kolonagaza7
علي عبدالعال
يمثل الإعلان عن "الحركة السلفية من أجل الإصلاح" سابقة غير معهودة على مسار التيار السلفي في مصر، باعتبار "حفص" حركة تطالب بالإصلاح وتتخذ مسارًا سياسيا ذا طبيعة جماهيرية متفاعلة مع كافة القضايا الجدلية المطروحة على الرأي العام. خرجت من رحم الدعوة السلفية بالرغم من أنها تتخذ وسائل في التحرك يتحفظ السلفيون على أغلبها.
وجدت الحركة في البيانات التي يجري توزيعها على نطاق واسع عبر شبكة الإنترنت، وفي المظاهرات الحاشدة بالمساجد والميادين العامة وسائلها للعمل والانتشار. فكان أول ظهور علني لها خلال المظاهرة التي خرجت من مسجد "الفتح" بميدان رمسيس وسط القاهرة 1ـ 10ـ 2010 وقادها الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس، "لإنقاذ الأسيرات المسلمات من سجون الكنيسة"، وللتنديد "بتجاوزات الأنبا بيشوي" سكرتير المجمع المقدس.
ليس لها أجنحة عسكرية ولا مطامع بالحكم
يعرف القائمون على "حفص" حركتهم بأنها إصلاحية تعتمد المنهج السلفي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل المجالات (السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها). وحتى تكون بعيدة عن أي اتهامات بالسعي وراء مصالح شخصية أو الانسياق وراء بواعث وأطماع خارجية، يؤكدون على أن "ليس لها أي أجنحة سياسية أو عسكرية"، لأنها لن تشارك في "العملية السياسية"، ولن يكون لها "أي مطامح أو أطماع في كرسي الحكم"، ولكنها "تمثل الخط العلمي والدعوي الإسلامي الذي يؤيد أي تحرك سياسي أو عسكري يمهد لتحقيق أهداف الحركة مع المحافظة على الثوابت الشرعية".
أما السبب في إنشائها فيلخصه مؤسسها وأمينها العام رضا صمدي بـ "ضخامة التحديات التي تمر بها أمتنا في هذه المرحلة"، ولأن "الصوت الناطق بالحق بدا خافتا متواريا في هذه الآونة"،
لذلك تجد من أهداف الحركة: إيجاد صوت يعبر عن المنهج السلفي في الإصلاح والتغيير في المجتمع المسلم، وترشيد الممارسة السياسية بكل فئاتها ومستوياتها لتتوافق مع الشرع الإسلامي، ولتذكير الأمة بالثوابت التي يجب استحضارها في كل مشروع إصلاحي، وتكوين مرجعية قيادية للتيار السلفي حتى يستطيع استثمار فئاته في صالح الإسلام وتقديم النصح والتوجيه للكوادر السلفية العاملة في كل الأصعدة.
تخاطب الحركة الأمة الإسلامية "أمة الإجابة" بكل شرائحها وأطيافها، حكاما ومحكومين، كما توجه خطابها لـ "أمة الدعوة" وهي كل أمم الأرض التي لم تدخل في دين الإسلام. وهي تقوم بهذا الدور لأنها "تمثل شريحة فاعلة في الأمة الإسلامية، ولن تحتاج إذنا من أي جهة لتقوم بهذا الدور الإصلاحي الذي يجب أن يقوم به كل مسلم فضلا عن العلماء والدعاة وأهل الحل والعقد".
متجاوزة للزمان والمكان
لم تكن مظاهرة "الفتح" الحدث الذي سجل أول إعلان عن "حفص" بل سبق للحركة الظهور قبل خمس سنوات، حيث خرج البيان التأسيسي الأول لها في 1 أغسطس 2005 عندما أصدرت عددا من البيانات متعلقة بأحوال العالم الإسلامي، في محاولة لتوصيل صوتها "للمتنفذين من كل شرائح المسلمين في العالم، حتى يعوا دورهم التاريخي المهم". وبناء على أسباب وضغوط "أملتها المرحلة السابقة" احتجبت الحركة عن إصدار بياناتها وتعليقاتها على الأحداث "على أمل أن يكون في الصف السلفي من يقوم بهذه الأمانة قياما كافيا".
ثم أصدرت البيان التأسيسي الثاني في 13 سبتمبر 2010م بعدما رأت (حفص) "أن الدور التوجيهي والتوعوي للأمة صار مختلا، كما أن الصوت الذي يمثل التجربة الحضارية السامقة لأمتنا الإسلامية "صوت السلف الصالح" صار غائبا عن ساحة العاملين في كل الساحات، وارتأت الحركة السلفية من أجل الإصلاح أن تستعيد دورها الذي ابتدأته في توجيه الأمة نحو المشروع النهضوي الكبير على أسس إصلاحية سلفية.
