدفع المجتمع الدولي للتحرك».ورغم عطلة نهاية الاسبوع، تبدو العواصم الغربية وكأنها كانت تنتظر هذا القرار للعمل على استصدار قرار من مجلس الأمن، بعدما «باتت روسيا وجها لوجه مع قرار عربي» يدعو إلى مقاطعة اقتصادية وسياسية. ويذكر الجميع أن قرار الجامعة العربية بخصوص ليبيا فتح أيضاً الباب أمام قرار مجلس الأمن ومنع الفيتو الروسي، ورغم اختلاف الظروف والعوامل والتعقيدات التي يمكن أن يفتحها أي تدخل أجنبي في بلاد الشام، إلا أنه لم يعد مستبعداً البتة. وقد انخفضت الأصوات التي كانت تتردد في الدعوة إلى تدخل أجنبي وعلا صوت من يطالب بجماية المدنيين بأي ثمن.ولكن ما هي إمكانيات التدخل الحالية وتحت أي شكل يمكن أن تحصل؟ يشرح أحد الخبراء العسكريين بأن تدخل العسكري في سوريا «صعب وإن لم يكن مستحيلاً». ويشير إلى أن«الصعوبةهي سياسية بالدرجةالأولى» بسبب التماس مع العامل الإسرائيلي، وإن كان لا يعتقد بأن «حلفاء سوريا في لبنان يمكن أن يلحقوا بالنظام في أي مغامرة هروب إلى الأمام». إلا أنه يقول إن رفع العقبة السياسية يمكن أن تكون بتحرك سياسي من قبل المعارضة باتجاه حلفاء النظام لطمأنتهم.أما من الناحية العسكرية، فيقول إن «الأمر ليس بالصعوبة التي تصورها صحافة النظام» وأن عدد الصواريخ ومداها لا يدخل في ميزان أي مجابهة مع المجتمع الدولي إلا في حال«هروب على طريقة صدام» بإطلاق صواريخ نحو الدولة العبرية. كما أن عدد الفرق وتعداد الجنود وتجهيزاتها ليست محسومة لصالح من يمكن أن تتحرك، ما عدا ثلاث فرق تتكفل بقمع الثوار وهي تتنقل بين المدن وبدأت بمواجهة جيوب الجيش المنشق. ويضيف بأن الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، وهي الأقوى والأكثر تسليحا «تمسك العاصمة» ومن المستبعد أن تتحرك وإلا تفلت زمام الأمور. ويلمح إلى أن فرض منطقة حظر طيران شبيهة بالمنطقة التي فرضت في ليبيا يمكن أن تلجم ٧٠ في المئة من قوة النيران السورية. وإجابة على سؤال عن «الدفاع الجوي السوري»، يبتسم الخبير ويذكر بـ «قصف إسرائيل لما يبدو أنه منشأة نووية». ويشير إلى أن «الطائرات الحربية لن تترك أثراً على الرادارات لا ذهاباً ولا إياباً»، ملمحاً إلى إمكانية فتح السماء التركية أمام طائرات تنفيذ حظر الطيران في حال إقراره. أما بشأن «النزول على الأرض»، يقول الخبير بأنه «لا ضرورة لأي جندي على الأرض لأن ظروف النزاع هنا تختلف عن ليبيا»، وخصوصاً أن التوقعات تشير إلى انشقاقات متتالية في الأيام المقبلة يمكن أن تجعل «من أي مقاومة للنظام محاولة يائسة» حسب قوله.إلا أنه يبدو على الخبير بعض القلق الذي لا يخفيه وبرره بـ«تصاعد نفوذ القوى السلفية». ويشدد على أنه لا يقصد «الإخوان المسلمين» بل جماعات مسلحة منتشرة في عدد من المحافظات لا تشارك في التظاهرات ولا حتى في القتال ولكنها موجودة بقوة «وكأنها تنتظر شيئاً ما». وعندما تنبهه بأن ما يقوله يذهب في اتجاه ادعاءات النظام الذي يقول إنه يحارب جماعات سلفية، يضيف «النظام ليس معه وقت للنظر إلى هذه الناحية». ويتابع أنه يروج «ما يعتقد أنه يفيده لردع الغرب والبرجوازية والمسيحيين عن التدخل لنزعه»، ولكنه عاجز عن تصور وجود هذه القوة. وحول تركيبة هذه الجماعات يقول إنها من «مخلفات الحرب العراقية» وفيها ما هب ودب من «الأممين المسلمين» وأن المعارضة في الداخل تخاف منها خوفها من النظام ولكنها تحاول «طمأنة نفسها بأن هذه القوى تحرس الثورة»، أما معارضة الخارج فتطمئن نفسها كونها متحالفة مع الإسلاميين الرسميين.

مشاركة مميزة