kolonagaza7
بقلم/ توفيق أبو شومر
إليكم هذا الخبر :
شكل رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو يوم 23/7/2013 ومعه أكثر من أربعين عضو كنيست جمعية لتعزيز الأواصر بين إسرائيل ويهود الدياسبورا، انتهى الخبر.
لم يكتفٍ نتنياهو بوزارة الاستيعاب الخاصة بالمهاجرين اليهود، ولا بهيئة شؤون اليهود المغتربين التابعة للحكومة، ولا بالمؤسسات التي لا حصر لها التي تتابع ملف كل اليهود في العالم، بل عمد رئيس الحكومة إلى تأسيس جماعة وجمعية أخرى،هدفها جذب اليهود إلى إسرائيل، وتعزيز صمود الباقين.
تذكرتُ في عام 2000 عندما طرحتُ في لقاءٍ سياسي أن يقوم مسؤولونا الفلسطينيون القادرون على التأثير بمبادرة وطنية لإنشاء وزارة خاصة باللاجئين الفلسطينيين، تقوم على متابعة أحوالهم ودعمهم وتعزيز صمودهم، والأهم من هذا كله أن تقوم وزارة اللاجئين بتعزيز أواصر الصلات بينهم وبين بقية أهلهم في كل مكان من أصقاع العالم، وذكَّرتُ الحاضرين في الندوة، بأننا -نحن -أصحاب القرار في فلسطين لا نشكل إلا 37% من مجموع الفلسطينيين في العالم، لذا لا يحقُّ لنا أن نُقرِّر بالنيابة عنهم!
وأكدتُ في الندوة نفسها، أن إخوتنا الصامدين في أرضهم منذ عام 1948 لهم نصيبٌ آخر في كل القضايا الوطنية، فهم تعرضوا للتهجير ليس مرة واحدة، بل مراتٍ عديدة داخل وطنهم، فطردوا وصودرتْ ممتلكاتهم، وهدمت بيوتهم، وتعرضوا لما هو أقسى من التهجير، وظلَّ كثيرون منا ينظرون إليهم، كما أراد المحتلون، فأطلقنا عليهم تسمية المحتلين: (عرب 48) وجعلناهم خارج أجندتنا الفلسطينية، ونظر إليهم بعضُنا أيضا نظرة أخرى أكثر تطرفا، عندما اتهمناهم بالتماثل مع الإسرائيليين، وكان الجيشُ الإسرائيلي بارعا في إقحام بعضهم ليحاربونا ضمن جيشهم.
وأجاب أحد الحاضرين بوجود دائرة خاصة تتبع منظمة التحرير، التي كانت يومها وما تزال ترقد في العناية الفائقة!!
بالطبع كانت تلك الأفكار قبل أن يُشطر الوطن إلى نصفين متخاصمين لا متكاملين، وتصبح الوزارة الفلسطينية وزارتين.
إن ثورة الفلسطينيين في النقب قبل أسبوع كانت عودة إلى الجذور، فقد شاركهم كل إخوتهم الصامدين، وأفسد الفلسطينيون على المحتلين خططه التي كانت تسعى لتقسيمهم إلى فئات وطبقات وشرائح متناقضة، منفصلة بعضها عن بعض، فإسرائيل واظبتْ على تقسيمهم إلى:
بدو ودروز وشركس وبهائيين ومسيحيين ومسلمين.
تخيلوا أننا اليوم أصبحنا نسمع مآسي إخواننا الفلسطينيين في سوريا والعراق، كما نسمعُ مآسي الاقتتال في القارة الإفريقية والآسيوية، ونأكل وجبات طعامنا ونحن نرى قوافل المهجرين من سوريا على شاشات الفضائيات بدون أن تدمع أعينُنا!! ونشاهد ونسمع أبشع ضائقة سكنية للفلسطينيين في مخيمات غيتو لبنان، بعد أن امتلأت عن آخرها بالمهجرين، ممن تركوا ممتلكاتهم، وفقدوا أعزائهم!!
ألا ينبغي علينا أن نقوم بأضعف الإيمان، وهو أن نجعل إخوتنا اللاجئين في الخارج أكثر قربا إلى وطنهم وإلينا؟!!