وإذ تعلن الحركة عن نفسها في هذه المرحلة الحرجة فإنها تؤكد على أنها "حركة سلمية لا تنهج العنف وسيلة للتغيير أو الإصلاح، وتتمسك بالصلاحيات التي تتيحها كل الأعراف والقوانين الدولية والتي لا تتعارض مع الإسلام ومن أهمها حق المسلم في التعبير عن رأيه، وتعتبر الحركة نفسها كيانا مكمِّلا لأي عملية إصلاحية فيها صلاح الأمة الإسلامية وفقا لأساس المرجعية الإسلامية الثابت في ضمير كل مسلم".
لا يبدو أن الحركة تقصر دائرة اهتمامها على الشأن المصري فحسب، ففي بيانها التأسيسي تناشد "حفص" كل الكوادر السلفية العاملة في أنحاء الأمة الإسلامية أن تتكاتف وتتعاون من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الإصلاح والتغيير نحو الأفضل والأصح لمستقبل الأمة الإسلامية، فهي حركة "تتجاوز الزمان والمكان، طموحها إصلاح الأمة الإسلامية بأسرها"، ومن ثم فهي تنفي عن نفسها صفة الحزبية الضيقة محاولة أن تكون "ممثلة لنبض الأمة بكل شرائحها"، وستخاطب كل هذه الشرائح مذكرة إياها "بخطاب الخالق وما يمليه عليم كونهم عبيدا له". لذلك فقد تفاعلت مع أكثر من حدث خارج القطر المصري، فنددت بتهديد قس أمريكي متطرف بحرق نسخ من القرآن، وأصدرت أكثر من بيان حول فيضانات باكستان، وبعد هجوم متطرف شيعي على أم المؤمنين السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أيدت الحركة التظاهرات والتجمعات المنددة في دولة الكويت كما استنكرت قرار وزارة الداخلية بحظر التجمعات العامة، وحظرت في بيان لها من تقسيم السودان، والحركة أيضا متفاعلة بقوة مع أوضاع الأقلية المسلمة في تايلند البلد الأصلي لمؤسسها رضا صمدي، "لتستطيع كل الدول الإسلامية إعادة أمجاد الحضارة الإسلامية الغابرة"، على حد قوله.
فضاء الإنترنت
تتخذ الحركة من الإنترنت وسيلتها للانتشار والإعلان، ومن خلال النقاشات والنشاط الإعلامي عبر الشبكة العنكبوتية تتمكن من ضم أعضاء جدد إليها، فللحركة مدونة خاصة تحمل اسمها "الحركة السلفية من أجل الإصلاح" وهناك مدونة أخرى لأمينها العام تحمل اسم "المجد للإسلام" يتصدرها بعبارة تنم كثيرًا عن رؤيته لواقع العالم الإسلامي وعلى أي أساس تأتي تحركاته التي لا يفرق في كونها تنطلق من القاهرة أو بانكوك، فيقول: "إن البشرية اليوم لم يعد لها خيار آخر غير الإسلام، ليقودها نحو الأمان، والمسلمون لم يعد لهم خيار غير أن يتصدوا لهذا الدور القيادي، والصحوة الإسلامية اليوم لم يعد لها خيار إلا أن تعمل على حشد المسلمين للقيام بهذا الدور.. فمن الذي سيقوم بتوجيه الصحوة الإسلامية ثم العالم الإسلامي ليقود العالم؟ لا يجيب على هذا السؤال إلا من اعتقد في حنايا وجدانه أن "المجد للإسلام""، وهو الاسم الذي اختاره لمدونته.
كما أن لصمدي مشاركات عديدة ومناقشات أخرى فى المنتديات الإسلامية مثل: منتدى "أنا المسلم"، و"منتدى السلفيون" و منتدى "فرسان السنة", وغيرهم، وتخص الحركة منتدى "أنا المسلم" بنشر بياناتها بالتزامن مع نشرها في حساباتها الخاصة على موقع "الفيس بوك"، ومدونتها على موقع جوجل، فضلا عن مدونة أمينها العام، وحول الدور الذي باتت تلعبه شبكة الإنترنت، يقول رضا صمدي: "إن الشبكة العالمية للاتصالات جعلت هذا العالم قرية صغيرة وكتابا مفتوحا، ولربما يعرف المقيم في بانكوك عن أدق التفاصيل التي تحدث في القاهرة إذا خصص وقتا للبحث عن هذه الأخبار".
القائمون على "حفص"ا
بالرغم من أن الحركة السلفية من أجل الإصلاح أثبتت أن لها وجودًا فاعلا في الشارع المصري، من خلال ظهور أعضائها ولافتاتها العلنية في المظاهرات، ومشاركتها آخرين في تنظيم هذه التظاهرات والفاعليات كـ "رابطة المحامين الإسلاميين" التي يتزعمها المحامي ممدوح إسماعيل في نقابة المحامين، و"المرصد الإسلامي"، و"نشطاء الفيس بوك"، و"موقع كاميليا" وهو موقع على شبكة الإنترنت دشنه نشطاء لنصرة زوجة القس تداوس سمعان، كاهن دير مواس الموجودة في الكنيسة. بالرغم من هذا الوجود على الأرض إلا انه ومن خلال بياناتها وخطاباتها المنشورة على شبكة الإنترنت لا يعرف من بين القائمين على الحركة سوى بضع أفراد: مؤسسها وأمينها العام رضا صمدي، وهو تايلاندي مقيم في بانكوك، والمنسق العام "أبو المهند المصري"، والعضو الناشط "تلميذ القاعدة"، والآخيرين على ما يبدو موجودين في مصر.
