kolonagaza7
لاتدعوني ويك أم البنين
تذكروني بليوث العرين
كانت بنون لي أدعي بهم
واليوم أصبحت ولامن بنين
أربعة مثل نسور الربي
قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تنازع الخرصان أشلاءهم
فكلهم أمسى صريعاً طعين
ياليت شعري أكما أخبروا
بأن عباس مقطوع الوتين
هادي جلو
مرعي
لاتستقبل الأم
الأخبار السيئة عن أولادها ،وهي تتغنى به كتلك البدوية التي تنشد :
ياحبذا ريح
الولد
ريح الخزامى في
البلد
أخذت صديقي عماد
القادم من المهجر في زيارة خاصة الى بيت أهلي، وكانت والدتي سمعت بمقدمه وجاءت تسلم
عليه ،وأخذت تبكي بحرقة، وحين سألناها ؟قالت :تذكرت حزن وقهر والدة عماد ،فأنا
لاتفصلني عن إبني هادي سوى مئات قليلة من الأمتار، بينما يبعد عماد عن أمه بآلاف
الكيلومترات وهي تذكره ،وتذكر بعده عنها وتبكي وتمرض بشدة، ولاشفاء لها من علة
الهجران.
يروي صديق لي عن
أمه، ومافعلت حين غادرها إثنان من أبنائها ليسكنا في دار مستقلة بعد أن كثر العيال،
وصارت المشاكل بين النسوان لاتحتمل ،وحين وضعت الأغراض في السيارة الكبيرة وقسمت
بينهما الأغطية والأفرشة وحاجات أخرى لتمضي بهما الى تلك الدار المعدة للسكن ،كانت
المفاجأة بهياج أصاب الأم حين بدأت السيارة بالتحرك ،وبدأت تولول وتبكي وتصيح
بولديها فإتمعت النسوة حولها باكيات وأخذن بتهدأتها والتخفيف عنها ،وكان ولدها
الأصغر ذكيا حيث صاح بمن معه،هيا أنزلوا الأغراض لن ننتقل الى أي مكان إلا برضا
الوالدة ،وهو الامر الذي خفف عنها ثم جرى الإتفاق على أن تذهب معهما الى الدار
الجديدة وتبقى لفترة من الزمن الى حين إستقرار الأمور.
برغم تعلق الأمهات
بأولادهن إلا إن التاريخ يحكي عن تضحيات جسيمة بالأولاد قدمتها نسوة عظيمات. ويحضر
في الذاكرة منهن الخنساء، المرأة الشجاعة التي رثت أخاها ببيت من الشعر لايزول من
العقل والوجدان في قولها:
وَإِنَّ
صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ
كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
هذه
الخنساء فقدت أيضا أربعة من أبنائها في حروب الإسلام الأولى وظلت ترثيهم بأحر
الرثاء وماجزعت بل صبرت على البلاء.
لكن
في قصة السيدة فاطمة بنت أسد المكناة ( أم البنين ) وقد قضى بنوها الأربع في واقعة
كربلاء مع اخيهم الحسين عبرة ومصداقا للتضحية فحين بلغها مقتلهم لم تجزع وسألت عن
الحسين ولم يكن إبن بطنها وبكته بحرارة لكنها رثت أولادها بقولها.
لاتدعوني ويك أم البنين
تذكروني بليوث العرين
كانت بنون لي أدعي بهم
واليوم أصبحت ولامن بنين
أربعة مثل نسور الربي
قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تنازع الخرصان أشلاءهم
فكلهم أمسى صريعاً طعين
ياليت شعري أكما أخبروا
بأن عباس مقطوع الوتين
نساء
بحجم الجبال، ويأتيك من ينتقص منهن ويستقل شأنهن بينما إمتلئت بطون الكتب والتراث
الإنساني بما يفيض من معان في تأكيد حضور العاطفة عند المرأة واليقين بالتضحية،
وهذه الخنساء، ثم هذه فاطمة بنت أسد، وسواهن من نساء الأرض كزينب بنت علي التي إهتز
وجدان البشرية لما لاقته من حزن وكمد وعذاب بقتل إبنائها وإخوانها وأبناء عمومتها
ثم صبرت.
المسافة
التي تفصلني عن أمي ليست