kolonagaza7
الدعوة التي اطلقها الأخ اسماعيل هنية بإتجاه توحد حركة حماس وحركة الجهاد دعوة طيبة من وجهة النظر الشرعية ومن وجهة نظر وطنية ومن وجهة نظر المقاومة.لعل من أمراض الحركة الوطنية المقاومة والجهادية الفلسطينية هو التعددية الفصائلية , خصوصاً حين يتم توظيف هذه التعددية من قبل أطراف خارجية مستغلة دعمها لهذا الفصيل أو ذاك التنظيم , وقد تجلى هذا الداء بصورة مخزية أحيانا ومؤسفة أحيان كثيرة وصل في بعض درجاته لسفك الدم الفلسطيني على مذابح بعيدة كل البعد عن القضية الفلسطينة ولكن باسمها ولا أريد هنا أن أورد أمثلة صاحبت القضية الفلسطينية من بدايتها .لكن المزاوجة أيضا بين فصيلين شبا عن الطوق ولكل مدرسته وسياسته وفقهه الجهادي وفقهه السياسي وفقهه الوطني ليست عملية سهلة بل لها أثار سلبية ربما بقدر ما لها من آثار أيجابية , ولعل من المهم جدا أن لا يتم زواج إن كان الطلاق والقطيعة قد يكون هو خاتمته السريعة إذا لم يكن هذا الزواج مدروسا بعناية شديدة .لا أظن أن قيادة حماس أو قيادة الجهاد يمكن لها أن تمارس المراهقة الوحدوية كما كان يمارسها أو يطاردها الرئيس الليبي معمر القذافي , فالحالة بين الجهاد وحماس حالياً هي في أفضل صورها بين فصيلين مفترقيين لكن إن حدثت الوحدة ( أو أي شكل توحدي ) ثم حدث الافتراق فستكون النتائج كارثية على الطرفيين.من أهم ما يجب أن نلتفت إليه هنا أن يخرج من الاندماج حركة جديدة ذات اسم جديد , اسم جامع واسع وذات أهداف واضحة تصلح أن تتسع لغيرهما لو ظهر أن هناك أي جهة تريد أن تدخل في هذا الجسم الجديد , بمعنى أوضح أظن من المناسب أن يتم التفكير في شئ أكبر من فصيل وبعقلية أكبر من عقلية حركة أو حزب .نأمل أن يتحول الطرح النظري والعاطفي لحقيقة على الأرض وأن تزول ( الدكاكين ) الفصائلية لصالح مشروع يشبه دولة بالمعنى الحقيقي.