أما "رضا أحمد صمدي" مؤسس الحركة وأمينها العام، فهو تايلاندي عاش فترة من عمره في مصر ودرس في الأزهر، وكان من بين المنتمين إلى مدرسة الإسكندرية السلفية التي تعلم على يد علمائها. جاء صمدي إلى مصر مع عائلته عام 1986 بهدف الإقامة المستديمة، وحصل من جامعة الأزهر على البكالوريوس من كلية الشريعة والقانون. ثم التحق بالدراسات العليا للحصول على الماجستير، واجتاز السنة الأولى بجدارة، في تخصص أصول الفقه، وفي نهاية السنة الثانية، وتحديدا يوم 17/ 5 /1999م ، ونظرا لنشاطه السلفي في الجامعات المصرية التي كان يشرف على الطلاب السلفيين فيها اتخذت أجهزة الأمن المصرية قرارًا بطرده من البلاد بالرغم من أنه مولود لأم مصرية.. خرج صمدي من مصر إلى المغرب وهناك حصل على ماجستير "علم الحديث" من جامعة "القرويين"، وكان عنوان الرسالة "منهج النقد عند المحدثين". ثم رحل إلى بلاده ليستقر به المقام في العاصمة بانكوك.
أما "أبو المهند المصري" المنسق العام للحركة، فهو شخص مجهول ـ على ما يبدو ـ لا يعرف عنه شيء سوى ما قاله رضا صمدي عنه في إحدى النقاشات "هو موجود في مصر متابع للوضع عن كثب"، بالإضافة لعدد من البيانات الصادرة عن الحركة وموقعة باسمه منها البيان الذي سبق "مظاهرة مسجد الفتح"، إلى جانب النقاشات التي يشارك فيها بالمنتديات الإسلامية على شبكة الإنترنت.
أما "تلميذ القاعدة" وهو شخص مجهول لكنه عضو فاعل في الحركة فلا يعرف عنه سوى مشاركته في نقاشاتها على شبكة الإنترنت تحت هذا الاسم الوهمي، ومشاركته في الترتيب للتظاهرات من خلال الشبكة العنكبوتية أيضا.
وكان مؤسس الحركة قد ذكر في إحدى نقاشاته انه مازال يسعى لاستكمال مجلس شورى الحركة. وفي حوار لنا معه، سألنا رضا صمدي، كم تقدرون عدد المنتمين للحركة في مصر؟، فأجاب: "مازالوا قليلين جدا، ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن الحركة السلفية لم تضع في أهدافها تكثير أتباعها والمنتمين إليها، لكنها تحرص على اصطناع رأي عام يحتشد وراء المبادئ والأصول التي ضُيعت في أمتنا، ونسعى لتكوين تيار يطالب بتلك المبادئ والأصول وفي مقدمتها تحكيم شريعة الإسلام في بلاد الإسلام". يضيف "ويمكن قياس الانتماء عن طريق بيانات الحركة".
موقف شيوخ السلفية منها
لا يبدو أن الحركة السلفية من أجل الإصلاح تحظى بقبول أو تأييد شيوخ الدعوة السلفية في مصر، الذين تعلم على أيديهم مؤسسها وباقي القائمين عليها، ولا يوجد ما يؤشر على أن هؤلاء مرحبين بأنشطتها وتحركاتها.. فقد سُأل الشيخ ياسر برهامي، وهو أحد كبار الدعاة السلفيين، في أحد لقاءاته بالإسكندرية عن "حفص" فقال: "بالنسبة لهذه الحركة فنحن لا نعلم عن أفرادها شيئا، إلا أن الأخ رضا صمدي دائمًا يعلن أنه هو الذي أسسها ونحن وإن كنا نكن له الحب والتقدير والاحترام إلا أننا نختلف معه كثيرًا، وزادت الاختلافات في الفترة الأخيرة، ومنها مثل هذه الإعلانات عن جماعات لا ندري عنها شيئًا، ولا أعلم أن أفرادها يرجعون إلى أحد من شيوخ الدعوة"، ثم سُأل عن شخص رضا صمدي فأجاب: "الشيخ رضا من الإخوة القدامى، الذين كانوا يعملون في الدعوة قبل سفره إلى تايلند من 15 عاما تقريبًا، ولكن كما ذكرت نحن نحب الشيخ رضا ولكن نختلف معه".
