kolonagaza7
بقلم/ توفيق أبو شومر
هل إعلام الألفية الثالثة هو إعلام التثقيف والتبشير والتوعية ونقل الحقائق المجردة الصادقة، أم أنه صار متخصصا في مطاردة الفضائح، وتضخيم القبائح، وتعميم مهنة الذبائح الإعلامية، كمهنة رئيسة للإعلام؟!
نعم، ها هو الإعلام يتحول إلى نسور جارحة تُطارد بقايا الجثث، وإلى نمور تنقض على الغزلان البرية تُشتت شملها، وتفترسها،كل ذلك بحجة مقنعة للعامة وهي نقل الحقيقة والواقع، بدون أن يقوم هذا الإعلام بإكمال رسالته السامية التي تعقُبُ مرحلة نشر الفضائح والأسرار والجرائم، وهي المرحلة الأهم، وهي مرحلة التحليل والتعليل وصولا إلى الغاية الرئيسة وهي استخلاص العبر !
لم يقم هذا الإعلام المتوحش المفترس حتى بحملة تعقيم عقب المجزرة الإعلامية التي ارتكبها، وأنتجت ملايين الفايروسات سريعة العدوى!
إن نشر الحقائق والوثائق وما في حكمها، أمرٌ مطلوبٌ ومرغوبٌ فيه إعلاميا وثقافيا، غير أن هذا النشر إذا لم يظفر بالتحليل الإعلامي المخلص والصادق، والذي يخلص في النهاية إلى نتائج يمكنها أن تؤثر في التثقيف والتوعية ونشر الديمقراطية، يبقى إعلاما مُضلِّلا ، غايته فقط النشر والتوزيع لغاية جمع المكاسب المالية!
كما أن الوسيلة الإعلامية التي تتخصص فقط في مطاردة منافسيها وكارهيها، وتقوم بعد جمع المعلومات عن الإعلام المنافس، بإنتاج خليط من البهارات ترشُّهُ فوق الوجبة الإعلامية لغرض إسالة لعاب البسطاء، وجعلهم ضحايا للجرعات الدعائية التجارية، هو أيضا إعلامٌ مُضلِّلٌ ومضلَّل (بكسر اللام وفتحها)!
أيضا فإن الإعلام الذي ينشغل بالبحث عن أخطاء منافسيه، ويتمرد عليهم ويُحصي نقائصهم مستفيدا من وجبة وثائقية مشبوهة المصدر والتوقيت ، ويُقدِّم في الوقت نفسه فروض الطاعة والولاء لمموليه ومنشئيه وراعيه وأرباب نعمته المتسلطين، ويساهم في إخفاء وثائقهم الخاصة وطمسها أو تمويهها،هو أيضا إعلام خطيرٌ، يُقدم للجمهور السمّ في العسل!
ومن علامات هذا الإعلام المضلل، وما أكثر وسائل الإعلام المضللة في ألفيتنا ، أنه يقوم بعدة عمليات سرية خطيرة تُعتبر نقيضا لجوهر الرسالة الإعلامية، لا يكتشفها إلا الخبراء في مجال الإعلام ومنها:
أنه يتجاهل الأخبار التي تمس سمعة مالكيه وأربابه، باستخدام عدة أساليب ،منها أسلوب صياغة الخبر نفسه، لغويا وفنيا إعلاميا، ومن ثََمَّ ترتيب الخبر في النشرة الإخبارية، فالخبر المُهمل يقع دائما في ذيل قائمة الأخبار،وهذا في أحسن الأحوال، أما في أسوئها ، فإن وسائل الإعلام السلطوية تقوم في الغالب بتجاهل كل الأخبار التي تمس أرباب الوسيلة الإعلامية ومالكيها ومشرفيها!
