kolonagaza7
أيها القوميون التقدميون هل تريدون أن أدلكم على قتلة أخينا الشهيد محمد البراهمي اني أكاد أعرفهم بأسمائهم وصفاتهم فاذا ذكرتهم لكم فدونكم واياهم ولاتسمحوا لهم بالتواجد على أرض العروبة والاسلام لانهم مجرمون قتلة وخونة لأوطانهم ولا يستحقون العيش على تراب هذه الأرض الزكية وبحكم معرفتي الجيدة للشهيد منذ نهاية السبعينات في اطار الطلبة العرب الوحدويين التقدميين فان من أسباب اغتياله هناك عامل ذاتي يتعلق بالشهيد لوحده دون سائر الناس هو كونه عنيدا جدا متمسكا بمبادئه التي يؤمن بها دون تراجع ولو لاسباب تكتيكية وكل مكونات المشهد السياسي في تونس اليوم عندما كانوا طلبة يعرفون هذه الخصلة عن الشهيد لذا لاأستغرب مسألة الثارات الموغلة في القدم منه عبر استهدافه الآن لأن الشهيد سجل نقاطا عديدة على خصومه السياسيين والايديوليجيين في تلك الفترة .
ولكن هذا الأمر لا أركز عليه كثيرا ربما لأن الأحداث تجاوزته ولم يبقى أحد يذكر تلك الأيام الخالية وما فيها من احتدام في الجدل الى حد العنف أحيانا لكن لم يصل الى حد الاغتيال كما يحصل اليوم ولكن الذي سأركز عليه من المستفيدون من اغتياله حتى يمكن ان نوجه لهم التهمة بذلك ولنبدأ بفرضية السيد وزير الداخلية من كون السلفيين هم الذين قتلوه وذكر بعض الأسماء فتبين بعد ذلك ان فيهم من قتل منذ أكثر من شهر وهناك من هو في سوريا يوم الاغتيال وهناك من هو في السجون الفرنسية اضافة الى كون الشهيد ليس له أي عداء مع التيار السلفي باعتباره حاجا مرات عديدة ويؤدي واجباته الدينية منذ صغره وانا اشهد على ذلك وليس عليه أي زلة أخلاقية اضافة الى ان زوجته محجبة فلا داعي اذن لتوجيه تهم لاناس قد يكونوا أبرياء ثم ان السؤال للقاضي وزير الداخلية أي حكومة هذه تسمح باغتيال رمزين وطنيين بنفس السلاح أين دورها في كل هذا .
لكن من اغتال أخانا الشهيد محمد البراهمي لايعدو ان يكون الا من أزلام :
1 الدولة العميقة التي حاربها منذ نعومة أظافره ومنذ شبابه في الجامعة وفي الساحة الشعبية حيث بح صوته لاسقاطها بكل رموزها وأشخاصها وتنظيراتها التي لاتستجيب لما يؤمن به من مبادئ ثورية تعلمها من التجربة الناصرية التي أصر عليها الى اخر لحظة في حياته
2 الدولة الممتدة والتي من المفروض ان تكون مؤقتة ومحدودة بسنة واحدة فاذا بها تتجاوز شرعيتها زمنيا وموضوعيا في الاجراءات اللاشرعية التي قامت بها وجعلت المواطنين يندمون على قيامهم بالثورة وانتخاب أناس ليسوا في المستوى المطلوب وحاولوا فقط قدر جهدهم التمكن من الدولة والسيطرة عليها لتأبيد حكمهم وكانت كل تصريحاته ومواقفه كلها منددة بهذا التوجه اللامشروع ومع الحصار الاعلامي المفروض عليه قسرا وعلى كل القوميين فانه استطاع مع ذلك ابلاغ صوته ومن ذلك كما يذكر الجميع اشتباكه أول مرة في المجلس التاسيسي عندما تحدث عن المال السياسي الفاسد اضافة الى مواقفه من الدولة المدنية مؤكدا ان الدولة في الاسلام مدنية ومناداته بالحرية الحقيقية للمرأة لا تكبيلها بمنظومة فقهية كلاسيكية
3 الموقف من الصهيونية ومقاومته للتطبيع وجهاده من أجل بند في الدستور يجرم التطبيع فكان لهذا الموقف المتميز في مجلس التاسيسي أن يعتبر نشازا بمقاييس الدولة العميقة او الممتدة على حد السواء وذلك ان الدوائر الاستعمارية والصهيونية العالمية لا يناسبها مثل هذا الموقف المناصر للشعب الفلسطيني والوقوف الى جانبه ليتحرر بالكامل من الاحتلال الصهيوني ويعود الشعب الى ارضه ويخرج الغزاة وعودتهم الى بلدانهم الأصلية
4 الموقف من التآمر على سوريا واعتبار أن ما سمي بالجهاد في سوريا عبث ما بعده عبث وندد به وبمن يقوم باعداد الجهاديين وارسالهم الى سوريا بغية الجهاد هناك وقد أكد الشهيد في غير ما مرة أن الجهاد الحقيقي في فلسطين وليس في سوريا ولكن المتآمرين على الأمة لا يناسبهم مثل هذا الموقف لانه يفضح أعمالهم الشريرة .
5 الموقف من الاقليمية : كان للضهيد موقف واضح رافض للاقليمية في الوطن العربي باعتبارها أصل الداء في وطننا العربي وكانت له مواقف مشرفة من القضايا العربية كالعراق وسوريا وليبيا ولابد من الاشارة الى محاولته سنة 1982 السفر الى لبنان لمواجهة الاجتياح الصهيوني ووقع التفطن له ومنع من السفر بل اوقف بسبب ذلك.
6الوقوف الى جانب القضايا العادلة لشعبه في سليانة او سيدي بوزيد وصولا الى اضرابه عن الطعام لمدة ثلاثة أسابيع كادت أن تفتك به وقتها وذلك لسبب بسيط انه كان مضربا فعلا لامجرد تسويق اعلامي نظرا لما اعرفه عنه من التمسك بالمواقف الى حد بعيد. وللرد على هؤلاء جميعا يجب أن نناضل من أجل اسقاط الدولتين معا وفي نفس الوقت لا أن نتحالف مع احداهما لاسقاط الأخرى لانهما ينتميان لنفس المنظومة اليمينية المتعفنة فواحدة باسم الحداثة والأخرى باسم الدين وكلاهما ساقطة في براثن الاستعمار كما يجب علينا مقاومة الحيف الاجتماعي والجهوي الذي طالما قاومهما الشهيد الى حد انهاك نفسه بالامتناع عن الطعام وكذلك العمل على تجريم التطبيع والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني حتى تتحرر كل ارضه من البحر الى النهر غير منقوصة حبة تراب واحدة كما علينا العمل على توحيد صفوفنا لمواجهة التحديات القادمة وتحقيقا لامنية الشهيد في الوحدة العربية وبذلك نكون حققنا الهدف الذي عاش من اجله شهيدنا واغتيل لتغييبه وبذلك تسقط العملية الجبانة ولا تحقق أهدافها ونكون حققنا نصرا مؤزرا على القتلة والطغاة أيا كانوا