ويمثل هذا الموقف من شيوخ السلفية مثار قلق كبير لدى المنتمين للحركة والذين يفكرون في الانضمام إليها على حد سواء، ففي أحد النقاشات على منتدى "أنا المسلم" رأى أحد المتحدثين واسمه "سالم محمد" أن "تجاوز رموز السلفية خلل كبير ومؤشر فشل"، وذلك لما يمثله شيوخ السلفية من مرجعية معتبرة يصعب تجاوزها لدى كافة أطياف التيار السلفي في الداخل والخارج.
وكان رضا صمدي قد سُئل في أحد المنتديات عن موقف شيوخ السلفية من حركته، فأجاب: "الحركة السلفية من أجل الإصلاح تحتاج إلى وقت حتى يفهمها الناس أو يتفهمها المشايخ". وفي حوار لنا معه أردنا منه التوضيح حول هذه المسألة، فأجاب: بأن مشروع الحركة "عُرض على عدد من كبار مشايخ السلفية في مصر منذ خمس سنوات، ولم يكن لأي منهم إعتراضا على مشروعية التحرك، وإنما دارت تحفظاتهم حول تقدير المصالح والمفاسد ومناسبة المرحلة لمثل هذا التحرك". يضيف ولما "حصل خطأ في توصيل المعلومات" بينه وبين المشايخ، أصدروا بيانا يوصي بعدم الانضمام أو التعاون مع الحركة السلفية (وذلك عام 2005) "بناء على الظروف والمعطيات التي تحيط بالدعوة السلفية في الإسكندرية".
وتابع صمدي القول و"لما رأينا أن أغلب المشايخ في مصر متحفظون من تأييد الحركة، غيّرنا سياستها من الإقليمية للعالمية، فبدلا من أن تكون (الحركة السلفية من أجل الإصلاح ـ مصر-) سميناها (الحركة السلفية من أجل الإصلاح ـ حفص-)، حتى نرفع عن المشايخ حرج مساءلتهم عنها من الجهات الأمنية، وجعلنا الحركة مهتمة بشئون المسلمين في العالم كله ومن ضمن ذلك مصر".
وبالرغم من التقدير الذي يكنه رضا صمدي لشيوخ السلفية في مصر: "فلا زلتُ أعتبرهم رموز صحوتنا الإسلامية (على حد قوله) ولا زلت أوصي بكتبهم، واستماع محاضراتهم، والأخذ عنهم، وتقديم رأيهم ومشروتهم، ولا زلت أحفظ ودادي لهم، واحترامي لمقامهم"، إلا أنه يأخذ عليهم كثيرا القعود عن المشاركة السياسية، وعدم انخراطهم في الشأن العام، بما يجعلهم حاضرين في كل صغيرة وكبيرة من أمور الأمة. ففي مقال له شديد اللهجة تحت عنوان "السلفيون بين نداءات الواجب وتبريرات المنهج" كتب يقول :"لم نقل: انزلوا الساحة .. بل لم نقل شاركوا في المظاهرات، ولكننا قلنا: وجهوا هذه الأزمة، قولوا كلمة الحق"… ثم يتساءل: "كيف سنعلم الناس العقيدة ونعبدهم لربهم وفي فتنة كهذه نسكت ونتوارى ونؤثر السلامة ؟!"... "الواقع بكل تعقيداته ينادي على العلماء أن قدموا أطروحاتكم … الواقع ينادي على العلماء أن أنقذونا من هذا المستقبل المظلم" "أجيبوني … بل أجيبوا الأمة يا وراث العقيدة السلفية".
ويعد موقفه هذا من شيوخه كأحد الأسباب التي جرت عليه وعلى حركته النقد من الشباب الإسلامي والسلفيين خاصة، ففي أحد النقاشات خاطب من أطلق على نفسه "عماد ربيع" رضا صمدي بالقول: "أشكر لك حرصك على دفع وتوجيه السلفيين إلى العمل الحركى وإلى السياسة، ولكن من قال أنهم لا يفعلون (صحيح هناك البعض منهم فى عزلة عن الواقع خصوصا أصحاب المستوى التعليمى المحدود) غير أنهم يشاركون، ولكن بلا استعجال، وبسياسة النفس الطويل، وبمراعاة السنن الإلهية الكونية فى التغيير.. ولنعتبر من أخطاء الآخرين واستعجالهم التغيير وبأى وسيلة- كتجربة الجماعة الإسلامية- ما الذى حدث؟ خسرت الأمة الإسلامية مجموعة من خيرة شبابها مقابل لا شيء".