كما أن وسائل الإعلام المضللة تقوم أيضا بطريقة أخرى خطيرة ، وهي أنها لا تستضيف في برامجها إلا من تتيقن من ولائهم لها، وتتأكد من أنهم لن يُغردوا خارج قفصها الإعلامي، فلكل وسيلة إعلامية نجومها وفرسانها المُكررون والموصى بهم من قبل الأسياد، وإذا اضطرت هذه الوسيلة الإعلامية لاستضافة الطرف المعارض الآخر، من منطلق (وجهة النظر الأخرى، وفق قوانين الإعلام)فإنها تعمد بلؤم إلى استضافة طرفٍ ضعيفٍ في قدراته وكفاءته ليتمكن الطرف الرئيس من الانتصار عليه بسهولة، وهذا انتهاك لئيم لجوهر الرسالة الإعلامية، وتحيُّزٌ وتضليل يصل إلى مرتبة الجريمة !
كما أن هذا الإعلام المضلل يقوم بنشر عيونه وأرصاده، أو فرسانه ونسوره ونموره في البلدان التي يرغب في نهش لحومها، بحيث تكون الغاية من نشرهم ليس الحصول على الحقائق، كما يظهر للمتعجلين، ولكن لإثارة البلبلة في هذا البلد، وتفريق القطعان البشرية، لغاية الافتراس، وذلك يتم بالتقاط آراء بعينها، وتصوير شخصياتٍ بعينها أيضا!
أعترف أولا أن السبب وراء كتابة هذا المقال هو وليمة موقع (ويكيلكس) الوثائقية التي يجري نهشها في كل مكان من قبل الوسائل الإعلامية، فكلُّ وسيله تختطف منها جزءا يُلائم طبختها الإعلامية الخاصة بها، والتي لا يمكنها أن تكون وصفة علاجية نافعة،تصب في إطار الغذاء الإعلامي الصحي.
وأعترف ثانيا بأنني أُمجد وأُقدّس لغة ( الوثائق) لأنها اللغة الوحيدة الصادقة في عالم الألفية الباطني.
وأقرُّ ثالثا بأن ما ورد فيما استطعتُ أن أستوعبه وأجمعه من معلومات من هذه الوثائق، كان سابق العلم بالنسبة لي ولكثيرين أمثالي، فما بلغني منها لم يزدني بها علما، ولم يزد الجمهور المتابع للأخبار فائدة تُذكر، فأمريكا لم تدخل العراق لتبني فيه مراكز الفضيلة ، وتقيم فيه أنصاب الحرية، وتنشر فيه النظام والقوانين والديمقراطية التي تنافسها، فهي سلطة غازية، غايتها النهائية جمع الغنائم!
وأعترف رابعا بأنني لم أعثر حتى اللحظة على قناة ناطقة بلغة الجدين، قحطان وعدنان قناة فضائية عربية استطاعتْ أن تنتقد أمة العرب على جرائمهم في حق علم الوثائق التاريخي، فهم لا يسمحون بنشر أية وثيقة من بدء عصر الرسالات السماوية، وحتى اليوم، هذا إذا تم العثور على وثيقة عربية رسمية واحدة!
فالعرب – رعاهم الله- من منطلق الإباء والعزة والأنفة، وإغاثة الملهوف، والإحسان للمستضعفين والمظلومين، لا يريدون أن يورطوا أجيالهم في مخلفاتهم، لذا فهم يقومون بمحو ما كتبوه بمجرد الانتهاء من الكتابة، وفي بعض الأحيان فهم يتخلصون من كل الذين يكتبون الوثائق، لمجرد شكهم في أنهم كتبوها!
لذلك فالعالم العربي يعيش لحظته الآنية الجميلة!! بكل تفاصيلها ومتعها !! معتمدا على تراثه العربي السالف، فبعد غزوة المغول ودمار بغداد، استفاد العرب من هذه الغزوة، وتخلصوا من صناعة إنتاج الوثائق والمخطوطات، لكيلا تقع في أيدي الأعداء المتربصين بأمة العرب منذ فجر التاريخ، حتى لا يستولوا على كنوزنا الثقافية والمعرفية النادرة!
