الجمعة، 27 يناير 2012

بعد عام من ثورة 25 يناير



kolonagaza7

أيها الأهل في مصر :

ليكن شعاركم "الشعب يريد خلافة إسلامية"إن الثورة التي تنبع من إحساس الشعب الصادق بالظلم والقهر الذي عانى منه طوال فترة الحكم الجبري إبان عهد المخلوع، هي ولا شك ثورة حقيقية مباركة قامت فكسرت حاجز الخوف، وقدمت تضحيات عظيمة في سبيل إنجاحها. ولن تتوقف هذه الثورة إلا على نظام حقيقي يرضي الله ورسوله. إن وعد الله للأمة بالاستخلاف والتمكين متحقق لا محالة، قال تعالى "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا"، وإن بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم كائنة لا محالة "...ثم تكون خلافة على منهاج النبوة".لقد أدرك الشعب أنه قد خُدع؛ فبعد عام على ثورته المباركة ها هو يرى أن النظام لم يسقط، وإن سقط رأسه، وبرغم أن أمريكا قد تخلت عن عميلها الساقط حسني مبارك، إلا أنها قد استبدلت به عملاء آخرين، وستتخلى عن عملائها الجدد إذا لم يستطيعوا أن يحافظوا على مصالحها ومصالح ربيبتها دولة يهود، وإن الشعب الذي أسقط عملاء أمريكا القابعين الآن في السجون، قادر على أن يسقط عملاء أمريكا المتربعين الآن على كراسي الحكم، ولن تنفعهم أمريكا ولا غيرها، بل ستدوس عليهم كما داست على غيرهم من العملاء.إن الأمة واعية لما يحاك ضدها من محاولة الالتفاف على الثورة بجعل المجلس العسكري وصيّاً على الدولة وعلى الدستور القادم، وستقف بالمرصاد لكل من يساعد في التمكين لأمريكا وعملائها في مصر. كما أن محاولة بعض من اختارتهم الأمة لينوبوا عنها في تطبيق الإسلام، طمأنة المجلس العسكري بشتى الطرق والارتماء في حضنه طالما يخضع بالولاء لأمريكا وليس لله، ما هو إلا انتحار سياسي، والواجب عليهم أن يتحلوا بالشجاعة الكافية، فيعلنوا بكل وضوح إصرارهم على تطبيق الإسلام، والانحياز لخيار الشعب المطالب بتطبيق الإسلام. إن ثورة الشعب المباركة هي فرصة ذهبية لإيصال الإسلام الذي يريده رب العالمين إلى الحكم ليخرج الناس من ظلم النظام الرأسمالي الذي اكتوى العالم بأسره بنار ظلمه، إلى عدل الإسلام ونوره لاستئناف الحياة الإسلامية التي يعيش في ظلها المسلمون وغير المسلمين عيشا كريما.إننا في حزب التحرير ندعو أهلنا في الذكرى الأولى للثورة، أن يجعلوها ثورة ترفع شعار "الشعب يريد خلافة إسلامية"؛ فبها وحدها عزتهم وبها وحدها النجاة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وأن ينبذوا ما سوقته لهم أمريكا من ديمقراطية منحطة، وعلمانية زائفة، وقومية ووطنية منتنة.
﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

شريف زايد

رئيس المكتب الإعلاميالمكتب الإعلامي لحزب التحرير

ولاية مصر

مشاركة مميزة