وفي نقاش آحر رد عليه من أطلق على نفسه "طارق الطنطاوي" بالقول: "لله سنن في كونه، وللتغيير منهج رباني سار عليه السلف ونسير عليه نحن الآن بمقتضى النصوص الشرعية التي وصلتنا عن سلفنا ونعمل بها بمقتضى تطبيقهم لها .. أي بفهمهم".--
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/ علي عبدالعال
صحفي مصري
يمثل الإعلان عن "الحركة السلفية من أجل الإصلاح" سابقة غير معهودة على مسار التيار السلفي في مصر، باعتبار "حفص" حركة تطالب بالإصلاح وتتخذ مسارًا سياسيا ذا طبيعة جماهيرية متفاعلة مع كافة القضايا الجدلية المطروحة على الرأي العام. خرجت من رحم الدعوة السلفية بالرغم من أنها تتخذ وسائل في التحرك يتحفظ السلفيون على أغلبها.
وجدت الحركة في البيانات التي يجري توزيعها على نطاق واسع عبر شبكة الإنترنت، وفي المظاهرات الحاشدة بالمساجد والميادين العامة وسائلها للعمل والانتشار. فكان أول ظهور علني لها خلال المظاهرة التي خرجت من مسجد "الفتح" بميدان رمسيس وسط القاهرة 1ـ 10ـ 2010 وقادها الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس، "لإنقاذ الأسيرات المسلمات من سجون الكنيسة"، وللتنديد "بتجاوزات الأنبا بيشوي" سكرتير المجمع المقدس.
ليس لها أجنحة عسكرية ولا مطامع بالحكم
يعرف القائمون على "حفص" حركتهم بأنها إصلاحية تعتمد المنهج السلفي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل المجالات (السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها). وحتى تكون بعيدة عن أي اتهامات بالسعي وراء مصالح شخصية أو الانسياق وراء بواعث وأطماع خارجية، يؤكدون على أن "ليس لها أي أجنحة سياسية أو عسكرية"، لأنها لن تشارك في "العملية السياسية"، ولن يكون لها "أي مطامح أو أطماع في كرسي الحكم"، ولكنها "تمثل الخط العلمي والدعوي الإسلامي الذي يؤيد أي تحرك سياسي أو عسكري يمهد لتحقيق أهداف الحركة مع المحافظة على الثوابت الشرعية".
أما السبب في إنشائها فيلخصه مؤسسها وأمينها العام رضا صمدي بـ "ضخامة التحديات التي تمر بها أمتنا في هذه المرحلة"، ولأن "الصوت الناطق بالحق بدا خافتا متواريا في هذه الآونة"،
لذلك تجد من أهداف الحركة: إيجاد صوت يعبر عن المنهج السلفي في الإصلاح والتغيير في المجتمع المسلم، وترشيد الممارسة السياسية بكل فئاتها ومستوياتها لتتوافق مع الشرع الإسلامي، ولتذكير الأمة بالثوابت التي يجب استحضارها في كل مشروع إصلاحي، وتكوين مرجعية قيادية للتيار السلفي حتى يستطيع استثمار فئاته في صالح الإسلام وتقديم النصح والتوجيه للكوادر السلفية العاملة في كل الأصعدة.
تخاطب الحركة الأمة الإسلامية "أمة الإجابة" بكل شرائحها وأطيافها، حكاما ومحكومين، كما توجه خطابها لـ "أمة الدعوة" وهي كل أمم الأرض التي لم تدخل في دين الإسلام. وهي تقوم بهذا الدور لأنها "تمثل شريحة فاعلة في الأمة الإسلامية، ولن تحتاج إذنا من أي جهة لتقوم بهذا الدور الإصلاحي الذي يجب أن يقوم به كل مسلم فضلا عن العلماء والدعاة وأهل الحل والعقد".
متجاوزة للزمان والمكان
لم تكن مظاهرة "الفتح" الحدث الذي سجل أول إعلان عن "حفص" بل سبق للحركة الظهور قبل خمس سنوات، حيث خرج البيان التأسيسي الأول لها في 1 أغسطس 2005 عندما أصدرت عددا من البيانات متعلقة بأحوال العالم الإسلامي، في محاولة لتوصيل صوتها "للمتنفذين من كل شرائح المسلمين في العالم، حتى يعوا دورهم التاريخي المهم". وبناء على أسباب وضغوط "أملتها المرحلة السابقة" احتجبت الحركة عن إصدار بياناتها وتعليقاتها على الأحداث "على أمل أن يكون في الصف السلفي من يقوم بهذه الأمانة قياما كافيا".
ثم أصدرت البيان التأسيسي الثاني في 13 سبتمبر 2010م بعدما رأت (حفص) "أن الدور التوجيهي والتوعوي للأمة صار مختلا، كما أن الصوت الذي يمثل التجربة الحضارية السامقة لأمتنا الإسلامية "صوت السلف الصالح" صار غائبا عن ساحة العاملين في كل الساحات، وارتأت الحركة السلفية من أجل الإصلاح أن تستعيد دورها الذي ابتدأته في توجيه الأمة نحو المشروع النهضوي الكبير على أسس إصلاحية سلفية.