كما أن للعرب فهما خاصا للوثائق التاريخية، فالوثيقة التاريخية عند الحاكم العربي هي كل وثيقة تاريخية تسرد حياة الحاكم والوالي والأمير، وتشير إلى محتدهم الأصيل ونسبهم النبيل الذي يعود في النهاية إلى الأشراف والكرماء، والمرسلين النبلاء، وتمجد بطولاتهم في المعارك، وتنشر صورهم في ميعة صباهم لتُعلَّق في كل الشوارع والمؤسسات والجمعيات والإدارات!
كما أن وثائق أمة العرب هي إنجازات الحكام والولاة في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة، وهذه الإنجازات الجليلة الرائعة لا تُحفظ في خزانات ومستودعات سرية كما يحدث في دول العالم الأخرى، بل تصبح مقررات تربوية على الأبناء في المدارس، يكون حفظها واستظهارها شرطا للنجاح، لذلك فإن الطلاب في كثير من المدارس العربية يتقيؤون الوثائق الرسمية العربية هذه على أوراق الاختبارات، ليتمكنوا من شق طريقهم للمستقبل!
والحقيقة المُرة في موضوع الوثائق التاريخية العربية، أن هذه الوثائق لا تظهر بين أمة العرب إلا أثناء نزاعٍ عربيٍ عربي، فحين يشتد النزاع بين دولتين تنشط حركة التوثيق وجمع المخطوطات التي تُحصي المفاسد والمقابح، وتنفِّر السامعين والمشاهدين من هذا النظام العربي، فتظهر وثائق العمالة للأعداء، وملفات الفساد وتبذير الأموال على موائد القمار، وشراء القصور والعقارات والأبنية والمؤسسات الخاصة!
وفي هذا الجو المفعم بالوثائق التاريخية، تظهر ممارسات أبناء وأقارب الحكام والولاة العرب وتُنشر ملفاتهم الشخصية، ولا تكتفي الوثائق التاريخية العربية بنشر خبايا وأسرار الحكام، بل تمتد لتشمل أيضا المحظيات، ربات الحجال والستر والجمال!
أتمنى أن أقرأ وثيقة رسمية عربية حقيقية، أفرجتْ عنها دولة عربية، بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها منذ قرنٍ من الزمن على الأقل!
هل إعلام الألفية الثالثة هو إعلام التثقيف والتبشير والتوعية ونقل الحقائق المجردة الصادقة، أم أنه صار متخصصا في مطاردة الفضائح، وتضخيم القبائح، وتعميم مهنة الذبائح الإعلامية، كمهنة رئيسة للإعلام؟!
نعم، ها هو الإعلام يتحول إلى نسور جارحة تُطارد بقايا الجثث، وإلى نمور تنقض على الغزلان البرية تُشتت شملها، وتفترسها،كل ذلك بحجة مقنعة للعامة وهي نقل الحقيقة والواقع، بدون أن يقوم هذا الإعلام بإكمال رسالته السامية التي تعقُبُ مرحلة نشر الفضائح والأسرار والجرائم، وهي المرحلة الأهم، وهي مرحلة التحليل والتعليل وصولا إلى الغاية الرئيسة وهي استخلاص العبر !
لم يقم هذا الإعلام المتوحش المفترس حتى بحملة تعقيم عقب المجزرة الإعلامية التي ارتكبها، وأنتجت ملايين الفايروسات سريعة العدوى!
إن نشر الحقائق والوثائق وما في حكمها، أمرٌ مطلوبٌ ومرغوبٌ فيه إعلاميا وثقافيا، غير أن هذا النشر إذا لم يظفر بالتحليل الإعلامي المخلص والصادق، والذي يخلص في النهاية إلى نتائج يمكنها أن تؤثر في التثقيف والتوعية ونشر الديمقراطية، يبقى إعلاما مُضلِّلا ، غايته فقط النشر والتوزيع لغاية جمع المكاسب المالية!
كما أن الوسيلة الإعلامية التي تتخصص فقط في مطاردة منافسيها وكارهيها، وتقوم بعد جمع المعلومات عن الإعلام المنافس، بإنتاج خليط من البهارات ترشُّهُ فوق الوجبة الإعلامية لغرض إسالة لعاب البسطاء، وجعلهم ضحايا للجرعات الدعائية التجارية، هو أيضا إعلامٌ مُضلِّلٌ ومضلَّل (بكسر اللام وفتحها)!