وإذ تعلن الحركة عن نفسها في هذه المرحلة الحرجة فإنها تؤكد على أنها "حركة سلمية لا تنهج العنف وسيلة للتغيير أو الإصلاح، وتتمسك بالصلاحيات التي تتيحها كل الأعراف والقوانين الدولية والتي لا تتعارض مع الإسلام ومن أهمها حق المسلم في التعبير عن رأيه، وتعتبر الحركة نفسها كيانا مكمِّلا لأي عملية إصلاحية فيها صلاح الأمة الإسلامية وفقا لأساس المرجعية الإسلامية الثابت في ضمير كل مسلم".
لا يبدو أن الحركة تقصر دائرة اهتمامها على الشأن المصري فحسب، ففي بيانها التأسيسي تناشد "حفص" كل الكوادر السلفية العاملة في أنحاء الأمة الإسلامية أن تتكاتف وتتعاون من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الإصلاح والتغيير نحو الأفضل والأصح لمستقبل الأمة الإسلامية، فهي حركة "تتجاوز الزمان والمكان، طموحها إصلاح الأمة الإسلامية بأسرها"، ومن ثم فهي تنفي عن نفسها صفة الحزبية الضيقة محاولة أن تكون "ممثلة لنبض الأمة بكل شرائحها"، وستخاطب كل هذه الشرائح مذكرة إياها "بخطاب الخالق وما يمليه عليم كونهم عبيدا له". لذلك فقد تفاعلت مع أكثر من حدث خارج القطر المصري، فنددت بتهديد قس أمريكي متطرف بحرق نسخ من القرآن، وأصدرت أكثر من بيان حول فيضانات باكستان، وبعد هجوم متطرف شيعي على أم المؤمنين السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أيدت الحركة التظاهرات والتجمعات المنددة في دولة الكويت كما استنكرت قرار وزارة الداخلية بحظر التجمعات العامة، وحظرت في بيان لها من تقسيم السودان، والحركة أيضا متفاعلة بقوة مع أوضاع الأقلية المسلمة في تايلند البلد الأصلي لمؤسسها رضا صمدي، "لتستطيع كل الدول الإسلامية إعادة أمجاد الحضارة الإسلامية الغابرة"، على حد قوله.
فضاء الإنترنت
تتخذ الحركة من الإنترنت وسيلتها للانتشار والإعلان، ومن خلال النقاشات والنشاط الإعلامي عبر الشبكة العنكبوتية تتمكن من ضم أعضاء جدد إليها، فللحركة مدونة خاصة تحمل اسمها "الحركة السلفية من أجل الإصلاح" وهناك مدونة أخرى لأمينها العام تحمل اسم "المجد للإسلام" يتصدرها بعبارة تنم كثيرًا عن رؤيته لواقع العالم الإسلامي وعلى أي أساس تأتي تحركاته التي لا يفرق في كونها تنطلق من القاهرة أو بانكوك، فيقول: "إن البشرية اليوم لم يعد لها خيار آخر غير الإسلام، ليقودها نحو الأمان، والمسلمون لم يعد لهم خيار غير أن يتصدوا لهذا الدور القيادي، والصحوة الإسلامية اليوم لم يعد لها خيار إلا أن تعمل على حشد المسلمين للقيام بهذا الدور.. فمن الذي سيقوم بتوجيه الصحوة الإسلامية ثم العالم الإسلامي ليقود العالم؟ لا يجيب على هذا السؤال إلا من اعتقد في حنايا وجدانه أن "المجد للإسلام""، وهو الاسم الذي اختاره لمدونته.
كما أن لصمدي مشاركات عديدة ومناقشات أخرى فى المنتديات الإسلامية مثل: منتدى "أنا المسلم"، و"منتدى السلفيون" و منتدى "فرسان السنة", وغيرهم، وتخص الحركة منتدى "أنا المسلم" بنشر بياناتها بالتزامن مع نشرها في حساباتها الخاصة على موقع "الفيس بوك"، ومدونتها على موقع جوجل، فضلا عن مدونة أمينها العام، وحول الدور الذي باتت تلعبه شبكة الإنترنت، يقول رضا صمدي: "إن الشبكة العالمية للاتصالات جعلت هذا العالم قرية صغيرة وكتابا مفتوحا، ولربما يعرف المقيم في بانكوك عن أدق التفاصيل التي تحدث في القاهرة إذا خصص وقتا للبحث عن هذه الأخبار".
القائمون على "حفص"ا
بالرغم من أن الحركة السلفية من أجل الإصلاح أثبتت أن لها وجودًا فاعلا في الشارع المصري، من خلال ظهور أعضائها ولافتاتها العلنية في المظاهرات، ومشاركتها آخرين في تنظيم هذه التظاهرات والفاعليات كـ "رابطة المحامين الإسلاميين" التي يتزعمها المحامي ممدوح إسماعيل في نقابة المحامين، و"المرصد الإسلامي"، و"نشطاء الفيس بوك"، و"موقع كاميليا" وهو موقع على شبكة الإنترنت دشنه نشطاء لنصرة زوجة القس تداوس سمعان، كاهن دير مواس الموجودة في الكنيسة. بالرغم من هذا الوجود على الأرض إلا انه ومن خلال بياناتها وخطاباتها المنشورة على شبكة الإنترنت لا يعرف من بين القائمين على الحركة سوى بضع أفراد: مؤسسها وأمينها العام رضا صمدي، وهو تايلاندي مقيم في بانكوك، والمنسق العام "أبو المهند المصري"، والعضو الناشط "تلميذ القاعدة"، والآخيرين على ما يبدو موجودين في مصر.
أما "رضا أحمد صمدي" مؤسس الحركة وأمينها العام، فهو تايلاندي عاش فترة من عمره في مصر ودرس في الأزهر، وكان من بين المنتمين إلى مدرسة الإسكندرية السلفية التي تعلم على يد علمائها. جاء صمدي إلى مصر مع عائلته عام 1986 بهدف الإقامة المستديمة، وحصل من جامعة الأزهر على البكالوريوس من كلية الشريعة والقانون. ثم التحق بالدراسات العليا للحصول على الماجستير، واجتاز السنة الأولى بجدارة، في تخصص أصول الفقه، وفي نهاية السنة الثانية، وتحديدا يوم 17/ 5 /1999م ، ونظرا لنشاطه السلفي في الجامعات المصرية التي كان يشرف على الطلاب السلفيين فيها اتخذت أجهزة الأمن المصرية قرارًا بطرده من البلاد بالرغم من أنه مولود لأم مصرية.. خرج صمدي من مصر إلى المغرب وهناك حصل على ماجستير "علم الحديث" من جامعة "القرويين"، وكان عنوان الرسالة "منهج النقد عند المحدثين". ثم رحل إلى بلاده ليستقر به المقام في العاصمة بانكوك.
أما "أبو المهند المصري" المنسق العام للحركة، فهو شخص مجهول ـ على ما يبدو ـ لا يعرف عنه شيء سوى ما قاله رضا صمدي عنه في إحدى النقاشات "هو موجود في مصر متابع للوضع عن كثب"، بالإضافة لعدد من البيانات الصادرة عن الحركة وموقعة باسمه منها البيان الذي سبق "مظاهرة مسجد الفتح"، إلى جانب النقاشات التي يشارك فيها بالمنتديات الإسلامية على شبكة الإنترنت.
أما "تلميذ القاعدة" وهو شخص مجهول لكنه عضو فاعل في الحركة فلا يعرف عنه سوى مشاركته في نقاشاتها على شبكة الإنترنت تحت هذا الاسم الوهمي، ومشاركته في الترتيب للتظاهرات من خلال الشبكة العنكبوتية أيضا.
وكان مؤسس الحركة قد ذكر في إحدى نقاشاته انه مازال يسعى لاستكمال مجلس شورى الحركة. وفي حوار لنا معه، سألنا رضا صمدي، كم تقدرون عدد المنتمين للحركة في مصر؟، فأجاب: "مازالوا قليلين جدا، ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن الحركة السلفية لم تضع في أهدافها تكثير أتباعها والمنتمين إليها، لكنها تحرص على اصطناع رأي عام يحتشد وراء المبادئ والأصول التي ضُيعت في أمتنا، ونسعى لتكوين تيار يطالب بتلك المبادئ والأصول وفي مقدمتها تحكيم شريعة الإسلام في بلاد الإسلام". يضيف "ويمكن قياس الانتماء عن طريق بيانات الحركة".
موقف شيوخ السلفية منها
لا يبدو أن الحركة السلفية من أجل الإصلاح تحظى بقبول أو تأييد شيوخ الدعوة السلفية في مصر، الذين تعلم على أيديهم مؤسسها وباقي القائمين عليها، ولا يوجد ما يؤشر على أن هؤلاء مرحبين بأنشطتها وتحركاتها.. فقد سُأل الشيخ ياسر برهامي، وهو أحد كبار الدعاة السلفيين، في أحد لقاءاته بالإسكندرية عن "حفص" فقال: "بالنسبة لهذه الحركة فنحن لا نعلم عن أفرادها شيئا، إلا أن الأخ رضا صمدي دائمًا يعلن أنه هو الذي أسسها ونحن وإن كنا نكن له الحب والتقدير والاحترام إلا أننا نختلف معه كثيرًا، وزادت الاختلافات في الفترة الأخيرة، ومنها مثل هذه الإعلانات عن جماعات لا ندري عنها شيئًا، ولا أعلم أن أفرادها يرجعون إلى أحد من شيوخ الدعوة"، ثم سُأل عن شخص رضا صمدي فأجاب: "الشيخ رضا من الإخوة القدامى، الذين كانوا يعملون في الدعوة قبل سفره إلى تايلند من 15 عاما تقريبًا، ولكن كما ذكرت نحن نحب الشيخ رضا ولكن نختلف معه".