أيضا فإن الإعلام الذي ينشغل بالبحث عن أخطاء منافسيه، ويتمرد عليهم ويُحصي نقائصهم مستفيدا من وجبة وثائقية مشبوهة المصدر والتوقيت ، ويُقدِّم في الوقت نفسه فروض الطاعة والولاء لمموليه ومنشئيه وراعيه وأرباب نعمته المتسلطين، ويساهم في إخفاء وثائقهم الخاصة وطمسها أو تمويهها،هو أيضا إعلام خطيرٌ، يُقدم للجمهور السمّ في العسل!
ومن علامات هذا الإعلام المضلل، وما أكثر وسائل الإعلام المضللة في ألفيتنا ، أنه يقوم بعدة عمليات سرية خطيرة تُعتبر نقيضا لجوهر الرسالة الإعلامية، لا يكتشفها إلا الخبراء في مجال الإعلام ومنها:
أنه يتجاهل الأخبار التي تمس سمعة مالكيه وأربابه، باستخدام عدة أساليب ،منها أسلوب صياغة الخبر نفسه، لغويا وفنيا إعلاميا، ومن ثََمَّ ترتيب الخبر في النشرة الإخبارية، فالخبر المُهمل يقع دائما في ذيل قائمة الأخبار،وهذا في أحسن الأحوال، أما في أسوئها ، فإن وسائل الإعلام السلطوية تقوم في الغالب بتجاهل كل الأخبار التي تمس أرباب الوسيلة الإعلامية ومالكيها ومشرفيها!
كما أن وسائل الإعلام المضللة تقوم أيضا بطريقة أخرى خطيرة ، وهي أنها لا تستضيف في برامجها إلا من تتيقن من ولائهم لها، وتتأكد من أنهم لن يُغردوا خارج قفصها الإعلامي، فلكل وسيلة إعلامية نجومها وفرسانها المُكررون والموصى بهم من قبل الأسياد، وإذا اضطرت هذه الوسيلة الإعلامية لاستضافة الطرف المعارض الآخر، من منطلق (وجهة النظر الأخرى، وفق قوانين الإعلام)فإنها تعمد بلؤم إلى استضافة طرفٍ ضعيفٍ في قدراته وكفاءته ليتمكن الطرف الرئيس من الانتصار عليه بسهولة، وهذا انتهاك لئيم لجوهر الرسالة الإعلامية، وتحيُّزٌ وتضليل يصل إلى مرتبة الجريمة !
كما أن هذا الإعلام المضلل يقوم بنشر عيونه وأرصاده، أو فرسانه ونسوره ونموره في البلدان التي يرغب في نهش لحومها، بحيث تكون الغاية من نشرهم ليس الحصول على الحقائق، كما يظهر للمتعجلين، ولكن لإثارة البلبلة في هذا البلد، وتفريق القطعان البشرية، لغاية الافتراس، وذلك يتم بالتقاط آراء بعينها، وتصوير شخصياتٍ بعينها أيضا!
أعترف أولا أن السبب وراء كتابة هذا المقال هو وليمة موقع (ويكيلكس) الوثائقية التي يجري نهشها في كل مكان من قبل الوسائل الإعلامية، فكلُّ وسيله تختطف منها جزءا يُلائم طبختها الإعلامية الخاصة بها، والتي لا يمكنها أن تكون وصفة علاجية نافعة،تصب في إطار الغذاء الإعلامي الصحي.
وأعترف ثانيا بأنني أُمجد وأُقدّس لغة ( الوثائق) لأنها اللغة الوحيدة الصادقة في عالم الألفية الباطني.
وأقرُّ ثالثا بأن ما ورد فيما استطعتُ أن أستوعبه وأجمعه من معلومات من هذه الوثائق، كان سابق العلم بالنسبة لي ولكثيرين أمثالي، فما بلغني منها لم يزدني بها علما، ولم يزد الجمهور المتابع للأخبار فائدة تُذكر، فأمريكا لم تدخل العراق لتبني فيه مراكز الفضيلة ، وتقيم فيه أنصاب الحرية، وتنشر فيه النظام والقوانين والديمقراطية التي تنافسها، فهي سلطة غازية، غايتها النهائية جمع الغنائم!
وأعترف رابعا بأنني لم أعثر حتى اللحظة على قناة ناطقة بلغة الجدين، قحطان وعدنان قناة فضائية عربية استطاعتْ أن تنتقد أمة العرب على جرائمهم في حق علم الوثائق التاريخي، فهم لا يسمحون بنشر أية وثيقة من بدء عصر الرسالات السماوية، وحتى اليوم، هذا إذا تم العثور على وثيقة عربية رسمية واحدة!
فالعرب – رعاهم الله- من منطلق الإباء والعزة والأنفة، وإغاثة الملهوف، والإحسان للمستضعفين والمظلومين، لا يريدون أن يورطوا أجيالهم في مخلفاتهم، لذا فهم يقومون بمحو ما كتبوه بمجرد الانتهاء من الكتابة، وفي بعض الأحيان فهم يتخلصون من كل الذين يكتبون الوثائق، لمجرد شكهم في أنهم كتبوها!
لذلك فالعالم العربي يعيش لحظته الآنية الجميلة!! بكل تفاصيلها ومتعها !! معتمدا على تراثه العربي السالف، فبعد غزوة المغول ودمار بغداد، استفاد العرب من هذه الغزوة، وتخلصوا من صناعة إنتاج الوثائق والمخطوطات، لكيلا تقع في أيدي الأعداء المتربصين بأمة العرب منذ فجر التاريخ، حتى لا يستولوا على كنوزنا الثقافية والمعرفية النادرة!
كما أن للعرب فهما خاصا للوثائق التاريخية، فالوثيقة التاريخية عند الحاكم العربي هي كل وثيقة تاريخية تسرد حياة الحاكم والوالي والأمير، وتشير إلى محتدهم الأصيل ونسبهم النبيل الذي يعود في النهاية إلى الأشراف والكرماء، والمرسلين النبلاء، وتمجد بطولاتهم في المعارك، وتنشر صورهم في ميعة صباهم لتُعلَّق في كل الشوارع والمؤسسات والجمعيات والإدارات!
كما أن وثائق أمة العرب هي إنجازات الحكام والولاة في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة، وهذه الإنجازات الجليلة الرائعة لا تُحفظ في خزانات ومستودعات سرية كما يحدث في دول العالم الأخرى، بل تصبح مقررات تربوية على الأبناء في المدارس، يكون حفظها واستظهارها شرطا للنجاح، لذلك فإن الطلاب في كثير من المدارس العربية يتقيؤون الوثائق الرسمية العربية هذه على أوراق الاختبارات، ليتمكنوا من شق طريقهم للمستقبل!
والحقيقة المُرة في موضوع الوثائق التاريخية العربية، أن هذه الوثائق لا تظهر بين أمة العرب إلا أثناء نزاعٍ عربيٍ عربي، فحين يشتد النزاع بين دولتين تنشط حركة التوثيق وجمع المخطوطات التي تُحصي المفاسد والمقابح، وتنفِّر السامعين والمشاهدين من هذا النظام العربي، فتظهر وثائق العمالة للأعداء، وملفات الفساد وتبذير الأموال على موائد القمار، وشراء القصور والعقارات والأبنية والمؤسسات الخاصة!
وفي هذا الجو المفعم بالوثائق التاريخية، تظهر ممارسات أبناء وأقارب الحكام والولاة العرب وتُنشر ملفاتهم الشخصية، ولا تكتفي الوثائق التاريخية العربية بنشر خبايا وأسرار الحكام، بل تمتد لتشمل أيضا المحظيات، ربات الحجال والستر والجمال!
أتمنى أن أقرأ وثيقة رسمية عربية حقيقية، أفرجتْ عنها دولة عربية، بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها منذ قرنٍ من الزمن على الأقل!