ويمثل هذا الموقف من شيوخ السلفية مثار قلق كبير لدى المنتمين للحركة والذين يفكرون في الانضمام إليها على حد سواء، ففي أحد النقاشات على منتدى "أنا المسلم" رأى أحد المتحدثين واسمه "سالم محمد" أن "تجاوز رموز السلفية خلل كبير ومؤشر فشل"، وذلك لما يمثله شيوخ السلفية من مرجعية معتبرة يصعب تجاوزها لدى كافة أطياف التيار السلفي في الداخل والخارج.
وكان رضا صمدي قد سُئل في أحد المنتديات عن موقف شيوخ السلفية من حركته، فأجاب: "الحركة السلفية من أجل الإصلاح تحتاج إلى وقت حتى يفهمها الناس أو يتفهمها المشايخ". وفي حوار لنا معه أردنا منه التوضيح حول هذه المسألة، فأجاب: بأن مشروع الحركة "عُرض على عدد من كبار مشايخ السلفية في مصر منذ خمس سنوات، ولم يكن لأي منهم إعتراضا على مشروعية التحرك، وإنما دارت تحفظاتهم حول تقدير المصالح والمفاسد ومناسبة المرحلة لمثل هذا التحرك". يضيف ولما "حصل خطأ في توصيل المعلومات" بينه وبين المشايخ، أصدروا بيانا يوصي بعدم الانضمام أو التعاون مع الحركة السلفية (وذلك عام 2005) "بناء على الظروف والمعطيات التي تحيط بالدعوة السلفية في الإسكندرية".
وتابع صمدي القول و"لما رأينا أن أغلب المشايخ في مصر متحفظون من تأييد الحركة، غيّرنا سياستها من الإقليمية للعالمية، فبدلا من أن تكون (الحركة السلفية من أجل الإصلاح ـ مصر-) سميناها (الحركة السلفية من أجل الإصلاح ـ حفص-)، حتى نرفع عن المشايخ حرج مساءلتهم عنها من الجهات الأمنية، وجعلنا الحركة مهتمة بشئون المسلمين في العالم كله ومن ضمن ذلك مصر".
وبالرغم من التقدير الذي يكنه رضا صمدي لشيوخ السلفية في مصر: "فلا زلتُ أعتبرهم رموز صحوتنا الإسلامية (على حد قوله) ولا زلت أوصي بكتبهم، واستماع محاضراتهم، والأخذ عنهم، وتقديم رأيهم ومشروتهم، ولا زلت أحفظ ودادي لهم، واحترامي لمقامهم"، إلا أنه يأخذ عليهم كثيرا القعود عن المشاركة السياسية، وعدم انخراطهم في الشأن العام، بما يجعلهم حاضرين في كل صغيرة وكبيرة من أمور الأمة. ففي مقال له شديد اللهجة تحت عنوان "السلفيون بين نداءات الواجب وتبريرات المنهج" كتب يقول :"لم نقل: انزلوا الساحة .. بل لم نقل شاركوا في المظاهرات، ولكننا قلنا: وجهوا هذه الأزمة، قولوا كلمة الحق"… ثم يتساءل: "كيف سنعلم الناس العقيدة ونعبدهم لربهم وفي فتنة كهذه نسكت ونتوارى ونؤثر السلامة ؟!"... "الواقع بكل تعقيداته ينادي على العلماء أن قدموا أطروحاتكم … الواقع ينادي على العلماء أن أنقذونا من هذا المستقبل المظلم" "أجيبوني … بل أجيبوا الأمة يا وراث العقيدة السلفية".
ويعد موقفه هذا من شيوخه كأحد الأسباب التي جرت عليه وعلى حركته النقد من الشباب الإسلامي والسلفيين خاصة، ففي أحد النقاشات خاطب من أطلق على نفسه "عماد ربيع" رضا صمدي بالقول: "أشكر لك حرصك على دفع وتوجيه السلفيين إلى العمل الحركى وإلى السياسة، ولكن من قال أنهم لا يفعلون (صحيح هناك البعض منهم فى عزلة عن الواقع خصوصا أصحاب المستوى التعليمى المحدود) غير أنهم يشاركون، ولكن بلا استعجال، وبسياسة النفس الطويل، وبمراعاة السنن الإلهية الكونية فى التغيير.. ولنعتبر من أخطاء الآخرين واستعجالهم التغيير وبأى وسيلة- كتجربة الجماعة الإسلامية- ما الذى حدث؟ خسرت الأمة الإسلامية مجموعة من خيرة شبابها مقابل لا شيء".
وفي نقاش آحر رد عليه من أطلق على نفسه "طارق الطنطاوي" بالقول: "لله سنن في كونه، وللتغيير منهج رباني سار عليه السلف ونسير عليه نحن الآن بمقتضى النصوص الشرعية التي وصلتنا عن سلفنا ونعمل بها بمقتضى تطبيقهم لها .. أي بفهمهم".--
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/ علي عبدالعال
صحفي مصري